5 مبادرات لمعالجة أزمة النفايات في لبنان
تتكدّس النفايات في شوارع بيروت وعلى امتداد لبنان، في وقتٍ يتظاهر المواطنون ولا حلول في الأفق. ولكن على المقلب الآخر، يوجد عدد من المبادرات اللبنانية التي تعمل على نطاقٍ صغير تحاول حلّ المشكلة بطرقٍ مبتكَرة.
تطول لائحة مراكز وشركات إعادة التدوير التي تعمل في البلاد، ولكن فيما يلي نقدّم إليكم خمس مبادراتٍ يمكن أن تُلهِم روّاد الأعمال الذين يسعون لأن يكونوا مثل زياد أبي شاكر، الطليعيّ في ريادة الأعمال البيئية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الكثير من هذه المبادرات لا تقدّم بالضرورة تقنيّات جديدة، ولكنّها تطبّق التقنيات الموجودة بطرقٍ جديدةٍ مثيرةٍ للاهتمام بالنسبة إلى لبنان.
1. "ريفا" ReVa، آلة بيعٍ عكسيّ
هذا الحلّ لإعادة التدوير القائم على الحوافز، يقدّم للمستخدِمين مكافآت مقابل القوارير الفارغة.
يضع المستخدِمون القوارير البلاستيكية والعلب الفارغة في الآلة مقابل قسائم (كوبونات) يمكن استبدالها بصفقات بحسب المكان الذي يتواجدون فيه. فعلى سبيل المثال، يمكن للطلّاب الذين يستخدمون هذه الآلة في "الجامعة الأميركية في بيروت" AUB أن يحصلوا على وجباتٍ مجّانية أو دخولٍ مجّانيّ إلى النادي الرياضيّ؛ وفي بعض الأماكن الأخرى يُمنَح المستخدِمون قوارير مياه عن كلّ 40 قارورةٍ فارغة.
وبحسب موقع "ريفا"، فإنّ هذه الأجهزة تنتشر في كلٍّ من لبنان والبحرين وقطر والإمارات وأبو ظبي والسعودية.
2. "مبادرة إعادة تدوير الزجاجات الخضراء" GGRI
هذه المبادرة التي أطلقتها "سيدر إنفيرومنتال" Cedar Environmental في إطار "المسؤولية الاجتماعية للشركات" CSR، هي مثالٌ على الابتكار الذي يولد من الحاجة. بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 وتدمير المصنع الوحيد لإعادة تدوير الزجاج الأخضر، راحَت هذه القوارير الزجاجية التي يبلغ عددها 71 مليوناً تُنقَل إلى المطامر. وبالتالي، أُنشئَت هذه المبادرة للتخفيف من المشكلة عبر إرسال القوارير إلى حرفيّي نفخ الزجاج الستّة المتبقّين في لبنان، وأيضاً لكيلا يبقى هؤلاء من دون عمل.
لا يزال المشروع قيد التشغيل، و"سيدر إنفيرومنتال" تسعى حالياً للحصول على تمويلٍ لكي تستمرّ.
3. "إعادة تدوير الإطارات" Tire Recycling
هل تساءلت يوماً ما الذي يمكن عمله بإطار سيّارةٍ صغير؟ عام 2013، قامَت مجموعةٌ من طلّاب جامعة "هايكازيان" Haigazian بوضع عدّة طرق لإعادة تدوير الإطارات المستعمَلة. ويقوم هؤلاء بفرم الإطارات ووضعها في الفراش مثلاً، كما يمكن استخدام الفُتات مثل مادّة الإسفلت حسبما يقولون. ولعلّ أجمل ما قام به الشبّان الأربعة هو ذلك المصنع الصغير بحجم غرفة المزوّد بمساراتٍ نقّالة وشفرات.
لم يحصل الطلّاب على أيّ تمويلٍ حتّى الآن، فيما عُلِّق المشروع إلى حين حصول مزيدٍ من التحديثات.
4. "إكوبورد" Ecoboard
هذه مبادرةٌ أخرى من "سيدر إنفيرومنتال" لبناء منزلٍ من الألواح الصديقة للبيئة "إيكوبورد"، في لبنان. هذه الألواح المصنوعة بالكامل من أكياس البلاستيك وغيرها من المواد البلاستيكية المستعملة في التغليف والتعبئة، يمكن أن يتمّ تقطيعها إلى أيّ شكلٍ لتتناسب مع بناء المنازل مسبقة التجهيز، والحجرات الصغيرة، والأثاث، ومحطّات انتظار الحافلات، والرفوف، وحتّى ألواح التزحلق.
اعتُمدَت هذه التقنية منذ سنواتٍ في الدول الغربية، وتنتشر بكثافةٍ في كلٍّ من أستراليا وهولندا.
5. "وايست" Waste
هذه الشركة الناشئة استفادَت من وفرة البلاستيك المرميّ في لبنان، لتصنع منه علامةً تجاريةً للأزياء باسم "وايست". تستخدم الشركة مادّةً تُسمّى "فليكس" flex، وهو نوعٌ من البلاستيك غير قابلٍ لإعادة التدوير يوجد في لوحات الإعلانات، وهي تسعى بذلك لحلّ هذه المشكلة.
ولأجل هذا الأمر، تقوم "وايست" التي انطلقَت منذ عام 2011 ولا تزال، بصنع مجموعاتٍ فريدةٍ من الأكسسوارات مثل حقائب اليد ومحافظ الجيب، والأثاث، والمآزر، وغيرها من الملحقات، بواسطة بلاستيك الـ"فليكس".
في انتظار انعقاد "منتدى بيروت للطاقة" Beirut Energy Forum، يمكن للقرّاء الاستفادة من هذا الدليل من أجل فهمٍ أشمل لأعمال النفايات في لبنان، والتوصّل إلى مبادرةٍ خاصّةٍ بهم.
ولا تنسوا أن تذكروا لنا إن كنتم تعرفون أيّ مبادرةٍ أخرى في لبنان، في قسم التعليقات أدناه.