أفلام تطوير الذات والثقة بالنفس.. أفضل 5 أفلام ننصحك بمشاهدتها
-
1 / 5
غالباً ما يكون للسينما والأعمال الدرامية جانب آخر غير التسلية وكسر الملل يتمثل في الترويج لفكرة وتسليط الضوء على قضية أو كما تفعل أفلام تطوير الذات مخاطبة النفس البشرية وكشف نقاط ضعفها وطرح أفكار مختلفة للتغلب على هذه النواقص ونقاط الضعف، وذلك من خلال قصة درامية أو كوميدية حتى يواجه فيها أبطال الفيلم مشكلة ما في ظروف قد تواجه فئة كبيرة من الناس فنرى من خلالهم كيف يُمكن التعامل مع هذه المشكلة وكيف طوروا ذواتهم للتغلب عليها، أو نعيش لمدة ساعتين أو ثلاث مع علة نفسية وضعف الثقة بالنفس لدى أبطال فيلم نشاهده فيعكس لنا كيف يشعر من لديهم نفس العلة أو يُعلمنا إن كنا من أصحاب نفس العلة أو نمر بنفس المشكلة كيف يمكننا التغلب عليها وتطوير أنفسنا والنجاح رغم ما نواجهه من صعاب.
أفلام عن تطوير الذات
يمكننا أن نصف أفلام تطوير الذات بأنها الأفلام التي تُعلمنا كيف ننتقل إلى الأمام وكيف ندفع أنفسنا إلى حيث يجب أن نكون، فلا نجاح ولا خروج من واقع صعب بدون تطوير للذات وزيادة معرفتها بنقاط قوتها وطريقة التغلب على نقاط ضعفها، وفيما يلي نستعرض معكم أفضل أفلام تطوير الذات التي يُمكنها أن تُغير من نظرتكم للحياة:
This browser does not support the video element.
فيلم The pursuit of happiness السعي وراء السعادة
(أن تستمر في السعي مهما زاد الظلام حولك)
لعل رائعة ويل سميث The pursuit of happiness هو أول ما يأتي على بال أي عاشق للسينما حين يُطلب منه ترشيح فيلم عن تطوير الذات أو قصص النجاح، فهذا الفيلم أصبح أيقونة فعلياً لأفلام تطوير الذات والتغلب على صعوبات الحياة، حيث يُقدم لنا صناع الفيلم في حبكة درامية رائعة قصة الرجل الثلاثيني كريس غاردنر الذي يقوم بدوره ويل سميث مع حياته التي تتأزم يوماً بعد يوم منذ أن أضاع كل ما لديه من أموال على شراء كمية كبيرة من جهاز طبي لم ينجح في بيعها بسبب ثمن الجهاز المرتفع مما أدى إلى تراكم الديون عليه لدرجة عدم القدرة على دفع الإيجار فيُطرد من منزله بعد أن هجرته زوجته ويجد نفسه مُشرداً مع طفله يتنقلون بين مأوى المشردين والشوارع في مأساة يرق لها القلب.
لكن كريس غاردنر لا يعرف الاستسلام ومتمسكاً بالأمل وسط كل الظروف التي تستدعي الاستسلام، فبطلنا يسعى وراء أبسط مقومات سعادته وسعادة ابنه الذي لم يفقد ثقته في أبيه رغم كل ما مر به من صعوبات والتي تتمحور في بيتٍ وأساسيات الحياة، فبثقة كريس في نفسه والتمسك بطفله يصل إلى أبعد مما كان يتوقع ويُبهر كل من شكك في قدراته حتى نحن المشاهدين الذين أصابنا اليأس والضيق خلال بعض مشاهد الفيلم.
فيلم Rocky روكي
(كل بطل أصبح بطلاً حينما رفض الاستسلام)
فيلم Rocky الذي جعل جيلاً كاملا يعشق الملاكمة بموسيقى خالدة تتعرف عليها بمجرد سماع ثوانٍ منها هو بالفعل أحد أفضل أفلام تطوير النفس الملهمة، فبطلنا روكي والذي يقوم بدوره سيلفستر ستالون شاب إمكانياته المادية بسيطة يعمل في مصنع للحوم ومُحصل للديون، يعشق الملاكمة ولديه موهبة واضحة فيها لكن لا يؤمن بها أحد سوى مدربه ميكي جولدميل الذي يقوم بدوره بيرجس ميرديث، وصديقته إيدريان بينّينو التي تقوم بدورها تاليا شير، يلعب روكي بعض المباريات الغير رسمية في بلده ويكتسب بعض الشهرة في محيطه لكن يظل ملاكم مغمور في اللعبة بشكلٍ عام، وتطور قصة روكي حينما يلعب مباراة عمره مع بطل العالم في الوزن الثقيل في الملاكمة العائد من فترة توقف يرغب بعدها في إعادة لمعان اسمه مرة أخرى عن طريق هزيمة ساحقة لملاكم مغمور، ليجد روكي نفسه أمام فرصة لا تعوض للدخول في مباراة إما تجلب له المجد وإما أن تقضي على حياته، ورغم أن كل المؤشرات تصب في صالح بطل الوزن الثقيل والملاكم المشهور إلا أن روكي يرفض الاستسلام ويُلاكم على حلمه بالكامل وليس فقط المباراة.
