أقوى رجل.. مغامر بريطاني يركض عبر إفريقيا لنحو عام كامل
نجح المغامر في جمع أكثر من 700 ألف جنيه إسترليني للجمعيات الخيرية
أنهى "راسل كوك" الملقب بـ "أقوى رجل" رحلة جري استثنائية عبر القارة الإفريقية، بعد 352 يومًا من العزيمة والتحدي.
قطع كوك، البالغ من العمر 27 عامًا، مسافة 16 ألف كيلومتر عبر 16 دولة أفريقية، بدءًا من جنوب إفريقيا وصولًا إلى تونس، واجه خلال رحلته تحديات جسدية ونفسية قاسية، لكنه واصل مسيرته مستمدًا قوته من رغبته في "إحداث تغيير" في حياته وحياة الآخرين.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
دافع للتغيير
كشفت تقارير صحفية عن معاناة كوك من اضطرابات نفسية وإدمان القمار والشراب، فقرر خوض هذه الرحلة الصعبة للتغلب على ماضيه، ونجح في جمع أكثر من 700 ألف جنيه إسترليني للجمعيات الخيرية خلال رحلته.
وصل كوك مرتديا قميص إنجلترا لكرة القدم، إلى خط النهاية في مدينة راس أنجيلا التونسية، حيث استقبله حشد كبير من الناس مرددين هتافات التشجيع، "ها هو..أقوى رجل".
أعرب كوك عن شعوره بالتعب الشديد، لكنه عبر عن سعادته بإنجاز هذه المهمة الصعبة ليتناول في نهاية الرحلة "عصير الفراولة".
ونشر كوك عبر صفحته الرسمية على منصة إكس، معلقا على انتهاء رحلته قائلا: "أول شخص على الإطلاق يركض بطول أفريقيا بأكملها.. المهمة اكتملت".
تفاصيل رحلة كوك
وألقت عدة صحف الضوء على قصة راسل كوك الملقب بـ "قوى رجل التي واجه العديد من العقبات خلال رحلة جريه الملحمية عبر القارة الإفريقية، فبعد أن خطط في البداية لبدء رحلته من تونس إلى جنوب إفريقيا، واجه صعوبة في الحصول على تأشيرة جزائرية، مما أجبره على تغيير مساره في اللحظات الأخيرة.
وانطلق كوك من أقصى جنوب إفريقيا في 22 أبريل الماضي، وقطع مسافة 16 ألف كيلومتر عبر 16 دولة إفريقية، وواجه خلال رحلته تنوعًا هائلًا في التضاريس، من المدن إلى الغابات المطيرة والجبال والصحراء.
سرقات ومشكلات صحية
تعرض كوك وفريقه لضربة قوية في أنغولا، حيث سرقت كاميراتهم وهواتفهم النقالة وأموالهم وجوازات سفرهم وتأشيراتهم، ولم تكن هذه هي العقبة الوحيدة، فقد أثرت عليه متطلبات الجري لمسافات طويلة بشكل كبير على صحته.
فبعد بعض المشكلات البسيطة في المعدة في الأسابيع الأولى، أجبر على أخذ أول يوم راحة له بعد أن اكتشف الأطباء وجود دم وبروتين في بوله في اليوم 45 من رحلته.
وكان ألم الظهر المتكرر هو مصدر القلق الأكبر لدي كوك في اليوم 200، فاضطر إلى تقليل مسافة الجري وكثافته بناءً على طلب طبيب في نيجيريا، حتى إنه فاته يومان متتاليان في اليومين 205 و 206.
الإصرار على الاستمرار
لكن كوك، بفضل إصراره وعزيمته، لم يستسلم وكان حله لتخفيف آلامه هو استخدام مسكنات أقوى للألم واتباع أسلوب "المشي كالزومبي" لمواصلة الجري.
ولكن بينما تغلب كوك على التحديات الجسدية، واجه تحديًا آخر من نوع مختلف، ففي اليوم 278، هددت تأشيرة الدخول إلى الجزائر بإفشال رحلته بالكامل.
علق كوك وهو ينتظر قرارًا بشأن عبوره الحدود من موريتانيا إلى الجزائر: "إذا لم نحصل على التأشيرات، فهذا يعني نهاية الرحلة".
جهد جماعي لمنصات التواصل الاجتماعي
لعبت منصات التواصل الاجتماعي دورًا هامًا في رحلة كوك، فقد انتشر مقطع فيديو على X [formerly Twitter] يُناشد فيه المساعدة في الحصول على تأشيرة دخول إلى الجزائر، وحظي الفيديو بمشاهدة 11 مليون شخص، بما في ذلك شخصيات مؤثرة مثل إيلون ماسك وعدد من أعضاء البرلمان البريطاني ووزارة الداخلية.
التغلب على صحراء
بفضل الدعم الذي تلقاه، تمكن كوك من الحصول على تأشيرة دخول إلى الجزائر، مما سمح له بعبور صحراء ال Sahara، وهي أصعب جزء من رحلته، واجه كوك في الصحراء ظروفًا قاسية، بما في ذلك نقص الطرق المعبدة وضعف الإشارة وغياب مظاهر الحضارة.
مع اقتراب موعد النهاية، زاد كوك من سرعته وبدأ في الجري ليلاً لتجنب حرارة النهار الشديدة والعواصف الرملية.
وبعد 352 يومًا من العزيمة والمثابرة، وصل كوك إلى خط النهاية في تونس، وسط احتفالات صاخبة من قبل أصدقائه ومحبيه من جميع أنحاء العالم.