أسعار النفط تصعد 1% رغم مخاوف الحرب التجارية
أسعار النفط ترتفع مدفوعة بإعفاءات جمركية وانتعاش واردات الصين
سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 1% في تعاملات، اليوم الاثنين، مدعومة بقرارات أميركية جديدة باستثناء بعض السلع من الرسوم الجمركية، إضافة إلى بيانات إيجابية من الصين أظهرت تعافيًا قويًا في واردات النفط الخام خلال مارس.
خام برنت يتجاوز 65 دولارًا
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 63 سنتًا، ليصل إلى 65.39 دولارًا للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بواقع 64 سنتًا، ليُتداول عند 62.14 دولارًا للبرميل، بحسب بيانات الأسواق عند الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قال هاري تشيلينغيريان، رئيس الأبحاث العالمية في مجموعة "أونيكس كابيتال"، إن "الإعفاءات الأخيرة ساعدت في تحسين المزاج العام في الأسواق"، لكنه حذر في الوقت ذاته من استمرار "الهشاشة" بسبب التذبذب في السياسات التجارية الأميركية.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلنت استثناءات من الرسوم الجمركية المفروضة على بعض المنتجات الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، والتي تُستورد غالبًا من الصين.
وجاءت هذه الخطوة ضمن سلسلة من التعديلات المتكررة على السياسات التجارية، ما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
كشفت بيانات رسمية أن واردات الصين من النفط الخام خلال مارس ارتفعت بنحو 5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مستفيدة من زيادة الإمدادات الإيرانية وعودة الصادرات الروسية. هذا التعافي يأتي بعد تباطؤ نسبي في الشهور السابقة.
المخاوف من الحرب التجارية
رغم الارتفاع الحالي، فقد تراجعت أسعار النفط بنحو 10 دولارات للبرميل منذ بداية الشهر، وسط مخاوف متزايدة من تأثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على الاقتصاد العالمي والطلب على الطاقة.
وبحسب توقعات "غولدمان ساكس"، يُتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 63 دولارًا للبرميل خلال بقية عام 2025، بينما يُتوقع أن يصل خام غرب تكساس إلى 59 دولارًا.
أما في عام 2026، فيُرجح أن يتراجع برنت إلى 58 دولارًا والخام الأميركي إلى 55 دولارًا.
تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط
أوضح محللون في "غولدمان ساكس" أن نمو الطلب العالمي على النفط خلال الربع الأخير من 2025 سيكون محدودًا، إذ يُتوقع ارتفاعه بمقدار 300 ألف برميل فقط يوميًا مقارنة بالعام الماضي، مع تباطؤ ملحوظ في الطلب على المواد البتروكيميائية.
كما أشار تقرير لمؤسسة BMI التابعة لـFitch Solutions إلى دخول السوق في حالة "كونتانغو"، حيث تكون الأسعار الآنية أقل من العقود الآجلة، ما يعكس مخاوف من فائض المعروض وضعف الطلب المتوقع.
تراجع نشاط الحفر الأميركي
كجزء من التحولات في السوق، أظهرت بيانات شركة "بيكر هيوز" أن عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة تراجع للأسبوع الثالث على التوالي، في ظل تحوط الشركات من انخفاض الطلب.
وفي سياق جيوسياسي ذي صلة، ألمح وزير الطاقة الأميركي كريس رايت إلى احتمال وقف صادرات النفط الإيراني ضمن استراتيجية الضغط على طهران بشأن برنامجها النووي.
في المقابل، أعلنت واشنطن وطهران عن محادثات "إيجابية وبنّاءة" جرت في سلطنة عمان، على أن تُستأنف الأسبوع المقبل، وهو ما قد يُخفف من المخاطر الجيوسياسية التي تؤثر على السوق النفطية.