لغة الفراعنة: استمع لها بأصوات أحفادهم من حفل نقل المومياوات الملكية
نُقلت المومياوات الملكية أمس من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط في موكب مُهيب يليق بالفراعنة أصحاب الحضارة المصرية القديمة، وقد خرج الموكب الملكي على أنغام موسيقى حماسية ممتزجة بالطابع الجنائزي الحزين استحقت الإشادة الكبيرة التي لقتها من كل من شاهد الحفل من المصريين والعرب وغيرهم، لكن ما شغل بال الجميع طوال الأنشودة التي صاحبة موكب ملوك مصر القديمة منذ لحظة الخروج الأولى وحتى انطلاقهم في طريق متحف الحضارة هو معنى اللغة الغريبة التي كان يُرددها المنشدون تتقدمهم المطربة المصرية أميرة سليم أو كما لقبها المتفاعلون على مواقع التواصل الاجتماعي ممن لم يكونوا يعرفون اسمها بصاحبة الفستان الأسود، فما قصة هذه الأنشودة؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أنشودة العظمة تُعرفنا كيف تحدث الفراعنة
لأول مرة يشهد التاريخ الحديث إحياء للغة المصرية القديمة التي ظلت رموزها لُغزاً إلى أن فك شامبليون رموز حجر رشيد، فقد عرف العالم اللغة المصرية القديمة ويدرسها المختصون بعلم المصريات والآثار في كل مكان بالعالم على هيئة رسومات ورموز تكون أحرف وكلمات لكن لم يكن هناك تصور واضح لكيفية نطق المصريين القدماء للغتهم والتي هي عملية شديدة الصعوبة نظراً لأن لا أحد بيننا الآن سمع كيف تحدث المصري منذ آلاف السنين وليس لدينا تسجيلات صوتية بالطبع، لذا كان من المُبهر أن يستطيع أحفاد المصري القديم أن يُنشدوا بلغته ويتغنوا في تناغم يخطف الأنفاس.
غنى الأوركسترا المصري الذي أحي حفل نقل المومياوات الملكية بقيادة المايسترو نادر عباسي أنشودة باللغة الهيروغليفية المصرية القديمة والتي تُسمى بأنشودة العظمة، وهي نصوص دونت على جدران معبد دير الشلويط في البر الغربي بمدينة الأقصر وهو نفس المكان التي تم اكتشاف مقابر المومياوات الملكية به في نهاية القرن التاسع عشر من العصر الطلمي حسبما أشار أستاذ الآثار المصرية والمراج اللغوي للأنشودة ميسرة عبدالله، وكانت هذه الأنشودة مدونة كإهداء إلى إيزيس وتعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد أي يزيد عمرها عن 5000 عام تقريباً، بالإضافة إلى بعض النصوص الأهرام والتي تُعد أقدم نصوص دينية في التاريخ وصلت لنا، حيث ترجع إلى عصر الدولة القديمة في التاريخ المصري، وهو ما يعود إلى حوالي 2600 قبل الميلاد.
معنى الأنشودة الفرعونية بحفل نقل المومياوات الملكية
تُعد أنشودة العظمة التي تم غنائها بالتزامن مع خروج المومياوات الملكية وانطلاقها في موكب مُهيب نحو مقرها الجديد في متحف الحضارة المصري بمنطقة الفسطاط من الترانيم الدينية التي دونها المصري القديم كنوع من التقرب وإبداء الحب نحو الإلهة إيزيس وهي من أهم المقدسات في الديانة المصرية القديمة حيث يرجع لها المصري القديم الفضل في حماية بلده وملكه، كما أن اختيارها في موكب يأخذ الطابع الجنائزي كان موفقاً لكونها حسب اعتقاد قدماء المصريين تُرشد الموتى إلى الحياة الأُخرى حيث كان المصري القديم يؤمن بالبعث والحياة الأُخرى بعد الموت، كما لإيزيس مكانة كبيرة لدى المصريين القدماء كأم حيث يعتبرونها أم للحياة التي نشأت في مصر لكونها الأم الإلهية لملوك مصر القديمة،كما أنها تُقدم المساعدة الأمومية لجميع المصريين.
وتقول أنشودة حفل نقل المومياوات حسب تصريحات استاذ الآثار ميسرة عبد الله حسين "مهابة لإيزيس السيدة الوحيدة ربة الغرب، زهرة اللوتس المتفتحة، التي في روح الإله وفي جسده، التي تحمي الملك" وفيها مهابة لإيزيس كإلهة حامية للجبل الغربي بمدينة الأقصر، والذي فيه مومياوات ملوك مصر، كذلك اعتراف وشكر لها أنها تقي مصر والملك من الشرور.