فلاديمير لينين (Vladimir Lenin)
تبنى فلاديمير لينين سياسة اشتراكية ثورية بعد إعدام أخيه في عام 1887، وقد طرد من جامعة كازان إمبريال لمشاركته في احتجاجات ضد الحكومة القيصرية في الإمبراطورية الروسية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أتقن فلاديمير لينين إضافة للغته الأم اللغة الروسية ثلاث لغات هي: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية.. المزيد عن فلاديمير لينين وأبرز محطات حياته، أبرز سياساته الداخلية والخارجية نتابعها في هذه المقالة.
أسرته ودراسته وحياته
ولد فلاديمير إيليتش أوليانوف المعروف باسم لينين في موسكو في العاشر من شهر نيسان/ أبريل عام 1870، والده كان مدرساً في معهد بينزا في منطقة سيمبيرسك إيليا نيكولايفيتش أوليانوف (توفي بسبب نزيف في الدماغ في شهر كانون الثاني/ يناير عام 1886).
والدته كانت مديرة المدارس في منطقة سيمبيرسك ماريا أليكساندروفنا (توفيت والدته في عام 1916) وهي ابنة امرأة ألمانية سويدية وطبيب يهودي روسي تحول إلى المسيحية، كان فلاديمير لينين يمارس لعبة الشطرنج.
أشقاء وشقيقات فلاديمير لينين
كان لدى فلاديمير لينين أشقاء عدة، شقيقة وشقيق أكبر منه، شقيقتان وشقيق أصغر منه:
- آنا من مواليد عام 1864.
- ألكسندر من مواليد عام 1868، أعدمته السلطات الروسية القيصرية في شهر أيار/ مايو عام 1887 بتهمة محاولة اغتيال القيصر.
- أولغا من مواليد 1871، توفيت في عام 1890 إثر إصابتها بمرض التيفوئيد.
- ديمتري من مواليد 1874.
- ماريا من مواليد 1878.
عُرف شقيقه بميوله الشيوعية
كان شقيق فلاديمير لينين الأكبر ألكسندر يدرس في جامعة سانت بطرسبرغ، حيث شارك في التحريض السياسي ضد الملكية المطلقة للقيصر الكسندر الثالث، درس كتابات اليساريين المحظورة ونظم مظاهرات مناهضة للحكومة القيصرية، كما انضم ألكسندر إلى خلية ثورية هدفها اغتيال القيصر وتم اختياره لزرع قنبلة، وقبل وقوع الهجوم ألقي القبض على الخلية وحوكموا وأعدموا في شهر أيار/ مايو عام 1887، ومن بينهم ألكسندر شقيق لينين.
مواهب فلاديمير لينين
كان فلاديمير لينين يحب ركوب الدراجات والسباحة والصيد وتسلق الجبال، كما كان مولعاً بالحيوانات الأليفة خاصة القطط.
تزوج فلاديمير لينين من نادية إليزافيتا فاسيليفنا
تزوج فلاديمير لينين من نادية إليزافيتا فاسيليفنا في العاشر من شهر تموز/ يوليو عام 1898، ولم ينجبا أطفالاً.
فلاديمير لينين في جامعة كازان
بعد أن أنهى دراسته الثانوية دخل فلاديمير لينين جامعة كازان ودرس الحقوق وذلك في شهر آب/ أغسطس عام 1887، حيث انضم إلى زيملياشستفو (مجموعة تمثل الرجال في الجامعة في منطقة معينة).
وقد انتخبت هذه المجموعة فلاديمير لينين كممثل لها في مجلس زملياشستفو الجامعي، وفي شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1887 شارك فلاديمير لينين في مظاهرة ضد القيود الحكومية التي حظرت التجمعات الطلابية.
فاعتقلت الشرطة فلاديمير لينين واتهمته بأنه زعيم المظاهرة وتم طرده من الجامعة ونفيه وزارة الداخلية إلى بيت في كوكوشكينو تمتلكه عائلته، وفي أيار/ مايو عام 1890 قدّم فلاديمير بوتين امتحانات الحقوق في جامعة سان بطرسيورغ وتخرج منها بعد حصوله على إجازة في الحقوق بمرتبة الشرف.
