ما هو التصلب اللويحي وما هي أعراضه وكيف يتم تشخيصه
علاج التصلب اللويحي
يُشير مرض التصلب اللويحي المتعدد الذي يُرمز له باختصار (MS) إلى حالة يمكن أن تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي، مما قد يتسبب في مجموعة واسعة من الأعراض المحتملة. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على التصلب اللويحي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو التصلب اللويحي؟
يُشير مرض التصلب اللويحي المتعدد الذي يُرمز له باختصار (MS) إلى حالة يمكن أن تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي، مما قد يتسبب في مجموعة واسعة من الأعراض المحتملة، بما في ذلك مشاكل في الرؤية أو حركة الذراع أو الساق أو الإحساس أو التوازن.
قد تستمر حالة الإصابة بالتصلب اللويحي مدى الحياة ويمكن أن تسبب أحيانًا إعاقة خطيرة، قد تكون هذه الإعاقة خفيفة في بعض الأحيان. أيضاً ينخفض متوسط العمر المتوقع بشكل طفيف للأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد.
يتم تشخيص التصلب اللويحي بشكل شائع عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين العشرينات والأربعينيات من العمر، لكنه من ناحية أخرى، يمكن أن يتطور في أي عمر، وهو أكثر شيوعًا بين النساء بمقدار 2 إلى 3 مرات أكثر من الرجال.
لا يُعاني شخصان مُصابان بالتصلب اللويحي من نفس الأعراض بالضبط. قد يكون لدى أحدهما عرض واحد، ثم تمر شهور أو سنوات دون أي أعراض أخرى. يمكن أن تحدث المشكلة مرة واحدة فقط، وتختفي ولا تعود أبدًا. بالنسبة لبعض الأشخاص، تزداد الأعراض سوءًا في غضون أسابيع أو شهور.
أعراض التصلب اللويحي
بالنسبة للعديد من الأشخاص، تكون العلامة المُبكرة لمرض التصلب العصبي المتعدد هو ما يسميه الأطباء المتلازمة المعزولة إكلينيكيًا (CIS). تستمر هذه النوبة من الأعراض العصبية عادة لمدة 24 ساعة. يحدث ذلك عندما يخبر جهازك المناعي عن طريق الخطأ جسمك بمهاجمة المايلين، وهو الغلاف الواقي فوق الخلايا العصبية في دماغك وعمودك الفقري. وهو ما يُسبب ندبات أو آفات تجعل من الصعب على الإشارات العصبية أن تنتقل بين دماغك وجسمك.
تحدث أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد الأولية بسبب التلف المستمر للميالين، من الأعراض الأكثر شيوعًا:
- مشاكل المثانة والأمعاء: قد يضطر المريض إلى التبول كثيرًا، أو يحتاج إلى الذهاب ليلًا إلى الحمام كثيرًا، أو يواجه مشكلة في إفراغ مثانتك بالكامل. مشاكل الأمعاء مثل الإمساك شائعة أيضًا.
- صعوبات في الحركة: يمكن أن يجعل MS من الصعب على المريض الالتفاف. قد يُواجه صعوبة في المشي، صعوبة في الحفاظ على توازنه أو يُعاني من تغييرات في مشيته بشكل عام.
- الدوخة: قد يشعر المريض بالدوار، فيشعر بأن الغرفة حوله تدور.
- التغيرات العاطفية والاكتئاب: من الصعب تكيف المريض مع فكرة أن لديه مرضًا مزمنًا، ناهيك عن مرض يصعب التنبؤ به وسيؤدي إلى خسائر جسدية. الخوف من المجهول قد يجعل المريض قلقًا. بالإضافة إلى أن المرض يضر بالألياف العصبية في دماغ المُصاب، ويمكن أن يؤثر ذلك على عواطفه.
- مشاكل العين: من الأعراض الأكثر شيوعًا أيضاً التهاب العصب البصري، تتلف هذه الحالة العصب الذي يربط عينك بالدماغ. عادة ما يصيب عين واحدة فقط، ولكن في حالات نادرة، فإنه يشمل كليهما. قد يُلاحظ الشخص المُصاب بهذا العرض أن رؤيته ضبابية أو أن الألوان تبدو باهتة أو يُعاني من ألم في عينيه خاصة عند تحريكها.
