'أويسيس500' تعلّم الروّاد كيفية الحصول على المال
أويسيس500 تعلّم الروّاد الأردنيين الإسراع في الحصول على المال
إطلاق شركةٍ تقنيةٍ ناشئةٍ ناجحة، يحتاج إلى أكثر من مجرّد الفكرة الجيّدة والتفاني، كما أنّه يحتاج إلى أكثر من مجرّد فهم العملية الأساسية لإدارة الأعمال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
هذا ما قاله مستشار التدريب في مسرّعة الأعمال "أويسيس500" Oasis500، نضال قنديلو، مؤكّداً أنّ هذا الإطلاق يحتاج إلى الأمرَين.
"يجب أن يكون هناك توقٌ للأمر، ولكنّ التوق وحده لا يكفي،" بحسب قنديلو الذي يشير إلى ضرورة "الجمع بين التوق والعملية."
هذا أبرز ما جاء في كلامه خلال ورشة عمل "أويسيس500 لتطوير الأعمال في مجال التصميم الإلكتروني" Oasis500 Tech and Hardware Workshop، والتي شارك فيها كمدرّب.
قروّاد الأعمال الطموحون الذين ناهز عددهم الـ45 في روشة العمل هذه التي أقيمَت في العاصمة الأردنية عمّان، قدّموا أفكارهم وأثبتوا حماسهم، فيما قامَت "أويسيس500" بإدخالهم في هذ العملية.
هذه الفعالية المكثّفة التي استمرَّت لأربعة أيّام، كانت مصمَّمةً لإعداد مؤسِّسي الشركات التقنية الناشئة من خلال التدريبات الضرورية لنقل شركاتهم الناشئة من المرحلة المبكرة إلى مرحلة النموّ؛ وهذا ما يُعتبَر من أكبر التحدّيات التي تواجه الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وعلى امتداد أربعة أيّام، من 16 إلى 19 من شهر آب/أغسطس الحاليّ، اجتمع المشاركون في قاعة الاجتماعات ضمن حرم المسرّعة حيث تمّ إعطاء دروسٍ مفصّلةٍ من قبل مدرّبي "أويسيس500"، ومنهم قنديلو ومحمد البطيخي وفيصل بيطار وبعض المتحدّثين الضيوف من روّاد أعمال ناجحين، بالإضافة إلى تمارين جماعية وواجباتٍ يومية.
كان من بين أهداف ورشة العمل تضمين الدروس أمثلةً من الواقع، مثل عرض أفكار مباشر قام به لؤي ملاحمه من "ثري دي مينا" 3D MENA، وهي شركة محلّية للطباعة ثلاثية الأبعاد تُعدّ من المبتكرين في قطاع التكنولوجيا والأجهزة في الأردن.
وفيما خُصِّصَت الأيّام الثلاثة الأولى بشكلٍ أساسيّ للعروض والندوات الدراسية، قام مدرّبو "أويسيس500" في اليوم الأخير بإخضاع الحاضرين للامتحان.
اختبار الهمم
كان على كلّ شركةٍ ناشئةٍ أن تُظهِر أنّها اكتسبَت المهارات التي تساعدها في عرض فكرتها للمستثمِرين لكي تؤمّن حصولها على التمويل اللازم لمنتَجها. وكانت هذه الحصّة لعرض الأفكار مباشرةً، حيث مُنِحَت الشركات الناشئة الحاضرة خمس دقائق أمام لجنة التحكيم من "أويسيس500".
وخلال عروض الأفكار، كان الجميع يدوّن ملاحظاته فيما وقف روّاد الأعمال أمام الحضور وتحت أضواءٍ خافتة. فلقد تمّ تسليط الضوء على المتحدِّث، وقبع أعضاء لجنة التحكيم في الظلّ ليشاهدوا ما يحدث.