أفلام عن الثقة بالنفس
لا شك أن الثقة بالنفس هي أولى خطوات تطوير الذات بل وأهمها على الإطلاق فلا ذات يُحقق ولا شخصية تتطور لشخصٍ لا يثق في نفسه ويُقدرها، فكثيراً ما يُهدر الإنسان حق نفسه ويُسيء تقدير ذاته فتبدأ معاناته ومشاكله ويحبس نفسه داخل مكانة يستحق أفضل بكثير منها، وفيما يلي أفضل أفلام عن الثقة بالنفس ومعالجة ضعف الشخصية:
فيلمGood Will Hunting ويل هانتنج الحسن
(ستمر بأوقات عصيبة لكنك سترى بفضلها الأشياء الجيدة التي لم تنتبه لها من قبل)
تدور أحداث الفيلم حول الشاب ويل هانتنج الذي يعمل كحارس ومنظف للأرضيات في إحدى الجامعات الأمريكية ويقوم بدوره مات ديمون يحسبه المشاهد في البداية شخصا عادياً لكنه يُفاجئنا بأنه خارق الذكاء كما يُفاجئ الأستاذ الجامعي المشهور جيرالد لامبو ويقوم بدوره بين أفليك الذي يُحاضر في نفس الجامعة التي يعمل بها ويل هانتنج حارس وينبهر بموهبة ويل التي يكتشفها بالصدفة ضد رغبة الشاب في كشف نفسه وذلك لانعدام ثقته وتحجيمه لقدراته وعدم رغبته في تغيير وظيفته وحياته، وذلك ما يعمل على تغييره البروفيسور بعدما يعقد صفقة مع ويل على أن يسمح له بالعمل على تغيير حياته بالجلوس مع طبيب نفسي مُقابل أن يُخلصه البروفيسور لامبو من مشكلة قضائية أوقع نفسه بها بعدما تعدى على ضابط بالضرب.
يجلس ويل مع العديد من الأطباء النفسيين ويتهكم عليهم ويُلجمهم بردوده المستهزئة بهم وبطريقتهم في أسلوب هجومي لا يتحمله هؤلاء الأطباء والمعالجون مما يجعلهم ينصحون البروفيسور لامبو بأن يبحث عن فتى غيره لأن ويل هانتنج سيئ ولا أمل فيه، فيلجأ الأستاذ لامبو إلى صديق قديم وطبيب نفسي متميز في مجاله يُدعى شون ماجواير ويقوم بدوره الراحل روبين ويليامز من نفس الولاية التي كبر فيها ويل ويُقنعه بأن يتولى علاجه وفي البداية يهاجم بطلنا الدكتور بأكثر الأشياء التي توجعه وهي ذكرياته مع زوجته التي توفت منذ سنوات ولا يزال يعيش على ذكرياته معها كعادة ويل للهروب من أي حديث يكشف نقاط ضعفه ويغوص داخله، لكن بتطور الأحداث تنشأ علاقة صداقة بين ويل هانتنج ودكتوره ماجواير ويتعرفان على بعضهم البعض أكثر ويفتح ويل قلبه إلى طبيبه النفسي ويكشف عما تسبب في اضطرابه النفسي وقلة تقديره لذاته ويبدأ مع هذا الاعتراف حياة جديدة يكتشف فيها نفسه ويذهب وراء سعادته.
