ما هو سلوك التباهي بالإنجازات الشخصية وكيف تتخلص منه؟
هل سمعت من قبل عن سلوك التباهي بالإنجازات الشخصية؟ إنه من السلوكيات الشائعة التي يقوم بها الفرد دون وعي منه، أو تعرضه للكثير من الصدمات والتغيرات في حياته، فما هي الأسباب التي تقف خلف هذا السلوك، وهل دائمًا ما تكون نوايا صاحبه خبيثة؟ وإذا كنت تعاني منه ماذا يجب أن تفعل للقضاء عليه؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
سلوك التباهي بالإنجازات الشخصية
بعد التعمق في العمل والقدرة على الإنجاز والتطور، يبدأ الفرد في الشعور بالحاجة إلى التباهي والتفاخر بالإنجاز، فما هو سلوك التباهي الذي يلجأ إليه الكثيرين في بعض الأوقات، ولماذا يكون ملحًا عليهم.
يأتي التباهي كمرحلة للتطور الشخصي، ولكن في بعض الأحيان يتحول إلى أنانية مفرطة ودليل على عدم الرضا عن النفس، وعلى الأرجح يرتبط التباهي بالإنجازات، فكلما ازدادت أردت استعراضها أمام الآخرين، فمع رؤية نظرة الإعجاب في أعينهم يحصل الفرد على الرضا والاطمئنان لما وصل إليه.
أعراض سلوك التباهي بالإنجازات
هناك الكثير من الأعراض المتعلقة بالتباهي بالإنجازات، فكيف يمكنك أن تعرف أنك مصاب بهذا السلوك؟ إليك بعض من هذه الأعراض:
- مشاركة كافة الإنجازات مع الآخرين مع المبالغة في ذلك.
- التفاخر بالإنجازات الشخصية ورؤيتها من منظور أكبر مما هي عليه.
- مشاركة التفاصيل البسيطة، وكل ما يتعلق بما قمت به، حتى وإن لم يكن هناك داع لذكره.
- إذا حاول الشخص الذي تتحدث معه تغيير الموضوع، ترى نفسك مصرًا على التحدث في الأمر.
- الشعور بعدم الثقة بالنفس، وبالتالي الاندفاع للتحدث عن الإنجازات للحصول على بعض الرضا.
أسباب سلوك التباهي بالإنجازات
لماذا يشعر الفرد بسلوك التباهي، ويريد المواصلة في ممارسته مهما كانت الظروف؟ هناك الكثير من الأسباب التي تتعلق بالتباهي المستمر والتفاخر، ومنها ما يلي:
- التعرض للرفض من قبل يجعل الفرد أكثر حرصًا على النجاح، وإبرازه أمام الآخرين لإثبات أنه قادر على القيام بأشياء يقبلها الآخرون ويتقبلونها.
- الوصم المجتمعي كذلك يجعل الفرد غير قادر على العيش بدون التعلق بالإنجازات المستمرة، للتخلص من الألقاب التي التصقت به.
- يعتبر القلق والتوتر من العوامل النفسية التي تؤثر على الفرد، فدائمًا ما يتشككون في الأشياء التي يقومون بها ومدى جودتها، ومن ثم يريدون الحصول على التأكيد المجتمعي على أفعالهم.
- يرغب البعض في الحصول على انتباه الآخرين، لأنهم لم يكونوا في مصدر الأضواء من قبل.
- عدم الشعور بالرضا عن النفس، بسبب التعرض للانتقادات الكثيرة والمستمرة.
- الرغبة في الاندماج مع المجتمعات الجديدة، أو الحصول على أصدقاء من خلال إبهارهم بما تقوم به.
- عدم الشعور بالتقدير من الآخرين، بالرغم من التقدم الذي تبذله.
- تفريغ المخ من المعلومات المتراكمة به، أو التخلص من الصدمات المتتالية.
طرق التخلص من سلوك التباهي بالإنجازات
تتعدد الطرق التي يستخدمها الفرد للتغلب على سلوكيات التباهي التي لا يريدها في حياته، والتي تدل على حصوله على الاهتمام من الآخرين لكسب الرضا والثقة بالنفس.
