علماء: ارتداء الكمامة المستعملة أكثر خطورة من عدم ارتداء كمامة
في الوقت الذي أصبحت فيه الكمامة لا غنى عنها من أجل الوقاية من فيروس كورونا المستجد، فإن بعض الناس يقومون بارتداء الكمامات المستعملة، ظناً منهم أن هذا أفضل من عدم ارتداء كمامة على الإطلاق، ولكن الواقع عكس هذا تماماً.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما سبب خطورة ارتداء الكمامة المستعملة؟
حيث ذكرت تقارير طبية حديثة أن السير في الشارع بدون ارتداء كمامة على الإطلاق هو أفضل بكثير من ارتداء كمامة طبية مستعملة تم استخدامها من قبل.
وأوضح خبراء في جامعة ماساتشوستس الأمريكية أن الاستخدام المطول لهذا النوع من الكمامات يجعل هيكلها يتشوه تماماً مع مرور الوقت، وبالتالي فإنها تفقد خصائصها الوقائية، بل وقد تصبح خطيرة للغاية في بعض الأحيان.
وأضاف العلماء أن البكتيريا التي تقوم الكمامة بترشيحها تظل موجودة عليها، كما أنه مع طول فترة ارتداء الكمامة، يتغير مسار تدفق الهواء، حيث يبدأ الهواء في المرور عبرها وليس من حولها، مما يفقدها خصائص الحماية التي من المفترض أن توفرها.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الأمور تتسبب في زيادة مخاطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد بشكل كبير، حيث أن الكمامة المستعملة تصبح رطبة مع طول الاستعمال، فتشكل بيئة رطبة تجذب الفيروس التاجي، وتصبح بمثابة أرضاً خصبة للإصابة بالعدوى.
هل ينبغي أن نرتدي كمامتين أم كمامة واحدة؟
وفي سياق آخر، ومع استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، وظهور عدد من السلالات المتحورة منه، يبحث الناس عن أفضل الطرق لحماية أنفسهم من العدوى، حيث يقوم البعض منهم بارتداء كمامتين بدلاً من كمامة واحدة كإحدى طرق الوقاية، فهل هذا يساعد بالفعل في الحماية من الفيروس؟
وفقاً لما قاله رئيس الجمعية الأمريكية لعلم الفيروسات الإكلينيكي، الدكتور مات بينيكر، في وقت سابق عندما سؤل عما إذا من الأفضل ارتداء كمامتين، فقد أوضح أن ما يهم حقاً هو نوع الكمامة الجيد الذي يستخدمه المرء، فهو ذلك الذي يتم وضعه باستمرار على الأنف والفم خاصة عندما يكون في مكان عام، متابعاً أنه من المهم التركيز على تحقيق هذا الهدف أكثر من التركيز على وضع كمامتين على الوجه.
كما تحدث الدكتور دوش شيفر، الأستاذ بمركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، عن نوع الكمامات التي نستخدمها وعددها الذي يتوقف على المكان الذي ينوي المرء الذهاب إليه.
وأوضح قائلاً أنه من المهم جداً أن يتم وضع الكمامة باستمرار وعلى النحو المناسب، خاصة عندما يكون المرء في أجواء ذات مخاطر عالية، حيث يكون وقتها الفيروس أسرع انتشاراً.
وأوصى شيفر باستخدام أنواعاً معينة من الكمامات، فمثلاً يمكن للمرء أن يرتدي كمامة من القماش عندما يكون في أجواء مفتوحة، فيما يمكنه استخدام كمامتين أو كمامة من نوع مثل إن 95 أو كيه إن 95، عندما يذهب إلى مكان العمل أو متاجر البقالة أو حتى المستشفيات.
ما هي أفضل الكمامات وكيف نرتديها بشكل صحيح؟
ومن جانبه، فقد تحدث لورانس جوستين، مدير معهد أونيل لقانون الصحة الوطني والعالمي بجامعة جورجتاون الأمريكية، عن نوعية الكمامة والخامة المصنوعة منها، حيث قال أنه إذا قام المرء بوضع الكمامة بالطريقة الصحيحة، فحينها ستكون كل الأنواع فعالة، إلا أنه لفت إلى أن خامة الكمامة ونوعيتها من الممكن أن تُحدث فارقاً أكبر من عددها.
وأضاف أن وضع كمامتين يُعتبر أمراً غير مفهوم، لأننا لا نعرف نوع الخامة، لافتاً إلى أن الكمامات الطبية المستخدمة في العمليات الجراحية أو الكمامات من نوع كيه إن 95 هي الأنواع الأفضل.
وقال الدكتور رائد الدويك، رئيس معهد الأمراض التنفسية بمستشفى كليفلاند كلينيك، أن الكمامة الفعالة هي تلك التي تتكون من عدة طبقات، مردفاً أنه إذا كانت الكمامة التي يرتديها المرء مكونة من عدة طبقات، فلن يكون ضرورياً وقتها أن يستخدم كمامتين.
