أبرز اختبارات تحليل الشخصية من أجل فهم أعمق لذاتك والأخرين
رُبما يكون هذا هو السبب الأكثر وضوحاً لإجراء اختبارات تحليل الشخصية، أنها تساعدك على فهم نفسك وإدارة مشاعرك بشكل أفضل، بالإضافة إلى مساعدتك في اختيار أكثر مجال دراسي أو مهنة مناسبة لشخصيتك. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على اختبارات تحليل الشخصية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
اختبارات تحليل الشخصية
يُشير مصطلح "اختبار تحليل الشخصية" إلى أداة تستخدم لتقييم شخصية الإنسان. فهو يُعبر عن التقنيات المصممة لقياس الأنماط المميزة للسمات التي يظهرها الأشخاص عبر المواقف المختلفة. عندما نتحدث عن أنفسنا والآخرين، فإننا نشير كثيراً إلى الخصائص المختلفة لشخصية الفرد. يفعل علماء النفس نفس الشيء عندما يقيمون الشخصية ولكن على مستوى أكثر منهجية وعلمية.
أقدم أشكال اختبارات تحليل الشخصية، هو التحليل المعروف باسم علم فراسة الدماغ ، والذي ظهر في أواخر القرن الثامن عشر وانتشر خلال القرن التاسع عشر. تضمن هذا النهج قياس النتوءات على الجمجمة البشرية، والتي يُنظر إليها بعد ذلك على أنها تتسبب في ظهور خصائص شخصية محددة.
بعد هذا التاريخ، بدأ علماء النفس في محاولة تحديد عدد السمات الشخصية المختلفة. فمثلاً، اقترح عالم النفس جوردون أولبورت، أن هناك أكثر من 4000 سمة شخصية، بينما استخدم عالم النفس ريموند كاتيل تقنية إحصائية تُعرف باسم تحليل العوامل لتقليل هذه القائمة إلى 16 عاملاً مختلفاً للشخصية، ثم جاء عالم النفس هانز إيسنك ليقوم بتقليص القائمة إلى ثلاثة فقط.
إحدى أكثر النظريات شيوعاً اليوم فيما يتعلق بسمات الشخصية هي نظرية الخمسة الكبار للشخصية، والتي تقترح أن الشخصية تتكون من خمسة أبعاد واسعة، هي: الانبساطية، التوافق، الضمير، العصابية، الانفتاح. كل سمة من هذه السمات هي خط عريض يقع الأشخاص المختلفون على نقاط مختلفة منه.
فوائد تحليل الشخصية
من الطرق التي يمكن أن تفيدك بها اختبارات تحليل الشخصية، ما يلي:
- فهم أفضل لنفسك: رُبما يكون هذا هو السبب الأكثر وضوحاً لإجراء اختبار الشخصية، أنها تساعدك على فهم نفسك وإدارة مشاعرك بشكل أفضل، بالإضافة إلى جعلك تشعر بالانتماء لنفسك وتقبلها أكثر. تساعدنا اختبارات تحليل الشخصية على فهم لماذا نشعر بطريقة معينة؟ لماذا تثير أشياء معينة مشاعر معينة؟ لماذا نتفاعل بطريقة معينة؟ بينما قد لا يجيب اختبار الشخصية بشكل مباشر على كل هذه الأسئلة، إلا أنه يمثل الخطوة الأولى لفهم نفسك.
- المساعدة في اختيار ما تدرسه: يختار الكثير من الناس اتجاه دراستهم بناءً على شغفهم. هذا أمر جيد ومنطقي بالطبع، لكن ماذا لو لم يكن لديك شغف؟ أو لديك اهتمامات متعددة ولا يمكنك الاختيار فيما بينها؟ في هذه الحالة، قد يكون استخدام البيانات والإحصاءات التي توفرها اختبارات تحليل الشخصية طريقة فعّالة لمساعدتك في اختيار ما تدرسه، لاحظ الباحثون أن الكثير من الأشخاص الذين لديهم سمات شخصية متشابهة ينجذبون نحو وظائف ومجالات دراسية مماثلة. لذلك، فمعرفة المزيد عن نوع شخصيتك يمكن أن يكون شيئاً جيداً عندما يتعلق الأمر بقرارات تغير حياتك، مثل ما ستدرسه.
- المساعدة في اختيار المهنة: بسبب أن اختبارات الشخصية تعطي نظرة ثاقبة حول ما يجب دراسته، فمن المنطقي أنها ستفعل الشيء نفسه عندما يتعلق الأمر بحياتك المهنية. الأمر قد يكون في غاية الأهمية لأن الشخصيات المختلفة لا تتناسب بشكل ثابت وموحد مع كافة الوظائف، على سبيل المثال، قد لا تتكيف الشخصية المبهجة للغاية بشكل جيد في بيئة العمل التي تتطلب جدية مستمرة. لذا، حاول إجراء بعض الأبحاث حول الوظائف الأكثر شيوعاً للأشخاص الذين يحملون سمات شخصية من نوع شخصيتك.
