أمل عباس الفائزة بجائزة المرأة الألمانية من أصل إفريقي..لكفاحها ضد التمييز
حصلت أمل عباس، السيدة الألمانية - السودانية الأصول، على جائزة برلين للمرأة لهذا العام تقديراً لالتزامها لسنوات عديدة، بالنضال من أجل تحقيق وترسيخ مبدأ المساواة بين الجنسين، ومحاربة التمييز ضد النساء المعرضات بسبب لون بشرتهن أو أعراقهن أو جنسهن.
وقالت أمل عباس خلال خطاب فوزها في مجلس مدينة برلين: "كسيدة من أصل أفريقي-ألماني، فإن عملي امتداد لنضال من سبقوني لهذا الكفاح".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وقد عرف حفل توزيع الجوائز، الذي أقيم في قاعة مدينة برلين، بمناسبة يوم المرأة العالمي(8 مارس آذار 2023)، بحضور حوالي 200 شخص وشهد الحفل عروض رقص وغناء لفنانين من ذووي البشرة السوداء.
وفي تصريح لمهاجر نيوز بعد الحفل، اعتبرت أمل عباس أن "اليوم العالمي للمرأة هو يوم للاحتفال بجمال المرأة، ولا سيما النساء اللواتي لم يتوجن يوما على المنصة ولم يحصلن على جوائز قط. وأقصد بذلك النساء عاملات النظافة، والعاملات في مجال الرعاية الصحية من يخصصن لياليهن لرعاية من يحتاجون. ينبغي تقدير عملهن أكثر".
منذ عام 1987، تُمنح جائزة برلين النسائية سنويا للشخصيات النسائية في العاصمة الألمانية، لنساء عرفن بتقديم مساهمة بارزة في المساواة بين الجنسين من خلال التزامهن. تبلغ قيمة الجائزة المالية 5000 يورو.
مدافعة عن حقوق اللاجئين!
تعمل أمل عباس، طبيبة نفسية ورائدة أعمال اجتماعية تدعم الأشخاص من ذووي خلفيات مهاجرة. في حفل توزيع الجوائز، أشادت أولريكه غوت، عضو مجلس الشيوخ في برلين بـ "التزام أمل عباس على العمل الدؤوب في مجال المساواة بين الجنسين، ومحاربة التمييز ضد المرأة".
وقالت غوت "كانت أمل عباس تحارب كل أنماط وأشكال التمييز العنصري لسنوات عديدة وتساهم بنشاط في ترسيخ مبدأ المساواة في العاصمة برلين، فقد أثارت منذ تسعينيات القرن الماضي نقاشات حول العنصرية والعداء اتجاه المثليين وقضايا التمييز على أساس الجنس".
ولدت أمل عباس عام 1973 في مدينة درسدن بشرق ألمانيا، لأب سوداني وأم يهودية ألمانية، وقالت إنها عانت من العنصرية الشديدة خلال طفولتها، وكان من ضمن المواقف التي تعرضت لها ما يهدد حياتها. في سن السادسة عشر، انتقلت إلى برلين، حيث درست تخصص العلاج النفسي بعدها بسنوات كتخصص أكاديمي ومهني. وأمل عباس هي أم لستة أطفال، ثلاثة منهم أبناؤها وثلاثة أطفال بالتبني.
محاربة للتمييز بكل أشكاله!
تنشط أمل عباس في مجال الدفاع عن النساء السود وأطفالهن، وتعتمد على شبكة علاقاتها في جميع أنحاء البلاد لمساعدتهن على الاندماج. وتعمل أيضًا على التوعية بمدى صعوبة العقبات الكبيرة التي يواجهنها رفقة أطفالهن.
ركز آخر أعمال أمل التوعوية على كيفية دعم النساء أصحبا البشرة السمراء اللواتي هربن من أوكرانيا بعد الحرب التي شنتها روسيا منذ فبراير/شباط الماضي، فكثير من هؤلاء النساء واجهن مشاكل وتمييزا بدوافع عنصرية عند وصولهن إلى ألمانيا.
للدفاع عن هؤلاء النساء بشكل أفضل، شاركت أمل عباس في تأسيس شبكة Tubman وهو تحالف من المنظمات والأفراد أصحاب البشرة السمراء، أنشئ بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتقدم عباس والمنخرطين في هذه الشبكة لمواطني الدول الثالثة الذين فروا من أوكرانيا، مكانا للسكن مؤقتا ووجبات ساخنة ومستلزمات النظافة، وأيضا المشورة والدعم القانوني والاستشارات الطبية منذ فبراير/شباط 2022.
وقالت أمل تعليقا على هذا الموضوع "يجب أن يحصل هؤلاء الأشخاص على معلومات توضح لهم أن المادة 24 من قانون الإقامة الألماني، هي حق يجب أن يُمنح للجميع، وألا يُجبروا على تقديم طلبات لجوء لا تؤدي إلى أي نتيجة". وأضافت "نحتاج أيضًا إلى المزيد من المضيفين والمرحبين بهذه الفئة ممن يمكنهم توفير سكن مناسب، والمزيد من الدعم لرعاية الأطفال، وأهم من كل هذا بيئة خالية من العنصرية."
300 سنة تفصل بيننا وبين المساواة بين الجنسين!
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يوم الإثنين (6 مارس/آذار) من أن التقدم العالمي في مجال حقوق المرأة "يتلاشى أمام أعين الجميع".
وقال غوتيريس في خطاب أمام الجمعية العامة في نيويورك "المساواة بين الجنسين صارت مهددة أكثر، وبالنظر لما نعيشه في زماننا الحالي، فهيئة الأمم المتحدة تجد أن المرأة على مسافة 300 عام من المساواة بينها وبين الرجل".
مهاجر نيوز بنيامين باتكه/ م.ب