أهمية دراسة السلوك الإنساني وتأثيره على العمل
ما هي أهمية دراسة السلوك الإنساني للبشر وكيف يؤثر على العمل؟ يعتبر السلوك الإنساني ككتاب التعليمات المرفق بالأجهزة والذي يسعى العلماء إلى ملأه بالعديد من المعلومات حول تلك السلوكيات للتعرف على الإنسان عن قرب والقدرة على إدارة سلوكياته وفهمها وتوجيهها إلى ما يفيده على مدار حياته، وخاصة في مجال العمل الإداري الذي يحتاج إلى تعمق في النفس البشرية كي يسير العمل بالشكل المخطط له ولا يؤثر على الإنتاجية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أهمية دراسة السلوك الإنساني
تلعب عملية دراسة السلوك البشري الكثير من الأدوار في عالمنا، حيث الفوائد التي لا تنتهي لدراسة كل ما يخص تصرفات الإنسان وتفسيرها، وتشمل فوائد دراسته ما يلي:
فهم السلوكيات البشرية
تساعد دراسة السلوكيات الإنسانية على التعرف عن قرب على تصرفات الأفراد وتوقعها في المواقف المختلفة، وهو ما يكون مفيدًا في العديد من مجالات الحياة التي يتحدد بناء عليها الكثير من النظريات والدراسات العلمية حول التسويق والتعليم على سبيل المثال.
تستخدم تلك الدراسات في تطوير حياة الإنسان للأفضل بما يتماشى مع سلوكياته.
تحسين العلاقات الشخصية
أصبحت العلاقات الإنسانية أفضل على مر التاريخ بفضل ما تم التوصل إليه من دراسات تحلل السلوكيات الإنسانية، وهذا بسبب الوصول إلى الطرق المختلفة التي يفكر بها الآخرون ولماذا يقومون ببعض التصرفات في مواقف بعينها.
تعمل تلك الدراسات على تطويل سبل التواصل بين الأفراد وتقوية العلاقات عبر الحصول على الإجابات الوافية عن العديد من الأسئلة حول الطبيعة البشرية.
تعزيز الصحة العقلية
تساعد دراسة السلوك الإنساني على فهم السلوكيات البشرية القادرة على تحسين حالتنا العقلية، من خلال اكتشاف أنواع جديدة من الاضطرابات النفسية والوصول إلى طرق علاجها وأعراضها وعلاقتها بالأمراض العقلية الأخرى وتأثير كل منها على الآخر.
يفيد ذلك أيضًا في التدخل المبكر والعلاج السريع الذي ينقذ الكثير من المرضى خاصة فيما يتعلق بالاكتئاب واضطرابات القلق وما إلى ذلك.
تحسين بيئة العمل
يتعامل الملايين من البشر في نفس بيئة العمل كل يوم، وذلك في إطار كبير من السلوكيات البشرية المنظمة، لذلك تحتاج تلك السلوكيات إلى تحليلها وهنا تكمن أهمية دراسة السلوك الإنساني، حيث يساعد على وجود التأقلم بين العاملين في المكان نفسه والتواصل الصحيح مما يؤدي في النهاية إلى تحسين بيئة العمل.
تميل الدراسة هنا إلى فهم احتياجات الموظفين ودوافعهم، وما يجب على المديرين القيام به من سلوكيات قائدة للتفوق في منصبه وإرشاد الآخرين.
تطوير التقنيات
ما الهدف من دراسة العلوم السلوكية؟ يسعى العلم إلى ربط العلوم السلوكية بالتطور التقني من خلال فهم حاجات الإنسان والعمل على تلبيتها من خلال هذا التقدم.
يمكن استخدام طرق فهم السلوك البشري لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر تفاعلية أو تصميم منتجات أكثر ملاءمة للمستخدم وكل ذلك عن طريق التأكد من احتياجات البشر وسلوكياتهم.
ما هي أهداف دراسة السلوك؟
تسعى أهمية دراسة السلوك الإنساني إلى تعريفنا على الكثير من الأهداف التي يمكن أن تتحقق على يد تلك الدراسات العلمية التي تعتمد في الأساس على المنطق والتحليل والملاحظة، ومن أهم هذه الأهداف ما يلي:
فهم الأسباب الكامنة وراء السلوك
يسعى العلماء القائمون على تحليل السلوك الإنساني إلى فهم ما يدفع الأفراد للقيام بسلوكيات محددة دون غيرها، وذلك من خلال التطرق إلى تأثر الفرد بالعوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية من حوله والتي تجعل سلوكياته تخرج على هذه الشاكلة في النهاية.
قد يكون التنبؤ بالمستقبل مستحيلًا لكن بعض السلوكيات التي يتم تحليلها تجعل العلماء قادرين على التعرف على ما ستسير عليه التغيرات البشرية مع الوقت.
