ما هي الأونروا.. وما هي مهامها وأهدافها؟
هدفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى إلى مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في البلدان التي لجؤوا إليها نتيجة حرب فلسطين المعروفة بـ(نكبة فلسطين) في عام 1948، والتي تسببت بنزوح سبعمئة وخمسين ألف فلسطيني إلى دول الجوار (سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين- في الضفة الغربية وقطاع غزة) حيث لم تحتل إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية في عام 1948.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تأسست بقرار الأمم المتحدة 302 عام 1948 لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد
الأونروا، وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة تقدم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في الأردن، لبنان، سوريا، الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى تخفف من معاناتهم، حيث تشتمل خدمات الوكالة على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة بما في ذلك في أوقات النزاع المسلح.
مصادر تمويل الأونروا
يتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريباً من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، حيث بلغ عدد المستفيدين من خدمات الأونروا والمسجلين لديها سبعمئة وخمسين ألف لاجئاً، وذلك عندما بدأت عملها في عام 1950، في حين بلغ عدد المستفيدين خمسة ملايين لاجئ عام 2016 نتيجة تكرار الحروب مع إسرائيل (نكسة حزيران في عام 1967، حروب غزة في عام 2008- 2012)، يمكنك التبرع للأونروا من خلال هذا الرابط.
من هم اللاجئون الفلسطينيون؟
عرّفت الأونروا اللاجئين الفلسطينيين بأنهم: (الأشخاص الذين كانت فلسطين هي مكان إقامتهم الطبيعي خلال الفترة الواقعة بين حزيران/يونيو من عام 1946 وأيار/مايو من عام 1948، وفقدوا منازلهم ومورد رزقهم نتيجة الصراع العربي الإسرائيلي في عام 1948).
قدمت الإغاثة المباشرة للاجئين الفلسطينيين منذ الأول من أيار/ مايو 1950
تأسست الأونروا بموجب القرار 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثامن من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1948، إثر النزاع العربي الإسرائيلي في العام ذاته، لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد، بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئي فلسطين، حيث بدأت الوكالة عملياتها في الأول من شهر أيار/مايو عام 1950.
بعد حرب الخامس من حزيران/يونيو عام 1967 وقعت (نكسة حزيران) فازداد عدد اللاجئين الفلسطينيين إلى دول الجوار، لاسيما بعد احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، فعملت الأونروا على توسيع صلاحياتها لتشمل اللاجئين الجدد.
ونتيجة غياب حلٍ فعلي لمسألة اللاجئين الفلسطينيين نتيجة رفض إسرائيل تطبيق القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، المتضمن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي نزحوا عنها أثناء نكبة فلسطين عام 1948، عملت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تجديد ولاية الأونروا، علماً أن آخر تمديد للأونروا الآن ينتهي في الثلاثين من شهر حزيران/يونيو عام 2017.
اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات
يعيش معظم اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا في ثمانية وخمسين مخيماً معترف بها في كل من سوريا، لبنان، الأردن، الضفة الغربية والقدس الشرقية، قطاع غزة، والمخيم وفق الأونروا هو "قطعة أرض استأجرتها الحكومة المضيفة من أصحابها الأصليين ووضعتها بتصرف الأونروا لإسكان اللاجئين الفلسطينيين فيها وإنشاء البنى التحتية التي يحتاجونها كالمدارس والعيادات الصحية"؛ أي أن اللاجئين لا يمتلكون أرض المخيم التي يقيمون فيها بل يتمتعون بحق الانتفاع بها فقط.
تتصف الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المخيمات عموماً بالفقر، الكثافة السكانية، بنية تحتية غير ملائمة كالشوارع والصرف الصحي، كما أن هناك لاجئون يعيشون خارج المخيمات تقدم لهم الأونروا أيضاً خدمات صحية وتعليمية.
أهداف الأونروا في التنمية البشرية
التنمية البشرية هي عملية تتضمن توسيع خيارات الناس، من خلال تطوير القدرات البشرية على كافة مستويات التنمية كي يحيا الناس حياة صحية مديدة، يحظون خلالها بالمعرفة، ويتمتعون بمستوىً لائق من المعيشة. لتعزيز التنمية البشرية بالتالي حددت الأونروا أربعة أهداف لعملها هي:
تطوير المعرفة والمهارات المكتسبة:
تمتلك الأونروا ستمئة وسبعة وسبعين مدرسة، يتعلم فيها نصف مليون طفل فلسطيني، كما تقدم تدريباً مهنياً للشباب الفلسطينيين لمساعدتهم في اكتساب مهارات العمل.
