صيام المريض في شهر رمضان: شروط وأحكام
حالات أمراض توجب الإفطار في شهر رمضان
أمراض لا تتطلب الإفطار في رمضان
ما هي الأعذار التي تبيح الإفطار في رمضان؟
هل يجوز الإفطار بسبب نزلات البرد؟
هل يجوز الإفطار في رمضان بسبب وجع الرأس؟
شهر رمضان المبارك هو شهر الطاعة والعبادة والتقرب إلى الله تعالى بالصيام والقيام والصدقة والذكر والدعاء. ولكن هناك فئة من المسلمين لا يستطيعون الصيام بسبب معاناتهم من بعض الأمراض التي تجعل الصيام مضراً أو محرماً عليهم. فما هي هذه الأمراض؟ وما هو حكم الصيام بالنسبة لهم؟ وما هي البدائل والفتاوى الشرعية التي تسهل عليهم أداء هذه الفريضة؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في هذا التقرير، سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة بالاستناد إلى ما قاله الفقهاء والأطباء من الأدلة والآراء والنصائح.
حالات أمراض توجب الإفطار في شهر رمضان
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتساءل الكثير من المسلمين عن حكم الصيام بالنسبة لمن يعانون من بعض الأمراض الشائعة، وما هي الأمراض التي تجعل الصيام مضراً أو محرماً على المريض.
وحالات الأمراض التي يجوز فيها الإفطار في رمضان هي الحالات التي يشق على المريض الصيام فيها، أو يضر به أو يزيد مرضه، أو يؤخر شفاءه، أو يهدد حياته. ومن هذه الحالات:
- أولاً: السكري
السكري هو مرض يتسبب في ارتفاع مستوى السكر في الدم نتيجة خلل في إفراز أو استخدام هرمون الأنسولين. ينقسم السكري إلى نوعين رئيسيين: النوع الأول، الذي يحتاج المريض فيه إلى حقن الأنسولين بانتظام، والنوع الثاني، الذي يمكن التحكم فيه بالأدوية الفموية أو الحمية أو الرياضة.
بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول، فإن الصيام يعتبر محرماً عليهم، لأنه يشكل خطراً على حياتهم، ويجب عليهم الإفطار وإخراج فدية عن كل يوم، وهي مقدار صاع من طعام يُطعم به مسكيناً.
أما بالنسبة لمرضى السكري من النوع الثاني، فإن الصيام يعتبر مكروهاً عليهم، لأنه قد يؤدي إلى مضاعفات صحية، مثل الجفاف أو الحموضة أو الغيبوبة. ويجب عليهم استشارة الطبيب قبل الصيام، ومراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام، والإفطار فوراً إذا حدث انخفاض أو ارتفاع شديد فيه.
- ثانياً: الضغط
الضغط هو مرض يتسبب في ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم عن المعدل الطبيعي. ينقسم الضغط إلى نوعين رئيسيين: الضغط المرتفع، الذي يسمى أيضاً بالارتفاع الشرياني، والضغط المنخفض، الذي يسمى أيضاً بالانخفاض الشرياني.
بالنسبة لمرضى الضغط المرتفع، فإن الصيام لا يؤثر عليهم بشكل كبير، إذا كانوا يتناولون أدويتهم بانتظام، ويتجنبون الملح والدهون والتوابل والقهوة والشاي والتدخين، ويشربون كمية كافية من الماء بعد الإفطار. ويجب عليهم استشارة الطبيب قبل الصيام، ومراقبة ضغط الدم بانتظام، والإفطار فوراً إذا حدث ارتفاع شديد فيه.
أما بالنسبة لمرضى الضغط المنخفض، فإن الصيام قد يزيد من خطر الإغماء أو الدوخة أو الصداع أو الضعف العام. ويجب عليهم تناول وجبة السحور بشكل جيد، والابتعاد عن الحرارة والجهد البدني، والاستلقاء على الظهر مع رفع الساقين عند الشعور بالدوار، والإفطار فوراً إذا حدث انخفاض شديد في الضغط.
- ثالثاً: الربو
الربو هو مرض يتسبب في تضييق والتهاب المجاري التنفسية، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وسعال وصفير في الصدر. ينقسم الربو إلى نوعين رئيسيين: الربو المزمن، الذي يستمر لفترات طويلة، والربو الحاد، الذي يحدث بشكل مفاجئ ويسمى أيضاً بالنوبة الربوية.
بالنسبة لمرضى الربو المزمن، فإن الصيام لا يؤثر عليهم بشكل كبير، إذا كانوا يتناولون أدويتهم بانتظام، ويتجنبون العوامل المحفزة للربو، مثل الغبار أو الدخان أو العطور أو الحساسية أو البرد أو الإجهاد. ويجب عليهم استشارة الطبيب قبل الصيام، وحمل بخاخ الربو معهم دائماً، والإفطار فوراً إذا حدث تفاقم في أعراضهم.