التنبؤ بالسلوك
أهداف السلوك الإنساني تسعى إلى فهم العوامل التي تؤثر على السلوك كما ذكرنا ومن خلال هذا تظهر احتمالية وجود الكثير من التصرفات سهل التنبؤ بها في مواقف معينة، ومن هذه النقطة يستفيد قطاع كبير من البشر في مجالات مختلفة في تقديم الخدمات والمنتجات للفرد على أكمل وجه.
التحكم في السلوك
لا تسعى الدراسة العلمية إلى التعرف على السلوك فقط مهما كانت طريقته، ولكن بعض السلوكيات تحتاج إلى التحكم والتعديل، لذلك يتم دراستها ووضعها في قائمة المشكلات التي يتعامل معها الدارسين للوصول إلى حل لها.
يظهر ذلك في السلوكيات التي يكون من الضروري التخلص منها لتأثيرها على عدد كبير من البشر في المجتمع الواحد وتؤدي إلى آثار سلبية كثيرة، فعلى سبيل المثال قد تتسبب السلوكيات الخاطئة في انتشار مرض ما أو وباء أو عادة سيئة على أقل تقدير.
تحسين نوعية الحياة
عند دراسة السلوك الإنساني يجد الفرد نفسه أمام حياة جديدة بتفكير أكثر نضجًا، فها هو يعلم جيدًا كيف يتحكم في الغضب وما يجب عليه أن يفعله عند التصرف بعدوانية أو عند اللامبالاة وغيرها، مما يحسن من نوعية الحياة التي يحياها لتصبح خالية من المشكلات.
بعض الدراسات السلوكية تعمل على حصول الفرد على المزيد من الرعاية والرفاهية.
فهم العالم من حولنا
من خلال دراسة السلوك، يمكننا اكتساب فهم أفضل للعالم من حولنا وتقدير الآخرين ومنحهم الاستثناءات في بعض الحالات التي يكون تصرفهم فيها نابعًا عن شعور نفهمه جيدًا.
يمكن للتطور السلوكي أن يتماشى مع التعقيدات التي تقابلنا في الحياة، ودراسة السلوكيات تلك باستمرار يقلل من صدمتنا وشعورنا بالإحباط عند اكتشاف العراقيل في طريقنا نحو الأهداف.
فهم التطور البشري
تساعد الدراسات السلوكية على فهم مدى تطور البشر وتعقيدهم وما هي الاختلافات الفردية الشخصية التي يتمتعون بها إلى جانب السلوكيات المتعلقة باتخاذ القرارات المصيرية والوصول إلى الطرق المختلفة التي يفكر بها البشر سواء اجتماعيًا أو عاطفيًا.
لماذا يتم دراسة السلوك الإنساني في الإدارة؟
يحتاج مجال إدارة الأعمال إلى دراسة السلوك الإنساني عن قرب والتعرف على كافة الأشياء التي تؤثر على قرارات الفرد وتصرفاته للوصول إلى ما يلي:
فهم الموظفون
يساعد فهم السلوك الإنساني القائمين على أعمال الإدارة على فهم دوافع الموظفين وما يحتاجونه من بيئة العمل والمشكلات التي تواجههم، ومن خلال تلك المعرفة ستتمكن من الوصول إلى أفضل أداء وأفضل إدارة للأعمال دون وجود الكثير من التذمر وعدم الراحة، بل على العكس تمامًا سوف يفضل الكثيرين منهم بيئة العمل مما يزيد من الإنتاج والعمل على الابتكار والإبداع.
تحسين عملية اتخاذ القرار
تأكد من أن قراراتك سوف تصبح أفضل كلما تفهمت السبب وراء ما يحدث حولك من سلوكيات الموظفين، ولن تكون قرارات أفضل فحسب بل فعالة ويمكن الاستفادة منها.
قد تتعلق تلك القرارات بالشؤون المالية أو تغيير شكل العمل أو إدارة الفرق.
تعزيز التواصل الاجتماعي
يعمل فهم السلوك الإنساني على مساعدة المديرين على التواصل بشكل أكثر فعالية مع موظفيهم والاستفادة من السلوكيات لتوجيه الموظفين إلى التواصل فيما بينهم أيضًا.
يساعدك ذلك على توطيد العلاقة بينك وبين الموظفين وبينهم وبين بعضهم البعض.
حل النزاعات
إذا تمكنت من فهم السلوكيات البشرية المعقدة، سوف تكون قادرًا على فهم السلوك وحل النزاعات والمشكلات التي تواجهك في الحاضر أو المستقبل.
من خلال تلك الدراسة يمكنك الوصول إلى الأسباب الرئيسية للمشكلات المستمرة أيضًا والتعامل معها لعدم تكررها.
تطوير القيادة
الإدارة تعني القيادة بشكل أو بآخر، وتساعد عملية التطوير السلوكي على تطوير عملك كقائد، فتخيل أن تتعامل مع شخص غاضب لا يهدأ أو مصاب بالإهمال الشديد ولا تعرف الحل لما يقوم به؟ ستكون تلك المعضلة الصعبة في حالة عدم وجود الدراسات السلوكية فقط.