- هناك عرض آخر هو التنميل والوخز، وهو عادة ما يصيب ساق المريض، فيشعر بشعور يُشبه الصدمة الكهربائية عندما يُحرك رأسه أو رقبته. قد ينتقل هذا الشعور إلى أسفل العمود الفقري أو إلى ذراعي المريض أو ساقيه.
- الشعور بالتعب: قد يشعر المُصاب بالتعب الشديد. غالبًا ما يحدث في فترة ما بعد الظهر ويسبب ضعف العضلات أو تباطؤ التفكير أو النعاس. لا يتعلق الأمر عادة بحجم العمل الذي يقوم به المريض. يقول بعض الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد أنهم يمكن أن يشعروا بالتعب حتى بعد ليلة نوم جيدة.
- المشاكل الجنسية: وتشمل جفاف المهبل عند النساء ومشاكل الانتصاب عند الرجال. قد يكون كل من الرجال والنساء أقل استجابة للمس، أو لديهم دافع جنسي أقل، أو يواجهون صعوبة في الوصول إلى النشوة الجنسية.
- مشاكل الكلام: قد يتسبب مرض التصلب العصبي المتعدد في فترات توقف طويلة بين الكلمات والتداخلات أو الكلام الأنفي. قد يُصبح لدى المريض مشاكل في البلع مع تقدم المرض.
تشخيص التصلب اللويحي
يمكن أن تسبب العديد من الحالات والأمراض الأخرى أعراضًا عصبية مماثلة لمرض التصلب اللويحي. لذا، قد يكون من الصعب أحيانًا الحصول على تشخيص دقيق. يمكن أن يساعد التعرف على مرض التصلب العصبي المتعدد وعلاجه في أسرع وقت ممكن في إبطاء تقدم المرض.
إذا اشتبه الطبيب في احتمال إصابة المريض بمرض التصلب العصبي المتعدد، فيجب أن ينصحه بزيارة طبيب أعصاب. طبيب الأعصاب هو طبيب متخصص في علاج الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي، والذي يشمل الدماغ والحبل الشوكي.
أما فيما يتعلق بكيفية تشخيص التصلب المتعدد، فلا يمكن أن يوفر اختبار واحد تشخيصًا نهائيًا لمرض التصلب العصبي المتعدد. لفهم سبب الأعراض، سيُجري مقدم الرعاية الصحية فحصًا بدنيًا. قد تخضع أيضًا لاختبارات الدم والتصوير، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي. يبحث التصوير بالرنين المغناطيسي عن دليل على وجود آفات أو مناطق تلف في الدماغ أو النخاع الشوكي تشير إلى التصلب المتعدد.
إذا لم تقدم هذه الفحوصات إجابة واضحة، فقد يوصي طبيب الأعصاب الخاص بك باختبار الجهود المستحثة. يتحقق هذا الاختبار من وظيفة الأعصاب عن طريق قياس النشاط الكهربائي في الدماغ والحبل الشوكي.
علاج التصلب اللويحي
لا يوجد حاليًا علاج لمرض التصلب العصبي المتعدد. يركز العلاج على إدارة الأعراض وتقليل الانتكاسات، والتي يُقصد بها فترات تفاقم الأعراض، والعمل على إبطاء تقدم المرض. قد تتضمن خطة العلاج العديد من الأدوية الحاصلة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج مرض التصلب العصبي المتعدد على المدى الطويل. تساعد هذه الأدوية في تقليل الانتكاسات وتبطئ من تطور المرض. ويمكنهم منع ظهور آفات جديدة على الدماغ والحبل الشوكي.
من جوانب العلاج أيضًا، إعادة التأهيل البدني، فيمكن أن يؤثر التصلب المتعدد على وظائف المريض الجسدية. لذا، سيساعده الحفاظ على لياقته البدنية وقوته على الحفاظ على قدرته على الحركة.
هناك جانب ثالث من العلاج هو الحصول على استشارات الصحة العقلية، فكما سبق الذكر، يمكن أن يؤثر مرض التصلب العصبي المتعدد أحيانًا على مزاج المريض وذاكرته. لذا، يُعدّ العمل مع أخصائي علم النفس العصبي أو الحصول على دعم عاطفي آخر جزءًا أساسيًا من إدارة المرض.