5 أنواع مختلفة من التحيز المعرفي تؤثر على قراراتك.. تعرّف عليها
تعرّف على فوائد فهم التحيز المعرفي
التحيز المعرفي هو عملية تفكير منهجية ناتجة عن ميل الدماغ البشري لتبسيط معالجة المعلومات من خلال مرشح التجربة الشخصية والتفضيلات. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف على الأنواع المختلفة للتحيز المعرفي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو التحيز المعرفي؟
التحيز المعرفي هو وسيلة كل منّا لتفسير المعلومات والتوصل إلى استنتاجات، فهو الصورة أو وجهة النظر التي يكونها الشخص تجاه المعلومات التي يجمعها، والتي يستخدمها لترشيد بيئته والحكم عليها. في كثير من الأحيان، يمكن أن يساعدك التحيز المعرفي على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الأشخاص والأماكن والأشياء والأفكار والأحداث.
التحيز المعرفي هو عملية تفكير منهجية ناتجة عن ميل الدماغ البشري لتبسيط معالجة المعلومات من خلال مرشح التجربة الشخصية والتفضيلات. عملية التصفية هذه هي آلية تكيف تمكّن الدماغ من اختيار المعلومات التي ستتبناها أو ستبني حُكمها وتكون آرائها بناءًا عليها من بين مجموعة كبيرة من المعلومات ومعالجتها بسرعة. في حين أن هذه الآلية غالبًا ما تكون فعالة، إلا أنها من ناحية أخرى يمكن أن تسبب أخطاء في التفكير.
بشكل أساسي، تساعد التحيزات المعرفية البشر على إيجاد طرق مختصرة ذهنية للمساعدة في اتخاذ القرارات المتعلقة بأحداث الحياة اليومية، ولكنها، من ناحية أخرى، غالبًا ما تسبب تفسيرات وأحكامًا غير عقلانية. غالبًا ما تنبع أخطاء التحيزات المعرفية من المشكلات المتعلقة بالذاكرة والانتباه والأخطاء العقلية الأخرى.
تم تقديم التحيز المعرفي كمفهوم لأول مرة بواسطة بعض الباحثين في عام 1972. قد لا يكون من الممكن القضاء تمامًا على استعداد الدماغ لتبني الطرق المختصرة ولكن فهم وجود التحيزات يمكن أن يكون مفيدًا عند اتخاذ القرارات.
فوائد فهم التحيز المعرفي
يُعاني معظم الناس من التحيز المعرفي أثناء معالجة أنواع مختلفة من المعلومات. يمكن أن يساعدك فهم التحيز المعرفي على فهم سلوكيات الآخرين وعمليات تفكيرهم. تشمل فوائد فهم التحيز المعرفي ما يلي:
- المساعدة في اتخاذ القرارات: يمكن أن يكون التحيز المعرفي خفيًا، وقد لا تلاحظ وجوده في عملية اتخاذ القرار لديك. ومع ذلك، حتى عند إجراء البحث ومحاولة التوصل إلى الحقائق الموضوعية، يمكن أن يكون هناك تحيز في قرارك ناتج عن خبراتك وتجاربك السابقة. مثلًا، قد يتسبب تحيزك المعرفي في التركيز على تفاصيل معينة قد لا تؤثر على شخص آخر في نفس الموقف.
- تحسين مهارات حل المشكلات: يؤثر التحيز المعرفي على طريقة إنشاء حلول للمشكلات من خلال التأثير على كيفية جمع المعلومات وإدراكها. عادة، يُدرك الناس الأنماط المختلفة باستخدام التحيز المعرفي. مثلًا، من خلال إدراك وملاحظة الأنماط في عملك، يمكنك التعرف بسرعة على العقبات والمشكلات الشائعة والخطوات التي ربما يمكنك اتخاذها لتجاوزها والتعامل معها.
- التحيز المعرفي يعطي نظرة ثاقبة لسلوك الآخرين: يمكن أن يساعدك فهم أنواع التحيز المعرفي والطريقة التي يمكن أن يؤثر بها على اتخاذ القرار وحل المشكلات على فهم سلوكيات الآخرين من حولك بشكل أفضل. قد يكون هذا مفيدًا في بناء العلاقات وعند العمل الجماعي ضمن فريق. يمكن للشركات أيضًا استخدام التحيز المعرفي لفهم المستهلكين بدرجة أكبر وأعمق وإنشاء الخدمات والمنتجات وتحديد استراتيجيات التسويق الفعّالة. على سبيل المثال، إذا أدرك المسوقون تحيزًا معرفيًا معينًا لدى العديد من أعضاء جمهورهم المستهدف، فيمكنهم إنشاء محتوى يخدم هذا التحيز واستخدامه لإقناع المستهلكين بشراء منتج.
