ظاهرة الإحتباس الحراري: أسبابها وطرق الحد منها
السبب الرئيسي للإحتباس الحراري
تأثير البشر على ظاهرة الإحتباس الحراري
يعرف الاحتباس الحراري بأنه التزايد التدريجي لدرجات حرارة القشرة الأرضية نتيجة النشاط البشري، حيث ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار يزيد عن درجتين مئويتين منذ بداية الثورة الصناعية حتى الآن، فقد ازداد استهلاك الوقود الأحفوري ومعه ازدادت انبعاثات غازات الدفيئة (Greenhouse Gases) بشكل يجعل الأرض تحتفظ بنسبة أكبر من الحرارة التي تستقبلها من ضوء الشمس.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
السبب الرئيسي للإحتباس الحراري
السبب الأساسي للاحتباس الحراري هو ازدياد انبعاثات غازات الدفيئة (Greenhouse Gases) بداية من الثورة الصناعية. الغازات الدفيئة تتضمن العديد من الغازات المختلفة، والتي يعد أشدها تأثيراً كلٌّ من؛ بخار الماء، الذي لا يؤخذ بعين الاعتبار كون البشر لم يؤثروا بشكل فعال على نسبته في الغلاف الجوي كما أنه يعود للأرض بشكل دوري على شكل أمطار، أما الغاز الأساسي الآخر فهو ثنائي أوكسيد الكربون (CO2)، وهو الناتج الأساسي لعمليات احتراق الوقود الأحفوري من فحم حجري ونفط وغاز بترولي وغاز طبيعي.
على الرغم من أن غازات الدفيئة مجتمعة لا تشكل سوى نسبة صغيرة للغاية من مكونات الغلاف الجوي، ولا تقارن بالنسبة الكبيرة الخاصة بكل من الأوكسجين والنيتروجين، فتأثيرها يكون واضحاً للغاية كونها تستطيع الاحتفاظ بالحرارة على عكس المكونين الأساسيين للغلاف الجوي.
فبينما يتكون كل من جزيئي الأوكسجين والنيتروجين من ذرتين فقط فغازات الدفيئة كثنائي أوكسيد الكربون تتكون عادة من 3 ذرات أو أكثر؛ مما يعطيها خاصية اهتزازية تجعلها قادرة على تخزين طاقة الأشعة الحمراء الصادرة من الشمس وإعادة تفريغها لاحقاً عند الحاجة.
يتكون الغلاف الجوي الأرضي من طبقة رقيقة من الغاز المحيط بالأرض، ومع كون كثافة هذه الغازات تنخفض بشدة كلما ابتعدنا عن سطح الأرض فالأحداث المهمة المعنية بوجودنا تحدث كلها ضمن مدى 10 كيلومترات عن سطح الأرض فقط، وهي مسافة صغيرة للغاية مقارنة بقشرة الأرض، فعند المقارنة؛ لو كانت الأرض بحجم البصلة فالجزء المهم من الغلاف الجوي لا يشكل سوى قشرة البصلة فقط، وبالتالي فالتغييرات التي نحدثها في الغلاف الجوي مهمة للغاية مهما بدت صغيرة، حيث أن حجمه ليس بالكبر الذي نتخيله.
خلال العقود الأخيرة التي تمثل الثورة الصناعية للبشر، ازداد تركيز غاز ثنائي أوكسيد الكربون (غاز الاحتباس الحراري الأهم) بمقدار 30% عن معدلاته المعتادة قبل الثورة الصناعية، حيث أن هذه الزيادة الكبيرة متطابقة تماماً مع معدلات استهلاك الوقود الأحفوري للاستخدامات المتعددة، بداية من وسائط النقل إلى توليد الكهرباء والتدفئة وتشغيل المصانع.
هذه التغييرات بدورها متناسبة بشكل مطابق مع التغيرات في معدلات درجات الحرارة عبر السنين وبالأخص القرنين الماضيين.
تأثير النشاط البشري على ظاهرة الإحتباس الحراري
يعد الاحتباس الحراري واحداً من أكثر المواضيع العلمية التي تتمحور الدراسات العلمية والتجارب حولها، وهذه الدراسات تتفق على كون تغيير انبعاثات الغازات الصادرة عن الحضارة البشرية هي المسؤول عن الاحتباس الحراري.
يمكن التأكد من ذلك عن طريق قياس معدلات الكربون الممتص من طبقات الجليد القطبي، حيث يمكن تحديد عمر كل طبقة بدقة عالية ومع دراسة نسبة الكربون فيها يمكن معرفة نسبة غاز ثنائي أوكسيد الكربون في الجو أثناء تشكلها، مما يعطينا سجلاً دقيقاً لتراكيز غازات الدفيئة عبر الزمن وتغيرها.
