أنواع ضغوط العمل التي لا تعرفها
تعتبر ضغوطات العمل مثل القاتل الخفي الذي يترصد بك في كل وقت وهناك العديد من أنواع ضغوط العمل التي يجب أن تحذر منها، لذلك يجب أن تتعرف على مراحل نمو تلك الضغوطات وأسبابها وكيفية التعرف عليها للسيطرة على الوضع واستعادة أجواء العمل التي طالما حلمت بالعمل خلالها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أنواع ضغوط العمل
يعيش الإنسان في بيئته معرضًا للكثير من أسباب التوتر، والتي قد تتعلق بحياته الاجتماعية أو العملية، والنتيجة أن كلا منها يؤثر على الآخر بشكل ما، وخاصة ضغوطات العمل المستمرة التي لا تتوقف، فما هي أنواع تلك الضغوطات؟
الإجهاد بسبب العمل الزائد
يتمثل النوع الأول في وجود حمل زائد من العمل على كتفيك مما يشعرك بالكثير من الإرهاق والتوتر مع تراكم المسؤوليات والمهام التي عليك إنجازها، فشعورك يكون ما بين أن تلك الأشياء أكثر مما يمكنك فعله، وأن عليك إتمامها في الوقت المناسب دون مراعاة لما سبق ذكره.
لا يقتصر الأمر على المهام كثيرة العدد ولكن بعض المهام تفوق قدراتنا العقلية أو مهاراتنا، لذلك لا نستطيع السيطرة عليها، وقد يصاب الموظف هنا بنوبات هلع أو القلق المفرط.
إذا كنت تعاني من هذا النوع من ضغوطات العمل، يجب أن تتوقف وتضع جدولًا مناسبًا لأداء تلك المهام مع التأكد من عدم ضغطها على حالتك النفسية، حيث ستقارن المهام ومدى أولويتها بقدراتك، مع جعل هناك متسع لتلتقط أنفاسك.
توتر المسؤولية
بعض الأشخاص يشعرون بالراحة لأن عليهم إتمام مهمة محددة ثم لن يتحملوا أي مسؤولية أخرى حتى وإن كانت نتيجة ما قاموا به، ولذلك يصاب الشخص موضع المسؤولية بالتوتر أكثر من هؤلاء، وتظهر تلك الحالة لدى المدراء والموظفين ذو المناصب الكبرى في الشركات، فقد تقل المهام بترقيتك بين المناصب، لكن المسؤولية تزداد وبقوة.
تظهر تلك الحالة أيضًا عندما تتعرض إلى ضغط الوصول إلى هدف محدد أو إدارة مشروع جديد، ويختلف التأثير هنا على الشخص وفقًا لمستوى شعوره بالمسؤولية تجاه عمله.
يجب أن تسأل نفسك هل علي بالفعل أن أقوم بكل ذلك وحدي؟ الإجابة في الغالب تكون لا، وهنا سيكون عليك تكوين فرقة دعم صغيرة تيسر لك المهام وتخفف من أعبائك.
التوتر الناتج عن الإحساس بالعجز
يعود هذا الشعور إلى عدم قدرتك على القيام ببعض المهام أو حل المشكلات التي تواجهك في العمل، وهنا يشعر الموظف أن كل شيء خارج عن السيطرة في العمل ولا يمكنه إعادته إلى مكانه الصحيح، فيتكون العجز ويبدأ حاجزًا يُبنى بينك وبين مهامك في العمل.
يعاني الأشخاص الباحثين عن الكمال في العمل من تلك الحالة أكثر من غيرهم، لأنهم يريدون أن يسير كل شيء وفقًا لما خُطط له، ويمكنك التغلب على هذه الحالة من خلال تقسيم مشكلات العمل إلى أقسام أصغر لسهولة السيطرة عليها، ولأن إنجاز جزء من المهام يحمسك للسيطرة على المتبقي منها ويُشعرك بالإنجاز.
عدم الشعور بالأمان
يعتبر الاستقرار من السمات التي تجعلك تعمل بلا توتر، لكن البعض يعملون في بيئات عمل غير مستقرة يشوبها التوتر والقلق بسبب التعاملات غير الاحترافية داخل المكان، أو عدم استقرار العمل المادي وفرص إغلاقه المرتفعة.
في بعض الأحيان أيضًا يتمثل عدم الأمان في عدم كفاية الراتب الذي تحصل عليه لتغطية نفقاتك أو التزاماتك، فإذا كنت تعاني من هذا النوع من ضغوطات العمل، يجب أن تعلم أن العالم يتغير كل يوم، وأن كل ما تحتاجه هو التركيز بذهن أصفى على العمل، مع ترك المساحة المتبقية من الوقت لتطوير ذاتك بدلًا من البكاء على الوضع الراهن.
عدم الاعتراف بقيمتك
لا يعترف بعض المدراء بقدراتك في العمل ويظنون أن توبيخك أو إمطارك بوابل من الملاحظات سيجعلك تُحسن من أداءك، لكن على عكس ذلك يؤثر هذا الأمر على الحالة النفسية للموظف ويعتبر من الضغوطات التي لا يمكنه تجاوزها.
