أثر التمييز بين أبناء الأسرة الواحدة.. أسبابه وطرق علاجه
أثر التمييز بين أبناء الأسرة الواحدة من الآثار الكارثية التي يحصدها الآباء بعد فوات الأوان، فيحصلون على منزل منشق أطرافه ويبقى الجميع خاسر، لذلك يجب أن يحرص الآباء على عدم التمييز بين الأطفال أو الكبار ووضع قانون العدالة والمساواة فوق الجميع في كل التصرفات داخل المنزل حتى يتمكنون من تنشئة أطفال أسوياء في المستقبل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو التمييز بين الأبناء؟
يعتبر التمييز بين الأبناء من أسوأ الظواهر التي تنتشر في المجتمعات وتتسبب في انهيارها، وذلك للعديد من الأسباب، أولها خروج طفل مهمل من قبل أسرته إلى المجتمع وهو ما يتركه مشوهًا، وبالتالي يؤثر على نفسيته وتعاملاته مع الآخرين، ليصبح جزء غير فعال أو فاسد في المجتمع وليس الأسرة فحسب.
لا يؤذي التمييز بين الأبناء هؤلاء الذين لا يحصلون على حقوقهم فقط، ولكنه يمتد إلى الابن الذي تمنحه أكثر من حقه وتدلله على حساب غيره، ليختل ميزان الأسرة من كافة النواحي.
أسباب التمييز بين الأبناء
يشعر بعض الآباء بالنقص والدونية ويلجأون إلى تعويض ذلك من خلال أبنائهم الذين يشعرون أنهم مميزون، وبالتالي يمنحونهم أكثر مما يستحقون على حساب غيرهم.
يبدأ التمييز بين الأبناء دائمًا بفرض المقارنات بينهم، وهو المسمار الذي يدق في نعش انهيار الأسرة لأنه ينشر الحقد والغيرة في كل مكان بالمنزل.
إذا كان الأب أو الأم لديهم بعض التفضيلات الشخصية مثل أنهم يميلون لصاحب حس الفكاهة أو المتفوق في دراسته وما إلى ذلك، مما يميز معاملتهم لواحد على حساب الآخرين من إخوته.
تسيطر في بعض الأحيان كذلك المعتقدات الخاطئة علىالأبوين مما يجعلهم يميزون بين الولد والبنت على سبيل المثال وفي اعتقادهم أنهم يعدلون.
الآثار السلبية للتمييز بين الأبناء
هناك الكثير من الآثار السلبية التي يتركها التمييز بين الأبناء على الأسرة ككل والذي يكون كالتالي:
آثار التمييز على الطفل المميز من قبل الأهل
يبدأ الطفل الذي تم تمييزه في الإحساس بالغرور والتكبرعلى إخوته، مما يؤدي إلى شعورهم بالكراهية والحقد تجاهه لشعوره بأنه الأفضل.
قد يشعر الطفل المميز بثقل المسؤولية على كاهله، مما يؤثر على سلوكه وتصرفاته فالآباء دائمًا ما ينتظرون منه أفضل ما لديه ليقوم به، وهو أمر لا يستطيع القيام به كل يوم.
الاعتماد على الغير يصبح من سمات الطفل المميز لأن كل طلباته تلبى حتى دون أن يطلبها وهوما يعيقه عن تطوير مهاراته واستقلاليته.
يسيطر الإحساس بالوحدة على الطفل بسبب الشجار المتكرر مع إخوته أو ابتعادهم عنه، ويواجه صعوبة تكوين علاقات في الخارج بسبب ميله إلى الغرور والتكبر وانتظار عمل الآخرين على إرضائه.
آثار التمييز على الطفل المهمل
يبدأ الطفل الذي يتم إهماله لحساب الطرف الآخر بالشعور بعدم الثقة بالنفس وأنه أقل من الآخرين، مما يؤثر على سلوكه وتصرفاته، كما أنه هناك بعض الأحاسيس التي تنمو بداخله بشكل سلبي مثل شعور الحقد والكراهيةفقد يشعر الطفل المهمل بالحقد تجاه الأسرة بالكامل بداية من الطفل المدلل وحتى الأبوين، وهو ما يطور بداخله بعض العقد النفسية.
يعاني الطفل المهمل من الانطواء والاكتئاب عادة مما يؤثر على حياته بشكل سلبي، وقد تتغير سلوكياته فيبدأ بالتعامل بعنف شديد للتعبير عن الغضب والإحباط المتكونان بداخله على مدار الوقت.
يصل الأمر في بعض الأحيان إلى التسرب الدراسي والإدمان بسبب انجرار الطفل خلف الآخرين من أصدقاء السوء للحصول على الانتباه والتقدير.
