من المسؤول عن المخاطر النفسية في العمل؟ أصحاب العمل أم أنت
مسؤولية صاحب العمل في وقاية الموظف من المخاطر النفسية
مسؤولية الموظف عن إصابته بالمخاطر النفسية للعمل
يصاب الكثيرين بالانهيار في العمل بسبب الضغوطات النفسية فمن المسؤول عن المخاطر النفسية في العمل وكيف يمكن الوقوف على الأسباب ورائها والوقاية منها؟ كل تلك الأسئلة تلاحق الكثيرين خلال رحلة البحث عن عمل أو البدء في توظيف عاملين أيضًا، لذلك يجب أن تكون لديك رؤية موسعة عن الأمر والتعرف على كافة جوانبه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مسؤولية صاحب العمل في وقاية الموظف من المخاطر النفسية
يصاب الكثير من الموظفين بالضغوطات النفسية التي تؤدي إلى انهيارهم بعد العمل، لكن هناك أيضًا بعض الخطوات التي يمكن أن تقلل من حدة تلك الضغوطات كالتعرف على المسؤول عن هذا الوضع من البداية ومحاولة تجنب المشكلة قبل وقوعها.
يمكن أن يتحمل أصحاب العمل جزء من مسؤولية وقوع المخاطر النفسي، لذلك عليهم تحمل توفير التدابير اللازمة والاحتياطات التي تقلل من تلك المخاطر وتحمي الفرد من تطوراتها.
ومن هذه التدابيرالتي يجب العمل عليها ما يلي:
تقييم المخاطر النفسية
يجب أن تعمل الإدارة على تقييم العمل بالكامل من خلال تحديد أي مخاطر يمكن أن تؤثر على نفسية الفرد مثل زيادة العمل عن قدره المفروض وطول ساعات العمل، أو تعرض الموظفين إلى التنمر أو سوء المعاملة من قبل المديرين، بالإضافة إلى عدم وجود الدعم المناسب لأي حالة تحدث في العمل.
بعد معرفة الأسباب من خلال التقييم يجب أن تعمل المؤسسة على وضع سياسة لحل المشكلة بأفضل شكل وأسرع وقت، وإذا لم تكن لديك الخبرة كصاحب عمل في تنفيذ مثل تلك الاستراتيجيات، سيكون عليك أن تتعرف على تلك المخاطر من خلال استطلاعات الرأي التي توزع على الموظفين أو إجراء الاجتماعات الدورية مع كل فرد منهم للتعرف على مشكلاته وما يمكنه التأثير على حالته النفسية.
وضع سياسة للصحة النفسية
يجب أن تكون هناك مجموعة من القوانين الملزمة للعاملين والإدارة للحفاظ على الصحة النفسية في المكان، ورفع القدرة على التعامل مع تلك المشكلات المتتالية، وذلك من خلال وضوح تلك القوانين وتعميمها على الجميع.
على الإدارة أيضًا تحديد السبل المناسبة لتنفيذ تلك القوانين بتعيين المسؤول المباشر عنها وتوفير الموارد اللازمة للتطبيق، ومع ذلك لا يجب انتظار وقوع المخاطر النفسية بل يجب تجنبها والوقاية منها منذ البداية، وذلك من خلال استخدام برامج التدخل المبكر وتوفير الدعم للموظفين.
خلق بيئة عمل داعمة
يجب الاهتمام بتحويل بيئة العمل إلى بيئة إيجابية داعمة للموظف، حتى يشعر بها بالأمان والقدرة على التواصل مع المديرين وإبداء الرأي الصحيح دون الخوف من الانتقام منه أو ترويعه والتعرض للطرد وما شابه، لأن تلك الأشياء تترك الموظف يشعر بالضغط في العمل ولا يجيد التعبير عنه.
يجب أن تضمن التساوي بين الجميع والعدل في المعاملات فهذا من الأمور المهمة التي تضمن عدم وجود ضغائن في العمل، ومن أهم إيجابيات البيئات الداعمة هو جعل الفرد قادرًا على المشاركة في اتخاذ القرارات.
التعامل مع أعباء العمل بشكل جيد
يجب أن تتعامل كصاحب عمل مع الأعباء التي تريد توزيعها على الموظفين، وذلك لأن الأعباء يجب أن تتناسب مع قدرات العاملين وطاقتهم الاستيعابية بالإضافة إلى عدم طلب المستحيل منهم.
وزع المهام بالتساوي وبشكل منصف على الجميع واهتم بحصول من يريد على الراحة والإجازات.
تعزيز مهارات التأقلم
احرص كصاحب عمل على تقديم تدريبات للموظفين حول كيفية التعامل مع الإجهاد، وممارسة تقنيات الاسترخاء، وإدارة الوقت بفعالية حتى لا يتعرض الموظف إلى ضغوط المسؤوليات.
يجب أن يوفر أي عمل خدمات العلاج النفسي والجلسات التوعوية للموظفين لديه وتعريفهم بالخطورة البتي يمكن التعرض إليها خلال هذا العمل.