أنواع التحيز المعرفي
في عالم مليء بالحمل المعلوماتي، يمكن أن نقع ضحية لجميع أنواع التحيزات المعرفية. نظرًا لأنها يمكن أن تقودنا إلى استخلاص استنتاجات خاطئة، فمن المهم بشكل خاص فهم ماهية هذه التحيزات وكيف تعمل، حيث يمكن أن تصبح العواقب وخيمة للغاية. من أنواع التحيزات المعرفية ما يلي:
- التحيز التأكيدي: من أكثر أنواع التحيز المعرفي شيوعًا التي يمكن مواجهتها والتي يكون من الهام فهمها، من المحتمل أنك سمعت بالفعل عن الانحياز التأكيدي. يؤثر هذا التحيز المعرفي على الطريقة التي نختبر بها الفرضيات ونقيمها كل يوم. بعبارات بسيطة، التحيز التأكيدي هو الميل إلى البحث عن أدلة أو تفسيرها بطريقة تدعم معتقداتنا أو توقعاتنا الراسخة. وهذا يعني أنه في ظل توافر نفس مجموعة البيانات والمعلومات، يمكن لأناس مختلفين التوصل إلى استنتاجات متباينة بشدة. يمكن أن يقودنا تغذية التحيز التأكيدي إلى اتخاذ خيارات غير مستنيرة أو حتى تعزيز الصور النمطية السلبية. لهذا السبب، من المهم أن الحرص على البحث عن المعلومات التي تؤكد وتتعارض مع افتراضاتك حول موضوع معين على حد سواء.
- التحيز في أخذ العينات: التحيز في أخذ العينات هو نوع من التحيز الذي يجعلنا نتوصل إلى استنتاجات خاطئة بناءً على مجموعة من العينات أو البيانات غير الدقيقة. بشكل عام، يكمن سبب التحيز في أخذ العينات في ضعف تصميم الدراسة وجمع البيانات. مثلًا، عند استقصاء الأفراد لأسئلة مسح ما، يكون من المهم الحصول على صورة تمثيلية لجميع السكان. ولكن قد يكون هذا صعبًا بشكل كبير إذا كان الأشخاص الذين قاموا بإجراء الدراسة عرضة أيضًا للعيوب البشرية، بما في ذلك التحيزات المعرفية. لتجنب التحيز في أخذ العينات، من المهم جمع البيانات بشكل عشوائي لضمان عدم انحراف الاستجابات بما يترتب عليها من نتائج نحو الأفراد ذوي الخصائص المتشابهة.
- الثقة العمياء: التحيز المفرط في الثقة يحدث عندما يبالغ الشخص في تقدير موهبته أو مهاراته. يمكن أن تساعد الثقة الزائدة في تشجيع الشخص على المجازفة التي تؤدي إلى الابتكار، لكن الثقة العمياء في مهارات الشخص وقدراته دون تقييم موضوعي لهذه المهارات من حين لآخر يمكن أن تجعل الشخص يتخذ قرارات خاطئة.
- التحيز لخدمة مصالح ذاتية: التحيز لخدمة المصالح الذاتية هو عندما تحدد أسباب النتائج لتناسب فقط مصالحك. هنا، وفي هذا النوع من التحيز، يمكنك أن تنسب نتيجة إيجابية ما لشيء فعلته شخصيًا، بينما النتيجة السلبية هي نتيجة عوامل خارجية. على سبيل المثال، إذا حصلت على ترقية تقدم لها العديد من زملاء العمل الآخرين، فيمكنك افتراض أنك حصلت عليها لأنك كنت أفضل مرشحاً بناءً على مهاراتك وخبراتك. بينما إذا لم تحصل عليها فسترى أن هذا قد حدث نتيجة لعوامل خارجية مثل عدم الإنصاف أو عدم توفر العدالة. هذا النوع من التحيز قد يجعل الأشخاص أسرى عقلية الضحية دومًا، ولا يستطيعون اتخاذ قرارات سليمة.
- التحيز لعقلية القطيع: يُقصد بعقلية القطيع أن يُقرر الشخص اتباع أو تقليد ما يفعله الآخرون. غالبًا ما تؤثر العاطفة على عقلية القطيع بدلاً من تحليل الحقائق الموضوعية. يمكن أن تكون عقلية القطيع مفيدة للقادة والشركات التي تسعى إلى تحقيق الابتكار في مجال صناعتهم لأنها يمكن أن تشجع قادة هذه الشركات على قبول أفكار مستهلكيهم وجمهورهم ووجهات نظرهم وهو ما يُمكنهم من بناء علاقة جيدة وقوية معهم. لكن من ناحية أخرى الانخراط وراء العاطفة فقط دون تحليل للحقائق الموضوعية وهو الأمر الذي تقوم عليه عقلية القطيع قد يورط الأشخاص في اتخاذ قرارات خاطئة.