أصل اختراع المرحاض وكيف ساعد على استمرار البشرية؟
نظرية السيفون والفيزيائي برنولي، وشاعر البلاط الملكي صاحب أول بتأسيس طارد في العالم.. تعرفوا معنا في هذا الموضوع على أصل اختراع المرحاض، وكيف ساعد على استمرار البشرية؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
المرحاض في العصر القديم
يعود تاريخ المراحيض إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، ويُرجح أن يكون قدماء المصريين هم أول من استخدموها، وكانت حجرية ومزودة بممرات مائية للتخلص من الفضلات.
واستخدموها بشكل واسع، حتى إنها كانت في بيوت العامة، وكانوا يحفرون أسفلها خزانات من أجل تجميع الفضلات.
روما القديمة صاحبة أول أنظمة مجار في التاريخ
وعرفت روما القديمة أيضاً المراحيض، فقد أنشأت مراحيض عامة في الشوارع، وبالفعل ساعدت كثيراً في نظافة المدينة.
ورغم أنه يُنسب إلى روما القديمة اختراع أول أنظمة مجار في التاريخ، فإنها لم تُحسن صحة السكان العامة كثيراً، إذ إن الفضلات كانت تُصرف في مجاري الأنهار في النهاية، على عكس القدماء المصريين، الذين منعهم تقديسهم للنيل من فعل ذلك
السير هارنجتون مخترع المرحاض الطارد
وفي عام ألف وخمسمئة وستة وتسعين ميلادياً، اخترع السير هارنجتون، الذي يُعرف عنه أنه شاعر البلاط الملكي وقت حكم الملكة إليزابيث، ما يُعرف حالياً بالمرحاض الطارد.
بعد ذلك أضيفت إلى المرحاض آلية لمنع الجرذان والحشرات من الدخول عبر فتحة الطرد.
الفيزيائي الشهير برنولي ونظرية السيفون
في النهاية طُبقت نظرية "السيفون" للفيزيائي الشهير "برنولي"، وذلك بتركيب صندوق مياه على مستوى أعلى من مستوى الصرف، للحصول على طاقة كامنة، ما يسمح بالحفاظ على مستوى معين للماء بشكل دائم، للحماية من تصاعد الروائح الكريهة.
كيف حافظ المرحاض على الصحة العامة؟
وحقيقة، يعد المرحاض واحداً من أهم الاختراعات الصحية التي عرفها العالم، ولا يقل أهمية عن الأمصال أو المضادات الحيوية، أو ربما عن أجهزة الكشف الطبي الحديثة.
فهذا الاختراع قد أنقذ البشرية من الفناء بسبب تراكم القاذورات، التي تعد السبب الرئيسي في انتشار الأمراض والأوبئة التي أبادت بالفعل ملايين البشر على مر التاريخ.
37% من سكان العالم بلا مراحيض
وتشير الأبحاث إلى أنه حتى يومنا هذا، لا يزال سبعة وثلاثون في المئة من سكان العالم لا يملكون مراحيض صالحة للاستخدام الآدمي.
فيضانات سيراليون تنشر الفضلات والكوليرا
وفي عام ألفين واثني عشر ميلادياً، تسببت فيضانات بلدة سيراليون الإفريقية في تجريف الفضلات البشرية إلى الشوارع، ما تسبب في انتشار وباء الكوليرا مجدداً، وإصابة خمسة وعشرين ألف شخص به.
الآلاف يموتون سنوياً بسبب سوء أنظمة المجاري
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من أربعمئة وثلاثين ألف إنسان يموتون سنوياً بسبب العدوى الوبائية، وسوء أنظمة المجاري، وطرق التخلص من الفضلات البشرية.
إضافة الشفاط الصحي إلى المرحاض
وربما لم تتطور فكرة المراحيض كثيراً منذ اختراعها الأول، إلا بإضافة أنبوب الشطاف الصحي لها، وهو رشاش مياه للتأكد من النظافة الشخصية.. وكان التطوير غالباً ما يطال الشكل الخارجي فقط للمراحيض.
مستقبل المراحيض بين الأنظمة الذكية وتوليد الكهرباء
ولكن المستقبل يعدنا ببعض الأفكار التي قد تؤدي إلى استخدام الفضلات البشرية في توليد الكهرباء، وتزويد المراحيض بأنظمة ذكية، لتساعد في تشخيص الأمراض، وتحسين الصحة العامة.