أسرار الرضا الوظيفي.. خمس خطوات لإلهام موظفيك وتحقيق أهدافهم
في عالم الأعمال سريع التغير، لم تعد الامتيازات المادية وحدها كافية لجذب الكفاءات والحفاظ عليها.
فالموظفون، وخاصة جيل الألفية وما بعده، يبحثون عن هدف أعمق وشعور بالانتماء والرضا في عملهم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويشير هذا التحول إلى أهمية تركيز الشركات على مساعدة الموظفين في إيجاد شغفهم وتحقيق أهدافهم المهنية.
رحلة البحث عن الذات
ويشير خبراء إلى أن المفتاح يكمن في توفير بيئة عمل محفزة تسمح للموظفين باستكشاف اهتماماتهم وتنمية شغفهم، ففرض وظيفة لا تتوافق مع ميول الموظف يشبه "وضع مكعب داخل دائرة" – الأمر سينتهي بالفشل.
كيف تساعد الموظفين على إيجاد هدفهم؟
إذا لم تكن الامتيازات هي الحل، فكيف نكتشف ما الذي سيجعل الموظفين سعداء؟ كيف نساعدهم في اكتشاف هدفهم في العمل؟
يكمن الجواب في منح الموظفين مساحة لاستكشاف اهتماماتهم وتنمية فضولهم للعثور على ما يثير حماسهم، إن محاولة إجبار شخص على القيام بدور لا يتوافق مع شغفه يشبه وضع قطعة مربعة في فتحة دائرية - الأمر محكوم عليه بالفشل.
خمس نصائح عملية لاكتشاف هدف الموظفين
الحوار المفتوح: ابدأ بمحادثات بسيطة ومفتوحة مع الموظفين، اسألهم عن الجوانب التي يستمتعون بها في عملهم، ومتى يشعرون بأعلى مستويات الطاقة والتحفيز.
يجب أن تكون هذه المحادثات منتظمة، وليست مقتصرة على المراجعات السنوية، اجعل هذه المحادثات جزءًا طبيعيًا من متابعاتك، حتى يشعر الموظفون بالراحة في مشاركة أفكارهم.
مثال: بدلاً من الاكتفاء بسؤال "كيف كان أسبوعك؟"، يمكنك طرح أسئلة أكثر تحديدًا مثل: "ما هو المشروع الذي عملت عليه هذا الأسبوع، وشعرت فيه بالتحفيز والإنجاز؟" أو "هل هناك أي مهارات جديدة ترغب في تعلمها لتطوير أدائك؟".
تدوير الوظائف: قد لا يدرك البعض شغفهم إلا بعد تجربة مجالات مختلفة، وفر برامج تدوير وظيفي أو فرصًا لتجربة أدوار مختلفة داخل الشركة، سيفتح هذا أمام الموظفين آفاقًا جديدة، ويساعدهم على اكتشاف نقاط قوة كامنة واكتشاف مجالات يثيرون فيها شغفهم.
مثال: يمكن لموظف في قسم المحاسبة أن يقضي بعض الوقت في قسم التسويق لفهم كيف تساهم جهوده في تحقيق أهداف الشركة بشكل أوسع.
مواءمة قيم الشركة مع هدف الموظف: يشعر العديد من الموظفين بالهدف عندما يتوافق عملهم مع قيمهم الشخصية، افهم قيم كل موظف، وأظهر لهم كيف يساهم دورهم في تحقيق رسالة الشركة وقيمها.
مثال: إذا كان الموظف يهتم بالاستدامة وحماية البيئة، فيمكن للشركة تسليط الضوء على مبادراتها في هذا المجال، وكيف يساهم عمل الموظف في تحقيق هذه الأهداف.
تعزيز الفضول: الفضول هو مفتاح اكتشاف الهدف. ابنِ ثقافة تشجع الموظفين على طرح الأسئلة، وتجربة أشياء جديدة، واقتراح أفكار إبداعية.
مثال: يمكن تخصيص وقت في اجتماعات الفريق للعصف الذهني وتبادل الأفكار بشكل مفتوح، أو إنشاء منصة داخلية لتشجيع الموظفين على مشاركة أفكارهم ومقترحاتهم للتطوير.
توفير فرص التعلم المستمر: وفر فرصًا للتعلم المستمر، مثل برامج التوجيه ودورات التطوير المهني ودعم الحصول على الشهادات المهنية، لمساعدة الموظفين على مواصلة التعلم وتطوير مهاراتهم.
مثال: يمكن للشركة توفير مكتبة رقمية للمواد التعليمية أو الاشتراك في منصات التعلم عبر الإنترنت لتسهيل وصول الموظفين إلى المعرفة وتطوير مهاراتهم.
ماذا لو لم تنجح هذه الاستراتيجيات؟
في بعض الأحيان، قد يدرك الموظفون، رغم كل الجهود، أنهم في الدور الخطأ، لكن في معظم الأحيان، سيؤدي منحهم مساحة للاستكشاف والتفكير والتطور إلى مساعدتهم في العثور على هدفهم.
كيف يمكن للمديرين التعامل مع الموظفين الذين لا يتوافق شغفهم مع الأدوار المتاحة في الشركة؟
الحوار المفتوح والتوجيه: يجب على المديرين التحدث بصراحة مع هؤلاء الموظفين ومساعدتهم على فهم شغفهم وأهدافهم بشكل أفضل، وتقديم النصائح والإرشادات لهم حول كيفية البحث عن فرص أفضل تتناسب مع طموحاتهم، سواء داخل الشركة أو خارجها.
دعم التطوير المهني: يمكن للشركة دعم هؤلاء الموظفين في تطوير مهاراتهم من خلال توفير دورات تدريبية أو فرص للتعلم تؤهلهم للوظائف التي تتناسب معهم.
في النهاية يريد عمال اليوم أكثر من مجرد الامتيازات - يريدون إحساسا بالغاية، وعندما لا يحصلون عليه، سيبحثون في مكان آخر من خلال إجراء محادثات منتظمة، وتقديم التدوير الوظيفي، ومواءمة قيم الشركة مع القيم الشخصية، وتعزيز الفضول، وتشجيع التعلم المستمر يمكنك مساعدة موظفيك في اكتشاف غايتهم والبقاء ملتزمين.