ضمان الحصول على حياة صحية مديدة:
تقدم الأونروا خدمات صحية أساسية من خلال شبكة مرافق للرعاية الصحية الأولية والعيادات المتنقلة، كما تقدم خدمات وقائية وطبية أساسية ورعاية اختصاصية لكل مرحلة من المراحل العمرية، بهدف تحقيق بيئة معيشة صحيّة للاجئي فلسطين.
تحقيق مستوى لائق من المعيشة:
تقدم الأونروا خدمات الحماية الاجتماعية للاجئين، من خلال:
- تزويدهم بالإمدادات الغذائية الأساسية.
- تأمين المساكن الملائمة للاجئين الأشد عرضة للمخاطر.
- تقديم القروض لمساعدتهم في إقامة المشاريع الصغيرة.
ضمان التمتع بحقوق الإنسان إلى الحد الأقصى أو الممكن:
من خلال ضمان وصول خدمات نوعية للمجتمعات والأفراد المعرضين للمخاطر، من خلال معالجة الأسباب الكامنة وراء الإساءة لحقوق المستفيدين أو إهمالها، وتسليط الضوء على الحاجة الملحة للوصول إلى حل عادل ودائم لمحنة لاجئي فلسطين، كما تعمل الأونروا على مراقبة وتوثيق الحوادث التي يتم من خلالها انتهاك حقوق الإنسان والتدخل لدى السلطات وأصحاب المصلحة الآخرين بشأنها في غزة والضفة الغربية.
اللجنة الاستشارية للمساعدة في تنفيذ مهام الوكالة
أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 302 الصادر في الثامن من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1949، بهدف تقديم النصح ومساعدة المفوض العام للأونروا في تنفيذ مهام ولاية الوكالة، تعقد اللجنة اجتماعاتها مرتين في العام لتحقيق هذا الهدف تشكلت اللجنة الاستشارية في عام 1950 من خمسة أعضاء، بينما تضم اليوم 25 عضواً وثلاثة أعضاء مراقبين.
مفوضو الأونروا
تعاقب على منصب مفوض الأونروا الشخصيات التالية:
- المحامي الكندي هوارد كينيدي (Howard Kennedy)، بين الأول من شهر أيار/مايو عام 1950 والثلاثين من شهر حزيران/يونيو عام 1951.
- المستشار الرئاسي الأمريكي الأسبق جون بلاندفورد (John Blandford)، بين الأول من شهر تموز/يوليو عام 1951 والسابع من شهر آذار/مارس عام 1953.
- المحامي والدبلوماسي الأمريكي هنري لابويس (Henry La Boyce)، بين الخامس عشر من شهر كانون الثاني/يناير عام 1954 والخامس عشر من شهر حزيران/يونيو عام 1958.
- العضو الأسبق في مجلس الشيوخ الأمريكي جون ديفيس (John Davis)، بين الخامس عشر من شهر شباط/فبراير عام 1959 والحادي والثلاثين من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1963.
- مخرج الأفلام الوثائقية الأمريكي لورنس مايكل مور (Lawrence Michael Moore)، بين الأول من شهر كانون الثاني/يناير عام 1964 والرابع عشر من شهر أيار/مايو عام 1971.
- طبيب الأطفال البريطاني جون رينيه (John Rene)، بين الخامس عشر من شهر آذار/مارس عام 1971 والحادي والثلاثين من شهر آذار/مارس عام 1977.
- السياسي الأمريكي توماس ماكلهيني (Thomas Mclhana)، بين الأول من شهر نيسان/أبريل عام 1977 والخامس عشر من شهر نيسان/أبريل عام 1979.
- السياسي السويدي أولوف ريدبيك (Olof Radbek)، بين التاسع من شهر تموز/يوليو عام 1979 والحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1985.
- الدبلوماسي الإيطالي جيورجيو جياكوميللي (Giorgio Giacomelli)، بين الأول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1985 والثامن والعشرين من شهر شباط/فبراير عام 1991.
- وزير الخارجية التركي الأسبق إيلتر توركمان (Walter Turkmen)، بين الأول من شهر آذار/مارس عام 1991 والتاسع والعشرين من شهر شباط/فبراير عام 1996.
- عالم الفلك الدنماركي بيتر هانسن (Peter Hansen)، بين الأول من شهر أيار/مايو عام 1996 والحادي والثلاثين من شهر آذار/مارس عام 2005.
- الدبلوماسية الأمريكية كارين كونينغ أبو زيد (Karen Koning AbuZayd)، بين الثامن والعشرين من شهر حزيران/يونيو عام 2005 والتاسع عشر من شهر كانون الثاني/يناير عام 2010.
