أسباب قد تمنع الشركات من توظيفك.. احذرها
يسعى معظم الطلاب بعد تخرجهم لحصاد ما زرعوه من جهود خلال دراستهم الجامعية لتوظيف قدراتهم ومهاراتهم ضمن عمل يناسب دراستهم وخبراتهم ويساعدهم في بناء مستقبلهم العملي خطوةً بخطوة على درب الكد والعمل الذي يكمل شخصيتهم ويعطيهم معنى لحياتهم، وبالمقابل.. تتطلع جميع الشركات والمؤسسات لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الخريجين ذوي الاختصاصات المتنوعة، الذين يملكون روحاً اندفاعية تخلق قوة عمل جبارة تنهض بالمؤسسة وتطورها، ولكي تكون عزيزي القارئ واحداً من الموظفين المرغوبين لدى الشركات والمؤسسات بعد تخرجك، عليك أن تفهم تماماً ما الذي قد يمنعك من فرصة الحصول على العمل، وهذا ما سنتحدث عنه في مقالنا.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أسباب تؤدي إلى خسارتك فرصة عمل
تبذل قصارى جهدك لخوض مقابلة العمل دون أي توتر أو خوف وإنهائها بنجاح لتحصل على المنصب الوظيفي الذي تتقدم لشغله، ومن الممكن أن تُقابَل بالرفض من قبل رب العمل؛ ما يثير الجدل اليوم بين أغلب المترشحين ويجعلهم يشعرون بالحيرة حول فقدان فرصة عملهم.
لذا لتتخطى حيرتك وتعرف تلك الأسباب وضعنا لك عزيزي القارئ أهمها، حيث كتبت المحررة والناشرة الأمريكية سوزان جويس (Susan p. Joyce)، وهي خبيرة للبحث عن عمل عبر الإنترنت أيضاً، في مقال لها مجموعة من الأسباب التي تمنعك من الحصول على فرصتك في العمل ويجدر بنا الإشارة إلى أنها وضعت أسباب تعتبر من المسلَمات التي تُفرض على المترشح وليس بإمكانه أن يتحكم بها مطلقاً، كما وضعت أسباب أخرى يمكن للمرشح التحكم بها تماماً وبالتالي يستطيع تلافيها بإيجاد الحلول المناسبة.
الأسباب التي لا يمكن التحكم بها
اختيار موظف لديه خبرة سابقة في العمل مع الشركة
قد تختار الشركة التي تقدمت إليها شخصاً آخر عمل لديها مسبقاً، وتعينه في منصبك الذي أجريت مقابلة وظيفية لنيله؛ بحجة أن هذا الشخص قد عمل في الشركة مسبقاً ويمتلك مهارات وخبرة تجعل رب العمل مطمئناً حيال مجرى العمل، كما يمكن أن يسوغ رب العمل الأمر بأنه يمتلك انطباعاً قوياً حول الموظف القديم وماهية قدراته وتفاصيل شخصيته وأخلاقياته في العمل، وهذا ما يوفر فرصة لموظفي الشركة المتميزين في عملهم بكسب شرف التقدم نحو منصب وظيفي آخر، وبالتالي يغيرون نمط عملهم ويكسرون الروتين الذي قد اعتادوا عليه.
اختيار موظف تدعمه علاقات ومعرفة مع موظفي الشركة
وجود مرشح آخر غيرك يمتلك علاقات اجتماعية وأصدقاء وزملاء مقربين في العمل أكثر منك والذين سيدعمونه حتماً في عمله ويمكنونه من الحصول على فرصة العمل في مواقع أخرى في الشركة، ليتم اختياره حينها من قبل صاحب العمل نتيجة للمسوغات السابقة وبحجة أنه يمتلك خبرة ومهارات أوسع من التي تمتلكها.
سبب متعلق بمدى تأثير شخصيتك
الكاريزما (الشخصية) التي تمتلكها لم تكن جذابة ومثيرة للاهتمام كما يجب، فالكاريزما تعتبر من أقوى العوامل التي تساعدك على إقناع رب العمل بما تمتلكه وربما نجاحك في المقابلة الوظيفية، وهي بالنتيجة تحدد إذا ما تم قبولك في العمل أو رفضك.
سبب يتعلق بموازنة الشركة
حدوث طارئ معين أثر على موضوع الميزانية المادية في الشركة وقدرتها على تمويل المنصب الوظيفي الذي تريد أن تشغله وربما يحدث ذلك بسبب خسارة الشركة أحد الصفقات أو انخفاض نسبة أرباحها في الأسواق.
