أهمية اللعب في تطوير القدرات العقلية للطفل
إليك الفوائد التي يمكن للعب أن يُحققها للأطفال
للعب أهمية كبيرة في تعزيز نمو الطفل الصحي والحفاظ على روابط قوية بين الوالدين والطفل. يُساهم اللعب في تحقيق الرفاه المعرفي والجسدي والاجتماعي والعاطفي للأطفال والشباب. رغم هذه الأهمية إلا أن بعض الدراسات قد أثبتت انخفاض وقت اللعب بشكل ملحوظ بالنسبة لبعض الأطفال. فسرت الدراسات هذا الأمر من خلال مجموعة متنوعة من العوامل التي قللت من اللعب، بما في ذلك إيقاع الحياة السريع، والتغيرات في هيكل الأسرة، زيادة الاهتمام بالجانب الأكاديمي على حساب العطلة وأوقات اللعب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أهمية اللعب تجعله أمرًا لا يجب تنحيته جانبًا لصالح أي أمر آخر، حتى وإن كان أمر التعليم الأكاديمي. هناك صلة وثيقة بين اللعب والصحة العقلية للأطفال أكثر مما قد تدركه. أوضح العديد من المختصين أن اللعب ليس نشاطًا تافهًا، ولكنه نشاط حاسم لرفاهية الأطفال.
فوائد اللعب للأطفال
تُظهر الأبحاث أن لعب الأطفال له فوائد عديدة، وأكثرها وضوحًا أنه يُعزز المشاعر الإيجابية. الأطفال الذين يسمح لهم آباؤهم ويشجعونهم على الانغماس في اللعب غير المنظم يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادة ويشعرون بتحسن تجاه أنفسهم. هذه الزيادة في الإيجابية يُمكن أن تُقلل من حدوث السلوكيات غير المرغوب فيها بين الأطفال، مثل التنمر.
كذلك، يسمح اللعب غير المنظم للأطفال بالتنظيم الذاتي وتعلم كيفية التعامل مع المشاعر المختلفة، بما في ذلك الغضب والإحباط. كما أنه يساعد الأطفال على أن يكونوا أكثر مرونة لأن التفاعلات المختلفة خلال اللعب تجعلهم أكثر وعيًا عاطفيًا، كما تجعلهم قادرين على التعامل مع التوتر وخيبة الأمل وإدارة التحديات. المرونة أمر بالغ الأهمية للصحة العقلية للأطفال على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بإدارة التوتر أو التعامل مع الصراع.
الأطفال الذين يُعانون من مشكلات منزلية قد يستفيدون أكثر من اللعب غير المنظم، نظرًا لأنه يمثل فرصة لهم للتخلص من بعض التوتر السلبي لديهم وتطوير آليات التكيف للتغلب على مشاكلهم.
من الفوائد العقلية للعب أيضًا أنه فرصة جيدة لتنفيس الطاقة، قد يحتفظ الأطفال أحيانًا بمشاعر قوية، مما يخلق مصدرًا مكبوتًا للسلبية أو الغضب أو القلق. اللعب النشط هو فرصة جيدة للأطفال لاستخدام هذه المشاعر في بيئة صحية وخاضعة للسيطرة. عندما يكون الأطفال أحرارًا في التعبير عن مشاعرهم بالطريقة التي تُناسبهم، فمن غير المرجح أن ينخرطوا في سلوكيات مدمرة.
أهمية اللعب في الهواء الطلق
قد يعتقد العديد من الآباء أن أفضل طريقة لتنمية القدرات الفكرية لأطفالهم هي قضاء المزيد من الوقت في التعلم في بيئة صفية منظمة. لكن ما يجب معرفته هنا أن تشجيع طفلك على قضاء بعض الوقت في الخارج يعد أيضًا طريقة رائعة لتنمية قدراته الفكرية؟ اللعب في الهواء الطلق له العديد من المزايا، منها أن يساعد في تنمية الدماغ لأن الأطفال يقومون خلاله باختراع ألعابًا جديدة ويستكشفون محيطهم ويصبحون أكثر استقلالية. كما يطورون أيضًا مهارات اتخاذ القرار والقدرات التنظيمية. من خلال اللعب الفردي والجماعي، يتعلم الأطفال حل المشكلات وإنشاء عوالم خيالية وتحويل الأفكار إلى حقائق.
