أهم الاكتشافات الفضائية المذهلة في عام 2021

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 15 ديسمبر 2021 | آخر تحديث: الأحد، 26 ديسمبر 2021
مقالات ذات صلة
أهم إنجازات الإمارات الفضائية خلال عام 2020
شاهد: اكتشاف آثري مُذهل في الكويت
فيديو: لقطات فضائية مُذهلة لنهر النيل والأهرامات

شهد عام 2021 الكثير من الاكتشافات الفضائية المثيرة والتي فسرت بعض الظواهر الغريبة وتوصلت إلى كواكب ونجوم جديدة لم يتم التوصل إليها من قبل.

ونستعرض فيما يلي أهم الاكتشافات الخاصة بعالم الفضاء خلال العام الجاري.

كوكب أكبر من المشتري ويدور حول شمسين!

وأعلنت دراسة فضائية عن وجود كوكب عملاق يشبه كوكب المشترى ولكنه يفوقه في الحجم كثيراً، وذلك خارج المجموعة الشمسية الخاصة بكوكب الأرض.

وأوضحت الدراسة أن الكوكب أطلق عليه اسم "b Cen (AB) b" أو بي سن (إيه بي) بي، ويوجد هذا الكوكب في نظام نجمي ضخم في كوكبة سنتور.

ويتكون هذا النظام النجمي الضخم من نجمين، وتبلغ كتلة هذا النظام النجمي حوالي 10 أضعاف كتلة الشمس.

ويعتبر هذا هو أكبر نظام نجمي يتم الكشف عن كواكب تدور حوله حتى الآن، بعد أن كانت تتراوح كلتة النجوم التي تدور حولها الكواكب حوالي 3 كتل شمسية على الأكثر.

ومن جانبه، كشف المرصد الأوروبي الجنوبي أن هذين النجمين يمثلان بيئة مدمرة وشديدة الخطورة وهو ما يجعل وجود كواكب حولها أمر غاية في الصعوبة.

ووفقاً للدراسات فإن النجم الأكثر وهجاً في ثنائي b Cen يبتعد عن الأرض بحوالي 325 سنة ضوئية.

وتزيد حرارة هذا الثنائي النجمي على 18 ألف درجة مئوية وذلك يعني بأن هذا الثنائي النجمي يولد أكثر من 3 أضعاف حرارة الشمس.

ويشعر الباحثون بالحيرة بسبب قدرة هذا الكوكب على التكون والحفاظ على صموده حول هذا الثنائي النجمي شديد الحرارة وكبير الكتلة.

ويصف علماء الفضاء أن وجود كوكب ضخم حول هذا الثنائي النجمي هائل الحكم أمر صعب نظرياً.

ويعتبر الكوكب المكتشف حديثاً من ذات الفئة التي يتبع لها كوكب المشتري إذ أنه يتبع مجموعة الكواكب الغازية العملاقة.

ولكن المثير في الأمر أن الكوكب المكتشف حديثاً يفوق حجمه، حجم كوكب المشتري بحوالي 11 مرة!

فيما يبعد الكوكب الغازي العملاق عن النجمين الهائلين بمسافة تزيد على 100 مرة مقارنة بالمسافة التي تفصل كوكب المشتري عن الشمس.

وفي مفاجأة لعلماء الفضاء، فعند العودة إلى الأرشيف الخاصة بهذا الكوكب وجد أنه تم رصده منذ 20 عاماً ولكن بسبب عدم قدرة التكنولوجيا في ذلك الوقت على تحديد طبيعته تم التوقف عن البحث عن ماهية هذا الكوكب وتفاصيله.

ويتوقع العلماء بأن النظام النجمي الضخم يبلغ عمره حوالي 15 مليون سنة، وأن الكوكب العملاق تكون نتيجة وجود نواة صخرية بفعل تكتل الغبار على مسافة كبيرة ما يكفي من النجمين.

فيما يرجح بعض العلماء الآخرين بأن الكوكب تكون من خلال ظاهرة عدم استقرار الجاذبية والتي قد تكون تسببت في تكوين جزء من سحابة الغبار حول هذا الكوكب.

