كيف أحدثت آبل ثورة في تجربة المستخدم من خلال تصميم التغليف

  • بواسطة: محمد باحارث تاريخ النشر: منذ 4 أيام

لا تدع التفاصيل الصغيرة تمر دون اهتمام. ابتكر، وركز على تجربة عميلك في كل خطوة. فالتميز الحقيقي يأتي من حيث لا يتوقعه الآخرون.

مقالات ذات صلة
تصميم تجربة المستخدم (UX).. تعرّف على أهميتها في التسويق
آبل تطلق خرائطها على الحواسب: تجربة جديدة تنتظر المستخدمين
أبل تدفع 500 مليون دولار بعد هذه الشكوى من مستخدميها

في عالم التكنولوجيا الحديثة، قد يعتقد البعض أن النجاح يُقاس فقط بالمواصفات التقنية والميزات الفريدة. لكن شركة آبل، بقيادة الراحل ستيف جوبز والمصمم العبقري جوني إيف، أثبتت أن التميز الحقيقي يكمن في التفاصيل التي قد تبدو غير مهمة للبعض، مثل تصميم علبة المنتج.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

عندما عاد ستيف جوبز إلى آبل في عام 1997، كانت الشركة تواجه تحديات كبيرة وتكافح للبقاء في سوق تنافسي. بينما ركزت الشركات الأخرى على تعزيز المواصفات التقنية لأجهزتها، رأى جوبز أن تجربة المستخدم تبدأ قبل أن يلمس العميل المنتج، بل منذ اللحظة التي يرى فيها العلبة.

الاهتمام بالتفاصيل: بداية ثورة

أدرك جوبز أن التغليف ليس مجرد وسيلة لحماية المنتج، بل هو فرصة لخلق اتصال عاطفي مع العميل. هذا المفهوم كان ثوريًا في صناعة التكنولوجيا، حيث كانت العلب غالبًا ما تُعتبر مجرد وسيلة لتوصيل المنتج بأمان. ولكن بالنسبة لجوبز، كانت العلبة هي “اللحظة الأولى التي يبدأ فيها العميل بالتفكير والفضول حول ما يدور حوله المنتج”.

استعان جوبز بالمصمم الصناعي البريطاني جوني إيف، الذي تمت ترقيته إلى منصب نائب الرئيس الأول للتصميم. معًا، بدأوا في إعادة تعريف مفهوم التغليف وتجربة فتح العلبة.

مبادئ تصميم صارمة

وضع فريق التصميم في آبل مبادئ صارمة لتغليف المنتجات:

  • حواف الصندوق المثالية: لتحقيق مظهر أنيق ومتقن يعكس جودة المنتج.
  • الكشف متعدد الطبقات: لجعل عملية فتح العلبة تجربة مثيرة، حيث يكتشف العميل كل مكون على حدة.
  • استخدام مواد فاخرة: اختيار مواد ذات جودة عالية تعزز الشعور بالفخامة والتميز.
  • تجربة فتح مدروسة: التحكم في مقاومة الغطاء وسلاسة الحركة لجعل فتح العلبة أمرًا ممتعًا.

عملية تصميم دقيقة

أمضى فريق آبل أسابيع طويلة في اختبار أنواع مختلفة من الورق والمواد. بالنسبة لعلبة الآيفون الأولى، ركزوا على:

  • ملمس الورق ولمعانه: لضمان تجربة حسية مميزة عند لمس العلبة.
  • تسلسل فتح العلبة: تصميم مراحل فتح تجعل العميل متشوقًا لاكتشاف ما بداخلها.
  • مقاومة الغطاء: تحقيق توازن بين السهولة والتشويق عند فتح العلبة.
  • ترتيب المكونات: وضع المنتج والملحقات بطريقة مدروسة تُبرز أهمية كل منها.

كل عنصر في التغليف كان مقصودًا ومدروسًا بعناية. لم يكن هناك مكان للصدفة. هذه التفاصيل الدقيقة كانت تعكس فلسفة آبل في التميز والابتكار.