فيلم The King"s Speech خطاب الملك
"لدي صوت.. ولي الحق في أن يُسمع"
لكلٍ منا علته التي بالطبع لا يُحبها ويتمنى لو لم تكن به من الأساس لكن ما يُميز أحدنا عن الآخر الطريقة التي يتعامل بها مع علله ونواقصه ليستمر في حياته واثق بما لديه من مميزات، أما من يقف عند علته متجاهلاً ما يُميزه ومستسلم لها يفقد الثقة بنفسه ولا يطور من ذاته، ويعرض لنا فيلم The King"s Speech المستوحى من قصة حقيقية ملهمة جانب من حياة ملك بريطانيا جورج السادس حيث تبدأ أحداثه عند تولي جورج السادس الحكم خلفاً لأخيه الذي تنازل عنه في فترة عصيبة للملكة البريطانية التي كانت على مشارف خوض الحرب العالمية الثانية والتي يتميز قادتها بالخطب المثيرة للحماس التي كانوا يلقونها على شعوبهم لكن الملك جورج الذي يقوم بدوره كولين فيرث ليس كهؤلاء القادة من رؤساء وملوك الدول فهو حبيس علته وهي التعلثم في الكلام، العلة التي جعلت من حوله يُشككون في قدرته على قيادة البلاد بين محب يخشى عليه وكاره أو حاقد يرغب في إزاحته من الحكم يجد بطلنا نفسه مطالباً بالتغلب على مشكلته في النطق وقيادة البلاد وإلقاء الخطب أمام جماهير من شعبه ليعزز ثقتهم فيه وفي قدرة بلدهم قبل دخولها في حرب عالمية على وشك البدء في أي لحظة.
لا تترك زوجة الملك جورج السادس الملك إليزابيث زوجها فريسة للإحباط والأعداء وتحاول مساعدته بكل الطرق وتبحث له عن طبيب ومدرب تخاطب متميزاً فتجده في مكان متواضع وتبدأ رحلة علاج الملك من التلعثم بعد الكثير من الشد والجذب بينه وبين دكتوره حيث يغضب الملك من أساليب الدكتور التي يراها غير مناسبة له ومهينة فيما يتمسك الدكتور بطريقته ويثق بها فيثق الملك فيما بعد بها أيضاً ويتجاوز مشكلته ويُلقي خطابه وسط أداء رائع لبطل الفيلم كولين فيرث ينال عنه جائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور رئيسي.
فيلم Men of Honour رجال الشرف
"قد يكون هنالك حدود للقدرات ولكن لا حدود للسعي والعزيمة"
على عكس الأفلام السابقة التي لدى البطل فيها مشكلة انعدام الثقة وعدم تقدير الذات فبطل فيلم Men of Honor رجل يعي قدراته جيداً ويتمسك بحقوقه ويسعى ورائها بثقة تُلهم كل من يُشاهدها، حيث يُقرر بطل الفيلم كارل براشير الذي يقوم بدوره كوبا غودينغ جونير أن يترك حياته العادية في ولاية كنتاكي ويلتحق بسفينة خاصة بالقوات البحرية الأمريكية ليعمل طباخ على متنها لكنه يتطلع إلى أكثر من ذلك ويثق في قدراته على تحقيق حلمه بأن يُصبح أول غواص من أصحاب البشرة الداكنة في البحرية الأمريكية في فترة كانت تغرق فيها الولايات المتحدة وأوروبا بالعنصرية الشديدة تجاه كل من لا ينتمي إلى العرق الأبيض.
طموح بطلنا كارل براشير يصل به إلى الالتحاق بالمدرسة الحربية لتعلم الغوص تحت يد ليسلي صاندي الذي يقوم بدوره روبرت دي نيرو وهو رجل عنصري للغاية ويُحاول بكل الطرق في وضع الصعاب في طريق كارل ليفشل في مهمته لكن كارل لديه ثقة بنفسه وعزيمة قوية تجعله لا يتوقف ولا يكل من المحاولة ليتغلب على المشكلات التي تُقابله أثناء التدريب نظراً لتأخره الدراسي نظراً لأنه طرق المدرسة مبكراً وعمل لإعالة أهله ومساعدتهم على العيش، ولشجاعة كارل في إنقاذ زميله يُثبت للجميع أحقيته في الغوص وتميزه إلا أن قائده العنصري يرفض الاعتراف بعمل كارل البطولي لكون داكن البشرة ويقوم بتكريم زميله الذي تخلى عنهم بتسليمه وسام الشجاعة بدلاً من كارول، ولا تتوقف الأمور هنا فقط بل يفقد كارول ساقه لكنه لا يفقد شرفه وعزيمته ويستمر بالسعي نحو حلمه بعدما يقوم بتركيب قدم صناعية ويتدرب مرة أخرى على الغوص بها معطياً للجميع دروساً في المثابرة والعزيمة مهما كانت الظروف.