ويحتاج علماء الفضاء إلى العديد من الأبحاث للوصول إلى حقيقة هذا الكوكب وتفاصيله الخاصة بتكوينه وخصائصه.

ويتوقع العلماء بأن يستغرقوا عدة سنوات من أجل أن يصلوا إلى السيناريو العلمي المؤكد لكيفية تشكل هذا الكوكب الضخم في هذه الظروف الصعبة خاصة وأنه يتبع لنظام نجمي ضخم هائل الكتلة.

جسم غريب ينفجر بشكل متكرر يحير العلماء

كما رصد علماء الفلك جسماً كونياً غامضاً يطلق 1652 انفجاراً من الطاقة خلال فترة زمنية قصيرة، وهو ما سبب حيرة لعلماء الفلك الذين لا يستطيعون تحديد سبباً لهذه الانفجارات المتكررة.

يُسمى هذا الجسم FRB 121102، ويقع في مجرة ​​قزمة على بُعد 3 مليارات سنة ضوئية، وقد أجرى فريق من العلماء دراسة مكثفة لهذا التدفق الراديوي السريع FRB 121102 المتكرر، مُستخدمين التلسكوب الراديوي الكروي ذي الفتحة البالغ طولها 500 متر (FAST) في الصين، وهو أكثر التلسكوبات الراديوية حساسية في العالم، لذا يمكنه اكتشاف الأشياء التي ربما لم تستطع اكتشافها المراصد السابقة.

على مدار 60 ساعة تقريباً، شاهد الباحثون FRB 121102 ينفجر 1652 مرة، وأحيانا يصل إلى 117 مرة في الساعة، أي أكثر بكثير من أي تكرار لتدفقات الراديو السريعة المعروفة سابقاً.

تحدث معظم التدفقات الراديوية السريعة في الفضاء البعيد، ما يجعل من الصعب دراستها. ولكن في عام 2020، وجد علماء الفلك التدفق الراديوي السريع داخل مجرتنا درب التبانة، ما سمح لهم بتحديد أن المصدر كان نوعاً من النجوم الميتة يسمى النجم المغناطيسي.

 يمكن تعريف النجوم المغناطيسية بأنها "جثث" نجمية فائقة الكثافة تُعرف بالنجوم النيوترونية، هذه النجوم يكون لها مجالات مغناطيسية قوية، وبعضها تكون قوته شديدة بشكل خاص. يمكن للحقول المغناطيسية الشديدة، التي تكون أقوى بتريليونات المرات من المجال المغناطيسي الأرضي، أن تتعرض أحياناً لأحداث عنيفة ترسل انفجارات نشطة.

خلال تصريحات صحفية قالت فيكتوريا كاسبي، عالمة الفيزياء الفلكية في جامعة ماكغيل في مونتريال، والتي تدرس التدفقات الراديوية السريعة، إنه من المحتمل أن العديد من التدفقات الراديوية السريعة المتكررة تنتج أعداداً هائلة من الانفجارات، وهذا فقط بسبب حساسية تلسكوب FAST المذهلة، التي تمكن الفريق من التقاط الكثير من النشاط من FRB 121102.

تفسير البقعة الحمراء العظيمة لكوكب المشتري

وكشفت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن أسرار غريبة تخص غلاف كوكب المشتري الذي دائماً ما كان محط اهتمام الدراسات الفضائية بسبب خواصه المختلفة.

وظهرت بيانات جمعتها مركبة جونو الفضائية  التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية الشهيرة بوكالة ناسا لتوضح أكثر عن تفاصيل الغلاف الجوي لكوكب المشتري.

ومن خلال النظر إلى البيانات، سلط علماء الفضاء الضوء على بقعة حمراء ضخمة ناتجة عن عاصفة هائلة فاقت توقعات الباحثين.

وكشف الباحثون فيما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء أن البقعة الحمراء العظيمة الموجودة في الغلاف الجوي لكوكب المشتري تمتد ما بين 350 إلى 500 كيلومتر أسفل السحب التي تظهر فوق الكوكب العظيم.

واعتمد العلماء على قياسات للموجات متناهية القصر والجاذبية التي حصلوا عليها بواسطة مركبة جونو الفضائية لتحديد هذه المعلومات.