سبب يتعلق بإعادة هيكلة الشركة: ربما تنهي المشاكل التنظيمية فرصتك في العمل، والتي نقصد بها إعادة تنظيم المسؤوليات والمهام في المؤسسة وإعادة تقسيم الأدوار بين الموظفين حيث ممكن أن يحال منصبك الذي أردت أن تشغله لموظف آخر أو أن يشغل أحد الموظفين مكانين في العمل نتيجة للبنود التي ذكرناها مجتمعةً، وكل ما سبق يحدث نتيجة طارئ ما يعيد هيكلة المنظمة أو المؤسسة.
الأسباب التي يمكن التحكم بها
شبكة علاقاتك الاجتماعية
فمن الممكن أن تنسى أو تتكاسل عن ذلك، وهذا لن ينفعك أبداً حيث أن وجود شخص واحدٍ يدعمك داخل مكان عملك يمثل الحد الفاصل بين تعيينك أو رفضك وفي الكثير من الحالات يكون للموظفين أسبابهم الخاصة لمساعدتك؛ وهذا ما يدفعهم للقيام بذلك خصوصاً عند وجود "برنامج إحالة الموظفين (وهو الحالة التي يتم فيها مكافئة موظف ما لاختياره مرشح آخر جديد للوظيفة بمؤهلات مناسبة).
عدم استعدادك للمقابلة مسبقاً
فمن البديهي أن تُتم جميع التحضيرات اللازمة لمقابلة عملك، ومن أكثر المؤشرات التي تدل على عدم تحضيرك لمقابلة العمل وصولك متأخراً وارتداؤك ملابس لا تليق بمقابلة العمل على الإطلاق.
عدم إبراز اهتمامك بالمنصب الوظيفي
كذلك عدم ملاحظة رب العمل أنك مهتم فعلاً بالمنصب الوظيفي، نتيجة إهمالك لإظهار اهتمامك الحقيقي بالعمل الذي تريد أن تشغله، فأنت لم تظهر لصاحب العمل أنك تعرف الكثير حول الشركة ولم تطرح الأسئلة التي تتعلق بالعمل وتظهر اهتمامك به بشكل واضح.
توقعك الدائم والمستمر بأنك ستفشل في المقابلة
حيث يؤثر سلباً على تصرفاتك وكلامك ويفقدك ثقتك بنفسك أمام رب العمل، فأغلب الباحثين عن عمل يتبعون هذه الأوهام والأقاويل وخصوصاً إن كانت فرصهم قليلة في إيجاد عمل مناسب بعد أن كانوا عاطلين عن العمل لفترة من الزمن.
عدم كفاءة مراجعك (References)
المرفقة في سيرتك الذاتية لا تدعمك بما يكفي، حيث تعتبر المراجع الخطوة الأخيرة في عملية التوظيف والتي يمكن أن تقضي على فرصتك في شغل المنصب وربما تكون فرصتك في الحصول على عرض العمل.
ماذا تفعل إن لم تحصل على العمل. حلول ومقترحات
كتبت لورا كاتين (Luara Katen) وهي مستشارة مهنية لشركة أمريكية في مقال لها على موقع (The Muse) للتوظيف والاستشارات المهنية، أن هناك مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن تساعدك حين لا تتمكن من الحصول على عرض العمل الذي تريده والتي يمكن أن تستفيد منها لاحقاً كمرشح مُحتمل لوظيفة أخرى مستقبلاً:
تعلّم من التجربة
لا تجعل الأيام تمر بعد المقابلة دون أن تقيّم حالتك وتتساءل ما الذي أفقدك فرصة العمل، ذلك حتى تستنتج الأسباب في أنك لم تكن الشخص المناسب للموقع أو المهمة التي تريد أن تشغلها، أو أنك لا تمتلك المؤهلات العلمية والمهارات التي يريدها رب العمل، هذا سيمكنك من الحصول على مهارات إجراء المقابلة بدءاً من الشيء الجيد الذي قمت به خلال المقابلة وما هو الأفضل والذي يمكنك أن تفعله مستقبلاً، انتهاءً بالأخطاء التي ارتكبتها أو الأسئلة التي تعثرت بها أو صعبت عليك، لتصبح أكثر وعياً وتحسن وضعك كمرشح ومن ثم تستفد في مقابلات عملك المستقبلية.
