وورلد كوم.. قصة الفضيحة التي أفلست ثاني أكبر شركة اتصالات في أمريكا
This browser does not support the video element.
كانت شركة وورلد كوم ثاني أكبر شركة اتصالات في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها أفلست بسبب فضيحة مالية ضخمة شغلت الرأي العالم الأمريكي والعالم، في هذا المقال تعرف معنا على فضيحة وورلد كوم، والسبب وراء إفلاس شركة الاتصالات الشهيرة وورلد كوم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي شركة وورلد كوم؟
شركة وورلدكوم WorldCom ، Inc هي شركة اتصالات أمريكية متعددة الجنسيات كان مقرها في كلينتون في ميسيسبي، وفي ذروتها كانت ثاني أكبر شركة اتصالات في الولايات المتحدة بعد شركة AT&T، وبلغت إيراداتها السنوية حوالي 36 مليار دولار مع أكثر من 60 ألف موظف.
تعود بدايات شركة وورلد كوم إلى ثمانينيات القرن الماضي، وتحديداً إلى عام 1983، حين جمع بيرنارد أيبرز، مدرس العلوم المهتم بقضايا الاتصالات وتقنياتها، عدداً ممن يمتلكون شركات صغيرة مشابهة، أو من المهتمين بالاستثمار في هذا القطاع من صغار المستثمرين، لتناول العشاء في منزله بولاية مسيسبي.. وعلى العشاء عرض عليهم فكرته.
وهكذا ولدت شركة وورلد كوم.. كانت قيمتها السوقية في البداية لا تتجاوز 150 مليون دولار، لكن سرعان ما توالت النجاحات، لتبلغ قيمتها السوقية في عام 1999، أي بعد 16 سنة فقط من إنشائها، 150 مليار دولار، أي ألف ضعف قيمتها السوقية لحظة ولادتها.
شغل بيرنارد أيبرز منصب الرئيس التنفيذي للشركة حتى عام 2002، وقد نمت الشركة بشكل كبير خلال سنوات قيادته لها من خلال عمليات الاستحواذ، وبما فيها استحواذ شركة MCI Communications في عام 1998 مقابل 40 مليار دولار.
كان للشركة شبكة اتصالات عالمية تشمل 65 دولة تقريبًا، وقدمت خدمات اتصالات واسعة بما فيها الإنترنت والبيانات، وكانت رائدة في مجال تقديم خدمات الاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت VOIP.
منافسة شركة إيه تي آند تي
اكتشف أيبرز أن أكبر شركة للاتصالات في الولايات المتحدة "إيه تي آند تي" تتقاضى أسعاراً مبالغاً فيها مقابل إمداد زبائنها بخدمات الاتصالات الهاتفية، وأن هذا يعود إلى كون الشركة تعمل وحدها تقريباً في هذا القطاع؛ لذا فإنها غير مهتمة بتطبيق أي تكنولوجيا جديدة لعدم وجود المنافسة.
ولخص أيبرز عرضه بأن المجال بات مفتوحاً لمنافسة الشركة الأمريكية العملاقة وقال: "إيه تي آند تي تشبه الفيل الثقيل الحركة. وإذا دخل الساحة نمر أصغر حجماً، وأخف حركة، فإن الشركة لن تستطيع إعادة هيكلة آلية عملها بسرعة. إن ذلك قد يستغرق سنوات، وخلال تلك الفسحة الزمنية، بإمكان النمر أن يقطع شوطاً طويلاً يجعل من الصعب على الفيل أن يسحقه.. والمشروع الذي يدور في رأيي الآن هو خلق هذا النمر."
وبهدف أن تحتل المرتبة الأولى في الولايات المتحدة قررت شركة وورلد كوم أن تتوسع، واقترضت من المصارف نحو ثلاثين مليار دولار لتغطية التوسعات.
فضيحة إفلاس شركة وورلد كوم
كانت فضيحة إفلاس وورلد كوم تعتبر أكبر قضايا الإفلاس التجاري في التاريخ، وليس فقط في سوق الأوراق المالية الأمريكية.
لكن جاء عام 2000 بما لم يحسب له حساب؛ حيث ازداد الركود الاقتصادي، وتشبع السوق، وكي لا تنهار الشركة، بدأ الغش المحاسبي؛ حيث قامت الشركة بتسجيل مصاريف 3.8 دولار استثمارات رأسمالية؛ ما ساهم في تضخيم الأرباح. كما انسحب أيبرز من إدارة الشركة، وباع أسهمه تدريجياً.
استمرت هذه الممارسات لعدة سنوات، مما سمح لإيبيرز وغيره من كبار المديرين بالحصول على مكاسب مالية ضخمة من خلال بيع أسهم الشركة بسعر مبالغ فيه.
التحقيق مع شركة وورلد كوم
بدأت هيئة الأوراق المالية الأمريكية في ألفين واثنين، بالتحقيق مع "وورلد كوم" وفي يونيو اتهمت الهيئة "وورلدكوم" بالاحتيال رسمياً.
وضعت الشركة نفسها تحت حماية قانون الإفلاس، في أكبر عملية غش محاسبي بتاريخ الولايات المتحدة. رغم ذلك، نجحت "وورلدكوم" في إعادة هيكلة نفسها، بعد تسديد غرامة 500 مليون دولار، لتحصل على موافقة 97% من الدائنين على خطة إعادة الهيكلة.
سجن مؤسس شركة وورلد كوم
إلا أن إدارة الشركة لم تنج، ففي عام 2005 حكم على الرئيس التنفيذي السابق برنارد أيبرز BERNARD EBBERS بالسجن 25 عاماً. لتنتهي بهذا واحدة من أهم قصص الطموح والفساد في التاريخ.
مثلت فضيحة وورلد كوم نهاية حقبة من النمو الاقتصادي السريع وغير المقيد في الولايات المتحدة، والمعروفة بـ "عصر الفقاعة" (dot-com bubble).