أثر التمييز على العلاقة بين الأبناء
تشوب العلاقة بين الأبناء في هذه الحالة بعض من الشعور بالغيرة والحقدتجاه بعضهم البعض، مما يؤدي إلى قطع العلاقات بينهم مع التقدم في السن، وينتج عن ذلك الكثير من الصراعات المستمرة للفوز بحب الوالدين وتقدريهما مما يزيد من المشاحنات وتدبير المكائد في الكثير من الأحيان.
تنقطع سبل التواصل بين الأبناء بسبب شعورهم بالكراهية والحقد، مما يؤدي إلى تفكك الأسرة.
أثر التمييز على العلاقة بين الأبناء والوالدين
يفقد الأبناء الثقة بوالديهم بسبب شعورهم بالظلم، مما يؤدي إلى تدهور العلاقة بينهم وتسود الكراهية الأجواء بسبب الشعور الدائم بالظلم، وحتى الطفل المميز من الممكن أن يشعر بأنه مظلوم من قبل بقية أخوته لأنه لا يد له فيما يفعله الآباء، وقد يتطور الأمر إلى عقوق الوالدين أو تمني موتهما.
آثار التمييز على الأسرة
يسود التوتر والقلق الأجواءويصبح جو الأسرة متوترًا ومليئًا بالمشاحنات والعصبية والغضب، ويحول ذلك كله المنزل إلى مكان غير آمن بالنسبة إلى الأبناء الذين يسارعون للبحث عن حل خارج المنزل، وتصبح الأسرة عرضة للتفكك أسرع من غيرها.
ماذا قال الرسول عن التمييز بين الابناء؟
نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التمييز بين الأبناء فعن النعمان بن بشير أن أباه أعطاه غلامًا، فقالت أمه: لا أرضى حتى يشهد رسول الله ﷺ، فذهب بشير بن سعد إلى النبي ﷺ وأخبره بما فعل، فقال: أكل ولدك أعطيته مثل ما أعطيت النعمان؟ فقال: لا. فقال الرسول: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم.
علاج التمييز بين الأبناء
ولعلاج تلك المشكلة قبل فوات الأوان عليك أن تدرك أن عناك مشكلة وتعترف منذ البداية بها، ثم تدرك أنك كأحد الوالدين المميزين لابن عن الآخر تشكل خطرًا كبيرًا على الأسرة ومن الممكن أن تتسبب في تفككها.
فهم أسباب التمييز
يجب على الوالدين أن يحاولا فهم أسباب التمييز بين أبنائهما، وهل هو ناتج عن شعور بالنقص أو المقارنة بين الأبناء أو المعتقدات الخاطئة؟ وسوف تساعدهم هذه الخطوة كثيرًا في وضع الخطة المناسبة للتعامل مع الأبناء وحل مشكلتهم.
معاملة الأبناء بمساواة
ابدأ على الفور بمساعدة الأبناء على تخطي تلك الأزمة من خلال التعامل بالمساواة والحب بين الأبناء وذلك في المشاعر والتصرفات والعديد من الأمور الأخرى مثل الاهتمام والاحترام والتقدير.
التواصل مع الأبناء
يجب أن تتواصل بشكل مستمر مع الأبناء مع الاستماع الجيد لآرائهم ومشكلاتهمومخاوفهم، وأيضًا الأشياء التي تتسبب في شعورهم بالتميز بينهم وبين أخوتهم.
يجب أن يعبر الوالدين عن حبهما وتقديرهما للأبناء.
تعزيز نقاط القوة لدى كل طفل
ركز على تعزيز نقاط القوة لدى كل طفل، مع التشجيع على اكتشاف المواهب وتطوير مهاراته، كما يجب أن يساعدوا كل طفل على بناء ثقته بنفسه.
تجنب المقارنة بين الأبناء
يجب على الوالدين أن يتجنبوا مقارنة أبنائهما ببعضهم البعض أو بأطفال آخرين، لأن المقارنة تشعر الطفل المهمل بالدونية وعدم الثقة بالنفس، وتشعر الطفل المميز بالغرور والتكبر.
طلب المساعدة المتخصصة
إذا لم يتمكن الوالدان من حل مشكلة التمييز بين أبنائهما بمفردهما، فيمكنهما طلب المساعدة من مختص في علم النفس أو الاستشارة الأسرية.
أثر التمييز بين أبناء الأسرة الواحدة سلبي للغاية ولا يمكن تجاهله، لذلك إذا كنت أحد أطراف هذا الصراع فسارع لحل مشكلتك مع أبنائك.