أسعار البُن في العالم ستشهد ارتفاعاً كبيراً العام المُقبل..فما السبب؟
أدى الجفاف المستمر الذي بدأ منذ يوليو الماضي، إلى إحداث فجوة في إنتاج البن البرازيلي، مما أدى على الفور إلى ارتفاع أسعار الجملة لحبوب أرابيكا الشهيرة إلى أكثر من دولارين للرطل، وهو ما يُقارب ضعف الأسعار السابقة المُتعارف عليها، والتي اعتادها مُحبو القهوة.
يقول كارلوس ميرا، مُحلل أسواق البن في Rabobank ، إن الجفاف سيؤثر بشكل كبير على حصاد 2022-23 من البن، هذا بالإضافة إلى المزيد من العوامل الأخرى، فقد أعقب الجفاف في البرازيل، سلسلة التوريد المرتبطة بفيروس كورونا المُستجد، كوفيد-19، وندرة حاويات الشحن، ونقص العمالة وغيرها من عوامل الإنتاج التي أضافت المزيد من التكاليف لكل شيء تقريباً، سيؤدي كل هذا بدوره إلى ارتفاع سعر فنجانك الصباحي من القهوة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ارتفاع أسعار البن في عام 2022
في حين أنه من الصعب تحديد حجم خسارة المحاصيل في البرازيل، لكن الخبراء يُعلنون إن تقديرات انخفاض إنتاج البن تتراوح ما بين 2 مليون و 6 ملايين كيس قهوة أقل. يُمثل هذا حوالي 12٪ من إنتاج أكبر منتج للبن في العالم من أرابيكا، وهو البن المستخدم لمعظم أنواع القهوة التي تباع في جميع أنحاء العالم. ويعني انخفاض الإمدادات والانتاج دائماً ارتفاع الأسعار.
تقول جريس وود، محللة صناعة القهة في شركة أبحاث السوق IBISWorld ، إنه إذا لم يشهد المستهلكون ارتفاعاً في أسعار البن بنهاية هذا العام، فمن شبه المؤكد أن السعر سيرتفع في عام 2022 ، حيث من المتوقع أن يزداد نصيب الفرد من الطلب.
تُضيف وود: "سيساهم هذا فقط في زيادة الطلب الذي سيؤدي إلى مزيد من تعطيل العمليات ويجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للمشغلين الذين يعانون بالفعل من مشكلات في الإمداد".
هل سترتفع أسعار التجزئة؟
يقول الخبراء إن الأشخاص الذين يشترون حبوب البن من محال البقالة سيشهدون على الأرجح زيادة ملحوظة في الأسعار لأن حوالي نصف تكلفة تلك الحقيبة على الرف. ومع ذلك، فالمقاهي الكبيرة، لا تُمثل فيها تكلفة حبوب البن سوى حوالي 5٪ من فنجان القهوة الساخنة، لذلك "قد لا تحتاج المحامص إلى بدء تطبيق الزيادات على الفور".
من ناحية أخرى، يقول بعض الخبراء إن الأسعار المرتفعة في السوق الدولية يمكن أن تحفز في كثير من الأحيان الإنتاج، سيكون لدى المزارعين المزيد من الأموال للاستثمار في محاصيلهم، وإذا كان هناك المزيد من القهوة في السوق، فسوف تتراجع الأسعار. لكن هذا سيعتمد أيضاً على ما إذا كانت المحامص الكبيرة لديها ما يكفي من الحبوب المخزنة لتوفير القهوة لزبائنها مهما طال ارتفاع الأسعار.
أشارت شركة ستاربكس، أكبر بائع تجزئة للقهوة في العالم، إلى أنها لن تحتاج إلى رفع أسعارها بسبب انخفاض إنتاج البرازيل. فخلال مكالمة مع المستثمرين في ذروة ارتفاع أسعار أرابيكا، قال الرئيس والمدير التنفيذي لسلسلة القهوة في سياتل، كيفن جونسون، إن شركته لديها مخزون 14 شهراً من التوريد، والتي يقول إنها ستكفيها خلال عام 2021 ومعظم السنة المالية 2022.
تُشير التقارير أيضاً إلى أنه يتوقع ان تعاود الأسعار المرتفعة للبن في السوق الدولية الى الهبوط مرة أخرى في وقت لاحق في عام 2023 أو بعد ذلك، سيحدث هذا لأسباب مختلفة منها دخول مزارعين جدد في السوق ومستثمرين وتحسن أوضاع الاعمال والشحن في الفترات المقبلة.
استهلاك القهوة في المملكة العربية السعودية
يُعتبر الشعب السعودي أحد أكثر شعوب العالم حباً للقهوة واستهلاكاً للبن بأجود أنواعه. وتصنف المملكة من أكثر دول العالم استهلاكاً للبن لارتفاع معدل استهلاك الفرد للقهوة، وتُقدّر الكميات المستوردة للأسواق السعودية من البن بأكثر من 10.000 طن سنوياً، وفي تقديرات أخرى يصل حجم الاستيراد إلى 18 ألف طن سنوياً.
تتنافس في السوق السعودي العديد من الشركات ذات الشهرة العالمية التي تقدم خدماتها لعشاق القهوة، وتأتي من بينها شركة PITTI CAFFÈ الإيطالية صاحبة التاريخ العريق، حيث تقدم أفضل أنواع القهوة الإيطالية وأجودها.
تُعدّ المملكة العربية السعودية واحدة من ضمن أكثر 10 دول في العالم استهلاكاً للقهوة، حيث تستورد من مختلف دول العالم بما فيها البرازيل، إلا أن 72% من واردات البن للسعودية تأتي من إثيوبيا، وفقاً لبيانات رسمية في عام 2020 .
تعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمملكة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الناتج المحلي مستقبلاً ورفع العائد الاقتصادي حيث تُشير التقديرات الرسمية عن وجود أكثر من 400 ألف شجرة بن في المملكة تدعم صناعة القهوة في السعودية، وتتصدر جازان المساحات المزروعة بـ122 هكتاراً.