3 شركات ناشئة عربية تألّقت في "تيك كرانش ديسرابت"
لا شيء أصعب من جعل منتجك مشهوراً ومستخدَماً عالمياً، خاصةً إذا كنتَ تقيم في العالم العربي. ولمعالجة هذه الصعوبات، توجّه عدد كبير من الشركات الناشئة إلى الفعاليات والمسابقات الأبرز في أوروبا في سبيل إثبات الذات.
خطوة حكيمة: التذاكر إلى أوروبا أرخص منها إلى الولايات المتحدة الأميركية، والمسابقات ليست صعبة كما هي عليه هناك. في الوقت نفسه، تقوم وسائل الإعلام الدولية وشركات رأس المال المخاطر بالاهتمام أكثر وأكثر بالقارّة التي تضم "سكايب" Skype و"ساوندكلاود" Soundcloud، بالإضافة إلى "سبوتيفاي" Spotify و"شازام" Shazam (يبدو أن اختيار اسمٍ يبدأ بحرف S يساعد في بعض الأحيان).
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
سمعنا كثيراً عن شركات ناشئة عربية من شمال إفريقيا ومن لبنان تشارك في قمّة الويب (إقرأ الشركات الناشئة العربية التي تشارك في فعالية هذا العام من هنا)؛ ولقد حقّقت هذه الشركات بداية مبهرة في فعالية "لو ويب" LeWeb، بفضل منظمة MITEF.
قابلنا هذا العام شركات ناشئة عربية شاركت في "تيك كرانش ديسرابت" TechCrunch Disrupt، مسابقة المشاريع الناشئة المشهورة التي تنظمها "تيك كرانش" TechCrunsh. النسخة الأوروبية من هذه المسابقة التي جرت في لندن يومَي 20 و21 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، اختُتمَت بحدَثٍ قام فيه فريق "تيك كرانش" ببعض المقابلات مع روّاد أعمال مشهورين ومستثمرين حاليين.
الهدف الرئيسي للحدث كان "ستارتاب باتلفيلد" Startup Buttlefield لعرض المتنافسين الذين وصلوا للتصفيات النهائية على المسرح. وأيضاً "ستارتاب ألّاي" Startup Alley التي تضمّ الشركات الناشئة التي قامت بعمل جيد خلال المسابقة، لكنها لم تصل للنهائيات. ولا شكّ أن كلّاً منهما يستهدف في المقام الأول الصحافة والمستثمرين.
جاءت الشركات الناشئة العربية من تلقاء نفسها، خلافاً لما يجري في فعاليات أخرى، وهي لم تكن تمثّل صراحةً بلدانها الأصلية. ولذلك، فإن هذه الشركات لم تكن تعرف بعضها بعضاً في كثير من الأحيان. إنه هذا لأمر سيء، وذلك نظراً لما يمكن لتبادل الخبرات والمعارف أن يوفّر من وقتٍ ومال.
لم يكن حضور "إنتجريت" Integreight إلى "تيك كرانش ديسرابت" TechCrunsh Disrupt هو الأول لها. هذه الشركة المصرية لصنع الأجهزة هي التي أنتجت "وان شيلد" 1Sheeld، درع "أردوينو " Arduino لجميع الاستعمالات، المتصل بتطبيق هاتفي. وسبق لها وموّلت مشروعها هذا بحملة "كيكستارتر" Kickstarter التي أطلقتها العام الماضي، ونجحت بكشل كبير (وصلوا إلى 85 ألفاً و210 دولارات أميركية، أي ثمانية أضعاف هدفهم الأساسي).
ويقول أحد مؤسسي "إنتجريت" لـ"ومضة"، إسلام مصطفى، "شاركنا في مؤتمر "تيك كرانش ديسرابت" العام الماضي في برلين، حيث أطلقنا حملة "كيكستارتر" لدعم "وان شيلد" 1Sheeld، ولقد عدنا هذا العام للحصول على مزيدٍ من العروض وبالتالي لإطلاق الدروع الأربعة الجديدة التي أضفناها للتطبيق الخاص بنا الشهر الماضي. ونحن أيضاً نحب بناء العلاقات، وهذا ما توفره هذه الأحداث." يبدو رائد الأعمال مصطفى سعيداً بمحصّلة الحدث، ويُرجع ذلك لكونه قابل شركاتٍ ناشئة لإنتاج الأجهزة والتقى بمستثمرين محتملين، وكذلك تفاعل مباشرة مع الزبائن.
من جهته، جاء فريق "إيرلي ستايج ستوديو" Early Stage Studio (في الصورة أعلاه) إلى الحدث ليقابل الصحافة والمستثمرين ومختلف روّاد الأعمال من شتى أنحاء العالم، وذلك وفق ما يقوله الشريك المؤسس، فريد الحق، لـ"ومضة". الشركة الناشئة التي لديها مراكز في كلٍّ من كراتشي ومانيلا وأبو ظبي ولندن، كانت تأمل في إحداث بعض الضجة حول لعبتها المسمّاة "بو للي ووردز" Pollywords. هذا التطبيق الذي سيتخطى مرحلته التجريبية قريباً، هو عبارة عن لعبة على على نظام "آي أو إس" iOS تشبه ألعاب "سكرابل" Scrabble، تسمح للمستخدمين ذوي القدرات اللغوية المختلفة بالتفاعل.
في حين يشعر الفريق أنه نجح في تعريف الناس بـ"بوللي وردز" Pollywords، يصرّح حق بأن "عدم التقاء عددٍ كافٍ من الناس من الساحل الغربي [الولايات المتحدة]، أو في الواقع من مختلف أنحاء أوروبا، كان بمثابة خيبة أمل." ويضيف أن "الشركة الناشئة التي وصلت للنهائيات، كانت هي التي نالت مجمل الاهتمام بالفعل."
شاركت "فريتسي"Fretsi، الشركة الناشئة المصرية التي تسعى للحد من النفقات، ليومٍ واحد فقط، وهي لم تستطع البقاء للمؤتمر بأكمله. ولكن المؤسس الشريك، أحمد الشركسي (في الصورة أعلاه)، أخبر ومضة أن هذه المشاركية كانت تستحق الرحلة. رائد الأعمال الذي يقف خلف "فريتسي"، التي تُعتَبر كنوع من "بينتيريست" Pinterest للمعرفة، جاء ليبرهن فكرته مع الجمهور، وخطة عمله مع المستثمرين. ويقول إنه تأكدمن الاثنين، خاصة أن شركته جاءت ثانيةً في جائزة اختيار الجمهور، متمكّنة بذلك من هزيمة كل الشركات الناشئة في فئة "ستارتاب ألّاي" Startups Alley.
على الرغم من ذلك، يبدو أن خيبة الأمل أصابت الشركسي كون "فريتسي" Fretsi لم تحظَ بتغطية إعلامية، بالإضافة إلى أن المستثمرين لم يكونوا مهتمين بالشركات الناشئة في مراحلها المبكرة. وإذا وضعنا خيبات الأمل جانباً، يقول إنه بعد كلّ شيء وجد الحدث تجربةً رائعة وناجحة. "مع علمنا أننا على الطريق الصحيح، يمكننا أن نسير بشكل أسرع."