كارثة هيلزبره.. ذكرى اليوم الأسوأ في تاريخ جماهير ليفربول
فهرس الصفحة
الأحداث التي صاحبت كارثة هيلزبره
الأسباب التي أدت إلى حدوث التدافع
في يوم تحولت فيه مباراة كرة قدم إلى مأساة وطنية، نستذكر اليوم الذكرى الأليمة لكارثة هيلزبره، التي راح ضحيتها 97 من مشجعي نادي ليفربول، وأصيب المئات في حادثة مروعة هزت أركان الرياضة والمجتمع في المملكة المتحدة والعالم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مع حلول الذكرى الحزينة لكارثة هيلزبره، نعود بالزمن إلى ذلك اليوم المشؤوم الذي شهد واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ الرياضة، حيث تحولت مباراة كرة قدم مليئة بالأمل والترقب إلى مأساة دامية.
في الخامس عشر من أبريل عام 1989، اجتمعت جماهير نادي ليفربول في ملعب هيلزبره، لا يعلمون أن الساعات القادمة ستخلد في الذاكرة كرمز للألم والفقدان. نستذكر اليوم 97 من الأرواح التي غادرتنا بشكل مأساوي، ونتذكر كل صرخة وكل دمعة، ونقف معًا في وجه الألم لنتذكر ونتعلم.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على الأحداث التي أدت إلى هذه الكارثة، ونستعرض الجهود المبذولة لتحقيق العدالة للضحايا وأسرهم. نتأمل في الدروس المستفادة والتغييرات التي طرأت على قوانين السلامة في الملاعب، ونتعهد بأن نحافظ على الروح الرياضية ونضمن أمان وسلامة الجماهير. لن يُنسى أولئك الذين رحلوا، وستظل ذكراهم حية في قلوبنا، وفي كل خطوة نتخذها نحو مستقبل أكثر أمانًا للرياضة.
نقف اليوم لنتذكر ليس فقط الأرواح التي فقدت، بل ونجدد العهد على أهمية السلامة والأمان في الملاعب الرياضية، ونتأمل في الدروس المستفادة لضمان ألا تتكرر مثل هذه الكوارث مجددًا.
الأحداث التي صاحبت كارثة هيلزبره
كارثة هيلزبره هي واحدة من أكثر الأحداث المأساوية في تاريخ كرة القدم، وقعت في 15 أبريل 1989 في ملعب هيلزبره في شيفيلد، إنجلترا، خلال مباراة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بين نادي ليفربول ونادي نوتينغهام فورست.
الأحداث التي صاحبت كارثة هيلزبره كانت كالتالي:
كان من المتوقع أن يستضيف ملعب هيلزبره بمدينة شيفيلد جماهير غفيرة، وكان من المتوقع حضور جماهيري كبير خاصة من جانب ليفربول وتوقع المحللين حضور ما يقرب من 53 ألف مشجع من جانب ليفربول ونوتينغهام فورست بسبب جماهيرية الفريقين الكبيرة في حين أن سعة الملعب 35 ألف فقط.
بعد بدء المباراة بدقائق، بدأ التدافع داخل المدرجات بسبب الاكتظاظ الشديد، وأصبح السياج الحديدي الذي كان موجودًا لمنع اقتحام الجماهير للملعب، عائقًا أمام الهروب وزاد من حدة الكارثة، ونتج عن الحادث وفاة 97 شخصًا وإصابة نحو 766 في كارثة غير مسبوقة بملاعب الكرة الإنجليزية.
بعد كارثة هيلزبره، تم إجراء تحقيقات مكثفة وتقديم تقارير من قبل الشرطة. في البداية، ألقت الشرطة البريطانية باللوم على مشجعين مخمورين قاموا باقتحام بوابات دخول الملعب، وهو ما قوبل بالرفض من جانب الناجين وأسر الضحايا.
وفي عام 2019، بعد سنوات من الكارثة والتحقيقات المطولة، تم الإعلان عن أن ضحايا كارثة هيلزبره قُتلوا دون وجه حق، وأن الشرطة أخفقت قبل وأثناء المباراة. هيئة المحلفين خلصت إلى أن الأخطاء التي ارتكبتها شرطة جنوب يوركشاير وخدمة إسعاف جنوب يوركشاير في ذلك اليوم “قد تسببت أو ساهمت” في وقوع الكارثة.
وأشادت أسر الضحايا بتحقيق العدالة بعد 27 عامًا من الكارثة، وتحول تركيزهم نحو ما إذا كانت الأدلة الجديدة ستؤدي إلى محاكمات جنائية أم لا. وقد أدت هذه الأحداث إلى مطالبات بالمساءلة والعدالة، وتم إجراء تحقيقات جنائية لتحديد المسؤوليات، واعتذرت قيادات الشرطة البريطانية عن الكارثة بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على وقوعها.