من خلال دراسة سلوكيات الأفراد ستتمكن من التجاوب مع المعطيات والتغيرات التي تطرأ على الفرد وتقوم بحل المشكلة بصفتك قائد، من خلال التعرف على خلفيتها بدلًا من التركيز على السلوك النهائي الظاهر أمامك.
تعمل كل هذه النقاط على تطوير مهاراتك القيادية ووضعك في محل تحفيز وإلهام للآخرين وهو الدور الحقيقي للقائد، ويصب ذلك في النهاية في مصلحة العمل ككل.
تحسين خدمة العملاء
إذا كنت تريد التعرف على أهمية دراسة السلوك الإنساني بالنسبة إلى عالم الإدارة، فسيكون من أهم تلك الفوائد هو العمل على فهم ما يدور في دماغ العملاء لتحسين الخدمة المقدمة إليهم بالإضافة إلى تطوير المنتجات المختلفة لتكون متماشية مع متطلباتهم
خصائص السلوك الإنساني
يتميز السلوك الإنساني بعدة خصائص والتي تتيح لنا دراسته ومن هذه الخصائص ما سنتعرف عليه معًا:
السببية
لا يأتي السلوك البشري من العدم، بل لابد من وجود سبب يدفعه وقد يكون هذا السبب داخلي أو خارجي لذلك يجب أن يكون هناك ما يجحرك السلوك مهما كان بسيطًا أو معقدًا.
الدافعية
يسير السلوك البشري من أجل تحقيق المزيد من الغايات والاحتياجات أو إشباع الرغبات، وقد تكون هذه الغاية مادية أو معنوية.
على سبيل المثال عند دراسة الطلاب بجد يكون غايتهم التفوق والنجاح.
التنوع
يعتبر السلوك البشري من أكثر الأشياء تنوعًا، فلا يمكنك معرفة متى سيتغير وكيف، وذلك وفقًا للعديد من العوامل التي تؤثر عليه ومنها:
-
الخصائص البيولوجية مثل الجنس والعمر والصحة.
- الخصائص النفسية مثل الشخصية والدوافع والقيم.
- الخصائص الاجتماعية مثل الثقافة والطبقة الاجتماعية والتعليم.
- الخصائص البيئية: مثل الظروف المحيطة والخبرات الشخصية.
المرونة
يتمتع السلوك الإنساني بقدر كبير من المرونة، حيث يمكن للبشر التكيف مع المواقف المختلفة وتغيير سلوكهم حسب الحاجة وقد يتغير السلوك إلى النقيض ثم يعود إلى ما كان عليه مرة ثانية وهو أمر شائع للغاية.
القدرة على التعلم
يتميز السلوك الإنساني بالقدرة على التطور وفقًا لما يقوم الفرد بتعلمه الناتج عن الخبرات والتجارب والتعلم من الآخرين أو حتى تطوير السلوكيات القديمة.
القدرة على التخطيط
لا يقوم السلوك الإنساني وحده بالتخطيط ولكن يستغله الفرد للتخطيط المسبق للأعمال البشرية وتوقع بعض النتائج التي ستنتج عنه مع اختيار السلوك الأكثر فاعلية لتحقيق أهدافهم.
القدرة على الإبداع
يتميز السلوك الإنساني بقدرة على الإبداع والابتكار فالعديد من السلوكيات وحدها أو عند مزجها مع السلوكيات الأخرى تكون قادرة على إنتاج الكثير من الابتكارات والإبداعات المتميزة في الكثير من المجالات.
وقد أثبت الكثير من البشر قدرتهم على الابتكار وتطويع السلوك البشري لذلك.
القدرة على الشعور بالعواطف
يرتبط السلوك الإنساني بالمشاعر بشكل وثيق من خلال القدرة على التعرف على المشاعر المختلفة والتفرق بينها، كما يمكن لهذه العواطف أن تؤثر على السلوك الإنساني وتغيره بشكل كبير.
القدرة على تكوين العلاقات
من أهم خصائص السلوك الإنساني هو تمكينك من تكوين العلاقات مع الآخرين بنجاح والتزود بالروابط الاجتماعية القوية التي يحتاجها الأصدقاء على سبيل المثال أو الموظفين في عملهم وما إلى ذلك.
القدرة على التأثير على الآخرين
من خصائص السلوك البشري أنه قادر على التأثير في الآخرين وذلك من خلال جعلهم يغيرون سلوكياتهم وطرق تعاملهم.
بعض التغيرات في السلوك الإنساني تكون إيجابية والبعض الآخر سلبيًا، لذلك يجب أن تكون حريصًا عند التعامل مع السلوك البشير المتنوع واختيار الإيجابي منه فقط.
انكشفت أهمية دراسة السلوك الإنساني الآن وأصبح أمامك الكثير من الخيارات المتعلقة بالتصرفات البشرية وتأثيرها على العمل وعلى الأحداث اليومية للفرد، لذلك يجب ان تدرك مدى تعقيد النفس البشرية وصعوبة رصد ردود أفعالها وتصرفاتها، مما يجعل العلماء يعانون للوصول إلى بعض النتائج التي قد تراها بسيطة أو بديهية.