ما هو الاحتباس الحراري وأبرز مخاطره
تعرّف على مدى خطورة الاحتباس الحراري
الاحتباس الحراري هو أحد جوانب تغير المناخ، وهو يُشير إلى الارتفاع طويل الأمد لدرجات حرارة الكوكب. ينتج هذا الأمر عن زيادة تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، خاصة الناتجة عن الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري والزراعة. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على الاحتباس الحراري.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو الاحتباس الحراري؟
منذ الثورة الصناعية، ارتفعت درجة الحرارة السنوية العالمية إجمالاً بما يزيد قليلاً عن درجة واحدة مئوية، أو حوالي درجتين فهرنهايت. بين عام 1880، وهو العام الذي بدأ فيه التسجيل الدقيق و 1980، ارتفعت درجة الحرارة في المتوسط بمقدار 0.07 درجة مئوية كل 10 سنوات. تضاعف معدل هذه الزيادة منذ عام 1981، فعلى مدار الأربعين عامًا الماضية، شهدنا ارتفاعًا سنويًا في درجة الحرارة العالمية بمقدار 0.18 درجة مئوية، أو 0.32 درجة فهرنهايت، كل عقد.
النتائج كانت عبارة عن كوكب أكثر سخونة، وقعت تسع من السنوات العشر الأكثر دفئًا منذ عام 1880 منذ عام 2005، وحدثت جميع السنوات الخمس الأكثر دفئًا منذ عام 2015.
توصل علماء المناخ الآن إلى أنه يجب علينا الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2040 إذا أردنا تجنب مستقبلًا سيئًا، وتجنب الجفاف الشديد وحرائق الغابات والفيضانات والعواصف والكوارث الأخرى التي نشير إليها مجتمعة باسم تغير المناخ. يشعر جميع الناس بهذه الآثار بطريقة أو بأخرى، لكن من يعاني منها بشدة هم المحرومون والمهمشون اقتصاديًا، الذين غالبًا ما يكون تغير المناخ بالنسبة لهم دافعًا رئيسيًا للفقر والنزوح والجوع والاضطرابات الاجتماعية.
أسباب حدوث الاحتباس الحراري
الاحترار العالمي هو أحد جوانب تغير المناخ، وهو كما سبق الذكر، يُشير إلى الارتفاع طويل الأمد لدرجات حرارة الكوكب. ينتج هذا الأمر عن زيادة تركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، خاصة الناتجة عن الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري والزراعة.
عندما نحرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والغاز لتوليد الكهرباء أو تشغيل السيارات، فإننا نطلق تلوث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. يُعتبر الأستراليون هم من كبار المنتجين لتلوث ثاني أكسيد الكربون مقارنة ببقية العالم، مستوى تلوث ثاني أكسيد الكربون لكل شخص في أستراليا يُقارب ضعف متوسط الدول المتقدمة الأخرى وأكثر من أربعة أضعاف المتوسط العالمي. كذلك، يُعتبر توليد الكهرباء السبب الرئيسي لتلوث الكربون.
من ناحية أخرى، فإن إزالة الغابات وقطع الأشجار سببًا في حدوث الاحتباس الحراري. تلعب النباتات والأشجار دورًا مهمًا في تنظيم المناخ لأنها تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتطلق الأكسجين مرة أخرى إليه. تعمل الغابات والأدغال كأحواض للكربون وهي وسيلة قيمة للحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية. لكن البشر يزيلون مساحات شاسعة من الغطاء النباتي حول العالم للزراعة وتطوير المناطق الحضرية والبنية التحتية أو لبيع منتجات الأشجار مثل الأخشاب وزيت النخيل. عند إزالة الغطاء النباتي أو حرقه، يتم إطلاق الكربون المخزن مرة أخرى في الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون، مما يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري. يأتي ما يصل إلى خُمس التلوث العالمي بغازات الاحتباس الحراري من إزالة الغابات وتدهورها.
العامل الثالث في حدوث الاحتباس الحراري هو الزراعة، تنتج الحيوانات والماشية مثل الأغنام غاز الميثان، وهو أحد غازات الدفيئة. عندما يتم رعي الماشية على نطاق واسع، فإن كمية الميثان المنتجة تزداد وهو ما يُزيد بدوره من ظاهرة الاحتباس الحراري.
خطورة الاحتباس الحراري
تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تفاقم العديد من أنواع الكوارث، بما في ذلك العواصف وموجات الحرارة والفيضانات والجفاف.
وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ففي عام 2021، كان هناك 20 حدثًا من كوارث الطقس والمناخ في الولايات المتحدة، بما في ذلك العواصف الشديدة والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات، وهو حوادث تسببت بشكل فردي في خسائر لا تقل عن مليار دولار.
أفادت منظمة الصحة العالمية (WHO) إن تغير المناخ مسؤول عن 150,000 حالة وفاة على الأقل سنويًا، وهو رقم يُتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2030. وستؤدي آثار الاحتباس الحراري إلى عواقب صحية وخيمة، والتي منها ما يلي:
- انتشار الأمراض المعدية: تتوقع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) أن يؤدي الاحترار العالمي إلى تفاقم الظروف الصحية البشرية، لا سيما في المناطق الاستوائية. في أماكن مثل أفريقيا، تشير الزيادة في درجة الحرارة إلى زيادة أعداد البعوض، مما يزيد من خطر الإصابة بالملاريا وغيرها من الأمراض التي تنقلها الحشرات. تذكر منظمة الصحة العالمية أن الاحتباس الحراري سيؤدي أيضًا إلى زيادة كبيرة في الأمراض التي تنقلها الحشرات في أوروبا.
- موجات الحر: يمكن أن يكون لفترات طويلة من درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير طبيعي آثار صحية خطيرة على الفئات السكانية الضعيفة، مثل كبار السن والمرضى. شوهد هذا بالفعل خلال موجة الحر عام 2003 في أوروبا، والتي أودت بحياة ما يقرب من 35000 شخص. في دراسة أجراها مركز هادلي للتنبؤات والبحوث المناخية في المملكة المتحدة، أظهر العلماء الذين يستخدمون نماذج الكمبيوتر كيف أدت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى زيادة احتمالية حدوث موجات الحرارة. التأثير الصحي الأكثر شيوعًا هو ارتفاع الحرارة أو ضربة الشمس التي يمكن أن تكون قاتلة إذا تركت دون علاج.
- فقدان الإنتاجية الزراعية: يمكن أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى موجات جفاف يمكن أن تؤدي إلى تدهور الظروف المعيشية، لا سيما في إفريقيا. أفاد الصندوق العالمي للحياة البرية أن تغير المناخ يمكن أن يغير نمط هطول الأمطار بشكل جذري، ويخاطر بإمدادات المياه والغذاء للملايين. يقدر تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن ما يقرب من 75 إلى 250 مليون شخص في أفريقيا سيكونون بدون مياه كافية وسيواجهون نقصًا في الغذاء، حيث ستنخفض إنتاجية المحاصيل بنحو 50%. يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة أيضًا إلى نقص الغذاء لـ 130 مليون شخص في آسيا.