مع أخذ معدلات غاز ثنائي أوكسيد الكربون بعين الاعتبار قام العلماء بإجراء محاكاة تأثير هذه التراكيز على الحرارة الأرضية، مع استثناء العوامل الأخرى المؤثرة كتبدلات الحرارة القادمة من الشمس والمحكومة بالدورات الشمسية (الدورة الشمسية هي فترة من 11 عاماً يتغير خلالها المجال المغناطيسي للشمس وبالتالي يتغير نشاط البقع الشمسية وكمية الحرارة التي تطلقها في الفضاء ومنها الحرارة القادمة إلى الأرض) كما تم عزل تبدلات الحرارة الناتجة عن تغير مدار الأرض حول نجمنا الأصفر.
نتائج المحاكاة كانت قريبة للغاية من معدلات درجات الحرارة المسجلة على الأرض، وعند إجراء المحاكاة بناء على العوامل المؤثرة كانت النتائج مطابقة تماماً للنتائج المسجلة؛ مما يعزز مصداقية وواقعية عمليات المحاكاة التي نفذتها حواسيب خارقة، وبالتالي يجعل تأثير النشاط البشري على حرارة الأرض أمراً محسوماً علمياً بشكل قطعي.
آراء المجتمع العلمي حول ظاهرة الإحتباس الحراري
يجمع المجتمع العلمي حول الأرض على تأييد الاحتباس الحراري، حيث يعد من أكثر النظريات العلمية المؤيدة بأدلة قوية ودامغة تجعل إنكارها علمياً أمراً غير ممكن، حيث تؤيدها آلاف الدراسات والأوراق البحثية المراجعة من النظراء (الورقة البحثية المراجعة من النظراء هي ورقة بحثية يتقدم بها عالم أو مجموعة من العلماء لتقوم مجموعات بحثية أخرى بإعادة التجربة وخطوات الدراسة والحسابات للتأكد من مصداقيتها وصحتها)، كما أن الأدلة المؤيدة لها تتفوق على معظم النظريات الأخرى المسلم بها اليوم كالجاذبية والنسبيتين العامة والخاصة.
بالمقابل، يتوزع حول العالم عدد كبير من منكري الاحتباس الحراري ويتركز معظمهم في الولايات المتحدة، حيث يسود اعتقاد لدى فئات متعددة بأن الاحتباس الحراري هو مؤامرة شيوعية سوفيتية تهدف للإضرار بالاقتصاد الأمريكي عن طريق إضعاف الصناعة الأمريكية بإجبارها على اتخاذ تدابير صديقة للبيئة.
يعتمد منكرو الاحتباس الحراري على عدة أنماط فكرية لتبرير معارضتهم للنظرية العلمية المثبتة، فنسبة كبيرة منهم تعتبر كون المناخ المحلي لمناطقهم بارداً في الفترة الأخيرة دليلاً معاكساً لنظرية الاحتباس الحراري، متجاهلين حقيقة أن ازدياد معدلات الحرارة يحتسب للكوكب كله وليس لمنطقة محددة فقط، حيث من الممكن أن تعاني منطقة من الأرض من انخفاض معدلات درجات الحرارة فيها لعقود، بينما يكون معدل الحرارة العالمي مستمراً بالارتفاع.
الفئة الأخرى والكبرى من منكري الاحتباس الحراري لا تنكر ازدياد معدلات درجات حرارة الأرض بل تؤيد ذلك، إلا أنها تعزوه إلى عوامل أخرى غير بشرية: كالنشاط البركاني والزلزالي، تغير النشاط الشمسي، تغير مدار الأرض حول الشمس وسواه، المشكلة في هذه الحجة هي عدم تقديمها لأي دليل حقيقي حيث أن الدراسات العلمية تجمع على أن تأثير المؤثرات الطبيعية المذكورة مجتمعة على معدلات درجات حرارة الأرض محدود للغاية مقابل كون التأثير البشري هو الغالب والمسبب الأساسي.
يعد الصناعيون الكبار الأمريكيون -خصوصاً أصحاب البلايين منهم- المروجين الأهم لرفض الاحتباس الحراري ولنظريات المؤامرة المتعلقة به، حيث أن وجود الاحتباس الحراري يعني أنهم ملزمون بتقليل أرباحهم عن طريق تطوير مصانعهم لتصبح صديقة للبيئة بشكل أكبر، أو الانتقال للطاقات المتجددة النظيفة؛ مما يضعف احتكارهم لسوق الوقود وأرباحهم منه، ولعل أهم وأشهر الشخصيات الرافضة للاحتباس الحراري هو الرئيس الأمريكي المنتخب مؤخراً والبليونير دونالد ترامب.
