ما هي تجربة الاقتراب من الموت؟ وماذا يرى العائدون من الموت؟
تعد تجربة الاقتراب من الموت من التجارب التي يمر بها الشخص سريرًا قبل أن يعود إلى الحياة مرة أخرى، وقد تحدث عنها الكثير من المرضى الذين خضعوا لإنعاش القلب أو كانوا في غيبوبة لفترة، فما هي هذه التجربة، وما الذي يشعر به الشخص خلالها، وما رأي الإسلام فيها؟ كل ذلك تجد إجابته في المقالة التالية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي تجربة الاقتراب من الموت؟
أصبحت تجربة الاقتراب من الموت ظاهرة غامضة محل بحث العديد من الجامعات والعلماء حول العالم، حيث تخصص العديد من الجامعات الأوروبية والأمريكية مواردها للبحث حول هذه الظاهرة.
تم تقديم أول مفهوم وتعريف لتجربة الاقتراب من الموت من قبل الطبيب النفسي ريموند مودي عام 1975، ويستخدم هذا المصطلح من أجل وصف تجربة الأشخاص الذين ماتوا سريرًا ثم عادوا إلى مرة أخرى.
ووفقًا للطبي ريموند مودي، عالم النفس والكاتب الأمريكي الشهير، فإن هذه الظاهرة تحدث عندما يتعرض الشخص لحدث مهدد لحياته، مثل النوبات القلبية أو الصدمة أو الاختناق أو الغيبوبة أحيانًا.
وتتضمن هذه التجارب سمات وصفات واحدة لدى معظم من جربوها، منها رؤية ضوء ساطع، أو الشعور بأن الجسم عائم في الهواء، ووفقًا لريموند مودي فهناك صفات مميزة لتجربة الاقتراب من الموت وهي كالتالي:
- الاستماع إلى صوت مطمئن.
- الشعور السلام والاسترخاء المفاجئان.
- مشاهدة الشخص نفسه أثناء محاولات الإنعاش.
- مغادرة الروح الأرض ورؤية نفق مضيء في نهايته.
- رؤية عائلته خلال الإنعاش.
- رؤية حياة الشخص بالكامل أمام عينيه مثل شريط الأفلام.
- ثم في النهاية يتم إخبار الشخص بأن هذا الوقت ليس مناسبًا لموته وتعود إلى الجسد مرة أخرى.
ووفقًا لدراسات أجريت في جامعة فيرجينيا فإنه فقد تم إجراء أبحاث على 20% من الحالات التي عانت من الإنعاش، وكشفت أن واحد من كل 10 مرضى أصيبوا بنوبة قلبية قد تعرضوا لتجربة العودة الاقتراب من الموت.
ويشعر الأشخاص الذين مروا بهذه التجربة بأنها حقيقية وواقعية جدًا وليست مجرد حلمًا، كما أنه يشعرون بسلام شديد.
أما الدكتورة ناتاشا تاسيل ماتاموا، المحاضرة في كلية علم النفس في جامعة ماسي في نيوزيلندا فتقول أن هذه الظاهرة يتعرض لها الرجال والأطفال والنساء كما أنها حدثت في ثقافات مختلفة مثل قدماء المصريين واليونانيين.
تجربة الاقتراب من الموت في الإسلام
بالنسبة للإسلام فإن هذه التجربة تعد دليلًا على وجود حياة بعد الموت، وهو ما يعد ثابتًا دينيًا، فالحياة بعد الموت في الإسلام تسمى "البرزخ" وقد ذكرت في القرآن في قوله تعالى: "ومِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ".
ورغم أن النصوص الدينية لم تتطرق لهذه القضية إلا أنه لا يوجد تعارض في دين الإسلام بحدوث هذا الأمر، وخاصة أن الكثير من الأشخاص قد رووا تجاربهم خلال العودة من الموت.
