أسباب كثرة النوم.. إليك بعض الحالات التي تؤدي لحدوث كثرة النوم
يحتاج معظم البالغين من سبع إلى تسع ساعات من النوم الجيد كل ليلة، قد تعتقد أن الحصول على أكثر من تسع ساعات من النوم ليس أمراً سيئاً، لكن اعتقادك هذا ليس في محله. قد تكون كثرة النوم علامة على اضطراب صحي أو عقلي ما يجب مُعالجته. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف على أسباب كثرة النوم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كم من النوم الذي تحتاج إليه؟
ربما تعرف أنه يجب أن تنام جيداً كل ليلة. سيؤدي عدم القيام بذلك إلى تعرضك لما يسمى بـ"ديون النوم"، وهو أمر يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض والمشكلات الصحية.
يعتمد مقدار النوم المناسب في الغالب على العمر، لكنه أيضاً أمر يتعلق بالفروق الفردية واحتياجات كل شخص، فمثلاً ينام المولود الجديد ما يتراوح بين 14 إلى 17 ساعة بما في ذلك القيلولة، الرضع ينامون من 12-15 ساعة بما في ذلك القيلولة، الأطفال الصغار من 11 إلى 14 ساعة بما في ذلك القيلولة، الأطفال في سن ما قبل المدرسة ينامون من 10-13 ساعة، الأطفال في سن المدرسة ينامون من 9-11 ساعة، المراهقون ينامون من 8 - 10 ساعات، البالغون من 7 إلى 9 ساعات، كبار السن 7 - 8 ساعات.
ينبغي إخبار طبيبك إذا كنت تنام كثيراً، فيمكن أن يكون النعاس المفرط علامة على العديد من المشكلات الطبية المختلفة. كما أن الحصول على قسط كبير من النوم يمكن أن يؤدي إلى مخاطر صحية.
هل كثرة النوم أمر شائع؟
إذا كُنت تُعاني من كثرة النوم، فأنت لست وحدك. النعاس المفرط أمر شائع، تُشير الإحصائيات إلى أن 40% من الناس تظهر عليهم أعراض فرط النوم من حين لآخر.
فرط النوم هو المصطلح السريري للنعاس المفرط والنوم المفرط. تتميز الحالة بالنعاس المفرط أثناء النهار أو الاحتياج لمقدار وقت من النوم فوق المتوسط، عادة ما يتجاوز بكثير متوسط 7-9 ساعات الموصى بها، يمكن للكثيرين ممن يعانون من فرط النوم أن يناموا في أي مكان أو في أي وقت وهو أمر محرج بعض الشيء في العمل، كذلك فهو أمر أكثر إثارة للقلق أثناء القيادة.
من الشائع الشعور بالإرهاق العرضي الذي يؤدي إلى ليلة أو ليلتين من النوم المفرط. ومع ذلك، إذا كانت مشاعر الإرهاق تتعارض مع نوعية حياتك وقدرتك على أداء المهام المطلوبة منك أو الأنشطة التي ترغب في ممارستها، فيجب أن تفكر في إجراء تغييرات معينة في نمط الحياة، أو إجراء اختبار لاضطرابات النوم.
أسباب كثرة النوم
قد يحتاج الأشخاص المصابون بفرط النوم ما يصل إلى 10 إلى 12 ساعة من النوم كل ليلة ليشعروا بتحسن. يبدأ فرط النوم عادة في مرحلة الطفولة. هناك مجموعة من العوامل يمكن أن تتسبب في حدوث كثرة النوم، من هذه العوامل:
-
اضطرابات النوم:
قد تُعاني من التغفيق أو انقطاع النفس أثناء النوم. يُعدّ انقطاع التنفس أثناء النوم أمراً شائعاً بشكل خاص، إذا كنت تُعاني من انقطاع النفس الانسدادي النومي، فهذا يعني انسداد في مجرى الهواء مما يتسبب في انقطاعات متكررة لنومك طوال الليل.
لن تتذكر على الأرجح هذه العوائق التي توقظك، لكنك تستيقظ وأنت تشعر بالتعب والعصبية والقلق والإرهاق بالإضافة إلى الرغبة في النوم أثناء النهار.
-
الاختلالات اللاإرادية:
يمكن أن يكون هناك خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي. ترتبط بعض اضطرابات النوم، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي ومتلازمة نقص التهوية، بالاختلالات اللاإرادية ذات الصلة سريرياً والتي تشمل التحكم في القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.
-
مشاكل أو إصابات جسدية:
قد تُحدث بعض المشاكل الجسدية مثل الأورام أو رضوض الرأس أو إصابة الجهاز العصبي المركزي اضطرابات في النوم لدى 30-70% من المصابين بها. الأرق والتعب والنعاس هي الشكاوى الأكثر شيوعاً بعد إصابة الرأس.
-
الحالات الطبية:
يمكن أن يؤثر الربو والألم المزمن والارتجاع والأمراض النفسية وغيرها من الحالات المؤلمة سلباً على أنماط النوم، تشمل الحالات الصحية التي قد تجعلك تفرط في النوم: مشاكل الغدة الدرقية، الأمراض القلبية، الاكتئاب.
تؤدي الحالات الطبية السابقة إلى نوم متقطع وساعات أطول من النوم لعدم حصول الشخص على كفايته.
