آداب ذبح الأضحية: تعرف على الواجب والمستحب واحذر هذه العيوب
يتأهب الكثير من المسلمين في أرجاء العالم الإسلامي إلى ذبح الأضاحي مع حلول عيد الأضحى المبارك يوم الثلاثاء القادم، ولكن الأضحية ليست مجرد عملية شراء ذبيحة وذبحها وتوزيعها على الفقراء والمساكين، وإنما هناك سنن وشروط لابد من مراعاتها عند ذبح الأضحية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
والأضحية هي إحدى الشعائر الإسلامية التي يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل، لذا فإن هناك آذاب لذبح الأضحية استخرجها العلماء من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن هناك عيوب في الأضحية إذا وُجدت أفسدتها، وخلال السطور التالية سنتعرف على ما هو الواجب والمستحب في ذبح الأضاحي والعيوب التي عليك تجنبها.
سنن الأضحية:
والأضحية هي ما يُذبح من بهيمة الأنعام "الإبل، البقر، الغنم"، تقربًا إلى الله تعالى من يوم العيد إلى آخر أيام التشريق بشرائط مخصوصة، وليس منها ما يُذَكَّى لغير التقرب إلى الله تعالى، أو جزاء التمتع أو القران في النسك، أو جزاء ترك واجب أو فعل محظور في النسك، أو كان بنية الهدي.
ويُستحب لمن عزم على الأضحية أن يُمسك عن أخذ شيء من شعر بدنه، وقصِّ أظافر يديه وقدميه من ليلة اليوم الأول من شهر ذي الحجة وحتى ذبح أضحيته.
واستشهد العلماء بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ»، واجتهد بعض الفقهاء في الحكمة من هذه السنة المستحبة، فقيل: إنها تكمن في الحرص على بقاء جميع أجزاء بدن الإنسان لتعتق من النار".
كما يُستحب لمن عزم على الأيربط المضحى الأضحية قبل يوم النحر بأيام؛ لما فيه من الاستعداد للقربة وإظهار الرغبة فيها، فيكون له فيه أجر وثواب.
ومن سنن الأضحية "التقليد والتجليل"، وهو شيء في عنق الحيوان ليعلم أنه هدي أو أضحية، والتجليل هو إلباس الدابة "الجل"، وأن يسوقها المضحي إلى مكان الذبح سوقا جميلا لا عنيفا ولا يجر برجلها إليه، وفقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ».
ويبدأ وقت الأُضحية من بعد صلاة عيد الأضحى، وقال الجمهور من العلماء؛ من الحنفيّة، والمالكيّة، والحنابلة؛ بأن وقت الأُضحية هو: يوم العيد، ويومي التشريق، أما الشافعية؛ فقالوا بأنّ وقت الأضحية: يوم العيد، وأيام التشريق الثلاثة، وهو ما اختاره ابن تيمية، وابن القيم.
آداب ذبح الأضحية:
وعند ذبح الأضحية هناك مجموعة من الآداب يجب اتباعها، ومنها:
- تأكد من سلامة الأضحية، وتعني سلامة الأضحية من العيوب الفاحشة، وهي العيوب التي من شأنها أن تنقص الشحم أو اللحم إلا ما استثني، وسنوضحها تفصيليا في الفقرة الأخيرة من هذا المقال.
- استقبل القِبلة، وإضجاعها على جنبها الأيسر موُجهة إلى جهة القبلة.
- تقول بسم الله ..والتكبير ثلاثًا والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والدعاء بالقبول.
- ترفَّقْ عند ذبحها، ويستحب أن تُحد السكين قبل الذبح، ولا تظهر آلة الذبج للأنعام؛ لعدم تعذيب الأُضحية أثناء أو قبل الذبح.6- لا تَجُرَّها من موضع لآخر.
7- لا تذبح الأضحية بحضرة أضحية أخرى.
8- تأكد من زهوق نفسها قبل سلخها.
9- التزم بالأماكن المخصصة للذبح.
10- لا تعطِ للجزَّار أُجرته منها.
