أهمية مهارة حل النزاعات وكيف يُمكنك اكتسابها
إليك المقصود بمهارة حل النزاعات وأهميتها ونصائح تُمكنك من اكتسابها
النزاع هو جزء طبيعي من أي علاقة صحية. فلا يمكن توقع أن يتفق شخصان على كل شيء طوال الوقت. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على مهارة حل النزاعات وأهميتها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي مهارة حل النزاعات؟
النزاع هو أكثر من مجرد خلاف. إنه حالة يرى فيها أحد الطرفين أو كلاهما تهديداً، سواء أكان هذا التهديد حقيقي أم لا. لأن النزاعات تنطوي على تهديدات متصورة لرفاهيتنا وبقائنا، فإنها تبقى معنا حتى نواجهها ونحلها. نحن نتعامل مع النزاعات ونكون ردود فعلنا تجاهها بناءً على تصوراتنا للوضع أو الموقف، وليس بالضرورة بناء على مراجعة موضوعية للحقائق. تتأثر تصوراتنا بتجاربنا الحياتية السابقة وثقافتنا وقيمنا ومعتقداتنا.
مفتاح تكوين علاقات صحية وسوية ليس الخوف أو محاولة تجنب الصراع ولكن تعلم كيفية حله بطريقة صحية. عندما تتم إدارة النزاع بشكل سيء، يمكن أن يتسبب ذلك في حدوث ضرر كبير للعلاقة، ولكن عند التعامل معه بطريقة محترمة وإيجابية، يوفر الصراع فرصة لتقوية الروابط بين الطرفين. لا ينبغي تجاهل النزاعات لأنها ستستمر حينها في التفاقم.
سواء كنت تواجه نزاعاً في المنزل أو العمل، فإن تعلم مهارات حل النزاعات يمكن أن يساعدك على حل الاختلافات وإدارة الصراعات بطريقة صحية وبناء علاقات أقوى وأكثر إفادة.
أسباب النزاع في العلاقات
ينشأ الصراع من الاختلافات، سواء أكانت اختلافات كبيرة أو صغيرة. يحدث النزاع عندما يختلف الناس حول قيمهم أو دوافعهم أو تصوراتهم أو أفكارهم أو رغباتهم. تبدو هذه الاختلافات في بعض الأحيان تافهة، ولكن رغم ذلك يكون الصراع قادراً على إثارة مشاعر قوية. يمكن أن تتراوح هذه المشاعر من الحاجة إلى الشعور بالأمان أو الاحترام والتقدير، وصولاً إلى الحاجة إلى مزيد من التقارب والألفة.
فكر في الاحتياجات المتعارضة لطفل صغير وأحد الوالدين. يحتاج الطفل إلى الاستكشاف، لذا فإن المغامرة بالنزول إلى الشارع أو الوقوف على حافة الجرف يلبي تلك الحاجة. بينما حاجة الوالدين هي حماية سلامة الطفل، وهي حاجة لا يمكن تلبيتها إلا من خلال الحد من استكشاف الطفل. نظراً لأن هذه الاحتياجات متعارضة، ينشأ الصراع.
تلعب مُراعاة احتياجات كل طرف دوراً مهماً في نجاح العلاقات على المدى الطويل. كل واحد يستحق الاحترام والتقدير. في العلاقات الشخصية، يمكن أن يؤدي عدم فهم الاحتياجات المختلفة إلى البُعد والانفصال. في مكان العمل، يمكن أن تؤدي الاحتياجات المختلفة إلى تعطل الصفقات، وانخفاض الأرباح، وفقدان الوظائف.
أهمية مهارة حل النزاعات في العمل
كما سبق الذكر، الخلافات أمر لا مفر منه، وبالتالي، فإن تعلم تقنيات إدارة الصراع مهم للغاية لتحقيق النجاح المهني أو الاجتماعي أو العاطفي. من الأسباب التي تجعل مهارات حل النزاعات هامة للغاية في أماكن العمل ما يلي:
- تعزيز التواصل الفعال في مكان العمل: لا يؤدي ضعف الاتصال إلى الصراع فقط، ولكنه أيضاً قد يعيق الأعمال ويقلل من الإنتاجية. إن تشجيع الحوارات المفتوحة لحل حالات الصراع سيُترجم إلى تعاون وتواصل أفضل على المدى الطويل.
