40% من الرجال يفكرون في عدم الإنجاب لهذه الأسباب
تتزايد حالات إعلان الشباب عن فكرة تفادي إنجاب أطفال في المستقبل خلال السنوات الماضية بل وصارت هذه الظاهرة في ارتفاع وهو ما دفع علماء الاجتماع لتفسير هذه الظاهرة.
ويكشف العلماء من خلال دراسة في جامعة باث البريطانية أن حوالي 40% من الشباب يفكرون بجدية في عدم الإنجاب بعد الزواج خلال المستقبل وذلك بسبب تأثرهم بالظروف البيئية والتغيرات المناخية المختلفة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مخاوف تدفعهم لعدم الإنجاب
وتشير الدراسة إلى أن الشباب باتوا يعيشون في مخاوف وحالة من الشك في قدرتهم على توفير حياة كريمة للأطفال خاصة مع ارتفاع معدلات التلوث البيئي العالمي.
كما يساهم في اقتناع الشباب بهذه الفكرة تدور الحالة البيئية لكوكب الأض مع ارتفاع معدلات التلوث بدرجات لم تحدث من قبل وهو ما قد يتسبب في كارثة بيئية خلال السنوات القليلة المقبلة.
وتوضح الدراسة أن الشباب يشعرون بخوف حقيقي من خطورة الطقس والتلوث ويصفون هذا الخوف بالمنطقي خاصة وأن العالم يسير في اتجاه الأسوأ مع الإهمال المتزايد للبيئة وهو الأمر الذي ساهم في اتساع ثقب الأوزون لتصبح مساحته أكبر من مساحة القارة القطبية الجنوبية.
وتشير التقارير كذلك إلى أن ثقب الأوزون تزايد خلال عام 2021 بنسبة تزيد عن ازدياده خلال السنوات السابقة وبصورة غير مسبوقة.
وبالتأكيد فإن مثل هذه الظواهر تؤثر كذلك على الصحة الإنجابية وهو الأمر الذي أثبته العلم.
وأثبتت البحوثات أن الهواء الملوث يؤثر على جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال ويقلل من نسبة خصوبتها.
ويأتي تأثير التلوث على الحيوانات المنوية من خلال استنشاق جسيمات دقيقة من الهواء بها الكثير من المواد الكيمائية السامة مثل المعادن الثقيلة وغيرها من الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات وهو الأمر الذي بات يشوه شكل وحجم الحيوانات المنوية ويؤثر على عددها كذلك وهو ما يهدد الكثير من الرجال والشباب بالعقم الآن وفي المستقبل.
فيما تشير بيانات الأمم المتحدة عن توقعات بوصول عدد السكان في العالم إلى 11.2 مليار نسمة بحلول عام 2100 وهو ما يصفها الخبراء والعلماء بالكارثية.
وتبذل الدول والحكومات جهود مكثفة خلال السنوات الأخيرة من أجل الحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الذي يؤثر بصورة سلبية على المناخ وهو الأمر الذي جعل بعض الدول تفكير في إبطاء معدل النمو السكاني حتى تحد من استهلاك الطاقة وتقلل من التلوث البيئي.
العدول عن القرار قد يكون بعد فوات الأوان
ولكن قرار الشباب بعدم الرغبة في الإنجاب قد يكون له عواقب في المستقبل كذلك في حالة رغبتهم في التراجع عن هذا الأمر.
وقد يجد الشباب أن بعد الاستمرار في الالتزام بقرار عدم الإنجاب وبلوغهم لسن الخمسين أنهم غير قادرين على الإنجاب من الأساس حتى لو تراجعوا عن هذا القرار.
وأثبتت الدراسات أن حوالي 42% فقط من الرجال بعد سن الخمسين من يمتلكون حيوانات منوية كافية للإنجاب بعد الخضوع إلى علاجات زيادة الخصوبة.
وتتضاءل فرص الإنجاب بعد الـ50 خاصة وأن عدد الحيوانات المنوية وحركتها وقدرتها على تلقيح البويضات تقل كثيراً مع التقدم في العمر.
وبات الشباب في معضلة حقيقية ما بين الإنجاب في سن مبكرة وهم غير مقتنعين بذلك في ظل المشاكل البيئية والاقتصادية، أو إرجاء هذا الأمر للمستقبل ليواجهوا خطر عدم القدرة على الإنجاب بسبب انخفاض الخصوبة.
ولا يمكن أن نغفل الدراسات التي تؤكد بأن قدرة الرجال فوق الخمسين على الإنجاب تتراجع إلى 33% وهو ما يعني أن حوالي 3 أشخاص فقط من كل 10 أشخاص فوق سن الخمسين سيكونون قادرين على الحصول على طفل دون الـ7 الآخرين.
فهل تظل هذه النسبة من الشباب على قرارها بعدم الإنجاب وتجنب الدخول في مخاطر عدم توفير الحياة الكريمة لأطفالها أو تعريضهم للتلوث والظروف البيئية الصعبة أم أنهم قد سيتراجعون عن هذا القرار بسبب الدراسات التي تحذرهم من حرمانهم من هذه الفرصة إلى الأبد مع تقدمهم في السن؟
وستكشف الدراسات عن المزيد من التفاصيل والمعلومات حول تفادي الإنجاب أو تأخيره بسبب الظروف البيئية والاقتصادية خلال الفترة المقبلة.