- تحسين مهارات الإدارة الخاصة بك: من الطبيعي أنك إذا وجدت نفسك في منصب إداري، فستريد أن تكون أفضل مدير ممكن. حتى لو لم يكن هناك احتمالاً لأن تصبح مديراً، فربما لا تزال بحاجة إلى مهارات إدارية في مواقف مختلفة من حياتك، على سبيل المثال أثناء المشاريع الجماعية أو عند إدارة عائلة كبيرة. سيساعدك معرفة المزيد عن شخصيتك على معرفة طرق الإدارة الأفضل بالنسبة لك، كما أن معرفة المزيد عن شخصيات الآخرين عبر اختبارات الشخصية ستجعل من السهل إدارتهم.
- تعلم آليات المواجهة: سيساعدك اكتساب نظرة ثاقبة على سمات شخصيتك أيضاً على إدراك المشاعر التي تميل إلى إرباكك وتلك التي تكافح للتعامل معها. اعتماداً على نوع شخصيتك، قد تشعر ببعض المشاعر بشكل أكثر حدة مما يشعر به الآخرون. سيساعدك إجراء اختبار تحليل الشخصية على إدراك سبب شعورك بهذه الطريقة، وستكون قادراً على تعلم كيفية التعامل مع هذه المشاعر بمجرد أن تفهمها بشكل أفضل.
- إكسابك المزيد من التعاطف: التعاطف مهارة قيمة للغاية. إنها شيء سيفيدك في كل جانب من جوانب حياتك، سواء كانت مهنية أو ترفيهية أو شخصية. ستساعد القدرة على وضع نفسك في مكان شخص آخر على منع حدوث الصراع والخلاف بينكما. بمجرد أن تفهم شخصيتك، ستتمكن من رؤية ليس فقط نقاط قوتك، ولكن أيضاً نقاط ضعفك. سيسمح لك ذلك برؤية نفسك وكذلك الموقف من وجهة نظر الشخص الآخر.
أبرز اختبارات تحليل الشخصية
من أبرز أنواع اختبارات الشخصية ما يلي:
- قوائم جرد التقرير الذاتي: تتضمن قوائم جرد التقرير الذاتي جعل المتقدمين للاختبار يقرؤون الأسئلة ثم يصنفون مدى تطابق السؤال أو البيان عليهم، واحدة من أكثر قوائم جرد التقرير الذاتي شيوعًا هي Minnesota Multiphasic Personality Inventory (MMPI).
- الاختبارات الإسقاطية: تتضمن الاختبارات الإسقاطية تقديم مشهد أو كائن أو سيناريو للشخص محل الاختبار ثم مطالبته بتقديم تفسيرهم لعنصر الاختبار. أحد الأمثلة المعروفة للاختبار الإسقاطي هو اختبار Rorschach Inkblot
قد يكون من السهل نسبياً إدارة قوائم الجرد الذاتي، كما أنها تتمتع بموثوقية وصلاحية أعلى بكثير من الاختبارات الإسقاطية. من ناحية أخرى، تُستخدم الاختبارات الإسقاطية في الغالب في إعدادات العلاج النفسي وتسمح للمعالجين بجمع قدر كبير من المعلومات حول المريض بسرعة. فمثلاً، يمكن للمعالج أن ينظر ليس فقط إلى استجابة الشخص لعنصر اختبار معين، ولكن يمكنه أيضاً أن يأخذ في الاعتبار المعلومات النوعية الأخرى مثل نبرة الصوت ولغة الجسد. يمكن استكشاف كل هذا بعمق أكبر مع تقدم الأشخاص من خلال جلسات العلاج.
أيضاً من أفضل اختبارات الشخصية التي يمكن أن يستخدمها أصحاب العمل، ما يلي:
- اختبار مايرز بريجز: يصل إجمالي عدد أسئلة هذا الاختبار إلى نحو 93 سؤالاً، وهو يُعرف باسم MBTI، وغالباً ما تستخدمه الشركات أثناء عملية التوظيف. تحدد أسئلته أين يقع مقدم الطلب ضمن أربع مجموعات رئيسية: الانبساط مقابل الانطواء ، الحكم مقابل الإدراك، الحدس مقابل الإحساس والتفكير مقابل الشعور. نتائج هذه المجموعات تضع المتقدمين للاختبار في واحد من 16 نوعاً من الشخصيات.
- اختبار الملف الفرجار: يثيس هذا الاختبار مدى ارتباط السمات الشخصية للموظف بأدائهم في دورهم في العمل. خلال هذا الاختبار يُجيب الموظف عن الأسئلة بتنسيقات مختلفة، فيقدم الاختبار مجموعة من العبارات ويطلب منك اختيار أيها يتوافق مع وجهات نظرك. تتضمن تنسيقات الأسئلة الأخرى صواب أو خطأ، وخيارات متعددة ودرجة مقياس الاتفاق. يبحث هذا التقييم في كل من الصفات السلبية والإيجابية المحتملة للمرشح للوظيفة.
- استبيان الشخصية المهنية SHL: يوفر استبيان الشخصية المهنية SHL معلومات حول كيفية تأثير سمات شخصية الفرد وسلوكه على أدائه في العمل. يتضمن الاستبيان نحو 104 أسئلة يقيسون 32 سمة شخصية رئيسية، يتم تصنيفهم إلى ثلاثة مجالات رئيسية، هي: العواطف وأسلوب التفكير والعلاقات مع الناس.