الكارثة أدت إلى تغييرات جذرية في قوانين السلامة بالملاعب، وأثرت بشكل كبير على نادي ليفربول وعلى كرة القدم البريطانية بشكل عام.
الأسباب التي أدت إلى حدوث التدافع
أسباب التدافع في كارثة هيلزبره تعود إلى عدة عوامل، منها:
- التنظيم السيئ:
كان هناك غياب واضح للتنظيم داخل الملعب، مما أدى إلى اكتظاظ المدرجات بأعداد تفوق سعتها.
- السياج الحديدي:
وجود سياج حديدي بين المدرجات وأرض الملعب كان عاملاً رئيسيًا في زيادة حدة الكارثة، حيث حال دون تمكن الجماهير من الهروب من التدافع.
- فشل الشرطة:
فشلت الشرطة البريطانية في السيطرة على الوضع، وكان قرار فتح البوابات الثانوية قرارًا خاطئًا أدى إلى تفاقم الوضع.
- البوابات الدوارة:
لم تكن البوابات الدوارة المسؤولة عن إخراج الجماهير في نهاية المباراة كافية، مما أدى إلى تدافع الجماهير.
هذه العوامل مجتمعة أدت إلى وقوع الكارثة التي راح ضحيتها العديد من المشجعين وأصيب الكثيرون. وقد أدت هذه الكارثة إلى إجراء تغييرات جذرية في قوانين السلامة بالملاعب لمنع تكرار مثل هذه الأحداث المأساوية.
تعديلات قوانين السلامة في الملاعب الإنجليزية بعد الحادث
بعد كارثة هيلزبره، طرأت تعديلات وتغييرات جذرية على قوانين السلامة في الملاعب الإنجليزية. أهم هذه التغييرات كانت:
- إزالة الحواجز:
تم إلغاء الحواجز بين أرض الملعب والجماهير في إنجلترا، وأُزيل السياج المحيط بالمدرجات والسياج الجانبي.
تحويل الفراغات إلى مقاعد: تحولت الفراغات التي كانت تشغلها الحواجز إلى مقاعد للجماهير، مما ساهم في تحسين السلامة والأمان.
- تقرير تايلور:
صدر تقرير تايلور في يناير 1990، والذي أوصى بضرورة زيادة وسائل الأمن والسلامة في الملاعب.
تقرير تايلور، الذي أعده اللورد بيتر موراي تايلور ونُشر في يناير 1990، كان نتيجة للتحقيقات التي أجريت لاستقصاء أسباب كارثة هيلزبره. يتضمن التقرير عدة نقاط رئيسية:
التحقيق في الأسباب: تناول التقرير الأسباب التي أدت إلى الكارثة، بما في ذلك الفشل في السيطرة على الجماهير والتنظيم السيئ للمباراة.
التوصيات للمستقبل: قدم التقرير توصيات لتحسين السلامة في المناسبات الرياضية، بهدف منع تكرار مثل هذه الحوادث.
إزالة الحواجز: أوصى التقرير بإزالة الحواجز الحديدية وتحويل الملاعب إلى مقاعد للجماهير لتحسين الأمان.
النقد للشرطة والإدارة: وجه التقرير انتقادات للشرطة البريطانية وإدارة ملعب هيلزبره بسبب الأخطاء التي ارتكبت.
هذه التغييرات كان لها دور كبير في تحسين الأمان في الملاعب وضمان تجربة آمنة للجماهير. وتعتبر هذه الإجراءات جزءًا من الإرث الذي تركته الكارثة لتحسين السلامة في الرياضة.
كيف يتم إحياء ذكرى كارثة هيلزبره كل عام؟
في يوم الخامس عشر من شهر أبريل كل عام، يتم إحياء ذكرى كارثة هيلزبره بطرق مختلفة لتكريم الضحايا والتأكيد على أهمية السلامة في الملاعب. من بين الطرق التي يتم بها إحياء الذكرى:
الوقوف دقيقة صمت: يقف الناس دقيقة صمت في الملاعب وفي أماكن أخرى حول العالم تكريمًا لأرواح الضحايا.
المراسم التذكارية: يُقام مراسم تذكارية في مدينة ليفربول وفي ملعب أنفيلد، حيث يجتمع الناجون وأسر الضحايا والمشجعون لتذكر الضحايا.
النصب التذكارية: يوجد نصب تذكاري في ملعب أنفيلد يحمل أسماء الضحايا، ويزوره الناس لوضع الزهور والتأمل.
الفعاليات الخيرية: يتم تنظيم فعاليات خيرية ومباريات كرة قدم لجمع الأموال لصالح الجمعيات الخيرية ولدعم أسر الضحايا.
هذه الأنشطة تعمل على ضمان ألا تُنسى الكارثة وأن تظل الذكرى حية في الوعي العام، وتُذكّر بأهمية السلامة والأمان في الأحداث الرياضية.