أول تعليق من الخارجية المصرية حول القيام بعمل عسكري ضد سد النهضة
خلال حديثه مع وكالة "بلومبرغ" الدولية، علق وزير الخارجية المصري سامح شكري على احتمالية وجود صراع عسكري مع إثيوبيا فيما يخص سد النهضة الإثيوبي.
أكد شكري أن مصر ملتزمة بالمحادثات وحريصة على تجنب أي صراع عسكري، موضحاً أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يُطلق أي تصريحات حول الصراع العسكري مع إثيوبيا، وأنه قد أعلن خلال تصريحات سابقة أن جميع الخيارات مفتوحة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يُذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كان قد أعلن أن مياه مصر أمر يخص الأمن القومي للبلاد ويُشكل "خطاً أحمر" لا يمكن تجاوزه.
سد النهضة وقرار الملء الثاني
يُذكر أن الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائيه والرى المصري، كان قد تلقى سابقاً خطاباً رسمياً من نظيره الاثيوبي يفيد ببدء إثيوبيا في عملية الملء الثانى لخزان سد النهضة الإثيوبى. ورد وزير الري المصري من خلال خطاب رسمي إلى الوزير الاثيوبي يُخطره برفض مصر القاطع لهذا الإجراء الاحادي الذي يُعدّ خرقاً صريحاً وخطيراً لإتفاق إعلان المبادئ.
أكد وزير الري المصري أيضاً أن ما تقوم به إثيوبيا يُعدّ انتهاكاً للقوانين والأعراف الدوليه التى تحكم المشروعات المقامة على الأحواض المشتركه للأنهار الدولية، بما فيها نهر النيل الذي تُنظم استغلال موارده اتفاقيات ومواثيق تُلزم إثيوبيا باحترام حقوق مصر ومصالحها المائية وتمنع الإضرار بها.
جدير بالذكر أن إثيوبيا بدأت في بناء سد النهضة في عام 2011، دون اتفاق مُسبق مع مصر والسودان، حينها أعلنت الحكومة الإثيوبية عن أن الهدف من بناء هذا السد هو توليد الكهرباء لأغراض التنمية.
أوضحت التقارير أن أكثر الدول تضرراً ببناء سد النهضة الإثيوبي هما مصر والسودان، فمصر تخشى من تأثير هذا السد على حصتها من المياه، والتي تبلغ حوالي 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، والتي تحصل على غالبيتها من النيل الأزرق.
أما السودان، فهي تخشى أيضاً من تأثير السد الجديد على انتظام تدفق المياه إلى أراضيه، وكذلك من تأثيره على السدود السودانية، وقدرتها على توليد الكهرباء.
خلال مؤتمر سابق ذكر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة: "أن سد النهضة تم بناؤه لمنع المياه من الدخول للوادي، ورقم 74 مليار متر مكعب من الماء المُحدد لملء السد هو رقم مبالغ فيه، والسد على منطقة جبلية، والسعة ضخمة جداً، والهضبة الإثيوبية فيها كثير من المشاكل".
لفت الشراقي إلى أن 74 مليار مكعب من الماء هو رقم يُشكل خطورة على السودان ثم مصر، كما يُعرض السد للانهيار الهندسي. لافتاً إلى أنه هناك سدود تنهار مثل السد الصيني الذي كانت سعته 44 مليار متر مكعب، وامتلأ خزانه مع استمرار الأمطار، فأصبح هناك خوف من انهياره رغم كونه لديه 44 بوابة وليس سد النهضة الذي به 13 بوابة فقط.
مُضيفاً أن الأمطار في إثيوبيا لها خاصية فريدة فهي تهطل بمُعدل أكبر من أي دولة، لذا يُصبح هناك مخاطر من موسم الفيضان في إثيوبيا، لأن كل أنهار إثيوبيا تفيض، فلو وقعت هذه الظروف المناخية وسد النهضة بسعته التخزينية التي ترغب فيها إثيوبيا وهي 74 مليار متر مكعب، سنكون بمواجهة تسونامي سيغرق السودان.