بعض الاعتراف بمهارات العاملين وقدراتهم أو مساهماتهم حتى وإن كانت بسيطة، تُحسن من جودة العمل والأداء.
نقص الدعم
يعاني الكثير من الأشخاص من الإرهاق في العمل بسبب عدم وجود الدعم الكافي لهم داخل مجال عملهم سواء من المديرين أو الزملاء، ويتمثل ذلك في عدم تسهيل الحصول على المعلومات أو عدم الحصول على التوجيهات المناسبة لتدارك الأخطاء في بداياتها.
يؤدي عدم وجود الدعم إلى الإرهاق وعدم السيطرة على الوضع، وهو ما يعود بالسلب على العمل، لذلك يمكنك أن تحصل على الدعم المعنوي من أشخاص خارج العمل أو عن طريق مكافأة نفسك والتفكير في العمل الأقل بطريقة أكثر ذكاء، أفضل من البحث عن الطرق المعقدة أو انتظار المعلومات من الآخرين.
التحرش في مكان العمل
قد يتعرض بعض الموظفين إلى الضغوطات في مكان العمل بسبب حدوث الإساءات الجسدية لهم أو اللفظية المتكررة، وهو ما يجعل بيئة العمل غير آمنة أو داعمة ويصعب العمل بها.
قد يتسبب التوتر الناتج عن الحالات السابقة إلى الإصابة باضطراب القلق المزمن، وفي بعض الأحيان يحتاج الضحايا إلى استشارة الطبيب النفسي.
الملل والروتين
قد يعاني البعض من الملل والرتابة في العمل، ويمثل ذلك ضغطًا كبيرًا عليهم بسبب حبهم للتغيير أو محاولتهم الحصول على شيء جديد يجدد الأجواء لاستعادة شغفهم للعمل من جديد.
يجب أن تبحث عن بعض المحفزات التي تدفعك إلى العمل بقوة وحماس كما كنت، ويمكن إضافة بعض الأشياء للروتين المعتاد للعمل حتى يخرج من نطاق الملل.
ما هي مراحل ضغوط العمل؟
لا تظهر الضغوطات العملية في مجالك بشكل مفاجئ بل تمر بأكثر من مرحلة حتى تتشكل وتشعر بها وحتى تنتهي أيضًا، فكيف تعرف أن ما تعاني منه هو ضغوطات ناتجة عن العمل؟ إليك المراحل التي يمكنك التعرف من خلالها:
مرحلة بدء الضغوطات
تتميز تلك المرحلة ببداية الشعور بالضغط ويتمثل ذلك في العديد من الأعراض التي تظهر على الشخص ومنها التوتر والقلق في مكان العمل والانزعاج المتكرر من الكثير من الأشياء.
تنتج هذه الضغوطات عن مشاعرك الداخلية السلبية والتي تكونت بسبب عدم القدرة على إنهاء العمل الموكل إليك أو كثرة العمل وقلة ساعاته وكذلك التعرض إلى انتقادات من مديرك أو زملائك.
نمو الضغوطات
إذا لم تعالج الأعراض الأولية للضغوطات التي تتعرض لها سوف تتفاقم المشكلة التي قمت بتجاهلها مسبقًا، وفي هذه الحالة تزداد حدة الأعراض لأن قدرة الفرد على التحمل تتلاشى في هذا الوقت، وقد يقع الموظف فريسة للأعراض النفسية المصاحبة للاكتئاب أو القلق الشديد.
من الممكن أن تتحول الأعراض النفسية إلى أخرى جسدية خطيرة ومنها الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بمشكلات في القلب.
انحسار الضغط
في هذه المرحلة يكون الموظف قد أدرك ما يعاني منه وبدأ في البحث عن حلول لمشكلته مما يسمى بالتدخل الفردي لإنقاذ النفس، أو حدوث تغيرات في بيئة العمل ينتج عنها انحسارًا ولو مؤقت للأعراض والمسببات التي كانت تضغط عليه.
ومن أسباب انحسار الضغط تعلم تقنيات الاسترخاء ومحاولة إدارة الوقت بالشكل الصحيح أو اللجوء إلى مختص نفسي للعلاج وغيرها من الطرق التي تقلل من الشعور بالعجز أمام ضغوطات العمل.
اختفاء الضغوطات
هذه المرحلة هي الأخيرة في دورة ضغوطات العمل والتي يعود خلالها الفرد إلى موازنة حالته النفسية بعد أن تعلم من تجربته القاسية السابقة وتوصله إلى الحل المناسب لها، مما يمكنه من التعامل بشكل أفضل في المستقبل مع ضغوطات العمل.
أسباب ضغوط العمل
لكل منا ظروفه الخاصة بالعمل والتي قد تجعله يشعر بالتوتر والضغوطات، لكن بعض العوامل الرئيسية من الممكن أن تكون السبب وراء تلك الضغوطات دون أن تدرك ذلك، ومن هذه الأسباب:
نوع العمل
تتسبب نوعية بعض الأعمال وحدها في زيادة الإجهاد الذي يعاني منه العامل ومنها الأعمال الروتينية المتكررة والمملة أو الأعمال التي تجهد الفرد وتستنزفه فكريًا، وأيضًا بعض الأعمال التي تتسم بالخطورة مما يتطلب من العامل أو يكون ييقظًا طوال الوقت.
