Rust & Bones... حكاية حب في زمنٍ مأزوم
- تاريخ النشر: الأحد، 01 يونيو 2014
- مقالات ذات صلة
- أنس وأصالة وحكاية حب وشهرة سريعين
- إيزيس وأوزوريس: حكاية تجسد عظمة الإخلاص في الحب
- سيلفيا بلاث وتيد هيوز: حكاية حب انتهت بالانتحار
تجمع الصدفة بينهما.. هي مدرّبة للحيتان في حديقة الحيوانات، وهو يتنقل من مهنةٍ إلى أخرى ليكسب ما يكفي عيشه وابنه..
تتعرّض لحادثٍ مؤسف تفقد على إثره ساقيها، ليكون بجانبها يساعدها على النهوض بحياتها مجدداً، دون أن يدري أنّ دورها سيأتي لتردّ له هذا الجميل..
تتشارك "ماريون كوتيارد" بطولة هذا الفيلم مع "ماتياس شونارتز"، تحت إدارة المخرج "جاك أوديار"، وقد كان واحداً من الأفلام التي شاركت في مسابقة مهرجان كان الماضي، وترك صدى طيّباً لدى الجمهور والنقاد..
يرتكز هذا الفيلم في قوّته على التفاصيل، وجمع المتناقضات.. فلولا الظروف ما كان لهذا الرجل وهذه المرأة فرصة للقاء والتقارب، لاكتشاف بعضهما وفهم الآخر بعيداً عن الشكليّ والسطحيّ.. فبمنتهى الخفّة تتمكن الحكاية من جمع هذين النقيضين على مسارٍ واحد، فيؤثرٌ كلٌّ في الآخر بشكلٍ مختلف، فنتابع تغلبها على إعاقتها وعودتها للحياة تدريجيّاً، في حين تلهمه لاحقاً بأن يكون أكثر قوّة وألا يستسلم..
وكما هي الشخصيّات والأحداث، متناقضة هي المشاعر التي يبثّها الفيلم، فهي تارةً تجعلك تلعن الحياة وما فيها من ظلم، لتدفعك للتفاؤل نحو الأفضل تارةً أخرى..
بالمختصر، هي رحلة بحثنا عن ذواتنا وعن الآخر الذي يكمّلنا في هذه الحياة.. هو الحبّ في زمنٍ مأزوم تعيقك الحياة من الوصول إليه والشعور به..
في الفيلم، تتمازج الصور والعوالم في خلطةٍ جماليّة ذات تأثير قويّ، أحاكها المخرج "جاك أوديار" في قالب يوحي بالبرود والجمود، فلا ألوان مشرقة وكلّ شيءٍ يميل نحو الرماديّ، في رؤيةٍ باردة تجرّد هذا العالم من كلّ ما فيه من جمال، يظهر عارياً رماديّاً لا قيمة له دون الحبّ، ودون التفاصيل..
يبتعد المخرج في سرده للحكاية عن أيّ تعقيد، بل يتركها لتتدفق وحدها وتجدّ طريقها إلى القلوب.. مجدداً، يؤكّد على التفاصيل التي تصنع الجماليّة في الفيلم، إلى جانب الأداء الرائع للممثلين..
في نهاية المطاف، وحتى لا يتحوّل مجرى الأحداث إلى تراجيديا بكائيّة ويأخذ منحى المبالغة، يتمكن الحبّ من شفاء الجراح، فيجدّ كلٌّ الأمان في حضن الآخر، ورغم الندب وقساوة الحياة، نستمر في مطاردة لحظات السعادة الشحيحة كلّ يوم..
الفيلم ناطق بالفرنسيّة، وهو من إنتاجٍ فرنسيٍّ/بلجيكيٍّ مشترك..
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.