2020 العام الذي تنفست فيه الأرض
-
1 / 32
أثار انتشار جائحة فيروس كورونا المُستجدّ، كوفيد-19، قلقاً عالمياً. العديد من دول العالم منعت مواطنيها من القيام بأنشطتهم المُعتادة خارج المنزل، حتى الخروج للعمل أصبح ممنوعاً، وأصبحت الأعمال التي يُمكنها ذلك تجعل موظفوها يعملون عن بُعد، من المنازل، من أجل تقليل نسبة انتقال الفيروس والحدّ من انتشار الجائحة.
إلى جانب الحدّ من انتشار الجائحة، أدى الإجراء السابق، بشكل غير متوقع، إلى حدوث تأثير كبير في الحدّ من تلوث الهواء. أصبح كوكب الأرض وكأنه يتنفس مرة أخرى مع انخفاض النشاط البشري في عام 2020.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
خلال عام 2020 أظهرت الكثير من دول العالم انخفاضاً في نشاط سكانها الذي غالباً ما يتسبب في التلوث. توقفت المصانع الصناعية ووسائل النقل الجماعي عن العمل مؤقتاً، فأصبحت المياه في قنوات البندقية رائقة وصافية مرة أخرى، عندما لم يمر بها أي قارب. وهو ما له تأثير إيجابي على صحة الإنسان من خلال تقليل نسبة التلوث.
صور الأقمار الصناعية تُظهر انخفاض التلوث
يمكن رؤية التعبير عن كيفية تنفس كوكب الأرض من خلال المشروع العلمي لاثنين من علماء البيانات من هولندا،هما: ناديه بريمر وشيرلي وو، في عام 2017. تمكن كلاهما من التوفيق بين البيانات على نطاق زمني معين في التصور الرقمي، بناءً على على إسقاطات الأقمار الصناعية التابعة للولايات المتحدة والتي تقيس مستوى الصحة النباتية على الأرض.
كانت النتائج مفاجئة، فقد أوضحت الخرائط الرقمية مستوى الخضرة على الأرض خلال المواسم الأربعة الماضية، لتكون النتيجة الأفضل لصالح عام 2020، فأظهرت صور الأقمار الصناعية من عدد من البلدان أن مستوى التلوث قد انخفض على الأرض بشكل كبير.
في تقرير من Science Alert، تُظهر صورة من القمر الصناعي Copernicus Sentinel-5P انخفاض كبير في تلوث الهواء، وخاصة ثاني أكسيد النيتروجين، وهو غاز عادم يأتي من الأنشطة الصناعية وأنشطة النقل. حدث هذا كنتيجة لانخفاض النشاط البشري خارج المنزل.
تأثير التلوث على عمر الإنسان
استناداً إلى بعض الأبحاث، فإن تلوث الهواء قادر على خفض متوسط العمر المتوقع على مستوى العالم وتقليل بقاء الإنسان لنحو ثلاث سنوات. هذا ما يُعبر عنه غالباً باحثو المناخ، بمُصطلح "تهديد الاحتباس الحراري". حتى أن هناك وجهة نظر متشككة حول الكيفية التي يُقدّم بها هذا الوباء عن غير قصد حلاً في التعامل مع أزمة تغير المناخ.
تُظهر بيانات منظمة الصحة العالمية أن تلوث الهواء يقتل ما يُقدّر بسبعة ملايين شخص في مُختلف أنحاء العالم كل عام. تُظهر بيانات الصحة العالمية أن 9 من كل 10 أشخاص يتنفسون هواءً يتجاوز الحدود التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية.
يحتوي الهواء الذي نتنفسه على مستويات عالية من الملوثات، وتُعاني البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من أعلى معدلات التعرض للهواء المُلوث. إلى جانب ذلك، ترتبط 23٪ من الوفيات العالمية بالبيئة، وهي أكثر من الوفيات المرتبطة بالمرور أو الملاريا.
شاهد ألبوم الصور أعلاه لترى كيف كان شكل الحياة في عام 2020.