أسس مع إدوارد سعيد أوكسترا للسلام.. بارنبويم يبلغ الثمانين!
ولد عازف البيانو وقائد الأوركسترا دانييل (دانيال) بارنبويم في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1942 في الأرجنتين وهو يعيش حاليا في برلين. قام والداه، وكانا عازفين مرموقين للبيانو، بإعطائه دروساً في الموسيقى وهو في الخامسة ثم رحلت أسرته إلى إسرائيل عام 1952.
وظهر لأول مرة كعازف للبيانو في بيونس آيرس وهو في التاسعة كما قاد أول فرقة موسيقية في حيفا. وعين سنة 2007 رسول السلام التابع للأمم المتحدة.
ينحدر أجداد بارنبويم اليهود من روسيا البيضاء وأوكرانيا. "لقد فروا من المذابح المعادية للسامية إلى الأرجنتين في بداية القرن العشرين"، قال بارينبويم في مارس 2022 في حفل موسيقي تضامني مع اللاجئين الأوكرانيين.
لا شك في أن دانال بارنبويم فنان له الكثير من النشاطات، إذ أدار هذا الملحّن النجم ذو الـ 80 عامًا، الذي ولِدَ في الأرجنتين وتربى في إسرائيل، جوقتي أُوركسترا: فهو المدير الموسيقي العام للأُوبرا البرلينية ومدير الأُوركسترا السيمفونية في شيكاغو.
كما قام بكتابة العديد من الكتب وبتأليف مقالات، وكثيرًا ما يقوم بجولات موسيقية. وبالإضافة غلى براعته في العزف على البيانو، يتقن بارنبويم سبع لغات - منها العبرية. وهو يعمل قبل كل شيء وبلا كلل من أجل الحوار الثقافي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأسس مع المفكر الفلسطيني الأمريكي الراحل إدوارد سعيد عام 1999 أوركسترا للسلام باسم الديوان الغربي الشرقي، والتي استقطبت موسيقيين من إسبانيا وفلسطين وإسرائيل ولبنان وسوريا والأردن ومصر وإيران.
وهو منذ عام 1992 مايسترو أوبرا (اونتر دير لندن) في برلين. ومنذ عام 2011 مدرب في قاعة سكالا في ميلانو الإيطالية. إن هذا المشروع الذي سُمي كناية بمجموعة الشاعر الألماني غوته الشعرية المشهورة، لا يُعتبر مبادرة موسيقية فقط، إنما يفترض أن يظهر قبل كل شيء أن التعايش السلمي بين العرب والإسرائيليين ممكن.
في عام 2002 منح كل من بارنبويم وإدوارد سعيد في عام ٢٠٠٢ جائزة أمير أستوريا لتفاهم الشعوب، وذلك لجهودهما غير المعتادة من أجل السلام.
الموسيقى تساهم في الحد من العنف
وحاليًا تقوم المؤسسة في مناطق الحكم الذاتي الفلسطينية بإعداد بعض المشاريع الموسيقية. وهدفها الذي تضعه نصب عينيها هو أن تؤدي دور الوسيط في الحوار والتفاهم والاحترام.
كما أنشأت مؤسسة بارنبويم وإدوارد سعيد أول روضة أطفال موسيقية في رام الله، سُميت على اسم إدوارد سعيد، بالإضافة إلى أُوركسترا الشباب. تلعب التربية الموسيقية هناك دورًا أهم مما تلعبه في أي مكان آخر من العالم، فكل ساعة درس موسيقية تقلل ساعة عنف في حياة الأطفال أو الشباب، على حد قول بارنبويم. ومعظم الأطفال هم من سكان المخيمات.
كان بارينبويم يريد بالفعل الاحتفال بعيد ميلاده في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني من خلال عرض موسيقي للألعاب النارية، لكن صحته لا تسمح بذلك. فهو مريض جدا لدرجة أنه اضطر إلى إلغاء الحفل في عيد ميلاده ال 80، حسبما قال المكتب الصحفي لأوبرا برلين.
في بداية أكتوبر/ تشرين الأول، أعلن بارنبويم بالفعل عبر الشبكات الاجتماعية أن "مرضا عصبيا حادا" يجبره على الانسحاب في الوقت الحالي. "يجب أن أركز الآن قدر الإمكان على صحتي الجسدية"، كتب على وسائل التواصل الاجتماعي.
دانيال بارينبويم ليس فقط موسيقيا يتمتع بالقلب والروح، ولكنه يتدخل أيضا اجتماعيا وسياسيا، في الكتابات والمحاضرات وفي خطاباته الموسيقية، على سبيل المثال عندما يشيد بشجاعة اللاجئين الأوكرانيين أو يتحدث عن كورونا كفرصة لمزيد من التعايش الاجتماعي. مواقفه مثيرة للجدل في بعض الأحيان. كانت هناك انتقادات حادة في إسرائيل في عام 2001، عندما عزف بارنبويم موسيقى ريتشارد فاغنر كضيف شرف في حفل في برلين. وكانت هناك ضجة في عام 2004 عندما انتقد بارنبويم الاحتلال الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية أمام البرلمان الإسرائيلي.
بارنبويم نفسه يأمل أن يتعافى قريبا. وكتب على إنستغرام وتويتر: "لقد عشت في الموسيقى ومن خلالها طوال حياتي وسأستمر في القيام بذلك طالما أن صحتي تسمح بذلك. عندما أنظر إلى الوراء وإلى الأمام، فأنا لست راضيا فحسب، بل أشعر بالرضا العميق".
غابي رويشر/ علاء جمعة