أبو حيان التوحيدي: فيلسوف الأدباء وأبو الفلاسفة الذي أحرق كتبه بيديه
هو فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة.. محقق أهل الكلام، ومتكلم المحققين، وإمام البلغاء..إنه أبو حيان التوحيدي.. فمن هو ولماذا أحرق كتبه في حياته؟ هذا ما نتعرف عليه في هذا الفيديو.
عاش في القرن الرابع الهجري
عاش أبو حيان التوحيدي في القرن الرابع الهجري، وقد شهد هذا القرن تناقضاً كبيراً، فمن ناحية؛ انهارت الحياة السياسية وفسدت أحوال الدولة، لكن على الناحية الأخرى، شهدت تألقاً وازدهاراً كبيراً للحياة الثقافية والفكرية والأدبية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
نشأته
نشأ أبو حيان التوحيدي في هذه الأجواء فقيراً، واحترف مهنة الوراقة أو النسخ في بغداد، وهي المهنة التي مكّنته من اكتساب العلم والمعرفة.
مؤلفاته
كانت مؤلفات أبي حيان التوحيدي انعكاساً لتكوينه الفذّ وثقافته العميقة، وقد صنف كتباً ورسائل كثيرة في شتى فنون المعرفة.
ومن بين مؤلفاته الشهيرة:
- الإمتاع والمؤانسة
- البصائر والذخائر
- المقابسات
- الهوامل والشوامل
- الإشارات الإلهية والأنفاس الروحانية
أحرق كتبه بيديه
عانى أبو حيان من شظف العيش وفقر الحال، وعلى الرغم من سعة معارفه، لم يستطع أن يصل إلى ما وصل إليه غيره من الأدباء.
لقد بلغ به الإحباط مبلغاً عظيماً أدى به ﻷن يحرق كتبه، وقال في وصف يأسه وشعوره بالإحباط: "لقد أمسيتُ غريب الحال، غريب اللفظ، غريب النِّحلة، غريب الخِل، مستأنساً بالوَحشة، قانعاً بالوحدة، معتاداً للصمت، ملازماً للحَيرة، محتملاً للأذى، يائساً من جميع ما ترى."
أدباء ومفكرون حرقوا كتبهم قبل أبو حيان التوحيدي
لم يكن أبو حيان التوحيدي الوحيد الذي فعل ذلك، فقد سبقه عدد من الأدباء والمفكرون ومنهم: أبو عمرو بن العلاء الذي دفن كتبه في بطن الأرض، وداود الطائي الذي طرح كتبه في البحر، وأبو سليمان الداراني الذي جمع كتبه في تنور وأحرقها بالنار، ثم قال: "والله ما أحرقتك حتى كدت أحترق بك."
تكريمه بعد وفاته
وعلى الرغم من أنه لم ينل حقه من التكريم بين معاصريه، فقد كرمه المتأخرون وعرفوا مكانته، ووضعوا الكثير من المؤلفات والدراسات حول كتبه ومؤلفاته.