والدة فلاديمير لينين تُعيده إلى مدينة كازان
استطاعت والدة لينين إقناع وزارة الداخلية بالسماح لابنها فلاديمير لينين بالعودة إلى مدينة كازان، ولكن ليس للجامعة، ولدى عودته انضم إلى الدائرة الثورية "نيكولاي فيدوسيف" التي اكتشف من خلالها كتاب كارل ماركس الصادر في عام 1867 حيث أثار ذلك اهتمامه بالماركسية. وهي نظرية اجتماعية وسياسية تقول:
"إن المجتمع يتطور على مراحل، وأن هذا التطور نتج عن الصراع الطبقي، وأن المجتمع الرأسمالي سيفسح المجال في نهاية المطاف للمجتمع الاشتراكي ثم المجتمع الشيوعي".
وفي محاولةٍ منها لإبعاد ابنها عن السياسة اشترت له والدته مزرعة في قرية ألكايفكا منطقة سمارة، على أمل أن يوجه ابنها انتباهه إلى الزراعة.
لكن كان لدى فلاديمير لينين اهتمام ضئيل في إدارة المزارع وسرعان ما باعت والدته الأرض، واحتفظوا بالمنزل كبيت صيفي.
فلاديمير لينين يتبنى الماركسية
تبنى فلاديمير لينين الماركسية في شهر أيلول/ سبتمبر عام 1889، وترجم البيان الشيوعي للكاتبين ماركس وفريدريك إنجلز الصادر في عام 1848 إلى اللغة الروسية، وبدأ يقرأ أعمال الماركسي الروسي جورجي بليخانوف.
إذ وافق على حجة بليخانوف بأن روسيا تتحرك من الإقطاع إلى الرأسمالية، بالتالي فإن الاشتراكية ستنفذها البروليتاريا أو الطبقة العاملة الحضرية بدلاً من الفلاحين.
هذا المنظور الماركسي يتناقض مع وجهة نظر حركة نارودنيك الزراعية الاشتراكية التي رأت أن الفلاحين يمكن أن يقيموا الاشتراكية في روسيا من خلال تشكيل بلديات الفلاحين، بالتالي تجاوز الرأسمالية التي كانت موجودة في روسيا من خلال المصانع والمناجم ومعامل الصلب.
عمل فلاديمير لينين في الحقوق ثم في النشاط السياسي
عمل فلاديمير لينين كمساعد قانوني لمحكمة إقليمية ثم محامياً في منطقة سمارا منذ عام 1890 حتى أواخر عام 1893 حيث انتقل إلى مدينة سانت بطرسبورغ وعمل كمحامي.
ثم عمل في خلية ثورية ماركسية سمت نفسها "الديمقراطيين الاجتماعيين"، وشجع فلاديمير لينين تأسيس خلايا ثورية في المراكز الصناعية الروسية، وبحلول أواخر عام 1894 كان فلاديمير لينين يقود دائرة العمال الماركسيين في سان بطرسبورغ.
فلاديمير لينين يزور سويسرا وفرنسا وألمانيا
زار فلاديمير لينين سويسرا في عام 1895 لتوطيد علاقاته مع الماركسيين الروس المقيمين فيها ومنهم بافل أكسيلرود، ثم ذهب فلاديمير لينين إلى العاصمة الفرنسية باريس للقاء صهر ماركس؛ بول لافارج ورؤية بحثه عن بلدية باريس الصادر في عام 1871.
حيث اعتبره فلاديمير لينين نموذجاً مبكراً لحكومة البروليتاريا، ثم ذهب لينين إلى العاصمة الألمانية برلين حيث التقى الناشط الماركسي فيلهلم ليبكنشت.
السلطات الروسية القيصرية تعتقل فلاديمير لينين
عاد فلاديمير لينين إلى روسيا ومعه منشورات ثورية، ثم أصدر صحيفة إخبارية اسمها (رابوتشي ديلو)، فاعتقلته السلطات الروسية القيصرية في سان بطرسبورغ بتهمة التحريض على الفتنة وذلك في عام 1896.
حيث رفض لينين الإفراج عنه بكفالة، ورفض التهم المنسوبة إليه، وبقي في السجن لمدة عام قبل إصدار الحكم بحقه، خلال هذه الفترة استمر لينين في الكتابة معبراً عن أفكاره في العمل.