مسؤولية الموظف عن إصابته بالمخاطر النفسية للعمل
يجب أن يعلم الموظف أن لديه جزء من المسؤولية تجاه نفسه وتعريضها إلى مخاطر العمل، لذلك لا يمكن تجنب مسؤوليته عن ذلك، ومن الأشياء التي عليه القيام بها كتدابير احترازية ما يلي:
الحفاظ على صحة جسدية ونفسية جيدة
إذا كنت تريد أن تتصدى للضغوطات النفسية في العمل يجب أن تعمل على اتباع أفضل نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام، لأن هذان العاملان يمكنهما تحقيق الكثير من التوازن ليومك، ومنحك الدرع الذي تواجه به الضغط اليومي للعمل.
النوم الجيد
لا تتهاون في التعامل مع النوم، فيجب أن تستيقظ باكرًا وتنم باكرًا، ولا تنم أقل من 6 إلى 8 ساعات مع الحصول على نوم هادئ مطمئن.
إذا كنت تعاني من أي نوع من الأرق المستمر يجب أن تستشير الطبيب الخاص بك، ولا تتهاون مع الأمر لأنه سيؤدي إلى شعورك بالغضب المستمر والعصبية الزائدة.
مهارات التأقلم
يجب أن تتدرب على التأقلم في مكان العمل والتعامل مع الظروف المحيطة لأن ذلك هو باب كبير للابتعاد عن التوتر والقلق، والقدرة على التعامل مع الأمور بدون تذمر أو ملل.
طلب المساعدة عند الحاجة
لا تتردد في طلب المساعدة سواء من زملاء العمل أو المديرين وتحدث عن مخاوفك والأمور التي تتسبب في ضغط نفسي لك وكيف يمكنك العمل على تجنبها، بالإضافة إلى إمكانية اللجوء إلى الاستشارات النفسيةالتي يوفرها مكان العمل.
يجب على الموظف عدم المخاطرة بحالته النفسية من اجل تحقيق تقدم في العمل لأن العمل سيخرج في النهاية بجودة أقل بكثير من المطلوب.
أسباب التعرض للانهيار النفسي في العمل
لا يمكن اعتبار الانهيار في العمل من الأمراض العصبية، ولكي تتجنب الوصول إلى الانهيار يجب أن تتعرف على أسباب الوصول إلى الضغط العصبي وما وراء المخاطر النفسية في العمل.
يمكن أن يصيب الانهيار النفسي في العمل بالقلق والتوتر المزمنين أو بعض الأمراض النفسية الأخرى، فعلى الرغم من عدم تصنيفه تحت مسمى الأمراض العصبية، إلا إنه من مسبباتها.
في بعض الأحيان قد يتسبب أيضًا في قلة النوم واضطرابه وعدم القدرة على الوصول إلى النوم العميق الذي يرجوه الجميع، وإليك السبب وراء الإصابة بهذا الانهيار.
التوتر المزمن
من الأسباب التي تقف وراء الإصابة بالمخاطر النفسية في العمل التعرض إلى التوتر الشديد لأيام متواصلة دون وجود القدرة على التخلص من هذا التوتر أو القلق، والذي سرعان ما يتحول إلى انهيار تام.
يرجع السبب وراء الانهيار النفسي والتوتر في العمل كذلك إلى الضغوطات أو وجود مشكلة كبرى لا يمكن حلها أو كبر المسؤولية على عاتق حاملها، وقد تظهر بعض العلامات السلبية على جسدك ونفسيتك نتيجة لذلك منها الأرق والصداع المزمن.
بعض الأفراد يمكنهم التحكم في توترهم وذلك بسبب الخبرة التي يمتلكونها في التعامل مع مثل هذه الأمور، أو كبر سنهم وزيادة مسؤولياتهم وتجاربهم، أما الآخرون فيهوون سريعًا دون القدرة على السيطرة ويصبح الانهيار النفسي الوجهة التي يصلون إليها.
ضغوطات العمل
لا يوجد عمل بدون ضغوطات، لكن تلك الضغوطات قد تفوق الاحتمال في بعض الأحيان مما يتسبب في الإصابة بالانهيار العصبي ويعرضك للمخاطر النفسية التي تحاول حماية نفسك منها.
يطلق على الضغوطات التي يمثلها العمل متلازمة الإرهاق لارتباطها بالقلق الشديد والكثير من الأعراض الخطيرة التي منها:
- الشعور بالتعب الشديد والإرهاق المتكرر بعد الانتهاء من العمل وذلك على المستويين الجسدي والنفسي بالإضافة إلى طول ساعات العمل وعدم القدرة على الحصول على إجازات.
- تراجع مستوى الفرد بالعمل لعدم قدرته على الالتزام بسبب حالته النفسية السيئة، مع انعكاس هذا الأداء السيء أيضًا على بقية جوانب حياتك.
- الشعور بانعدام الشخصية وهو ما يجعلك غير قادر على الإنجاز في العمل وشعورك بأن مجهوداتك ضعيفة.
