5.5 مليار دولار خسائر لـ نفيديا بعد حظر شريحة H20 في الصين
تعرف على أهمية شريحة H20 في سوق الذكاء الاصطناعي وتأثير القيود عليها
أعلنت شركة نفيديا (Nvidia) الأمريكية، في بيان لها عن تكبدها خسائر تُقدر بحوالي 5.5 مليار دولار، بسبب القيود التي فرضتها الحكومة الأمريكية على تصدير شريحتها المتقدمة "H20" الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى الصين، التي تعد من الأسواق الرئيسية للمنتج.
القيود الأمريكية على صادرات الذكاء الاصطناعي
تأتي هذه الإجراءات في وقت تتصاعد فيه التوترات التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تسعى الولايات المتحدة للحد من وصول الصين إلى أحدث التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتعد شريحة H20 من نفيديا إحدى أهم المنتجات التي تركز عليها الحكومة الأمريكية ضمن القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا المتطورة، وذلك في إطار جهودها للحفاظ على تفوقها في سباق الذكاء الاصطناعي.
وأدى الخبر إلى انخفاض كبير في أسهم نفيديا بنسبة 6% في تعاملات ما بعد الإغلاق أمس الثلاثاء، فيما تراجعت أسهم منافستها AMD بنسبة 7%، عقب إعلان وزارة التجارة الأمريكية عن القيود الجديدة.
وزارة التجارة الأمريكية تعلق على القيود
متحدث باسم وزارة التجارة الأمريكية أكد أن القيود الجديدة تندرج ضمن التزام الوزارة بتوجيهات الرئيس الأمريكي بشأن حماية الأمن القومي والاقتصادي للبلاد.
وأضاف أن صادرات بعض الشرائح، بما في ذلك شريحة H20 من نفيديا وMI308 من AMD، ستتطلب تراخيص خاصة من الحكومة الأمريكية.
شريحة H20 وأثرها في سوق الذكاء الاصطناعي
تعتبر شريحة H20 من نفيديا الأكثر تطورًا في الصين، حيث اعتمدت عليها العديد من الشركات الصينية الكبرى مثل "تينسنت" و"علي بابا" و"بايت دانس" في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.
ورغم أن الشريحة لا تتمتع بنفس سرعة الأداء في تدريب النماذج كما في الأسواق الأخرى، إلا أنها تنافس بقوة في مرحلة "الاستدلال" (inference)، وهي المرحلة التي يتم فيها استخدام النماذج لتقديم إجابات للمستخدمين.
القيود المفروضة على شريحة H20 تأتي بسبب المخاوف من استخدامها في بناء حواسيب فائقة في الصين، نظرًا لقدرتها العالية على الاتصال بسرعات كبيرة مع الذواكر وبشرائح أخرى.
وتشير التقارير إلى أن شركات صينية قد بدأت بالفعل في استخدام هذه الشريحة لتطوير أنظمة حوسبة متقدمة، وهو ما يتناقض مع القيود الأمريكية التي تحظر بيع الشرائح المخصصة للحواسيب الفائقة في الصين.
أشار "معهد التقدم"، وهو مركز فكري غير حزبي في واشنطن، إلى أن بعض الشركات الصينية مثل "تينسنت" ربما تكون قد خالفت القيود الأمريكية بالفعل باستخدام شريحة H20 في بناء أنظمة حوسبة فائقة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
تأثيرات القيود على نفيديا
نفيديا قالت في بيانها إن الخسائر المالية التي ستتكبدها تشمل تكاليف المخزون، والالتزامات الشرائية، والاحتياطات المرتبطة بشريحة H20.
ورغم الضغوطات المالية، فإن الشركة أكدت أنها ستواصل سعيها للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
في وقت لاحق، كشفت نفيديا عن خطط لبناء خوادم ذكاء اصطناعي بقيمة تصل إلى 500 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة، بالتعاون مع شركات مثل TSMC.
وتأتي هذه الخطط في إطار دفع الحكومة الأمريكية نحو تعزيز التصنيع المحلي وتعزيز وجود الشركات الأمريكية في السوق العالمية.