نتائج وآثار الإحتباس الحراري على المدى القريب والبعيد
بالنظر للضجة الكبيرة المحيطة بالاحتباس الحراري فبالإمكان تخمين التأثيرات الكارثية التي قد يسببها على المدى القريب والبعيد حيث أن بعضها بدأ بالظهور منذ الآن. أهم هذه التأثيرات تتلخص بما يلي:
1- حالات الطقس المتطرفة والحادة
ارتفاع درجات الحرارة الأرضية يؤثر على المناطق بشكل مختلف للغاية، فبينما ترتفع معدلات الحرارة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية حيث تترك الكتلة العظمى من اليابسة فهي تبقى أدنى منها في النصف الجنوبي المكون أساساً من المحيطات والبحار والمسطحات المائية، مع تأثير برودة محدود على النصف الشمالي من المحيط الأطلسي.
هذا التغير والتباين الكبير في درجات الحرارة بين البر والبحر يؤدي إلى حالات طقس متطرفة أكثر حيث تزداد حالات موجات الحر والصقيع خصوصاً في المناطق المدارية (حول مداري السرطان والجدي)، حيث سيؤدي ازدياد الرطوبة إلى حالات أعاصير وعواصف كبرى بشكل أكبر، فقد بدأ الأمر بالظهور بشكل واضح مع ازدياد معدلات العواصف الكبيرة والأعاصير في العقود الأخيرة، حيث ازداد عددها نسبياً مع ارتفاع القوة التدميرية لها.
2- إرتفاع مستويات مياه البحر
مع ارتفاع معدلات حرارة الأرض فجليد القطبين الشمالي والجنوبي، كذلك جليد المسطحات والأنهار الجليدية يذوب بوتيرة متزايدة جعلت مستويات مياه البحر ترتفع بشكل ملحوظ عبر الوقت، حيث تغير ارتفاع مياه البحر بمعدل يتراوح بين 2.2 و 2.9 ميليمتر بشكل سنوي بين عامي 1992 و 2015، كما أن التوقعات المستقبلية تظهر أن القرن الحالي قد يشهد ارتفاعاً لاحقاً لمستويات مياه البحر قد تصل حتى مترين أعلى من ارتفاعها عام 1992.
على الرغم من أن ارتفاع مياه البحر قد لا يبدو مؤثراً بشكل كبير للوهلة الأولى، فهو يتضمن تأثيرات كارثية حول العالم، حيث ستختفي العديد من أنواع الزرع عن الوجود تماماً، فيما ستتضائل أراضي ولاية فلوريدا الأمريكية بشكل كبير مع شبه اختفاء لدولة هولندا (التي يعني اسمها باللغة الهولندية الأراضي المنخفضة) عن الخارطة، وتأثيرات كبيرة في جنوب شرق آسيا ومنطقة الخليج العربي حيث المدن الساحلية منخفضة للغاية وقريبة من مستوى مياه البحر؛ مما سيؤدي إلى فيضانات ساحلية متكررة تنتقل تدريجياً إلى غمر المياه لهذه الأراضي بشكل دائم.
3- تغيرات البيئة الحيوية
عدا عن ارتفاع درجة الحرارة، فالاحتباس الحراري يرفع مستوى مياه البحر ويزيد من حمضيتها (حيث أن المستويات المتزايدة من غاز ثنائي أوكسيد الكربون تزيد من امتصاص مياه البحر للغاز مشكلة حمض الكربون H2CO3 وهو ما يزيد من حموضة المياه) كما يغير في مواعيد الفصول؛ مما يؤدي إلى قدوم الربيع مبكراً عن العادة.
هذه التغيرات البيئية الكبيرة لها آثار مدمرة على البيئة الحيوية خاصة في المحيطات، حيث 30% من المستعمرات المرجانية حول العالم متضررة بشدة، كما أن البلانكتون (العوالق الحيوانية والغذاء الأساسي للأسماك) يتأثر بشدة بذلك؛ مما يجعل البيئة المحيطية الأكثر تعرضاً للخطر ومتضررة أكثر بمراحل من البر.
تضرر البيئة البحرية بالدرجة الأولى لا يعني أن البيئة البرية سليمة، حيث أن العلماء يتوقعون انقراضات جماعية (بشكل حاد أكثر من حالات الانقراض الكبرى التي تحدث اليوم) متزايدة مع الارتفاع الأكبر لدرجات الحرارة، كما أن العديد من الأمراض وبالأخص المنتشرة في المنطقة الحارة كالملاريا من المتوقع أن تنتشر شمالاً إلى المناطق التي ترتفع حرارتها اليوم لتحاكي بشكل أكبر البيئات الأصلية لهذه الأمراض.
