من هو سيبويه؟ وما هي إسهاماته في علم النحو والصرف؟
سيبويه (بالإنكليزية: Sibawayh) واسمه الكامل عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي، الذي لقّب بأبو بشر، من بلاد فارس، هو أحد أشهر علماء النحو في اللغة العربية، بدأ حياته بتعلم الفقه الديني ورواية الحديث، ثم انصرف إلى دراسة اللغة العربية وأصبح عالماً لغوياً.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أبدع سيبويه في علم اللغة العربية وأصبح أحد أشهر أعلامها، الكتب التي ألفها لم يسبق لها أي مثيل.
معنى اسم سيبويه
سيبويه هو مصطلح فارسي يتكون من جزئين، "سيب" ويعني التفاح، "ويه" تعني الرائحة، ليكون معنى سيبويه "رائحة التفاح".
يعتقد البعض أن اللقب له معنى أخر، "سي" تعني ثلاثين، "بوي" تعني رائحة، فيكون معنى الاسم "ذو الثلاثين رائحة".
سيبويه معروف بهذا اللقب والقليل جداً من الناس يعرفون اسمه الأصلي.
لا أحد يعرف من أطلق عليه هذا اللقب، ربما يكون اللقب الذي كانت تناديه به أمه، أو لأن خديه كانا كالتفاح، ويقول البعض أن ذلك اللقب بسبب رائحته الطيبة، أو بسبب لطفه.
مولده ونشأته
يعود أصل سيبويه إلى البيضاء مدينة البيضاء في بلاد فارس، تمت تسمية المدينة بهذا الأسم لأن فيها قلعة بيضاء تبدو ظاهرة من بعيد.
لكنّ سيبويه نشأ في مدينة البصرة التي هاجر أهله إليها، حيث كانت من المدن الإسلامية الكبيرة والمزدهرة التي يقصدها الجميع بغرض الاستقرار فيها والعمل.
لا أحد يعرف متى ولد سيبويه، لكن بعض المؤرخين قدروا ميلاده بشكل تقريبي، فقد ذكر ياقوت الحموي في كتابه "معجم البلدان" أنّ عيسى بن عمر الثقفي كان من الأساتذة الأوائل الذين علموا سيبويه، وبما أن سيبويه توفي عام 149 هجري، ومن غير المعقول أن يكون قد بدأ التعلم قبل بلوغ سن 14 سنة، يكون ميلاد سيبويه التقريبي 135 هجري.
شاهد أيضاً: أطول كلمة في اللغة العربية وغيرها من اللغات
سيبويه وعلم النحو
كانت مدينة البصرة واحدة من أكثر المدن تقدماً في العالم. تمكن فيها سيبويه من طلب العلم. وبدأ بدراسة الحديث أولاً. وجد الكثير من المدرسين والعلماء أن سيبويه يملك عقلاً نابغاً وقدرةً جيدةً على فهم قواعد اللغة العربية ومبادئها بشكلٍ صحيح.
هكذا أصبح سيبويه خلال عدة سنوات واحداً من أعلام اللغة العربية في منطقة البصرة. وانتشر وذاع صيته في بقية مناطق الدولة الإسلامية.
شاهد أيضاً: مراحل تطور التشكيل في اللغة العربية
كتاب سيبويه في قواعد النحو والصرف
ألف سيبويه كتابه الذي جمع فيه كل قواعد النحو والصرف في اللغة العربية. أراد نشره بين الناس ليكون مرجعاً أساسياً لهم في اللغة العربية. لكنه توفي قبل أن ينتهي من إخراج الكتاب بشكله النهائي. فقام تلميذه الأخفش سعيد بن مسعدة بالعمل على إتمام الكتاب ونشره.
يعد كتاب سيبويه في قواعد النحو والصرف واحداً من أعظم كتب نحو وصرف اللغة العربية في العالم. وقد امتدحه الكثير من علماء اللغة على مر العصور. لأنه يحتوي كل التفاصيل حول قواعد اللغة العربية مع الأمثلة المتنوعة.
يقسم الكتاب إلى قسمين رئيسيين كبيرين. القسم الأول فيه كل قواعد النحو باللغة العربية. فيما يتضمن القسم الثاني أمثلة تشرح كل هذه القواعد بشكلٍ دقيق جداً. كل من هذين القسمين مقسم إلى أبواب. يشرح كل باب القواعد بشكلٍ دقيق. وفيه الآلاف من الأمثلة التي تفيد في فهم تلك القواعد بشكلٍ جيد.
حتى يومنا هذا. كتاب سيبويه في قواعد النحو والصرف لا يمكن الاستغناء عنه، وإنجازاته العديدة في علم اللغة العربية تعد مرجعاً أساسياً لكل من يرغب في دراسة هذه اللغة.