تنوّع الروّاد الذين شاركوا في هذه الحصّة لعرض الأفكار ما بين مبتدئين طموحين يستعدّون لدخول البيئة الحاضنة في الأردن، وشركاتٍ مخضرمة تسعى إلى اكتساب مهاراتٍ جديدة، ومؤسّسين من مختلف أنحاء المنطقة يتطلّعون لدخول السوق.
ولكن لم يخلُ المشهد من نوبات التوتّر؛ ففي حين تحوّل البعض من التحدّث باللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية الأمّ في منتصف العرض ليُنصِفوا منتَجاتهم، لم يتوقّف آخرون عن هزّ أرجلهم غير واثقين من خطاهم.
ركّزَ أحد عروض الأفكار على إعداد مواد للتدريب المهنيّ عبر الإنترنت باللغة العربية، مشيراً إلى أنّ هذا النقص يعتبَر مشكلةً أساسيةً بالنسبة للشركات في الأردن ما يدفعهم للّجوء إلى مواد تدريبية باللغة الإنجليزية على الإنترنت.
كما كان من بين العروض أيضاً تطبيقٌ لمشاركة السيارات يحمل اسم "كاربول يو بي" CarPoolUP، وهو من تصميم طلّاب محلّيين ويستهدف الطلّاب أيضاً. فهؤلاء يحتاجون إلى وسائل تقلّهم إلى الجامعات الأردنية، خصوصاً وأنّ الكثير منهم يسكنون بعيداً عن مراكز المدن ويعتمدون على وسائل النقل العام.
وبالإضافة إلى ما سبق، شاركَت مجلّة "مجنون" Magnoon، وهي شركة ناشئة تركّز على الرسوم المصوّرة والفنون المحلّية.
للحكّام دورهم أيضاً
في نهاية الأمر، بدا الحكّام عادلين ولكن صريحين؛ فقد طرحوا أسئلةً صعبةً ونقدية، كما قدّموا نصائح لا تقدّر بثمن.
وأشار أعضاء لجنة التحكيم إلى قضايا كبيرة مثل الفشل في تحديد مشكلة السوق على نحوٍ كافٍ وتأسيس منتَجٍ يحلّ هذه المشاكل، أو الانتباه إلى المشكلة ولكن عدم النجاح في تحديد حلٍّ بشكلٍ واضح.
كما طرحوا أسئلةً توضيحيةً بخصوص مصادر الدخل وتوقّعات التكلفة، لمعرفة ما إذا كانت الأشخاص الذين عرضوا أفكارهم قادرون على إثبات أنّ تقييماتهم كانت دقيقة.
وعلق الحكّام أيضاً على قضايا قد تبدو تافهةً ولكنّها قد تُفسِد عرض الأفكار، مثل لغة الجسد أو القراءة مباشرةً من شاشة عرض الـ"باور بوينت".
باختصار، لقد منح الحكّام فرصة التعثّر والفشل خلال عرض الأفكار الحيّ، ولكن من دون عواقب عرض الأفكار في الحياة الواقعية. وبالتالي، قاموا بإرشادهم إلى الأماكن التي يحتاجون فيها للتحسين.
أمّا الهدف الأساسيّ لهذا المؤتمر فقد كان في تزويد هذه الدفعة القادمة من المواهب التقنية نظرةً شاملةً عن الشؤون المالية ومصادر الدخل ونماذج الأعمال، والأهمّ من ذلك فنّ عرض الأفكار وترويجها أمام المستثمِرين. أو كما قال قنديلو، مساعدتهم على "فهم ريادة الأعمال، وماذا يعني أن تقنع المستثمِر بأنّ المنتَج الذي تطوّره يحلّ مشكلةً حقيقيةً في السوق."
بعد عروض الأفكار هذه، تمّ التقاط صور الـ"سيلفي" وتبادل البطاقات ثمّ أطلقَت "أويسيس500" المشاركين في ورشة العمل هذه إلى العالم مع مهمّةٍ أخيرة؛ التحضير لعرض أفكار حقيقيّ.