4- التغييرات طويلة المدى
في حال استمرت انبعاثات غازات الدفيئة بمعدلاتها الخالية للعقود والقرون القادمة فمستويات ثنائي أكسيد الكربون والميثان ستصل إلى مستويات مرتفعة للغاية وتتجاوز العتبة الأساسية، حيث يصبح انعكاسها مستحيلاً وتستمر الحرارة بالارتفاع على الرغم من أي محاولات لعكسها؛ مما سينتج حالة جحيميه في المحصلة تحاكي الحالة في كوكب الزهرة القريب منا، حيث الحرارة بمئات الدرجات المئوية والأمطار الحامضية تمنع وجود أي حياة على الكوكب الجار.
الحلول والمقترحات للحد من ظاهرة الإحتباس الحراري
مع كون الاحتباس الحراري واحداً من المشكلات البيئية التي تنذر بنتائج كارثية قد تلغي وجود البشر على الأرض نهائياً، فمن المهم البحث عن حلول مستعجلة لهذه الظاهرة. أهم هذه الجهود تتركز في المجالات التالية:
1- تقليل انبعاثات غازات الدفيئة
مع كون المسبب الأساسي للاحتباس الحراري هو غازات الدفيئة، فإزالة السبب من شأنه تقليل تأثير الظاهرة تدريجياً حتى زوالها نهائياً (ولو أن ذلك سيحتاج لقرون طويلة تالية).
تقليل الانبعاثات الضارة ممكن عن طريق اعتماد التقنيات الحديثة لزيادة معدل الإنتاج وتقليل استهلاك الطاقة مع تقليل استخدام الوقود الأحفوري قدر الإمكان أو تقليل الانبعاثات الضارة منه على الأقل، فالهدف النهائي هو إلغاء الانبعاثات نهائياً ولو أن ذلك يبدو غير ممكن عملياً في الوقت الحالي.
2- الاعتماد على الطاقات المتجددة والنظيفة
مع تقليل الاعتماد على طاقة الوقود فمن الضروري العثور على بدائل فعالة لهذه الطاقة، عن طريق مصادر الطاقة البديلة التي نعرفها حالياً مثل الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، السدود، الطاقة النووية التي وإن كانت تعتمد على الوقود من حيث المبدأ (قضبان اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم) فمعدل الطاقة المرتفعة الناتجة من كميات قليلة من الوقود يجعل هذه الطاقة متجددة نسبياً على الأقل.
واحدة من الطاقات الواعدة هي طاقة الاندماج النووي، حيث تجري العديد من الأبحاث والتجارب في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا على إنشاء مفاعلات تدمج ذرات الديتريوم (نظير للهيدروجين يحوي نيوتروناً في نواته بالإضافة للبروتون) لتصنع الهيليوم، بشكل يحاكي آلية إنتاج الطاقة في النجوم ومنها الشمس.
هذه الأبحاث لا تزال في مراحلها الأولية ولا دليل حتى الآن على إمكانية تطبيقها عملياً حيث لم تعط التجارب نتائجاً حاسمة حتى الآن، ولو أنها ستكون طاقة المستقبل في حال تحققها.
3- التأقلم مع التغييرات التي تترافق والاحتباس الحراري
واحدة من الأساليب المقترحة لمواجهة الظاهرة هي تغيير أسلوب حياتنا للتأقلم مع التغييرات التي يتضمنها الاحتباس الحراري عبر الوقت. المشكلة في هذا الأسلوب كوننا غير واثقين من قدرتنا على التأقلم مع التغييرات الكبيرة القادمة، حيث يبقى الأمر نظرياً إلى حد بعيد ومستبعد الحدوث من قبل معظم العلماء اليوم.
4- الهندسة البيئية للحد من آثار الاحتباس الحراري
الهندسة البيئية أو هندسة المناخ، هي محاولة تعديل كوكبنا الأزرق لإدارة الحرارة والغازات بشكل أكثر فعالية، حيث تتراوح الاحتمالات الممكنة من مرايا عملاقة في الفضاء لتقليل كمية الأشعة الشمسية الواصلة إلى الأرض، أو تعديل بعض أنواع البكتيريا وراثياً لتمتص ثنائي أوكسيد الكربون من الهواء، أو لتفكيك البلاستك والبولمرات السامة مما من شأنه تحسين الوضع البيئي على الأرض.
المشكلة في هذا النوع من التعديلات هو العجز عن التنبؤ بنتائجه، فمن الممكن أن يأتي بنتائج عكسية بدلاً من تلك المتوقعة وبدلاً من إصلاح الوضع تسوء الأمور بشكل أكبر.
في النهاية... يعد الاحتباس الحراري واحداً من أهم القضايا المطروحة اليوم، حيث يقع مصير البشرية وربما الحياة على الأرض حتى بأيدي الجيل الحالي، ومن الممكن أن نتجنب الكارثة ببذل الجهود الكافية لذلك أو جعلها أسوأ لتصل إلى محلة لا يمكن تجنبها معها.