كما أوضح العلماء بيانات عن كوكب المشتري الذي يعتبر أكبر كواكب المجموعة الشمسية.

وعند وصف كوكب المشري بالضخم جداً فإن ذلك ليست مبالغة خاصة وأنه يعتبر أكبر من كوكب الأرض بحوالي ألف مرة تقريباً.

وقدم الباحثون وصفاً ثلاثي الأبعاد للغلاف الجوي لكوكب المشتري الضخم والمختلف في خواصه كثيراً عن كوكب الأرض.

وتظهر العواصف على شكل بقعة حمراء ضخمة الحجم وتغطي على مظهر الملون لكوكب المشتري.

ويعد كوكب المشتري كوكب غازي ويعتبر ترتيبه الخامس في المجموعة الشمسية من حيث البعد عن الشمس مركز هذه المجموعة، فيما يبلغ قطر هذا الكوكب الضخم حوالي 143 ألف كيلومتر.

واستطاع العلماء تحديد ما يحدث أسفل الغلاف الجوي لكوكب المشتري وخلف هذه السحب الكثيفة التي تحيط به.

وتسيطر العواصف المرعبة على هذا الكوكب وتمتد إلى مسافات عميقة في الغلاف الجوي الخاص به.

ويعتبر سكوت بولتون الباحث الرئيسي في مهمة مركبة جونو الفضائية بمعهد ساوث وست للأبحاث في تكساس الأمريكية، أن هذا الاكتشاف يعتبر الأول الذي يتوصل لجزء مما يدور داخل هذا الكوكب الغامض.

وتعتبر مهمة دراسة سحب كوكب المشتري وتوقع ما يحصل بداخله هي أول مهمة تتمكن من النظر داخل هذا الكوكب بعمق.

فيما وصف بولتون أن البقعة الحمراء الهائلة الموجودة أعلى كوكب المشترى هي أكبر عاصفة في المجموعة الشمسية بأكملها ولا يوجد مثيل لها أو حتى عاصفة قريبة الحجم منها.

ولا تتوقف المفاجآت عند ذلك الحد، بل أكد بولتون كذلك أن البقعة الحمراء الضخمة للغاية ناتجة عن عاصفة مرعبة يبلغ اتساعها حوالي 16 ألف كيلومتر وتتحرك بعنف كبير في النصف الجنوبي للكوكب وتعتبر من عجائب النظام الشمسي.

وأوضح الباحث أن هذه البقعة موجودة منذ مئات السنين ولكن العلماء لم يتوصلوا لمعرفة ما يحدث أسفلها حتى الإعلان التاريخي لما توصلت له مركبة جونو الفضائية.

وتعمل مركبة جونو الفضائية على جمع المعلومات عن كوكب المشتري الضخم بعد أن التحقت بمداره في عام 2016.

وتشمل مهمة مركبة جونو جمع المعلومات عن الغلاف الجوي لكوكب المشتري وهيكله ومجاله المغناطيسي الداخلي وغيرها من المعلومات التي لم يتح لعلماء الفضاء معرفتها بدقة من قبل.

كوكب بـ3 شموس يبتعد عن الأرض بـ320 سنة ضوئية

وأعلن علماء الفلك عن اكتشاف كوكب جديد يمتلك 3 شموس ويبتعد عن الأرض بمسافة هائلة تصل إلى 320 سنة ضوئية.

وينتمي الكوكب الجديد ذو الثلاثة شموس إلى مجموعة قنطورس الشمسية.

وذكر علماء الفلك من جامعة أريزونا الأمريكية أنهم أطلقوا على هذا الكوكب اسم HD 131399Ab، ويعني هذا الاكتشاف أن الكوكب المذكور يشهد شروق الشمس لـ3 مرات بالإضافة لـ3 مشاهد للغروب كذلك.

ويمتلك الكوكب الجديد المنتمي مجموعة قنطورس مداراً كبيراً حول أكبر الشموس الثلاثة الموجودة حوله.

ولا يتوقف الاكتشاف عند ذلك فقط، بل توصل العلماء كذلك إلى أن الشمسين الآخرين يدوران حول بعضيهما، ويقعان خارج مدار الكوكب الجديد حول الشمس الرئيسية التي يمتلك مداراً حولها.