وكتب عن نمو الرأسمالية الصناعية في روسيا نتيجة انتقال أعداد كبيرة من الفلاحين إلى المدن حيث شكلوا البروليتاريا، ومن وجهة نظره الماركسية قال لينين
"إن هذه البروليتاريا الروسية ستطور الوعي الطبقي، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى إطاحة القيصرية والأرستقراطية والبرجوازية وإقامة دولة بروليتاريا التي ستتحرك نحو الاشتراكية".
نفي فلاديمير لينين إلى شرق سيبيريا
حكمت السلطات الروسية على فلاديمير لينين في شهر شباط/ فبراير عام 1897 بالنفي مدة ثلاث سنوات إلى شرق سيبيريا، وتم منحه بضعة أيام لمغادرة سانت بطرسبرغ استغلها للاجتماع مع الاشتراكيين الديمقراطيين الذين أطلقوا على أنفسهم اسم (عصبة الكفاح من أجل تحرير الطبقة العاملة).
ثم استغرقت رحلته إلى شرق سيبيريا أحد عشر أسبوعاً، وكان يرافقه أمه وإخوته، حيث استقر في كوخ الفلاحين في شوشنسكوي، بمنطقة مينوسينسكي في سيبيريا، وكان تحت مراقبة الشرطة، مع ذلك كان قادراً على أن يتوافق مع ثوريين آخرين، وكثير منهم زاروه، كما سُمح لهم بالذهاب في رحلات للسباحة في نهر ينيسي وملاحقة البط والصيد.
فلاديمير لينين في رحلة ثانية إلى أوروبا
سافر فلاديمير لينين إلى أوروبا الغربية في شهر تموز/ يوليو عام 1900، وكانت محطته الأولى سويسرا حيث التقى الماركسيين الروس الآخرين في أول مؤتمر لهم إذ وافق الماركسيون على إطلاق ورقة من ميونيخ حول نشر الماركسية في روسيا.
تم تهريب هذه الورقة إلى روسيا واعتمد فلاديمير أوليانوف الاسم المستعار "لينين" للمرة الأولى في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1901 نسبة إلى نهر لينا، وتحت هذا الاسم المستعار (لينين) نشر فلاديمير لينين الكتيب السياسي الذي حمل عنوان "ما الذي يتعين القيام به؟ (ما العمل؟)" في عام 1902.
حيث تحدث لينين في هذا الكتاب عن الحاجة إلى حزب سياسي لقيادة البروليتاريا إلى الثورة، وفي شهر نيسان/ أبريل عام 1902 انتقل لينين إلى العاصمة البريطانية لندن حيث تعرف على الماركسي الروسي ليون تروتسكي وأصبحا صديقين.
ثم سافر لينين إلى سويسرا في شهر تموز/ يوليو عام 1903 للمشاركة في المؤتمر الثاني للماركسيين الروس، حيث حصل انشقاق بين مؤيدي لينين وأنصار يوليوس مارتوف. وقال مارتوف
"إن أعضاء الحزب يجب أن يكونوا قادرين على التعبير عن أنفسهم بشكل مستقل عن قيادة الحزب"، وعارض لينين ذلك مؤكداً "الحاجة إلى قيادة قوية مع سيطرة كاملة على الحزب".
كان أنصار لينين في الأغلبية، ووصفهم لينين بـ "المثقفين" (البلاشفة)، بينما وصف مارتوف وأتباعه "القاصرين" (المناشفة)، واستمرت الحجج بين البلاشفة والمناشفة بعد المؤتمر؛ حيث اتهم البلاشفة منافسيهم بأنهم الانتهازيون والإصلاحيون الذين يفتقرون إلى الانضباط، في حين اتهم المناشفة لينين بأنه استبدادي.
ثورة عام 1905 وما بعدها
أثارت مجزرة الأحد الدامي في شهر كانون الثاني/ يناير عام 1905، التي قامت بها السلطات الروسية القيصرية ضد المتظاهرين في سان بطرسبرج موجة من الاضطرابات المدنية المعروفة باسم ثورة 1905، حيث حث لينين البلاشفة على القيام بدور أكبر في الأحداث.
وتشجيع التمرد العنيف، وفي هذا الصدد اعتمد شعارات بشأن "التمرد المسلح" و"الإرهاب الجماعي" و"مصادرة أراضي النبلاء"، فاتهم المناشفة لينين بأنه انحرف عن الماركسية، وفي المؤتمر الثالث للماركسيين الذي انعقد في شهر نيسان/ أبريل عام 190.