إذا كنت من أصحاب الأعمال المستقلة فأنت تعاني بالفعل من ضغوطات العمل لأن هذا النوع يضع كافة المسؤوليات على عاتقك وحدك.
مستوى المسؤولية
يختلف الضغط الذي يشعر به الشخص في العمل باختلاف مستوى المسؤولية الملقاة عليه، فبالطبع إذا كانت المسؤولية كبيرة سيعاني من عدم القدرة على الإنجاز، أو قلة التحكم في الأمور من حوله، وكذلك المسؤولية عن الآخرين من حيث توفير سبل السلامة والرفاهية والراحة خلال العمل وعدم تعرض بقية الموظفين إلى الضغوطات.
حجم المهام والمشاريع
عندما تشارك في أعمال ضخمة يتحول الأمر إلى ضغط رهيب، وذلك بسبب الإفراط في العمل وضغط الوقت المرتبط به تسليم المشروعات وضغط المواعيد التي يجب أن تلتزم بها مع الكثيرين في العمل والتغييرات المتكررة في الأعمال والتي تغير أولوياتك وتضغط على حالتك النفسية.
نوع المهام
بعض المهام تكون غير ممتعة في تنفيذها مما يجعلها سببًا في الضغوطات والملل في الوقت نفسه، وكذلك المهام غير الواضحة التي تتطلب منك الكثير من الجهد وتربكك وقد تُشعرك بأنك غير كاف، وأخيرًا المهام التي تتفوق على قدراتك في العمل.
عدم وضوح الأولويات والأهداف
العمل في وضع عشوائي من أخطر الأسباب التي تقف خلف الضغوطات النفسية التي يشعر بها الفرد في مكان عمله، لأن العقل يقف عاجزًا أمام الأعمال فلا يعرف من أين يبدأ وما هو ذو أولوية وما هو أقل، وذلك لمنحه المهام ثم طلب التوقف عنها والبدء في أخرى وهكذا.
إن التغيير المتكرر للأولويات ووضع أهداف غير واقعية يسبب التوتر والقلق ويعيق حل مشكلات العمل.
أسلوب الإدارة
بعض المديرين يتسببون في الضغط على من يعملون تحت رئاستهم وذلك من خلال ممارسة التسلط عليهم أو التحكم المفرط في العاملين أو عدم التشجيع على أداء المهام بشكل جيد ونقص الخبرة والتوجيهات.
إن نقص التواصل مع الإدارة يسبب ضغوطات العمل أيضًا لأنه يمنح الأجواء غموضًا وعدم القدرة على التعرف على ما يجب فعله في الخطوات التالية في العمل.
بيئة العمل
تعتبر البيئة السامة للعمل من أهم أسباب الضغوطات والتي يمكن أن تتمثل في الدائرة المقربة منك في العمل أو من الإدارة نفسها، ولكن في الغالب تكون أقوى عندما تتعلق بالأشخاص الذين تقابلهم يوميًا ويجب أن تتعامل معهم أو تشاركهم في خطط وتعاونات، بينما لا يكنون لك الاحترام أو يتسببون في مشكلات متكررة.
اختلاف الشخصيات
تؤثر بعض ضغوطات العمل على أشخاص فيما لا تؤثر على آخرين، ويرجع السبب في ذلك إلى شخصية الموظف نفسه التي تؤثر على تقبله للأوضاع، لذلك بعض الشخصيات تكون السبب في التعرض إلى الضغوطات أكثر من غيرها والتأثر بها مثل الشخصية الحساسة أو من يعانون من الغضب الشديد الذي لا يستطيعون السيطرة عليه.
التعلم
قد تجد نفسك في حاجة إلى تعلم الكثير من الأشياء خاصة عند الانضمام إلى عمل جديد، ولكنك تجد صعوبة في ذلك بسبب صعوبة الأمر أو الحاجز النفسي بينك وبين تعلم أشياء كنت تظن أنك على معرفة بها مما يزيد من توترك.
عدم التوافق مع قيمك وأولوياتك
يعاني البعض من عدم توافق العمل مع القيم التي يلتزم بها أو أولوياته، مما يجعله حائرًا بين إرضاء نفسه والحفاظ على قيمه أو التنازل من أجل العمل.
أكثر من يعانون من هذا الأمر هم الذين يحتاجون إلى المال وليس لديهم أي مصدر رزق آخر غير العمل، وعليهم الاختيار بينه وبين قيمهم.
أنواع ضغوطات العمل متنوعة ويمكن أن يكون بعضها أخطر من البعض الآخر، لذلك إذا شعرت بأي أعراض من المذكورة يجب أن تلجأ على الفورإلى طلب المساعدة أو محاولة إيجاد حل لمشكلتك حتى لا تتفاقم.