-
الأدوية والمنبهات:
يمكن للكافيين والحبوب المنومة ومضادات الهيستامين أن تُعطل أنماط النوم. يمنع الكافيين مستقبلات الدماغ من امتصاص الأدينوزين، وهي مادة في جسمك تسهل النوم. يبلغ عمر نصف الكافيين ثلاث إلى خمس ساعات، ومع ذلك يمكن أن يبقى في نظامك لفترة طويلة بعد ذلك.
-
التنقل بين المناطق الزمنية:
اضطراب الرحلات الجوية الطويلة هو مثال ونوع من اضطرابات النوم. عند تغيير المناطق الزمنية، لا تتكيف أجسامنا على الفور مع دورة الضوء والظلام على مدار 24 ساعة في البيئة الجديدة بسهولة. وهو ما يؤدي إلى حدوث مشكلات في النوم والاستيقاظ.
-
عوامل البيئة:
الحرارة أو البرودة الزائدة، أو الضوضاء. أي درجة حرارة غير مناسبة في الغرفة أو ضوضاء تعطل الراحة أو قدرة الجسم على التهدئة مما يتعارض مع النوم.
أضرار كثرة النوم
أظهرت الدراسات أن النوم لفترات طويلة جداً أو عدم الحصول على ما يكفي من النوم كل ليلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري. كذلك، قد يؤدي كثرة النوم أو قلته إلى زيادة الوزن، أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين ينامون لمدة تسع أو عشر ساعات كل ليلة كانوا أكثر عرضة بنسبة 21% للإصابة بالسمنة على مدى ست سنوات من الأشخاص الذين ينامون ما بين سبع وثماني ساعات. ظل هذا الارتباط بين النوم والسمنة كما هو حتى عند تناول الطعام وممارسة الرياضة.
أيضاً، بالنسبة لبعض الأشخاص المعرضين للصداع، فإن النوم لفترة أطول من المُعتاد في عطلة نهاية الأسبوع أو الإجازة يمكن أن يُسبب آلاماً في الرأس. يعتقد الباحثون أن هذا يرجع إلى تأثير النوم المفرط على بعض الناقلات العصبية في الدماغ، بما في ذلك السيروتونين. الأشخاص الذين ينامون كثيراً أثناء النهار ويعطّلون نومهم ليلاً قد يجدون أنفسهم أيضاً يعانون من الصداع في الصباح.
بالإضافة إلى ذلك يمكن لكثرة النوم أن تُصيب الشخص بالاكتئاب، فعلى الرغم من ارتباط الأرق بالاكتئاب أكثر من كثرة النوم، إلا أن حوالي 15% من المصابين بالاكتئاب ينامون كثيراً. وهذا بدوره قد يجعل اكتئابهم أسوأ. ذلك لأن عادات النوم المنتظمة مهمة لعملية التعافي.
من ناحية أخرى، أظهر تحليل دقيق للبيانات خلال دراسة شملت 72 ألف امرأة أن النساء اللائي ينمن 9 إلى 11 ساعة في الليلة كن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 38% مقارنة بالنساء اللائي ينمن ثماني ساعات. لم يحدد الباحثون بعد سبب للعلاقة بين الإفراط في النوم وأمراض القلب، كذلك، وجدت دراسات متعددة أن الأشخاص الذين ينامون تسع ساعات أو أكثر كل ليلة لديهم معدلات وفاة أعلى بكثير من الأشخاص الذين ينامون سبع إلى ثماني ساعات في الليلة.
كيف يتم تشخيص كثرة النوم؟
من الجيد مراجعة طبيبك إذا استمرت أعراض النعاس لديك لمدة تزيد عن ستة أسابيع، من المرجح أن يسألك طبيبك أسئلة حول عادات نومك ونمط حياتك والأدوية والتاريخ الصحي. قد تخضع أيضاً لفحص جسدي.
نصائح للحصول على نوم أفضل
يُمكنك الحصول على نوم أفضل من خلال اتباع النصائح التالية:
- جرب جدول النوم: اذهب للنوم واستيقظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. عندما تذهب إلى الفراش وتستيقظ في نفس الوقت كل يوم، فإنك تقوم بتهيئة جسمك لتوقع النوم خلال ذلك الوقت. قد تحصل في النهاية على إيقاع ثابت حيث يأتي النوم خلاله بسهولة أكبر.
- خلق بيئة نوم مثالية: الشعور بالراحة سيساعد جسمك على الاستسلام للنوم. تأكد من أن غرفة نومك باردة ومظلمة وهادئة. قد ترغب في تعتيم الغرفة باستخدام الستائر. يمكن أن تساعد سدادات الأذن أو تطبيقات الضوضاء البيضاء في التخلص من المشتتات.
- قم بإيقاف تشغيل أجهزتك قبل وقت النوم: تصدر شاشات الكمبيوتر والهواتف ما يسمى بالضوء الأزرق. يمكن أن يؤدي هذا النوع من الضوء في الليل إلى تعطيل إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعي لجسمك وتعطيل النوم. أوقف تشغيل أجهزتك وقلل من تعرضك للضوء الأزرق قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات من وقت النوم.
- اهتم بعادات أسلوب حياتك: فكر في الأشياء التي تستهلكها خلال وقت الاستيقاظ، قد يؤدي تناول الكافيين إلى الشعور بالإرهاق إذا تم تناوله في وقت قريب جداً من وقت النوم. شاي الأعشاب أو الحليب الدافئ بدائل أفضل. التمرينات الرياضية أيضاً مفيدة لجسمك، لكن القيام بها قبل الخلود إلى الفراش قد يعيق نومك.