كيف يحقق تطبيق واتس أب أرباحه.. تعرف على الإجابة
تأسس تطبيق واتساب عام 2009 على يد "برايان أكتون" (Brian Acton) و"جان كوم" (Jan Koum) على أن يكون بديلاً لاستخدام الرسائل النصية على اعتبار أنه يستخدم الإنترنت ذا التكلفة الأقل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يقوم التطبيق بقراءة سجل الأسماء لجهات الاتصال على الهاتف، ومن ثم يسمح لك بتبادل الرسائل القصيرة بشكل فوريّ مع من يستخدمون التطبيق أيضاً، كل ذلك بشكل مجاني تقريباً.
التطبيق يتوفر لهواتف آيفون، أندرويد، هواتف ويندوز، بلاك بيري، وأيضاً هواتف نوكيا العاملة بنظام سيمبيان.
في شهر فبراير/شباط عام 2014 اشترت شركة فيسبوك الواتساب مقابل 19 مليار دولار أمريكيلكن من أين للشركة أن تجني المال؟
الربح القليل بأعداد كبيرة من مستخدمي واتس اب
وهي سياسية اقتصادية تُتّبع بشكل كبير، حيث تقوم الشركة بالربح من المستهلك كميات قليلة جداً على حساب زيادة عدد المستهلكين، وفي حالة واتساب: يربح دولار واحد سنوياً.
حيث تطلب تثبيت واتساب في بعض الدول دفع 0.99 دولار لمرة واحدة مدى العمر، وفي دول أخرى يمكن تحميل التطبيق بشكل مجاني واستعماله بالمجان لمدة سنة كاملة.
على أن تقوم لاحقاً بدفع دولار واحد كل عام كنوع من الاشتراك في الخدمة؛ حتى أنه في بعض الدول، التي لا تمتلك وسائل دفع إلكتروني، يتم تجديد الاشتراك تلقائياً دون أي مقابل.
الأسعار الرخيصة للغاية، كذلك مدة السنة التجريبية تجعل من الصعب على الكثيرين الاستغناء عن التطبيق بعد استعماله لعام كامل.
كما أن مبلغ دولار أمريكي واحد لقاء اشتراك سنوي هو مبلغ زهيد للغاية، حيث في قمة ازدهار الواتساب وفق هذه السياسة بالحصول على الأرباح؛ بلغت هذه الأرباح السنوية للشركة ما يقارب 700 مليون دولار أمريكي.
فيسبوك تسعى لزيادة أرباح واتس اب على المدى البعيد
بعد بقاء واتساب في عهدة فيسبوك لفترة، قررت الشركة الأم "فيسبوك" في يناير/كانون الثاني 2016 إلغاء الاشتراك السنوي (دولاراً واجداً) بالكامل.
حيث وصفت الأرباح التي تجنيها واتساب على أنها "تتم بطريقة تقليدية للغاية"، وعلى الرغم أن السياسة الجديدة لن تشكل أرباحاً كافية في الوقت الحالي إلا أنها ستزيد بشكل كبير على المدى البعيد.
الربح دون إزعاج المستخدم وانتهاك خصوصيته عبر واتس اب
عادةً أول ما يخطر في الذهن عن شراء تطبيق مجاني أنه سيحمل معه في مكان ما إعلانات، فبالنهاية هو مشروع تجاري هدفه الربح من أجل استمرار التطوير.
لكن سياسة واتساب واضحة جداً برفضها لأي نوع من الإعلانات داخل التطبيق، هنا قد يجادل البعض بوجهة نظر منطقية: لابد أن الشركة تجمع معلومات عن المستخدمين وتقوم ببيعها بشكل مشابه لما تفعله غوغل أو فيسبوك.
حيث تقوم هذه الشركات بجمع معلومات حول ما يقوم سكان منطقة معينة بالبحث عنه، وبيع هذه المعلومات لشركات أخرى تقدم منتجات كالهواتف الذكية والملابس وغيرها من البضائع.
وعلى سبيل المثال عندما تقوم شركة هواتف ذكية بالعمل على هاتف جديد، من المهم أن يعرفوا متطلبات المشترين، أيفضلون شاشة أكبر أم عمر بطارية أفضل... الخ.
لكن الشركة أكدت مرة أخرى عبر مدونتها أن خصوصية المستخدم لاتزال محفوظة للمستخدم ولا تستخدمها الشركة على الإطلاق، وقالت أيضاً:
"إن كان تعاوننا مع واتساب سيهدد خصوصية المستخدم ويجعلنا نغير قيمنا لما قمنا بهذه الخطوة على الإطلاق".
الحل البديل والأمثل هو ما كتبته الشركة على مدونتها: "بدءاً من هذا العام، سنقوم باختبار أدوات جديدة تمكنك (المستخدم) من استخدام واتساب للتواصل مع الشركات والمنظمات التي ترغب بالسماع منها".
والفكرة هنا هي استخدام موسّع للميزة التي جعلت تطبيق واتساب شهيراً؛ ألا وهي إرسال الرسائل النصية بأسعار زهيدة "تكلفة استعمال الانترنت فقط".
حيث يمكن للمستخدمين التحدث مع شركاتهم عن طريق الواتساب وبشكل رسميّ، على سبيل المثال يمكنك التحدث مع شركة الطيران لتقوم بتأجيل الحجز الخاص بك لوقت لاحق.
من خلال هذه الفكرة ستقوم واتس اب بالربح من هذه الشركات بالطبع، وربما قد تطلب الشركة مالاً من المستخدم لقاء هذه الخدمة، رغم أنه من الغالب أن المبلغ سيكون زهيداً، إلا أن هذا الأمر غير مؤكد بعد.
ويبدو أن الشركة بالفعل بدأت بعمل استبيانات لمستخدميها من أجل جعل الخدمة مناسبة لهم دون أن يشعروا بالإزعاج من الرسائل التي قد تصلهم من الشركات أو المنظمات.
ختاماً.. أثبتت واتس اب خلال سنواتها أنها تهتم بتوفير ما يحتاجه المستخدم من خدماتها دون أي إزعاجات، ويبدو أن الخطوة القادمة ستجعل من تطبيق واتساب أحد التطبيقات الرئيسية في حياتنا.