11- لا تترك مخلفاتها في الشوارع
12- لا تلوِّثْ بدنك وثيابك بالدماء.
عيوب الأضحية:
ولأن الأضحية هي سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وصلم، الهدف منها التقرب إلى الله، يُشترط أن تكون الأضحية سالمةً من العيوب، وقد ذكر مركز الأزهر المصري للفتاوى الإلكترونية أنه لا تجزئ في الأضحية ما يلي:
- العوراءُ البيِّنُ عَوَرُها، أي التي انخسفت عينُها، أمَّا التي عَوَرُها ليس ببيّنٍ فتُجزئ.
- المريضةُ البَيِّنُ مرضُها، والمرض البَيِّن هو الذي يؤثر على اللحم بحيث لا يُؤكل كالجرباء، فإنها لا تُجزئ، ويُلحَق بالمريضة الشَّاة التي صُدم رأسُها بشيء، أو تردَّت من عُلو، فأغميَ عليها.
- العرجاءُ البيِّنُ ظلعُها، فإن كان العرج يسيرًا، فهذا معفو عنه، وضابط ذلك أنها إنْ أطاقت المشي مع مثيلتها الصَّحيحة وتابعت الأكل والرعي والشُّرب، فهي غير بيِّنة العرج وتُجزئ.
- الكسيرة أو العجفاء التي لا تُنْقِي، وهي الهزيلة التي لا مخَّ في عظمها المجوَّف لشدة ضعفها ونحافتها، فهذه لا تُجزئ، وهذا يعرفه أهل الخبرة، وعلامة ذلك: عدم رغبة الشاة في الأكل.
وما عدا ذلك من العيوب فلا يؤثر في صحة الأضحية، والأصل الذي دل على اشتراط السلامة من هذه العيوب كلها: ما صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «أَرْبَعٌ لَا تَجُوزُ فِي الْأَضَاحِيِّ -فَقَالَ-: الْعَوْرَاءُ بَيِّنٌ عَوَرُهَا، وَالْمَرِيضَةُ بَيِّنٌ مَرَضُهَا، وَالْعَرْجَاءُ بَيِّنٌ ظَلْعُهَا، وَالْكَسِيرُ الَّتِي لَا تَنْقَى»، وما رواه علي رضي الله قال: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنْ نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ"، أي: تأملوا سلامتهما من الآفات.
وبالنسبة لمن اشتري أضحية ثمَّ انكسرت أو تعيَّبت فإنه يُضحِّي بها، ولا حرج عليه في ذلك ما دام غير مُفرِّط، حسبما أكد مركز الأزهر المصري للفتاوى الإلكترونية.
شروط الأضحية:
وهناك شروط للأضحية، منها:
- أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي الإبل بأنواعها، والبقرة الأهلية -ومنها الجواميس-، والغنم؛ ضأنًا كانت أو معزًا.
- من ضحى بحيوان مأكول غير الأنعام، سواء أكان من الدواب أم الطيور؛ لم تصح التضحية به؛ لقوله تعالى في سورة الحج: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾.
- من الشّروط المُعتبرة في الأضاحي أن تبلغ السَّن المقررة شرعًا، والسن الشرعية تختلف باختلاف نوع الأضحية من بهيمة الأنعام.
- يجزئ من الضأن (الخروف) ما بلغ ستة أشهر فأكثر.
- ومن الماعز ما بلغ سنة فأكثر.
- ومن البقر والجاموس ما بلغ سنتين فأكثر.
- ومن الإبل ما بلغ خمس سنين فأكثر.
- يستوي في ذلك الذَّكر والأنثى؛ لقول سيدنا رَسُول اللهِ ﷺ: «لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ».
- أمَّا المَعلُوفة -وهي التي للتَّسمين- فلا يُشترط لها بلوغ السّنّ المقررة -على المختار للفتوى- إنْ كَثُرَ لحمُها في مدة أقل، كبلوغ البقرة المعلوفة 350 كجم فأكثر في أقل من عامين.