لا يمكنك التخلص من التباهي في وقت قليل، بل عليك العمل على نفسك والتركيز على ما تقوم به من أعمال للتغلب على رغبتك في جذب الانتباه أو الوصول إلى المستوى الذي تريده من الرضا عن النفس، لذلك إليك بعض الحلول التي تساعدك على المقاومة.
دون مذكراتك
يجب أن يلجأ الفرد إلى تدوين يومياته بشكل دوري، وذلك لأنها من الخطوات التي ستساعده على تفريغ مشاعره أولًا بأول والتواصل مع ذاته بالشكل المطلوب، كما يمكن أن يمثل التدوين العدسة المكبرة التي تقف على إنجازات الفرد وتجعله يراها، ويحتفل بها، مما يزيد من ثقته بنفسه وقدرته على الاستمرار في اكتساب المزيد من النجاحات، كي ينال رضى ذاته لا أن يرى سعادته من أعين الآخرين.
احتفظ بالذكريات المادية
يمكنك أن تأخذ شيء يعبر عن إنجازك كلما قمت بعمل جيد، وإضافة هذا الشيء إلى صندوق الإنجازات التي تُشعرك بالفخر من ذاتك، حتى وإن كان هذا الشيء مجرد قطعة من الحجر أو المعدن، فتلك الرمزية ستجعلك تدرك كم الإنجازات التي قمت بها في الآونة الأخيرة وأهميتها في رفع وعيك بذاتك، والتخلص من الحاجة للتباهي المستمر.
التطوع ومساعدة الآخرين
بدلًا من انتظار ردود أفعال الآخرين على إنجازاتك التي لا تخصهم، سارع إلى تقديمك المساعدات لمن يحتاجها بالفعل، فتلك الخطوة من الخطوات الفعالة التي ستخلصك من التباهي بالإنجازات، وستجعلك أكثر توافقًا مع ذاتك.
هناك الكثير من الأعمال التطوعية التي لا تحتاج إلى وقت كبير، ويمكنك العمل بها إلى جانب أعمالك اليومية، كما إنها من أفضل الطرق للحصول على الامتنان والتقدير الذي تستحقه.
واجه أفكارك السلبية
هناك الكثير من الأفكار والمعتقدات السلبية التي تتربع داخل رأسك، وتنمو معك منذ الطفولة، وهي ذاتها التي عليك التخلص منها على الفور، لأنها تجبرك على التباهي للحصول على ما يرضيها، ومن هذه الأفكار ما يدور عن نقاط ضعفك وعدم قدرتك على القيام بفعل ما بالإضافة إلى التقليل من إنجازاتك.
تنمية شبكة الدعم الاجتماعي
يجب أن تكون لديك دائرة كبيرة من المعارف والأصدقاء الذين يمكنك معاملتهم كدائرة دعم مميزة لك، حيث لا يمكن لهؤلاء الكذب ليك، وفي الوقت نفسه يمكنك استعراض إنجازاتك ونجاحاتك أمامهم برضا وحب.
سيعمل هؤلاء على منحك التقدير اللازم والدعم الذي تحتاجه، بالإضافة إلى تأمين العلاج من الأعراض النفسية السيئةالتي تهاجمك عند الشعور بالدونية.
يمكنك اللجوء بالطبع إلى المالج النفسي عند ازدياد الحالة سوء، ولكن مع التأكد من قدرته على مساعدتك لا تفاقم الأمر؟، وأن تعترف بوجود مشكلة حقيقية.
في الختام تعرفنا على سلوك التباهي بالإنجازات الشخصية وأسبابه وكيفية التخلص منه، وهل يمكن أن يكون السبب وراء هذا التفاخر مرضياَ ولا علاقة له بالتكبر على الآخرين ومحاولات الظهور، أم أن هذا التباهي مجرد طبع يمكننا اكتسابه أو التوقف عن ممارسته إذا تصدينا له بالشكل المطلوب؟