في اليوم الدولي للمهاجرين ما هو تأثير الهجرة على الاقتصاد؟
للهجرة تأثيرات كثيرة على الاقتصادية منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي، إلا أنه بشكل عام تساهم الهجرة للدول المتقدمة في زيادة الإنتاج والإنتاجية على المدى القصير، وفي اليوم الدولي للمهاجرين، والذي يتم الاحتفال به في يوم 18 ديسمبر من كل عام، نسلط الضوء أكثر على تأثير الهجرة على الاقتصاد وكيف يمكن للدول استغلال الهجرة لتطوير اقتصادها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو اليوم العالمي للهجرة؟
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن اختيار يوم 18 ديسمبر\ كانون الأول يومًا دوليًا للمهاجرين لأول مرة في عام 2000، ففي هذا العام اعتمدت الجمعية العامة اتفاقية دولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأسرهم.
ويتم الاحتفال بهذا اليوم بطرق مختلفة، منها نشر معلومات أكثر عن حقوق الإنسان والحريات للمهاجرين وتبادل الخبرات والتأكيد على أهمية الهجرة الدولية في تنمية بلدان المنشأ وبلدان المقصد.
وقد حددت الأمم المتحدة موضوع عام 2023 للمهاجرين وهو "الحاجة الملحة إلى إدارة آمنة للهجرة" والتركيز دور المهاجرين في التنمية المستدامة والازدهار وذلك في حالة إدارة الهجرة بشكل آمن.
تأثير الهجرة على الاقتصاد
الهجرة هي حركة الأفراد من بلد إلى آخر وتكون مدفوعة لأسباب عدة منها أسباب اقتصادية مثل البحث عن فرص عمل أفضل، أو أسباب سياسية مثل الهرب من الحروب والاضطهاد وقد يكون لأسباب أخرى مثل الدراسة أو الزواج.
وللهجرة تأثيرات كثيرة على الاقتصاد سواء كانت إيجابية أو سلبية، ومن الآثار الإيجابية للهجرة على الاقتصاد التالي:
- المهاجرون إلى الدول ذات الاقتصادات المتقدمة يرفعون النتاج والإنتاجية المحلية على المدى القصير والمتوسط، حيث يزداد الناتج المحلي بنحو 1% مع حلول السنة الخامسة من هجرة العمالة.
- يأتي المهاجرون إلى الدول المتقدمة ومعهم مهارات متنوعة تكمل بعضها بعض وهذا يؤدي إلى رفع الإنتاجية، كما أن السكان الأصليين يستفيدون من زيادة الإنتاجية تلك.
- اندماج المهاجرين إلى سوق العمل يمثلون قيمة مضافة قوية، وخاصة هجرة العمالة رخيصة الثمن التي تستغلها الدول في المهن الصغيرة.
والآثار السلبية للهجرة على الاقتصاد يمكن أن نلخصها في النقاط التالية:
- يعد التحدي الأول للهجرات إلى الاقتصادات المتقدمة هو الضغط الكبير على موراد الدولة وميزانيتها، وخصوصًا في حالة الهجرة غير الشرعية التي تتدفق بالآلاف سنويًا إلى أوروبا والاقتصادات المتقدمة، وهي من أكبر مشاكل الهجرة وتحدياتها.
- وهذا الضغط على موارد الدول يؤثر على نموها الاقتصادي ويساعد على رفع أسعار السلع الغذائية وإيجارات المنزل، وقد يزيد من معدلات البطالة لفترة كبيرة حتى يندمج المهاجرون في سوق العمل.
اقرأ أيضًا: قوارب الهجرة من جرجيس إلى أوروبا.. قصص مؤلمة في انتظار نهاياتها
آثار الهجرة على المجتمع
للهجرة آثار كبيرة ومتعددة على الفرد والمجتمع، ومن آثار الهجرة على المجتمع:
- التنوع الثقافي، حيث تسهم الهجرة في اندماج ثقافات ولغات مختلفة في مكان واحد وهو ما يؤدي إلى تنوع المجتمعات وتنوع الثقافات وبالتالي تبادل المعرفة والخبرات وزيادة الاندماج بين الثقافات المختلفة.