- الدبلوماسي الإيطالي فيليبو جراندي (Filippo Grandi)، بين التاسع عشر من شهر كانون الثاني/يناير عام 2010 والتاسع والعشرين من شهر آذار/مارس عام 2014.
- الخبير في شؤون حقوق الإنسان السويسري بيير كراهينبول (Pierre Krähenbühl)، من الثلاثين من شهر آذار/مارس عام 2014 حتى الآن.
خدمات الأونروا الصحية والإغاثية والتعليمية
تقدم الأونروا خدمات لللاجئين في مختلف المجالات، علما بأن مهامها لم تعد مقتصرة على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين فقط، بل امتدت لمساعدة اللاجئين في مناطق مختلفة من العالم:
مجال الإغاثة والخدمات الاجتماعية
حيث توفر للاجئين ما يلي:
- مكاناً آمناً ليعيش فيه اللاجئ الفلسطيني ومياهاً نظيفة للشرب وطعاماً كافياً وفرصة للهرب من شبح الفقر.
- حماية الحق بالحصول على مستوى لائق من المعيشة، من خلال مجموعة من خدمات الحماية الاجتماعية المباشرة وغير المباشرة، مع تركيز الجهود على اللاجئين الأشد فقراً.
- تعزيز التنمية والاعتماد على الذات للأفراد الأقل حظاً في مجتمع اللاجئين، خصوصاً النساء والأطفال والشباب والأشخاص ذوي الإعاقات وكبار السن، من خلال عمل مجتمعي يهدف لإدماج تلك الفئات المهمشة، عن طريق تمكين اللاجئين المعرضين للأخطار وتوفير سبل الوصول للخدمات المتخصصة.
في المجال الصحي
تقدم الأونروا الخدمات الطبية التالية:
- الرعاية الكلية للأسرة بأكملها، مع التركيز على العلاقات الطويلة المدى بين مقدمي الخدمة والمراجعين.
- التصدي إلى القضايا الشاملة التي تؤثر في الصحة، مثل النظام الغذائي، النشاط البدني، التعليم، العنف القائم على النوع الاجتماعي، حماية الطفل، الفقر، التنمية المجتمعية.
- ضبط جودة مياه الشرب.
- تقديم خدمات الصرف الصحي.
- السيطرة على نواقل الأمراض والقوارض في مخيمات اللاجئين، مما يساهم في خفض مخاطر الأوبئة.
في المجال التعليمي
تقدم الأونروا الخدمات التعليمية التالية:
- توفير معلمين مدربين تدريباً جيداً، ويتمتعون بالحوافز في مدارس متمكنة.
- وصول متساوي لكافة الأطفال بغض النظر عن نوعهم الاجتماعي وقدرتهم وظروفهم الصحية ووضعهم الاجتماعي الاقتصادي.
- تقديم منهاج وثيق الصلة يمكن الوصول إليه.
- تأمين بيئة مدرسية وصفية ملائمة.
- توفير مصادر تعليمية محسّنة بشكل جيد، بما في ذلك استخدام التكنولوجيات الحديثة.
تقديم القروض الصغيرة
تقدم الأونروا القروض للفئات التالية من اللاجئين الفلسطيين:
- أصحاب الأعمال الريادية والأعمال الصغيرة (ورشات الخياطة على سبيل المثال)، التي بدورها تؤمن وظائف للاجئين وتعمل على تمكين الأشخاص المستهدفين خاصة المرأة، إضافة إلى تقليلها من انتشار حالات الفقر بين اللاجئين.
- صيادو الأسماك، أصحاب الكراجات، عاملات الخياطة في المنازل، بائعي بسطات الخضار، بهدف خلق مراكز نشاط تجاري وصناعي.
- للشباب بين سني الثامنة عشر والثلاثين عاماً، بهدف إيجاد فرص تشغيل لهم للبدء بأعمالهم التجارية الخاصة.
- النساء والمهمشين الآخرين، بهدف تقديم خدمات مالية شاملة وسبل أكثر للوصول إلى مرافق التسليف والادخار التي يمكنها أن تقدم لهم فرص عملٍ جديدة.
في الختام.. نجحت الأونروا في تذليل العقبات أمام اللاجئين الفلسطينيين الذين عانوا من فقدان أرضهم ومنازلهم، لكن مهام هذه الوكالة بقيت وتبقى مرتبطة بعجز المجتمع الدولي مجسداً بهيئة الأمم المتحدة في إيجاد حلٍ فعّال ونهائي لللاجئين الفلسطينيين، فبمجرد عودة اللاجئين إلى ديارهم تنتهي صلاحية هذه الوكالة بانتهاء الهدف الذي أنشأت من أجله.