تابع لاحقاً ما جرى خلال المقابلة
بالرغم من انتهاء مقابلة عملك وحصولك على رد رب العمل بالرفض، لا تفكر في قطع علاقتك معه بشكل مطلق بل على العكس أرسل إليه رسالة بريد الكتروني واشكره على فرصة المقابلة الوظيفية التي قدمها لك، واعترف بحقه في اختيار مرشح آخر مناسب، واستفسر منه عما إذا كنت ستبقى في ذاكرته من أجل الحصول على عمل آخر في شركته وهذا ما سيجعل صاحب العمل يتأكد أنك راضٍ بقراره ولا تزال مهتماً بأن تشاركهم العمل مستقبلاً.
اطلب رأي رب العمل على المقابلة
من النادر أن يدلي رب العمل بجميع الأسباب التي دفعته لعدم منحك عرض العمل، ولكن إن كانت مقابلتك مع موظفة/موظف الموارد البشرية سوف يخبرك ما تلك الأسباب؛ لذا احرص على اتصالك به بعد المقابلة واسأله عن تفاصيل عدم اختيارك، لكي تتمكن بعد ذلك من تحسين وصقل نقاط ضعفك وبالتالي سد الفجوات وتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها خلال المقابلة.
ابق على اتصال مستمر بالشركة
إن كنت تطمح مستقبلاً بشغل المنصب الذي رُفضت فيه، عليك أن تتصل برب العمل بشكل دوري وبعد أشهر قليلة أرسل بريداً الكترونياً للشخص الذي قابلته أو رئيس الموارد البشرية لتستفسر منه عن طلبهم لموظفين جدد يشغلون مواقع جديدة، وتذكر أن تكون دقيقاً في توقيت كل شيء وهذا ما يظهر اهتمامك الحقيقي بالعمل ويجعلك ماثلاً في ذهن رب العمل من أجل فرصة عمل أخرى مستقبلاً ربما تكون أفضل من سابقتها.
الصفات التي تحبذها الشركات بالموظفين الجدد
بحسب شبكة (CNN) الأمريكية ذكرت شبكة (Career Builder) في مقال لراشيل زوبيك (Rachel Zubek) وهي كاتبة وصحفية عملت في التحرير والتسويق الرقمي، "إن معظم الشركات تبحث عن مهارات صفات محددة في المترشحين الجدد لشغل وظيفة لديهم"، ولابد لأولئك المترشحين أن يتعرفوا على تلك الصفات والأسباب التي تدفع أرباب العمل لاختيار مترشحين محددين دون غيرهم، حيث صرحت زويبك عن تلك الأسباب بشكل يمكنك عزيزي القارئ من الإلمام بها والاستفادة منها قبل التقدم لمقابلة عملك حسب رأي مجموعة خبراء اختارتهم (Career Builder)، وأهمها ما يلي:
الانتماء الوظيفي
يرغب معظم الموظفين برؤية مستقبلهم إلى جانب الشركة التي يعملون بها، كما تسعى الشركات لاستقطاب المترشحين الذين يرغبون في تقديم مهاراتهم وخبراتهم لوقت طويل داخل الشركة دون انقطاع عنها ودون أن يفكروا حتى في تركها مستقبلاً، فهناك موظفين كثر يحبذون أن يبنوا مستقبلهم داخل الشركة التي يعملون بها ليطوروا مهاراتهم ويترفعوا إلى مناصب أعلى داخلها، وبذلك يتحمسون أكثر لبناء مسيرتهم المهنية، وهذا بحد ذاته يعود بالنفع على رب العمل لأن موظفيه ينمون مع الشركة ويعملون على إنمائها، فينصحك الخبراء على ضوء هذا الكلام؛ بطرح أسئلة ذكية خلال المقابلة الوظيفية مثل: "كيف تتصور الموظف الأكثر نجاحاً في هذا المنصب؟".
القدرة على العمل بشكل جيد مع الآخرين (العمل ضمن فريق)
من المهم أن تظهر أنك شخص محترم تحب عملك وتسعى دائماً لمساعدة زملائك والعمل معهم ضمن فريق، فهذه من الصفات الأمثل التي تبحث عنها الشركات في موظفها الجديد، كما عليك أن تكون شخصاً أميناً موثوقاً به ومختصاً للقيام بمهام معينة خلال مدة زمنية محددة.
