عائلة الجفالي: رحلة أثرى العوائل السعودية بدأت بمغامرة على ظهر بعير
This browser does not support the video element.
عائلة الجفالي تعد من أهم العائلات التي تسكن المملكة العربية السعودية وساهمت في تأسيس المملكة، إذ وقفت بجوار الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة، وهي الآن تمثل أحد العائلات الغنية والثرية ليس داخل السعودية فقط ولكن على مستوى دول الخليج العربي.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ولما لعائلة الجفالي من تاريخ كبير وأهمية في المجتمع السعودي، سنتاول خلال السطور التالية بعض المعلومات عن عائلة الجفالي.
عائلة الجفالي من وين:
تعد عائلة الجفالي من أهم العائلات التي كانت تحكم شرق الجزيرة العربية، إلا أنها تعرضت لهزائم متكررة دفعتها للهروب من القصيم إلى مناطق بعيدة، خوفا من أسرهم أو قتلهم على أيدي القوات التي سيطرت على منطقة القصيم في هذا الحين.
وترجع أصول عائلة الجفالي إلى قبيلة بني خالد، التي تعد من أشهر وأثرى القبائل التي سكنت شبه الجزيرة العربية، ثم تفرعت القبيلة حتى أصبح لها جذور في كافة أنحاء شبه الجزيرة العربية، كما لها الكثير من الأفرع التي سكنت مناطق مختلفة في العراق والكويت والإمارات، لذلك تعتبر من أكبر القبائل التي سكنت في جزيرة العرب.
قصة عائلة الجفالي:
يعود تاريخ عائلة الجفالي السعودية إلى نحو 140 سنة، على يد مؤسسها رجل الأعمال عبد الله بن إبراهيم الجفالي، في مدينة عنيزة وسط نجد، والذي التصق اسمه بعبارة "خرج من عنيزة على بعير وعاد إليها بمرسيدس".
ففي مطلع القرن الرابع عشر الهجري، غادر مؤسس عائلة الجفالي عبد الله بن إبراهيم الجفالي، موطنه عنيزة قاصدًا مكة المكرمة، واستأجر منزلاً استقطع منه محلًا صغيرًا، كان نقطة الانطلاق لأعمال العائلة التجارية.
في غضون فترة وجيزةز برز عبد الله بن إبراهيم الجفالي كأحد أبرز الوجوه التجارية في مكة المكرمة، بالتزامن مع ولادة المملكة العربية السعودية، ومن هنا جاء اختيار الملك المؤسس للسعودية عبد العزيز آل سعود، ليكون عبد الله بن إبراهيم الجفالي أحد أعضاء مجلس الشورى، وفقا لما ذكره الشيخ سعد بن عبد العزيز الرويشد في مقال له بصحيفة الجزيرة 2003/1/25.
وولد عبد الله بن إبراهيم الجفالي، مؤسس عائلة الجفالي، في عنيزة عام 1880م، وتلقى تعليمه الأول في الكتاتيب التقليدية، وترعرع في ظل ظروف معيشية صعبة، الأمر الذي دفعه في سن المراهقة للسفر إلى العراق مع جماعة العقيلات بحثًا عن الرزق، لكنه عاد إلى موطنه خلال ستة أشهر، ليبدأ المغامرة لتحسين معيشته.
وقرر عبد الله الجفالي مغادرة عنيزة مجددًا في عام 1898، وشد الرحال على ظهر ناقة هذه المرة إلى الحجاز زمن الحكم العثماني، وتحديداً مكة المكرمة، وبعد رحلة مضنية محفوفة بالمخاطر عبر الصحاري الجرداء، ونزل هناك بحي الجودرية وسط المدينة المقدسة، استئجار منزل متواضع ليقيم به، واستقطع منه جزءاً صغيراً ليمارس النشاط التجاري.
وبدأ عبد الله الجفالي، مؤسس عائلة الجفالي السعودية، نسج أول خيوط علاقاته التجارية مع تجار مكة وتجار عنيزة بهدف إقامة تبادل تجاري بين الحجاز ونجد، وهكذا راحت تجارته وعلاقاته الاجتماعية تتوسع رويداً رويداً، حتى أصبح سريًعا واحدًا من أعلام التجارة وعين من أعيان مكة.