إلا أنه أوصى بأنه ينبغي على المرء تغطية وجهه على النحو السليم، بحيث تكون الكمامة مغطية الأنف والفم بالكامل، وألا تكون الأنف خارج الكمامة كما يفعل بعض الناس، مضيفاً أن أفضل كمامة هي تلك التي يضعها المرء على وجهه باستمرار بالشكل الصحيح.
أشهر الأخطاء التي ترتكبها أثناء ارتداء الكمامة
وفي سياق متصل، ولأن الكمامة أصبحت جزء أساسياً من مظهر الناس حول العالم، وذلك بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، إلا أنه مازال الكثيرين يرتكبون عدة أخطاء خلال ارتدائها، مما قد يشكل خطراً على صحتهم.
وقد كشفت تقارير طبية في وقت سابق عن أبرز الأخطاء التي يقع فيها بعض الأشخاص خلال ارتداء الكمامة، مما قد يعرضهم للخطر، حيث نستعرضها فيما يلي، حتى يمكنكم تجنبها في حال كنتم ترتكبونها دون أن تدروا:
تحريك الكمامة على الوجه
كثيراً ما يقوم الناس برفع الكمامة إلى أعلى الوجه أو أسفله، خاصة عندما لا يكون بجوارهم أحداً، أو إذا كانوا يحتاجون إلى استنشاق هواء نقياً، إلا أن هذه الممارسة خاطئة وأضرارها بالغة.
فرقبة الإنسان عادة ما يتراكم عليها العرق والأوساخ التي قد تسبب المرض، لذا فإن تحريك القناع أعلى أو أسفل الوجه، ثم إعادته مجدداً لتغطية الوجه، من الممكن أن يشكل خطراً على صحة الإنسان.
ارتداء نفس الكمامة طوال اليوم
يضطر البعض إلى ارتداء الكمامة أغلب ساعات اليوم، خاصة إذا كانوا يذهبون إلى أماكن العمل، أو إذا كانوا متواجدين في أماكن عامة مزدحمة بالأشخاص لفترة طويلة.
وينصح الخبراء هؤلاء الأشخاص بتبديل الكمامة كل ساعتين، لأنه من الخطر ارتداءها ساعات طويلة، حيث أنها قد تنقل لهم في هذه الحالة أي عدوى أو مرض.
نقل العدوى من الكمامة إلى الأسطح
لأن الكمامة تتراكم عليها عادة كل الملوثات، ويصبح التخلص منها أمراً ضرورياً بعد استخدامها، فمن المهم أيضاً الحرص على عدم ملامستها أي سطح قبل التخلص منها، لأنها قد تنقل العدوى إلى ذلك السطح.
أما في حال لامست الكمامة المستخدمة أي سطح قبل استخدامها، فمن الضروري أن يتم تنظيف ذلك السطح جيداً لضمان التخلص من أي عدوى.
رش الكمامة بالمطهرات
يظن بعض الناس أن رش الكمامة بالمطهرات يساعد في تخليصها من الجراثيم وأي عدوى قد تلقتطها، ولكن في الحقيقة أن هذا غير صحيح، بل على العكس تماماً، فإنه يزيد من المخاطر التي يتعرضون إليها.
وأوضح الخبراء أن رش الكمامة يجعلها رطبة بشكل يُفقدها فعاليتها، كما أن استنشاق المطهرات مضر للأشخاص الذين يعانون من الربو أو الحساسية.
فيروس كورونا حول العالم
جدير بالذكر أن فيروس كورونا المستجد ظهر لأول مرة أواخر ديسمبر 2019 في مدينة ووهان الصينية، لينتشر بعدها حول العالم، مما جعل منظمة الصحة العالمية تقوم بتصنيفه كوباء عالمي في مارس 2020.
ووفقاً لآخر الاحصاءات الطبية، فقد وصل عدد المصابين بكوفيد-19 حتى الآن أكثر من 185 مليون و135 ألف شخص حول العالم، فيما بلغ إجمالي عدد المتعافين من المرض أكثر من 169 مليون و432 ألف شخص، أما عدد الوفيات الإجمالي فقد بلغ أكثر من 4 مليون شخص.
الوقاية من فيروس كورونا المستجد
ونصحت منظمات الصحة حول العالم في وقت سابق بأهم الطرق الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، وأهمها غسل الأيدي كثيراً بالماء والصابون، مع استخدام معقم اليدين في حال عدم توفر الصابون والماء، بالإضافة إلى ارتداء الكمامات في حال التواجد في الخارج، وتجنب التجمعات الكبيرة والبقاء في الأماكن المغلقة، والبقاء في المنزل بقدر الإمكان.
أعراض فيروس كورونا
وقد قامت منظمات الصحة العالمية بنشر الأعراض الرئيسية التي تصاحب هذا المرض القاتل، وأبرزها: الحمى، السعال، ضيق التنفس، فقدان حاستي الشم والتذوق، ألم الحلق، الصداع، الإسهال.