- التأثير على الاقتصاد والتنمية المحلية، فكما ذكرنا سابقًا فإن الهجرة، وخاصة الشرعية، تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي في المجتمعات مستقبلًا، حيث سيهم المهاجرون في زيادة الإنتاج وتحسين سوق العمل وهو ما يؤثر بشكل إيجابي على السكان الأصليين.
- وبالإضافة إلى الآثار الإيجابية فقد تواجه المجتمعات تحديات كبيرة بسبب الهجرة، منها زيادة الطلب على الخدمات الاجتماعية والتعليم والرعاية الصحية وهو ما يشكل عبئًا على الاقتصاد المحلي.
وللهجرة تأثير كبير على الفرد داخل المجتمع، ومن هذه الآثار التالي:
- تغير هوية الفرد وانتمائه، فتغير المكان يؤدي إلى تغير هوية الفرد أحيانًا، حيث يجد الفرد نفسه غريبًا في بيئة جديدة تختلف تمامًا عن بيئته الأصلية وعاداته وتقاليده وقد ينسلخ الفرد من هويته بمرور الوقت.
- يمكن أن يواجه الفرد صعوبات نفسية وعاطفية بسبب الاغتراب والعيش في مجتمع جديد لا ينتمي إليه.
- قد تؤثر الهجرة بشكل إيجابي على المستوى الاقتصادي للفرد، فمعظم الهجرات تكون سببها إيجاد فرص عمل أفضل في بلد أخرى.
تأثير الهجرة على النمو السكاني
تعد الهجرة من العوامل الأساسية في تغير النمو السكاني وتنوعه، فالبنسبة للدول الأوروبية أثرت الهجرة بشكل كبير على نمو السكان، فقارة أوروبا تعاني من قلة عدد المواليد وقد أثرت الهجرة عليها بشكل إيجابي فيما يتعلق بنمو السكان.
وزيادة عدد السكان في البلد المضيف أدى إلى زيادة العمالة والقوة العاملة، وهذا أدى إلى تعويض انخفاض معدلات الخصوبة فيها، وزيادة الابتكار والنمو الاقتصادي أيضًا.
ولكن قد تكون للهجرة تأثيرات سلبية على نمو السكان، أهمها زيادة التوترات الاجتماعية، حيث يأتي المهاجرون من أعراق وأديان وثقافات مختلفة عن السكان المحليين وقد يؤدي ذلك إلى توترات اجتماعية ومشكلات بين أفراد المجتمع.
اقرأ أيضًا: قطة تصل إلى أوروبا في هجرة غير شرعية
عدد المهاجرين في العالم عام 2023
أصدرت الأمم المتحدة تقريرها حول عدد المهاجرين في العالم، وقد ذكرت أن عدد المهاجرين تجاوز 232 مليون شخص وشهدت قارة آسيا أكبر زيادة في عدد المهاجرين على مدار العقد الماضي، بينما ظلت الولايات المتحدة هي الوجهة الأكثر شعبية للمهاجرين.
و232 مليون شخص تعادل 3.2% من سكان العالم، وقد زادت أعداد الهجرة في العالم مقارنة بعام 2000 التي بلغت 175 مليون شخص، وعام 1990 التي بلغت 154 مليونا.
أيضًا لا تزال أوروبا هي الوجهة الأكثر شعبية للمهاجرين، ففي عام 2013 استضافت 72 مليون مهاجر دولي، مقارنة ب71 مليون مهاجر في قارة آسيا، وذكرت التقارير إلى أن 74% من المهاجرين هم في سن العمل ما بين 24 إلى 64 عامًا، وتمثل المرأة 48% من إجمالي عدد المهاجرين الدوليين.
بشكل عام، يمكن أن يكون للهجرة تأثيرات إيجابية وسلبية على النمو السكاني. تعتمد التأثيرات المحددة للهجرة على مجموعة من العوامل، بما في ذلك حجم الهجرة ومهارات المهاجرين والقطاعات التي يعملون فيها والسياسة الاقتصادية.
اقرأ أيضًا: هل تشجع سفن الإنقاذ على الهجرة غير القانونية