ألمانيا في ورطة بعد عودة خبير إجرام بعد ترحيله
يعد إبراهيم ميري من أباطرة الشبكات الإجرامية العربية الناشطة في ألمانيا، فيما يعتقد أن تعداد عشيرته في ألمانيا تتكون من 3000 عنصرا، 1200 منهم خاضعين لمراقبة أمنية، بسبب قيامهم بجرائم تتعلق ببيع الأسلحة والدعارة والمخدرات. غالبية هؤلاء الأشخاص قدموا من لبنان في تسعينيات القرن الماضي ولا يمتلكون بالضرورة الجنسية اللبنانية، وتمّ تسجيلهم في ألمانيا دون أوراق ثبوتية من البلد الأصلي.
واستطاعت السلطات ترحيل ميري إلى لبنان، بعد سنوات من التعقيدات القانونية. والآن تحاول أكثر من مؤسسة حكومية ألمانية التخلص من إبراهيم ميري مجددا وذلك بعد عودته مرة أخرى بصورة غير قانونية إليها. وحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) يريد المكتب الاتحادي الفيدرالي للهجرة واللجوء أن يقرر في أقرب وقت ممكن في طلب اللجوء المقدم من قبل إبراهيم ميري في مدينة بريمن. وذكرت مجلة "فوكوس" الألمانية أنه سيتم البث بطلب اللجوء مباشرة في مقر المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء في مدينة نورنبيرغ، وليس في مدينة بريمن التي قدم فيها طلبه، وذلك بسبب التعجل في هذا الموضوع.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ومع ذلك يبدو الأمر ليس سهلا للتخلص من زعيم العصابات اللبناني المحكوم عليه في ألمانيا، إذ ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية أنه يحاول يستخدم كل الطرق القانونية للبقاء. وقدم إبراهيم ميري على سبيل المثال دعوة قضائية ضد السناتور المختص بالشؤون الداخلية في ولاية بريمن أولريش مويرير من الحزب الديمقراطي الاشتراكي. واتهمه فيها باستخدام "طريقة عنيفة" لترحيله إلى لبنان، والتي أعتبرها "انتهاكات غير قانونية ولا تتناسب مع حقوق الإنسان".
من جانبه، ذكر إبراهيم ميري أن صديقته ستلد منه طفلا في شهر كانون الأول/ ديسمبر القادم. وصديقته وطفله الأول منها يحملان الجنسية الألمانية. ويرغب ميري في الانتقال من مدينة بريمن والعيش معها بصحبة والدته المريضة التي يرعاها، حسب قوله، كما نقلت مجلة "فوكوس". بالإضافة إلى ذلك، أدعى ميري أنه ملاحق في لبنان من قبل مليشيات حزب الله، حسبما ذكرت صحيفة "بيلد". وذلك بسبب نزاع دموي قديم.
وفي ذات السياق، ذكر خبير شؤون الإسلام والعشائر الإجرامية في ألمانيا رالف غضبان أن الهروب من الثأر من الانتقام لا يعطي للشخص "سببا للحصول على حق اللجوء في ألمانيا".
يذكر أنه لم يكن ترحيل ميري إلى بيروت من المهام السهلة. فبعد سنوات من محاولات السلطات الألمانية ترحيل ميري المسجل على أنه "بدون جنسية". نجحت عملية الترحيل. وتمّ ذلك في الـ 11 من تموز/ يوليو الماضي، بعد عملية ترحيل على الطريقة الهوليودية، حيث تمت مداهمة منزله ونُقل بطائرة هليكوبتر إلى مطار شونيه فيلد في العاصمة برلين، ومنها تم ترحيله إلى بيروت.
وجاء هذا الترحيل كثمرة للجهود المشتركة بين سلطات ولايتي بريمن وبرلين، كما تقول السلطات الألمانية. لكن العامل المفصلي في إتمام عملية الترحيل تمثل في الزيارة الرسمية التي قام بها وزير داخلية بريمن آنداك أندرياس غايزل إلى لبنان، حيث استطاع حسب دوائر مقربة له، من الحصول على موافقة بيروت في منحه جواز سفر لبناني.
ولم يكن دخول ميري إلى ألمانيا من جديد قانونيا، "وهو ما يؤكد على علاقته الوثيقة بالشبكات الإجرامية" حسب ما يقول أحد المحققين لصحيفة "بيلد". إذ تمكن ميري من دخول ألمانيا متجاوزا جميع الضوابط في أوروبا.
السناتور المكلف بالشؤون الداخلية لمدينة بريمن أولريش مويرير أكد بدوره، أن السلطات الألمانية أصدرت مذكرة توقيف بحق ميري يوم الأربعاء (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2019) الماضي. وهو الآن محتجز في مقر الشرطة في مدينة بريمن.
ويلتزم ميري من جانبه الصمت ولم يكشف عن كيفية وصوله إلى ألمانيا، "سوى أن الرحلة كانت شاقة جداً".
ز.أ.ب/ ع.أ.ج (DW)