وكان انضمام الحجاز إلى نجد وقيام المملكة العربية السعودية في العام 1925، نقطة انطلاق أخرى في مسيرة مؤسس عائلة الجفالي، إذ وقع الاختيار على عبد الله الجفالي ليكون عضوًا في مجلس الشورى جنبًا إلى جنب مع أعيان الحجاز، كما اصطفاه الملك المؤسسة للسعودية لقيادة هيئة تحقيق للنظر في أوضاع المواطنين في بلاد غامد وزهران.
ورحل الشيخ عبدالله الجفالي عن الدنيا عن عمر يناهز الت 60 عامًا، في عام 1935، إثر حادث مروري أليم وقع لسيارته في منطقة عشيرة شمال الطائف، أثناء طريقه وقتئذ من الطائف إلى جدة لاستقبال نائب الملك في الحجاز الأمير فيصل بن عبد العزيز القادم من الرياض.
ثروة عائلة الجفالي:
تصدرت عائلة الجفالي قائمة فوربس 2020 لأقوى 10 شركات عائلية في السعودية بعد تفوقها على منافسيها، فهي تتربع حاليًا على عرش أغني العائلات السعودية.
فمن بعد رحيل مؤسس عائلة الجفالي سار الأبناء والأحفاد على نفس النهج، وعكفوا على التوسع في أعمالهم التجارية، ودخلوا مجال تجارة الأراضي العقارية وأنشأوا معامل للأسمنت واستحوذوا على عدد من الوكالات، أهمها "مرسيدس" الألمانية وأسسوا شبكة الهاتف السعودي الآلي، وأول شركة للكهرباء وتوسعوا في كثير من المجالات والأعمال.
وحاليًا تتربع عائلة الجفالي على عرش العائلات الغنية في السعودية، بعدما توسع أبناء عائلة الجفالي في الأعمال جغرافيًا وقطاعيًا مكن الشركة من إنشاء عدد من المصانع لتصنيع المنتجات التي كانت تستوردها.
فقد دشن الجيل الثالث من عائلة الجفالي، عصرًا جديدًا للعائلة التجارية الشهيرة، عبر بروز الشيخ ورجل الأعمال وليد الجفالي، رحمه الله، الذي كان اهتمّ مع إخوته، بعد وفاة والدهم أحمد، بشكل كبير بكيان الشركة وعمل على استمرار الكيان باسم عمه الراحل، وهي "شركة إبراهيم الجفالي وإخوانه" في مكة المكرمة.
وعملت شركات الجفالي، بقيادة الأخوين وليد الجفالي وخالد الجفالي، وحاتم الجفالي، بدعم من أبناء عمومتهم ومجموعة من المديرين التنفيذيين المهنيين على إدارة المجموعة الواسعة الاستثمارات حالياً في مجالات عدة، كان أبرزها في الهندسة والتجارة والخدمات والتصنيع والتمويل والعقارات.
ونجح أبناء عائلة الجفالي في التوزيع في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية والأنشطة التي جعلت من عائلة الجفالي، من أكثر العوائل ثراء في المنطقة.
ومن أبرز أعمال عائلة الجفالي:"الشركة الوطنية لصناعة السيارات، وإنتاج الشاحنات، بالتعاون مع شركة "مرسيدس-"بنز" الألمانية"، والشركة السعودية لصناعة المباني الحديدية، بالتعاون مع شركة "بتلر الأمريكية".
وتشمل الأعمال التجارية لعائلة الجفالي: "الشركة السعودية لصناعة الثلاجات، والشركة السعودية لصناعة المكيفات، والشركة العربية الكيماوية لإنتاج المواد العازلة واللاصقة، والشركة السعودية لصناعة "التراكتورات"، كما أن لها شراكات عدة مع شركات عالمية من أبرزها "سيمنس وآي بي إم" و"ميشلان".
أعمال عائلة الجفالي لدعم المجتمع:
وأسهمت عائلة الجفالي في تأسيس مراكز خدمية لدعم المجتمع والمؤسسات الخيرية داخل السعودية وخارجها، منها مؤسسات خيرية في مدينة جدة كمركز العون لذوي الظروف الخاصة، ومركز غسيل الكلى في مستشفى الملك سعود بعنيزة، وجمعية الخدمات الإنسانية.
وأسست عائلة الجفالي مركز تأهيل المعاقين، ومستشفى لعلاج الإدمان في لبنان، وتأسيس وتعزيز خدمات الطوارئ والغسل الكلوي، في مركز بورت سودان للديال بشرقي السودان وغيرها من إسهامات رجال أعمال العائلة.