حيث قدم لينين العديد من أفكاره في الكتيب الثاني من تكتيكات الديمقراطية الاجتماعية في الثورة الديمقراطية الذي نشر في شهر آب/ أغسطس عام 1905، ومن هذه الأفكار أن البروليتاريا يجب أن تبني تحالفاً مع الفلاحين للإطاحة بالنظام القيصري وإنشاء "ديكتاتورية ديمقراطية ثورية مؤقتة للطبقة العاملة والفلاحين".
لينين يعود إلى روسيا
رداً على ثورة 1905 عاد لينين إلى مدينة سانت بطرسبرغ الروسية وأصدر صحيفة "الحياة الجديدة"، وهي صحيفة قانونية تديرها ماريا أندرييفا، استخدمها لمناقشة القضايا التي تواجه الحزب الديمقراطي الاشتراكي.
وشجع لينين الحزب على السعي لضم أعضاء جدد، ودعا إلى التصعيد المستمر للمواجهة العنيفة مع الحكومة القيصيرية معتبراً أن ذلك ضرورياً لنجاح الثورة، ثم سافر لينين للمشاركة في المؤتمر الرابع للماركسيين في العاصمة السويدية ستوكهولم في شهر نيسان/ أبريل عام 1905.
وحضر المؤتمر الخامس في العاصمة البريطانية لندن في شهر أيار/ مايو عام 1907 حيث تقرر في هذا المؤتمر نقل المؤتمر الماركسي إلى العاصمة الفرنسية باريس فانعقد المؤتمر السادس فيها في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1908.
وفي شهر آب/ أغسطس حضر لينين مؤتمر الاشتراكيين في العاصمة الدانمركية كوبنهاغن، ثم انتقل بعد ذلك إلى فرنسا واستقر أولا في بومبون ثم باريس.
لينين والحرب العالمية الأولى
كان لينين في غاليسيا التابعة للإمبراطورية الهنغارية النمساوية عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، ولأن روسيا كانت تحارب ضدها (الإمبراطورية النمساوية المجرية) ، وبسبب جنسيته الروسية؛ اعتُقل لينين وسُجن لفترة وجيزة حتى تأكدت السلطات أنه يعادي القيصر الروسي من خلال كتاباته فأفرجت عنه.
ثم ذهب لينين بعد ذلك إلى مدينة برن السويسرية قبل الانتقال إلى زيوريخ في شهر شباط/ فبراير عام 1916، كان لينين غاضباً من أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني كان يدعم المجهود الحربي الألماني .
وهو انتهاك مباشر لقرار شتوتغارت للأممية الثانية عام 1914 (مؤتمر ضم الأحزاب الاشتراكية في أوروبا) حيث تعهدت تلك الأحزاب بأنها سوف تعارض الصراع الإمبريالي أو الحرب الإمبريالية .
بالتالي رأي لينين أن تحالف الأممية الثانية قد انتهى (والأممية الثانية هي الحزب الديمقراطي الاجتماعي العالمي الذي أسسه فريدريك أنجلز عام 1889، في حين كانت الأممية الأولى هي تأسيس جمعية العمال في العالم عام 1864).
وفي شهر أيلول/ سبتمبر عام 1917 نشر لينين كتاباً عنوانه (الإمبريالية)، وهي أعلى مرحلة في الرأسمالية، جادل فيه بأن الإمبريالية كانت نتاج الرأسمالية الاحتكارية، إذ سعى الرأسماليون إلى زيادة أرباحهم من خلال التوسع إلى أقاليم جديدة حيث كانت الأجور أقل والمواد الخام أرخص.
وأعرب عن اعتقاده بأن المنافسة والصراع سيزدادان وأن الحرب بين القوى الإمبريالية ستستمر حتى يتم الإطاحة بها من قبل الثورة البروليتارية.
موقف لينين من ثورة فبراير 1917
اندلعت ثورة فبراير في الثامن من شهر آذار/ مارس 1917 (الموافق للرابع والعشرين من شهر شباط/ فبراير في التقويم الشرقي الذي تعتمده روسيا)، حيث أيّد لينين الذي كان في سويسرا هذه الثورة التي أطاحت بالقيصر.
