إحياء ذكرى ضحايا قارب الثالث من أكتوبر على جزيرة لامبيدوزا
قبل تسع سنوات، وقبل أزمة الهجرة التي قرعت أبواب أوروبا وأدت إلى إثارة كل هذا الجدل المتعلق بها، وقبل تسيير سفن الإنقاذ الإنسانية واعتماد دول أوروبية متوسطية إجراءاتها الجذرية لمكافحة الهجرة، غرق قارب انطلق من السواحل الليبية باتجاه لامبيدوزا يحمل أكثر من 500 مهاجر. اندلعت النيران بالقارب قبيل وصوله وغرق، مصطحبا معه 368 رجلا وامرأة وطفلا.
الكارثة أحدثت صدمة عميقة في حينها لدى سكان الجزيرة الإيطالية المتوسطية، فمشهد الجثث أمر لم يكونوا قد اعتادوا عليه، وإن كانت قوارب الهجرة باتت نوعا ما جزءا من يومياتهم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أمس الإثنين، يوم الذكرى، توجه عدد من الناجين من الحادث إضافة إلى سكان الجزيرة وعمدتها فيليبو مانينو إلى موقع نصب "بوابة أوروبا" وفي البحر رست قوارب خفر السواحل والشرطة المالية على الشاطئ، في مشهد يحاول تكريم ضحايا تلك المأساة والمآسي اللاحقة.
كثير من الحاضرين لم يستطيعوا كبح دموعهم، من ضمنهم العمدة، طلاب جلبوا الزهور ورموها من عن المرتفع في البحر، ووقف الناجون على طرف منحدر آخر ينظرون للأفق.
في تلك اللحظة، بدأ أحدهم بتلاوة أسماء الضحايا، في حين علت في الخلفية صلاة باللغتين الإيطالية والعربية لراحة أنفسهم.
الهجرة "مشكلة أوروبية تتطلب استجابة أوروبية"
في لحظة تأثر واضحة، قال عمدة جزر بيلاجي فيليبو مانينو "إذا أردنا حقا أن نؤثر في ضمائر من يحكمون أوروبا، فإن المكان المناسب لهذا الباب (نصب بوابة الهجرة) ليس لامبيدوزا، بل في قلب بروكسل".
وأضاف "ربما إذا عبروه باستمرار أو رأوه يوميا، تستجيب ضمائرهم". مشددا على أن الهجرة "مشكلة أوروبية تتطلب استجابة أوروبية"، وعلى أوروبا "أن تفعل شيئا والآن".
في حين قال رئيس مجلس النواب الإيطالي روبرتو فيكو، الذي كان حاضرا، إنه يجب تغيير سياسات الهجرة، وعلى أوروبا "أن تساعد، لا أن تفكر في الحصار البحري"، في إشارة إلى مقترحات جورجيا ميلوني.
22 ألفا قضوا في المتوسط
المسيرة التي شهدتها سفوح تلال لامبيدوزا تأتي ضمن أنشطة لدعم مقترح اعتبار يوم الثالث من تشرين الأول/أكتوبر يوما أوروبيا للذاكرة والاستضافة، وهو اقتراح مدعوم من قبل بلديتي لامبيدوزا ولينوسا ومنظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية.
ومنذ ذلك الحين، منذ تسع سنوات، يعتقد أن 22 ألفا قضوا في البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا بالقوارب. هذا الرقم، وفقا لسيسيليا باني المسؤولة عن مشاريع الهجرة في منظمة "سانت إيجيديو" الإيطالية، يمثل "فقط أولئك الذين نعرفهم"، في وقت يعتقد أن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.
مهاجر نيوز 2022