وبخلاف دوران الشمسين الآخرين حول بعضهما فإنهما يدوران مثل الكوكب كذلك حول الشمس الثالثة الأكبر مثل الكوكب أيضاً.

ويصف العلماء الشمس الأكبر بين الشموس الثلاثة بأنها أكثر قوة وإشراقاً من شمس كوكب الأرض بنسبة 80% وهو ما يعني أنها تقدم ضوءً ساطعاً ودرجة حرارة لا يقدر على تحملها البشر على كوكب الأرض.

ويعتبر هذا الكوكب هو أهم الاكتشافات الجديدة خارج المجموعة الشمسية الذي يتمكن العلماء من تصويره بشكل مباشر خاصة لخواصه الجديدة التي تختلف عن أي كوكب آخر تم اكتشافه حتى الآن.

لغز أرض العرب على كوكب المريخ

عاش العلماء لفترة في حيرة بسبب عدة صور لكوكب المريخ في منطقة يطلق عليها اسم "أرض العرب" بسبب وجود حفر مليئة بالصخور ذات الطبقات فيها مع احتوائها على أشكال مستديرة تشبه المصاطب.

ودرس العلماء في وكالة ناسا كثيراً تفاصيل هذه الحفر حتى توصلوا إلى تفسير منطقي يكشف كيف تكونت هذه الحفر المليئة بالصخور ولماذا تتكون على أشكال مستديرة شبيه بالمصاطب.

كما أن هناك بعض الأجزاء التي تشبه أسطح موجودة في سطح كوكب الأرض من خلال بعض المشاهد التي سجلتها عدسات المسابير الجوالة في الفضاء عند مرورها من فوق هذه المنطقة على كوكب المريخ.

ووصف بعض العلماء أن ما يوجد في منطقة أرض العرب شبيه بالمدرجات الزراعية وهو أمر قديم يعود إلى آلاف السنين على كوكب الأرض.

وابتكر المزارعون منذ آلاف السنين طريقة جديدة للحفاظ على التربة الزراعية من التجريف أو التصحر وذلك من خلال تكوين خطوط تشبه التضاريس الطبيعية.

ويمكن رؤية هذه الصور في العديد من الأراضي الزراعية في مختلف دول العالم خاصة الموجودة في التلال أو الجبال ولكن وجودها في المريخ بات أمراً محيراً للجميع بسبب عدم وجود حياة مكتشفة هناك حتى الآن.

ويرى العلماء أن السبب الوحيد لتكون هذه الحفر بالصورة التي تظهر عليها هو اندلاع آلاف البراكين الضخمة في تلك المنطقة.

وتكشف دراسة حديثة عن ما يسمى بالانفجارات الفائقة في شمال المريخ وتحديداً في المنطقة التي يطلق عليها اسم "أرض العرب" أو "Arabia Terra"، واستمرت هذه الانفجارات البركانية الضخمة لما يصل إلى 500 مليون سنة قبل 4 مليارات سنة وهو ما تسبب في تكوين هذه التضاريس.

ولفت اسم هذه المنطقة في المريخ العديد من المتابعين وتساءلوا عن سبب تسميتها بأرض العرب وهل وصل العرب إلى المريخ ليطلقوا على هذا الجزء الاسم المعروف عنه أم ما هي القصة حول تلك التسمية.

ولكن في الحقيقة أن المنطقة التي نتحدث عنها في شمال المريخ أو "الكوكب الأحمر" والتي تقع في شماله تعتبر من أقدم تضاريس المريخ وتمتد لمساحة حوالي 4500 كيلومتر.

وسبب تسمية هذه المنطقة باسم أرض العرب يعود إلى عالم إيطالي يدعى جيوفاني شياباريلي، واختار هذا الاسم لتلك المنطقة في عام 1879، وذلك بسبب وجود بقع بيضاء فيها تتباين ما بين الألوان الفاتحة والغامقة وهي مشابهة لطبيعة شبه الجزيرة العربية ولذلك قرر تسمية هذه المنطقة في المريخ باسم "أرض العرب".