ثم قرر لينين العودة إلى روسيا، وبما أن ألمانيا كانت تُحارب روسيا سمحت للينين ورفاقه بالعودة إلى بلادهم؛ بغية إحداث مشاكل للحكومة الروسية المؤقتة التي كانت قد قررت الاستمرار في الحرب ضدها (ضد ألمانيا).
حيث سافرت المجموعة بالقطار من زيوريخ إلى ساسنيتز في طريقها بالعبارة إلى تريليبورغ السويد، ومن هناك إلى معبر هاباراندا – تورنيو، ثم إلى هلسنكي قبل أن تأخذ القطار النهائي إلى بتروغراد.
وعند وصوله إلى محطة بتروغراد، ألقى لينين خطاباً أمام أنصار البلاشفة طالبهم فيه لإدانة الحكومة المؤقتة كما دعاهم مرة أخرى إلى ثورة بروليتارية أوروبية على مستوى القارة، ودعا إلى السلام الفوري مع ألمانيا والإمبراطورية الهنغارية النمساوية.
لينين وثورة أكتوبر 1917
شارك لينين في المظاهرات التي خرجت ضد الحكومة الروسية المؤقتة في شهر تموز/ يوليو عام 1917 احتجاجاً على رفض الحكومة توزيع الأراضي على الفلاحين، حيث أصدرت السلطات قراراً باعتقال لينين الذي اختبأ في بتروغراد ثم انتقل إلى رازليف.
وهناك بدأ لينين بكتابة كتاب "الدولة والثورة"، وهو معروض حول اعتقاده "أن الدولة الاشتراكية سوف تتطور بعد ثورة البروليتاريا"، وبدأ المطالبة بحركة تمرد مسلحة بقيادة البلشفية للإطاحة بالحكومة الروسية المؤقتة.
كان لينين رئيس اللجنة المركزية للحزب البلشفي التي قررت في الثالث والعشرين من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1917 القيام بانتفاضة مسلحة ضد الحكومة الروسية المؤقتة، وأفضت هذه الثورة إلى وصول الحزب البلشفي إلى السلطة (تفاصيل ثورة أكتوبر موجودة في مقالة ثورة أكتوبر).
لينين رئيساً للحكومة الروسية
عند وصول فلاديمير لينين إلى السلطة بعد نجاح ثورة أكتوبر شغل منصب رئيس حكومة الجمهورية الروسية في الفترة بين عامي 1917 و1918، ثم رئيس الاتحاد السوفياتي بين عامي 1918 و1924، حيث كانت أبرز سياساته:
- مرسوم بشأن الأرض، أعلن فيه تأميم ممتلكات الأرستقراطية المقدسة والكنيسة الأرثوذكسية وإعادة توزيعها على الفلاحين من قبل الحكومات المحلية.
- المرسوم المتعلق بالصحافة الذي أغلق العديد من وسائل الإعلام المعارِضة، التي اعتبرت مناهضة للثورة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917.
- إعلان حقوق شعوب روسيا في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917، والذي جاء فيه: "الجماعات العرقية غير الروسية التي تعيش داخل الجمهورية لها الحق في التنازل عن السلطة الروسية وإنشاء دولها المستقلة"، ونتيجةً لذلك أعلنت العديد من الدول استقلالها: فنلندا وليتوانيا في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1917، لاتفيا وأوكرانيا في شهر كانون الثاني/ يناير عام 1918، إستونيا في شهر شباط/ فبراير عام 1918، القوقاز في شهر نيسان/ أبريل عام 1918، بولندا في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1918، حيث دعم لينين الأحزاب الشيوعية في هذه الدول المستقلة، وذلك تمهيداً لإعادة دمجها في الاتحاد السوفيتي في عام 1922.
- مرسوم بإلغاء النظام القانوني الروسي واستخدم عوضاً عنه ما أسماه (الضمير الثوري) أي الحكم العرفي، واستعيض عن المحاكم بنظام من مستويين: المحاكم الثورية لمعالجة الجرائم المضادة للثورة، والمحاكم الشعبية لمعالجة الجرائم المدنية وغيرها من الجرائم الجنائية. وقد صدرت تعليمات لهم بتجاهل القوانين الموجودة مسبقاً وإصدار أحكامهم على أساس "الإحساس الاشتراكي بالعدالة".