قصص تجارب الاقتراب من الموت
منذ اختراع الإنعاش القلبي الرئوي عام 1960 أبلغ الكثير من الأشخاص عن تجربة العودة من الموت خلال إنعاشهم، وأصبحت هذه التجارب أكثر فأكثر بمرور الوقت.
في دراسة للطبيب سام بارنيا الذي درس هذه الظاهرة لمدة أعوام قال إنه تستغرق عمليات الإنعاش في المتوسط بين 23 إلى 26 ولكن وجدت بعض الدراسات بأن بعض الأطباء قد استمروا في إجراء الإنعاش القلبي لمدة تصل إلى ساعة.
وخلال هذه العملي يتم إعادة 53 شخصًا فقط من أصل 567 شخصًا، وتمت مقابلة 28 شخصًا من هؤلاء وتحدث 6 فقط عن هذه الظاهرة، وإليك بعض من تجارب العائدون من الموت:
قال أحد الأشخاص الذين عادوا من الموت أنه تمكن من رؤية الممرضة وهي تزيل أطقم أسنانه وتضعها في سلة خلال عملية إنعاشه وبعد أسبوع تمكن المريض من التعرف على الممرضة ووصف لها مكان طقم أسنانه المفقود في المستشفى.
يقول أحد الأشخاص أنه شعر بنفسه كأنه يعوم في نفق وردي طويل في اتجاهات مختلفة، وكان يطير ويشعر بالسعادة وتذكر ضوء في نهاية نفق وعرف من خلاله أنها لا يزال على قيد الحياة.
تقول مريضة اسمها رود من هولندا عن هذه التجربة، حيث ذكرت أنها دخلت في غيبوبة لمدة أسبوع وحدثها طبيبها أنها كانت فاقدة للوعي تمامًا خلال هذه المدة، إلا أنها كانت قادرة على تذكر كل ما حدث لها دون وعي في وحدة العناية المركزة ورأت عائلتها وهي تزورها في المستشفى.
تفسير العلم لنظرية الاقتراب من الموت
تم تفسير تجربة الاقتراب من الموت نفسيًا وروحيًا وعلميًا، ووفقًا للتفسيرات الروحية فإن وظائف العقل والدماغ تكون مفصولة تمامًا وينتقل الوعي حينها إلى عالم غير مادي حينما يقترب الشخص من الموت فيمكنه رؤية ما يحدث حوله أثناء ذلك.
أما التفسيرات النفسية فيقول الأطباء بأن العقل خلال الإنعاش القلبي يخلق آلية دفاع خلال مواجهة الخطر والخوف من الموت. ويذكر العلماء أيضًا أنه عندما لا يكون هناك ما يكفي من الأكسجين في شبكية العين يمكن أن يخلق تصورًا خفيفًا لشكل نفق في نهايته ضوء، حيث تقل الرؤية المحيطية للعين.
وقد صرح طبيب الأعصاب في جامعة كوبنهاجن دانيل كوندزيلا أن تجربة الاقتراب من الموت قد تكون شبيهة بشلل النوم، ولكنه يرى أنها تجربة فريدة لا يمكن دراستها واختبارها معمليًا ولا يمكن التأكد ما إذا كانت تجارب حقيقية أم مجرد هلوسة.
أجرى الباحثون أيضًا مقارنة بين ما يراه العائدون من الموت وبين متعاطي المخدرات ولكن كانت أوجه التشابه بين الاثنين قليلة جدًا، ووفقًا للباحثين فإن قصص تناول المخدرات تشبه قليلًا تجرب الموت.
وفي الختام تعد تجربة الاقتراب من الموت تجربة روحية لا يمكن للعلماء تقديم ما يثبتها أو ينفيها نظرًا لصعوبة دراستها واختبارها معمليًا، وقد اعترف العديد من العلماء بوجودها بسبب تكرار القصص التي حكاها أشخاص عادوا من الموت وتشابه الظواهر التي يرونها خلال هذه التجربة.