تأثير ثوري على الصناعة

نتيجة لهذا الاهتمام بالتفاصيل، حققت آبل نجاحًا كبيرًا:

  • ظاهرة فك العلب: أصبحت عملية فتح علب منتجات آبل حدثًا ثقافيًا، وامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو تظهر تجربة فتح العلبة.
  • محاكاة المنافسين: بدأت الشركات الأخرى تدرك أهمية التغليف في تجربة العميل وبدأت في الاستثمار في تصميم علب منتجاتها.
  • دراسة أكاديمية: أصبحت منهجية آبل في تصميم التغليف موضوعًا للدراسة في مدارس التصميم والجامعات حول العالم.

حتى أن آبل قامت بتسجيل براءات اختراع لتصميمات علبها، مما يعكس مدى أهمية التغليف في استراتيجيتها. مع كل منتج جديد، تقدم آبل تصميم تغليف فريدًا، مستمرة في استثمار ملايين الدولارات في هذه التجربة.

السبب وراء هذا الهوس؟

كان ستيف جوبز يؤمن بأن التميز يكمن في التفاصيل. بالنسبة له، لم يكن المنتج مجرد جهاز إلكتروني، بل تجربة متكاملة تبدأ من اللحظة التي يرى فيها العميل العلبة وحتى استخدام المنتج. هذا الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة هو ما يميز آبل عن غيرها.

كما قال جوبز: “الجزء الخلفي من السياج مهم بقدر أهمية الجزء الأمامي”. هذا يعني أن الأجزاء التي قد لا يراها العميل مباشرةً تستحق نفس القدر من الاهتمام والجودة.

دروس لرواد الأعمال والمصممين

تجربة آبل تقدم دروسًا قيمة لأي شخص يسعى للتميز في مجاله:

  1. التفاصيل تصنع الفارق: لا تتجاهل أي جزء من منتجك أو خدمتك، حتى لو بدا صغيرًا أو غير مهم.
  2. تجربة العميل شاملة: فكر في كل مرحلة يمر بها العميل، من البداية إلى النهاية.
  3. الابتكار في كل شيء: لا تقتصر على الابتكار في المنتج نفسه، بل ابتكر في طريقة تقديمه وتسويقه.
  4. الاستثمار في الجودة: قد يكلفك ذلك أكثر في البداية، لكنه سيؤتي ثماره من خلال رضا العملاء وولائهم.
  5. خلق اتصال عاطفي: اجعل عملاءك يشعرون بأنهم جزء من قصة أكبر، وأنك تهتم بتفاصيل تجربتهم.

ختامًا: الابتكار والتفاصيل هما المفتاح

في عالم مليء بالمنتجات المتشابهة، يمكن للتفاصيل الصغيرة أن تصنع فرقًا كبيرًا. تجربة آبل في تصميم التغليف تثبت أن الاهتمام بكل جزء من تجربة العميل يمكن أن يؤدي إلى نجاح غير مسبوق.

أنا محمد باحارث، أرى أن ما فعلته آبل هو مثال ملهم لكيفية تحقيق التميز من خلال التركيز على التفاصيل والابتكار في كل جانب من جوانب العمل. أدعو كل رائد أعمال ومصمم إلى تبني هذه الفلسفة والسعي نحو تقديم تجربة متكاملة ومميزة لعملائهم.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على Inc Arabia. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا

  • المحتوى الذي تستمتع به هنا يمثل رأي المساهم وليس بالضرورة رأي الناشر. يحتفظ الناشر بالحق في عدم نشر المحتوى.

    الكاتب محمد باحارث

    محمد باحارث هو مستشار أعمال ومتحدث تحفيزي، متخصص في تحويل التحديات إلى إنجازات. حاصل على شهادة في الابتكار المفتوح من جامعة هارفارد، وعضو في مجلس أعمال فوربس، وكاتب منتظم في مجلة Inc Arabia. باحارث هو مطور نموذج الأهداف © الذي يساعد الشركات على تحقيق إمكانياتها الكاملة. كمناصر للتنوع العصبي، وبفضل تجربته الشخصية مع الدسلكسيا وADHD، يقدم رؤى إبداعية فريدة لحل المشكلات. يمتلك خبرة واسعة تمتد عبر 42,000 استشارة في 16 دولة، ويعتبر خبيرًا في تقديم حلول استراتيجية مبتكرة وغير تقليدية.

    هل لديكم شغف للكتابة وتريدون نشر محتواكم على منصة نشر معروفة؟ اضغطوا هنا وسجلوا الآن!

    انضموا إلينا مجاناً!