- تحويل روسيا من التقويم الشرقي إلى التقويم الغربي وذلك في شهر تموز/ يوليو عام 1917.
- إصلاح القوات المسلحة الروسية في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917، حيث ألغى الرتب السابقة والألقاب والميداليات، ودعا الجنود إلى إنشاء لجان لانتخاب قادتهم.
- مرسوم بتحديد ساعات العمل اليومية بثماني ساعات وذلك في شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1917.
- أصدر لينين المرسوم المتعلق بمراقبة العمال، في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1917 الذي دعا عمال كل مؤسسة إلى إنشاء لجنة منتخبة لمراقبة إدارة مشاريعهم، في ذلك الشهر أصدر لينين أيضاً أمراً بمعرفة كمية الذهب في البلاد، وتأميم البنوك، والتي رأى لينين أنها خطوة كبيرة نحو الاشتراكية.
- أنشأ المجلس الأعلى للاقتصاد الوطني في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 1917، الذي كان له سلطة على الصناعة والبنوك والزراعة والتجارة.
- مرسوم يتعلق بالتعليم الشعبي الذي ينص على أن تكفل الحكومة التعليم المجاني والعلماني لجميع الأطفال في روسيا.
- مرسوم بإنشاء نظام لدور الأيتام الحكومية.
- أسس المنظمة العالمية للشيوعية (الكومنترن) في عام 1919، (المعروفة بالأممية الثالثة).
- ومن أجل مكافحة الأمية الجماعية بدأت حملة لمحو الأمية؛ ما يقدر بنحو خمسة ملايين شخص مسجلين في دورات محو الأمية الأساسية من 1920 إلى 1926.
- اعتماد قوانين المساواة بين الجنسين.
- أدخلت قوانين ساعدت على تحرير المرأة، بمنحها الاستقلال الذاتي الاقتصادي عن زوجها وإزالة القيود المفروضة على الطلاق، حيث أنشئت منظمة نسائية بلشفية لتعزيز هذه الأهداف.
- أصدرت الحكومة قراراً بفصل الكنيسة عن الدولة وحظرت التعليم الديني في المدارس وذلك في شهر كانون الثاني/ يناير عام 1918.
- أمّم التجارة الخارجية في شهر نيسان/ أبريل عام 1918؛ مما أدى إلى احتكار الدولة للواردات والصادرات.
- أصدر مرسوماً بتأميم المرافق العامة (السكك الحديدية، الهندسة المنسوجات، المعادن، التعدين) في شهر حزيران/ يونيو عام 1918.
- رفض تسديد جميع الديون الخارجية في أوائل عام 1918.
- وقع معاهدة بريست ليتوفسك مع ألمانيا في الثالث من شهر آذار/ مارس عام 1918 التي خرجت بموجبها روسيا من الحرب العالمية الأولى.
- قضى على الحرب الأهلية الروسية حصلت بين عامي 1918 و1920 (سنكون في مقالة تفصيلية عنها)، حيث تمكن فلاديمير لينين من إنهاء هذه الحرب من خلال الجيش الأحمر.
مرض فلاديمير لينين ووفاته
عانى فلاديمير لينين من السكتة الدماغية الثالثة وفقد قدرته على الكلام، وذلك في شهر آذار/ مارس عام 1923، وفي ذلك الشهر عانى من شلل جزئي في جانبه الأيمن، وبحلول شهر أيار/ مايو بدا أنه كان ينتعش ببطء.
حيث بدأ باستعادة مهاراته في الحركة والكلام والكتابة، توفي لينين في منزله غوركي في الحادي والعشرين من شهر كانون الثاني/ يناير عام 1924، بعد أن عانى من غيبوبة في اليوم ذاته، وسجلت الأسباب الرسمية للوفاة معاناته من مرض غير قابل للشفاء في الأوعية الدموية، وأعلنت الحكومة وفاة لينين في اليوم التالي.
في الختام.. كان فلاديمير لينين شخصية سياسية، ومنظر سياسي للماركسية، كان أول رئيس للاتحاد السوفيتي حيث قام بتأميم كل المرافق والأملاك الخاصة كالبنوك والأراضي الزراعية والمعامل وجعلها ملكاً للدولة، أخرج بلاده من الحرب العالمية الأولى قبيل انتهائها بأشهر وذلك لتجنيب بلاده المزيد من الخسائر المادية والبشرية.