- إدارة الإجهاد: يقطع تخفيف التوتر شوطًا طويلاً في تحسين الصحة العقلية ورفاهية الموظفين. إن وجود عملية جيدة لحل النزاعات في مكاتب المديرين يمكن أن يساعد في تقليل توتر جميع الموظفين.
- تحسين الرضا الوظيفي: يشعر الموظفون بتحسن كبير تجاه وظائفهم عندما يشعرون أن هناك عمليات قائمة للمساعدة في معالجة الصراع. إن وجود بيئة عمل يتم فيها معالجة النزاعات بعناية وذكاء عاطفي سيساعد في تحسين الرضا الوظيفي العام للموظفين.
نصائح لاكتساب مهارة حل النزاعات
إذا كُنت تريد اكتساب مهارة حل النزاعات فيُمكنك الاستعانة بالنصائح التالية:
- شجع الاستماع الفعال: الاستماع الفعال هو أحد اللبنات الأساسية لحل النزاعات. من أجل التغلب على الخلاف بنجاح وتحقيق التعاطف مع الآخرين، يجب أن تكون قادراً على الاستماع إلى أفكار الطرف الآخر وآرائه وأفكاره. استمع بهدوء أثناء المحادثة، ثم قم بإعادة صياغة ما سمعته في شكل سؤال. لا يؤدي هذا إلى توضيح أي لبس فحسب، بل يتيح للفرد الآخر معرفة أن صوته مسموع ومفهوم.
- حاول ألا تخضع لمشاعرك بشكل كامل: غالباً ما يعني إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم التأكد من بقاء المشاعر القوية خارج عملية حل النزاع. إن امتلاك مشاعر قوية أثناء النزاع أمر طبيعي، لكن السماح للعاطفة بتوجيه جلسة لحل المشكلات قد يؤدي فقط إلى تفاقم الصراع. إذا كنت تقود جلسة إدارة الصراع، اطلب من المشاركين بذل قصارى جهدهم لإبعاد المشاعر القوية عن العملية. سيسمح هذا للمتنازعين بالتركيز على الحقائق والبدء في العمل المنطقي نحو حل.
- ابحث عن السبب الجذري للصراع: يتطلب البحث عن أسباب الصراع تتبع الخلاف حتى تصل إلى جذور المشكلة. قم ببناء جدول زمني مع المتنازعين لمعرفة ما إذا كان بإمكانك العودة إلى أصل الصراع. غالباً ما يؤدي عزل سبب النزاع إلى تبسيط عملية الحل.
- تعلم لغة الجسد: لغة الجسد وغيرها من الإشارات غير اللفظية لا تقل أهمية عن الكلمات المنطوقة أثناء جلسة إدارة الصراع. تأكد من الحفاظ على التواصل البصري أثناء الجلسات من أجل بناء علاقة أقوى والحفاظ على الثقة.
- إظهار الذكاء العاطفي: أثناء حل الصراع يجب أن تُظهر وعيًا عاطفيًا ونضجًا، وذلك لتجنب إيذاء مشاعر الناس وتفاقم الخلافات. احرص على التركيز على الحقائق وتجنب التعامل مع الأمور الشخصية أثناء حل النزاع.
- اتفق على الحقائق: من المهم وضع قواعد أساسية وبناء توافق في الآراء من خلال الاتفاق على الحقائق الأساسية لموضوع النزاع. إذا كنت تستطيع أن تكون منهجيًا بشأن الموافقة على المكونات الأساسية للنزاع، فإن العمل من أجل حل مشترك سيصبح عملية أسهل بكثير.
- قدّم المجاملات: قد يبدو الأمر غير منطقي في الأزمات المُتعلقة بالصراع والخلاف، لكن تقديم المجاملات يمكن أن يساعد في نزع فتيل الموقف المتوتر ويزيد أيضًا من نفوذك أثناء حل النزاع. يمكن أن يساعد مدح الخصم على بناء الثقة في أنه يمكنك العمل نحو حل مفيد للطرفين.
- حافظ على علاقات جيدة: من المهم أن تحاول الأطراف المعنية فصل حل النزاع من أجل الحفاظ على علاقات مهنية دائمة. تنشأ الخلافات بين الأصدقاء والأحباء طوال الوقت، لذلك لا يوجد سبب يمنع زملاء العمل من الحصول على نصيبهم العادل من النزاعات المؤقتة. تذكر أن تضاربًا واحدًا لا يحدد علاقة مهنية كاملة.