- تتسبب بعض ضغوطات العمل في فقدان الحماس تجاه العمل
ومن الأمثلة على الضغوطات التي تواجه الموظفين في العمل وتؤدي إلى الانهيار النفسي والعصبي ما يلي:
- تحمل أعباء عمل أكثر من المفترض تحملها.
- تكرار العمل لساعات طويلة دون مقابل.
- عدم تقدير جهات العمل للموظف.
- وجود سوء تفاهم مستمر بين الأفراد في العمل.
- التعرض للتنمر أو التحرش.
- الخوف من فقدان الوظيفة.
- وجود صعوبات مادية في العمل.
الأمراض العقلية
هناك الكثير من الأمراض العقلية التي تتسبب في الانهيار العصبي والتي يفعلها بعض الضغوطات التي تحدث في العمل، وذلك لأنها تجعل الفرد أكثر عرضة للقلق والتوتر ولا يستطيع السيطرة على نفسه.
يصاب البعض بالأمراض النفسية والعقلية ولا يدرون بذلك لأنهم لم يلجأوا إلى الأطباء النفسيين الذين يمكنهم تأكيد الأمر من عدمه، فيما يعي البعض الآخر إصابته بالمرض لكنه يتهرب من مسؤوليته ولا يريد الخضوع للعلاج.
ومن هنا تبدأ الكارثة فبوجود المرض النفسي والتعرض لضغوطات العمل يتحول الأمر إلى قنبلة موقوتة، بداية من الانهيار العصبي والتوتر المزمن إلى فقدان السيطرة على النفس كليًا.
إليك مجموعة من الأمراض التي يمكن أن تصيب الفرد وتتسبب في فرصة أكبر للتعرض للمخاطر النفسية في العمل:
- القلق المزمن: يعتبر واحد من الاضطرابات الصعبة التي تصيب البعض وتتسبب في التوتر المستمر والعصبية والغضب الشديد، وله عد أنواع أيضًا، كما يشعر الفرد معه بالضيق، بالإضافة إلى بعض من الأعراض الجسدية وعدم القدرة على التركيز أو التوصل إلى الحلول المناسبة للمشكلات، وعندما تكون هناك ضغوطات تؤثر على تلك الحالة وتجعلها تسوء أكثر.
- الاكتئاب: يعتبر مرض الاكتئاب هو مرض العصر الحالي والقادر على التسلل بين الأفراد دون أن يشعروا، ومن أعراض هذا المرض الشعور بالحزن المستمر وعدم السيطرة على النفس مما يؤدي إلى سهولة التأثر بأي عوامل نفسية أخرى
- إذا كنت تعاني من أي مرض عقلي أو نفسي يجب أن تعود إلى الطبيب المختص للحصول على العلاج المناسب وإلا ستتسبب بضياع مستقبلك المهني.
كيفية الوقاية من المخاطر النفسية في العمل
بعد التعرف على الأسباب الكثيرة التي يمكن أن تؤدي إلى المخاطر النفسية في العمل ومنها عدم القدرة على التكيف مع الآخرين أو التأثر بحالات مرضية كالاكتئاب، يجب أن تتعلم طرق الوقاية من تلك المخاطر بطريقة ذكية ومضمونة مثل:
- عدم التعرض للمواقف التي تؤدي إلى الغضب الشديد.
- لا تضع نفسك في وضع متوتر دائم.
- وازن بين العمل وساعاته وحياتك الاجتماعية.
- يجب أن تحصل على الراحة في أيام الراحة المتوفرة لك.
- التزم بمواعيد تسليم مهامك ورتب يومك.
- لا تصطدم مع الأشخاص محبي الصدام بدون سبب.
- تواصل مع مديرك واشرح له أي شيء يؤدي إلى شعورك بالضيق من العمل.
- حاول تكوين علاقات جيدة داخل العمل مع الزملاء الآخرين.
- لا تقبل بالأعمال التي تفوق متطلبات عملك.
مضاعفات الإنهيار النّفسي في العمل
إذا لم تهتم بالوضع النفسي الذي تمر به سوف تتعرض إلى المضاعفات التي تتمثل في الإصابة بالاكتئاب الحاد وهو درجة عالية من الاكتئاب لا يمكن تجاهلها وصعبة العلاج، بالإضافة إلى القلق المزمن.
من مضاعفاته أيضًا الوقوع في مشكلات لا يمكن حلها في العمل أو الاضطرار إلى فقدان العمل ككل.
إذا سقطت في بئر الانهيار النفسي يجب أن تسارع إلى العثور على الحل المثالي وهو الخضوع للعلاج على الفور لأن الضغوطات النفسية عندما تتحكم في الفرد، فلن تتركه إلا وهو مريض نفسي لا يقوى على المقاومة، وقد يصل به الحال إلى الاكتئاب والانعزال الكلي عن العمل.
في الختام تعرفنا على المسؤول عن المخاطر النفسية في العمل وهل هو أصحاب الأعمال أم الموظفين، وكيف يمكن الوقوف على أسباب تلك الحالة والوقاية من حدوثها أو معالجتها.