"أقيلوا المسؤول".. مصريون غاضبون من "صيانة"أسود قصر النيل

  • بواسطة: DWW تاريخ النشر: الأربعاء، 30 أكتوبر 2024
مقالات ذات صلة
صور: 457 مليون دولار تكلفة صيانة قصر باكنهام في بريطانيا
المصريون غاضبون بسبب تيران وصنافير.. والسعوديون يسخرون
درية شفيق.. بنت النيل رائدة النهضة النسائية في مصر

منذ أمس الاثنين والحديث لا ينقطع بين المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي أو في المحطات والقنوات الإعلامية حول دهان "تماثيل كوبري قصر النيل" باللون الأسود باستخدام طلاء تقليدي أثار غضب المصريين وكذلك روح الدعابة لديهم. واعتبر كثيرون أن ما وقع للتماثيل هو تشويه لها وإهدار لقيمتها التاريخية وطمس لجمالها الفني.

"القاهرة الخديوية" و"أبو السباع"

هذه التماثيل وعددها أربعة، هي على هيئة سباع (أسود) صنعت من البرونز في فرنسا في الربع الأخير من القرن 19، "وقد أبدعها الفرنسي الشهير هنرى جاكمار، بطلب خاص من الخديوي إسماعيل"، بحسب موقع المنصة

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

والخديوي إسماعيل، هو حفيد محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة. ويعتبر الخديوي إسماعيل (حكم من 1863 حتى 1879) هو صاحب نهضة مصر الثانية بعد انهيار مشروع جده. وسعى إسماعيل لأن تصبح القاهرة قطعة من أوروبا فبنى فيها القصور وشيد فيها التحف وحتى الآن ترى آثاره في ما تعرف بـ"القاهرة الخديوية"، وهي المنطقة القريبة من ميدان التحرير وتعج بالمباني الأثرية على الطراز الأوروبي.

ونصبت السباع (الأسود) الأربعة عند مدخلي "كوبري الخديوي إسماعيل" في عهد ابنه الخديوي محمد توفيق. وحتى الآن يلقب المصريون من يحمل اسم إسماعيل بلقب "أبو السباع"، ربما نسبة إلى الخديوي إسماعيل صاحب السباع عند الكوبري الذي تحول اسمه فيما بعد إلى "كوبري قصر النيل".

خطة صيانة مثيرة للجدل

يربط كوبري قصر النيل بين ضفتي نهر النيل: الجهة الشرقية حيث محافظة القاهرة والجهة الغربية حيث محافظة الجيزة. وتقوم محافظة القاهرة بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، بصيانة 21 تمثالًا تاريخيًا في الميادين العامة، من ضمنها "أسود قصر النيل"، لكن أثارت الطريقة المتبعة لصيانة التماثيل العريقة سخط العديد، بسبب دهنها بشكل غير مهني، بحسب ما كتب موقع المصري اليوم.

على موقع اكس (تويتر سابقا)، كتب الإعلامي عبداللطيف المناوي، آخر رئيس للتلفزيون المصري في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك، أنه لم "يصدق" عينيه حين رأى أسود قصر النيل بهذا الطلاء وأضاف "أعمال صيانة، او افساد، أسود قصر النيل ضمن خطة لصيانة 21 تمثالا بالميادين العامة بالقاهرة. أنقذوا البقية الباقية".

وتعليقا على تدوينة المناوي رد أحدهم داعيا إلى إقالة المسؤول فقال: "شيلوا المسؤول اللي ماسك تجميل و تطوير القاهرة الله يخليكم، اللي مالوش في الشغلانة دي مايشتغلهاش أو على الأقل يسيب كل حاجة زي ما هي".

وعلى صحفته بموقع اكس كتب الروائي المصري "أشرف العشماوي" يقول إن الأسود "منحوتة من برونز مخلوط" وأن أغلب التماثيل النحاسية تترك دون دهان لتظهر عليها علامات "الجنزرة التي تؤكد علي جمال الفن".

ورد عليه معلق باسم مجهول قال: "دي مش جنزرة ده هباب عوادم و غبار القاهرة متراكم"، مضيفا أنه من الطبيعي إزالته كل فترة و"السؤال هل الطلاء ده حسب المواصفات المستخدم فى ميادين إيطاليا و فرنسا و إسبانيا ولا فعلا خلطة عك؟"

ورد حساب آخر باسم mohamed، متسائلا بشكل ساخر "يعني حضرتك تفتكر هنري جاكليمار (صانع التماثيل) هيفهم أحسن من النقاش المصري.."

الآثار "تتبرأ" والتشكيليون يرفضون الرد

ومن جانبها ذكرت الكاتبة هاجر عثمان بموقع "المنصة" اليوم الثلاثاء (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2024) أن وزارة السياحة والآثار المصرية "تبرأت اليوم من عملية الترميم"، مضيفة أن الوزارة قالت إن "هذه التماثيل ليست في عداد الآثار المُسجلة..".

وذكر وزير السياحة والآثار شريف فتحي، اليوم الثلاثاء في تصريحات إعلامية أن أعمال الترميم "لتماثيل أسود كوبري قصر النيل تتم بدقة وحرص شديد، ووفقًا للقواعد العلمية والفنية المتبعة والمتعارف عليها".

ونقلت عثمان عن وزارة السياحة والآثار نفيها استخدام طلاء، وأوردت قولها: "أعمال التنظيف اقتصرت على إزالة الأتربة والاتساخات ووضع طبقة عزل شفافة لحماية التماثيل من العوامل الجوية.. ولم يتم إطلاقًا استعمال ورنيش أو أي مواد ملونة أو ملمعة".

لكن يبدو أن كلام الوزارة لم يعجب وكيل عام نقابة التشكيليين الدكتور محمد الصبان الذي رد قائلا لموقع المنصة "أي حد هيعدي بجوار تمثال أسد قصر النيل هيشم روائح نفاذة جدًا للطلاء وليس التنظيف". وأضاف: "الطلاء واضح جدًا، وغير درجة لون التمثال، واللمعة الشديدة واضحة للمارة.. وده دليل إنهم استخدموا مواد مكنش المفروض يستخدموها".

قصة أسود قصر النيل تذكرنا مع الفارق بقصة وقعت قبل سنوات عندما تم لصق لحية القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون بطريقة بدائية وغير احترافية. وعندها في بداية 2015 فتحت وزارة الآثار المصرية تحقيقا. فهل تفتح الوزارة التي أدمجت الآن مع وزارة السياحة تحقيقا فيما وقع لأسود قصر النيل؟ وهل يقال المسؤول؟