القدرة على زيادة أرباح الشركة
تبحث الشركات عن الموظفين الذين لديهم خبرات ومهارات تمكنهم من زيادة إيرادات الشركة التي يعملون بها، لذا عزيزي القارئ إن أردت أن تنال إعجاب رب عملك كن متمكناً من هذه الخطوة لأنك بذلك ستكون عنصراً فعالاً في الشركة وتجلب المنافع إليها.
تقديم سيرة ذاتية مثيرة للإعجاب
السيرة الذاتية هي مرآة شخصك ومن المؤشرات القوية لمنحك عرض العمل، لذا عليك التركيز على تحضير سيرة ذاتية تشد رب العمل لتحصل على فرصة عملك التي ترغب بها.
عرض خبرات مرتبطة بالعمل
تثبت المراجع (References) خلفية خبراتك ومهاراتك لأن المراجع تعتبر المفتاح الحاسم لباب الوظيفة التي ترغب بها، فمثلاً إن كنت تتقدم لشغل وظيفة في إحدى الشركات التجارية تحدث عن المهارات التي أبدعت بها في سوق العمل واذكر اسم الشركة أو الشخص الذي تعاونت معه ضمن المراجع لتثبت فعالية مهاراتك في حال قرر صاحب العمل التواصل معه ليسأله عن خبراتك المهنية التي كسبتها خلال عملك معه.
امتلاك مهارات لحل المشاكل
تحبذ معظم الشركات أن تختار الموظفين الذين يمتلكون رؤية تمكنهم من مواجهة التحديات وحل المشاكل التي قد تعترض طريق المؤسسة التي يعملون بها، فكن عزيزي القارئ ذو فكر منطقي وواسع يبدع في إيجاد الحلول المختلفة للتخلص من كل الصعوبات التي تعترض طريق الشركة، من خلال معرفتك الجيدة بمنتجها ومنافسيها وتطورها خلال السنوات؛ فيجب أن تكون ملماً بكل ذلك قبل إجراء مقابلة العمل مما يعزز فرصك بشغل المنصب.
النشاط القوي والفعال على شبكات الانترنت
قد يلجأ رب العمل في معرفة المرشحين لنيل الوظيفة؛ إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لذا احرص على تكوين صورتك المهنية المناسبة من خلال ردود الفعل الإيجابية على عملك من قبل زملائك أو مديرك في وظيفة سابقة، أو مشاركة رأي مدرسيك في مشاريعك وأبحاثك خلال سنوات الدراسة على صفحتك الخاصة على فيسبوك مثلاً.
إمكانية تنفيذ مهام متعددة تنمو بتنوع المشاريع
ينمو العمل اليوم في جميع المؤسسات من خلال تنوع الأعمال والمهام، حيث تسعى الشركات إلى إيجاد موظفين قادرين على تنفيذ مهام متنوعة، وهنا عليك أن تظهر أنك على قدر المسؤولية بتولي مهام متنوعة دون تعب والعمل لساعات إضافية.
الحماس والمبادرة
احرص دائماً على كونك موظف مسؤول و واثق من نفسك، مبتسم دائماً ومتفائل تملك روح الحماس وتندفع نحو عملك بشغف لكي تخرج كل ما لديك من مكنونات ومهارات، مما يجعلك محبوباً من قبل زملائك وتنال مكافأة مادية أو معنوية من رب عملك.
الاندماج والتكيف مع ثقافة الشركة
أي أن تتمكن من التكيف مع الثقافة التنظيمية للشركة، أي القيم والسلوكيات التي تبني البيئة الاجتماعية والنفسية الخاصة بالعاملين فيها، وهنا عليك أن تتعرف على الكفاءات التي يبحثون عنها مثل المرونة في تحمل مهام وساعات العمل الإضافية كذلك والقدرة على القيادة والتوجيه وإبداء الرأي ضمن فريق العمل.
في ختام مقالنا.. تشتد المنافسة اليوم بين الخريجين والمترشحين في العثور على العمل المناسب، لذا أظهرنا لك عزيزي القارئ أهم الأسباب التي تقضي على فرصة عملك كي تتداركها، كما أطلعناك على الصفات التي يجب أن تتحلى بها عند تقدمك لمقابلة وظيفية ما لتنال إعجاب رب العمل، نرجو أنك استفدت منها وقررت ما يجب أن تفعله إذ ما قوبلت بالرفض.