كذلك، فإن قضاء المزيد من الوقت في الطبيعة يعرّف الأطفال على مشاهد وأصوات وروائح جديدة. كل هذه التجارب غير المألوفة يمكن أن تثير الفضول "أي نوع من الحيوانات هذا؟"، "كم من الوقت يستغرق نمو الأشجار؟" قد يكتشف ابنك اهتمامًا بالعلوم أو حماية البيئة، وهو أمر قد لا يكون متاح إظهاره إلا من خلال اللعب.
نصائح تُمكنك من استخدام اللعب لتطوير طفلك
- استرخ واستمتع بالنشاط: أثناء اللعب مع طفلك لا تحاول تحمل المسؤولية، ولكن اسمح لطفلك بأخذ زمام المبادرة. دورك هو إظهار الاهتمام والموافقة وتقديم التشجيع. إذا بدأ طفلك في التصرف بطريقة غير مقبولة، فمن المهم إخباره بما يفعله بشكل خاطئ وتعليمه ما يمكنه فعله بشكل مختلف في المرة القادمة.
- تعلم طرح أسئلة مفتوحة أثناء اللعب، مثل: ماذا تعتقد سيحدث إذاـــــ؟ هل يمكنك التفكير في طريقة أخرى لـــــ؟ ماذا يمكنك أن تبني بهذه الكتل؟ أين يمكن أن تذهب بقطعة اللغز هذه؟ طرح الأسئلة المفتوحة يُحفز على التفكير ويُشجع المزيد من الاستكشاف. إذا بدا أن طفلك يشعر بالإحباط، فيمكنك تقديم اقتراحات لطريقة أخرى للنظر في المشكلة. على سبيل المثال، للطفل الذي يشعر بالضيق بسبب استمرار سقوط برجه، يمكنك أن توضح له كيفية استخدام كتل أكبر في الأسفل.
- علّمه نموذج الروح الرياضية الجيدة: عندما يكبر الأطفال بما يكفي لبدء ممارسة الألعاب التنافسية مثل السباقات أو ألعاب الطاولة، يمكنك أن تكون نموذجًا للروح الرياضية الجيدة. كن خاسرًا جيدًا من خلال التعبير عن مقدار المتعة التي حظيت بها في المشاركة في النشاط وتهنئة الفائز. بنفس القدر من الأهمية، أن تكون فائزًا جيدًا من خلال عدم الشماتة أو التنافس الشديد مع الأطفال الصغار.
- إذا لم تستمتع أنت وطفلك بهذا النشاط، فقم بإيقافه: يجب أن يكون اللعب شيئًا ممتعًا لجميع المعنيين. قم بإيقاف تشغيل جميع الأجهزة الإلكترونية التي يمكن أن تكون مصدر إلهاء محتمل لطفلك. يتضمن هذا التلفزيون والأجهزة اللوحية وحتى هاتفك. قد يبدو هذا وكأنه لا يحتاج إلى تفكير، لكنك تريد أن يكون ذهنهم قادرًا على التركيز بشكل كامل على الإبداع، واستخدام خيالهم واستكشاف بيئتهم، وليس تشتيت انتباههم بالألوان والحركات والأصوات القادمة من الجهاز.
- اختر الألعاب المناسبة: ليست كل الألعاب متساوية، إن امتلاك ألعاب لا تشغل طفلك فحسب، بل يمكنها تحويل لعبه إلى تجارب تعليمية وهو أمر أساسي للتعلم القائم على اللعب. هناك بعض الألعاب التي توفر أزرارًا مضيئة تحتوي على عبارات وأغاني وأصوات تعلم الأرقام والألوان والأشكال والمزيد.