أما بالنسبة لمرضى الربو الحاد، فإن الصيام يعتبر محرماً عليهم، لأنه يشكل خطراً على حياتهم، ويجب عليهم الإفطار وإخراج فدية عن كل يوم، وهي مقدار صاع من طعام يُطعم به مسكيناً.
- رابعاً: الفشل الكلوي
الفشل الكلوي، الذي يحتاج المريض فيه إلى غسيل الكلى بشكل دوري، والذي يجوز للمريض فيه الإفطار إذا كان الصيام يضر به أو يؤثر على عملية الغسيل، ويجب عليه إخراج كفارة عن كل يوم، وهي مقدار صاع من طعام يُطعم به مسكيناً.
- خامساً: أمراض القلب
مرضى القلب يباح لهم الإفطار في رمضان إذا كانت حالتهم الصحية مستقرة ولا يعانون من أعراض حادة أو مزمنة تتأثر بالصيام، وإذا كانوا قادرين على تغيير موعد أدويتهم وفق أوقات الإفطار بعد استشارة الطبيب. وفي هذه الحالة يكون الصيام مفيداً لهم لأنه يساعد على خفض ضغط الدم والكوليسترول والوزن والتوتر، ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أما إذا كانت حالتهم الصحية غير مستقرة أو تتطلب أدوية لا يمكن تأجيلها أو تخفيضها، أو إذا كانوا يعانون من أمراض أخرى تزيد من خطورة الصيام عليهم، مثل السكري أو القصور الكلوي أو الرئوي، فلا يجوز لهم الصيام وعليهم الإفطار والإطعام عن كل يوم مسكيناً. وفي هذه الحالة يعتبرون من المرضى الذين لا يرجى برؤهم، ولا يجب عليهم قضاء الأيام التي أفطروها.
سادساً: امراض السرطان
لا يجب الصيام لمريض السرطان لأن الصيام قد يضر بصحته ويؤثر على فاعلية العلاج الذي يتلقاه. فالصيام يسبب التعب والجفاف والنقص في السعرات الحرارية والبروتينات التي يحتاجها المريض لمقاومة المرض وتجديد خلاياه. كما قد يؤدي الصيام إلى تغيير مواعيد الدواء أو تأخيره أو تخفيضه دون استشارة الطبيب، مما يزيد من خطر انتشار السرطان أو حدوث مضاعفات.
لذلك، ينصح مريض السرطان بالإفطار في رمضان والاستفادة من الرخصة الشرعية التي أباحها الله تعالى للمرضى الذين لا يستطيعون الصيام أو يضرهم الصيام. وعليه إطعام مسكين عن كل يوم أفطره، إذا كان مرضه مزمناً ولا يرجى شفاؤه. أو قضاء الأيام التي أفطرها بعد شفائه، إذا كان مرضه مؤقتاً ويمكن الشفاء منه.
هذه بعض الأمراض التي تبطل الصيام أو تجعله مضراً أو محرماً على المريض، وهي ليست شاملة لكل الحالات، ولذلك ينصح كل مريض بالتواصل مع طبيبه ومشاورته قبل الصيام، والرجوع إلى الأدلة الشرعية والطبية في حال الشك أو الجهل.
وبشكل عام، المريض يجب عليه الإفطار في رمضان لأن الله تعالى شرع الصيام لعباده لتقوية أرواحهم وأجسادهم، وليس لإيذائهم أو إضرارهم. وقد قال الله تعالى: (يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ). وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ).
ولهذا فقد أباح الله تعالى للمريض الإفطار في رمضان، وأمره بقضاء الأيام التي أفطرها بعد شفائه، إذا كان مرضه مؤقتاً ويمكن الشفاء منه. وأمره بإطعام مسكين عن كل يوم، إذا كان مرضه مزمناً ولا يمكن الشفاء منه. وهذا من رحمة الله تعالى بعباده وتيسيره لهم.
أمراض لا تتطلب الإفطار في رمضان
هناك بعض الأمراض التي لا تتطلب إفطارًا في رمضان، ولكنها تتطلب قضاء الأيام التي أفطرها المريض بعد شفائه أو تحسن حالته. من هذه الأمراض:
- الحمى الشديدة أو الالتهابات الحادة التي تسبب العطش أو الجفاف أو الضعف الشديد.
- الإسهال أو القيء المستمر الذي يفقد المريض السوائل والمعادن من جسمه.
- الحمل أو الرضاعة إذا كان الصيام يضر بالأم أو الجنين أو الرضيع.
- السفر الطويل أو الشاق الذي يتعب المسافر ويجعله بحاجة إلى الطعام والشراب.
- العمل الشاق أو الخطر الذي يتطلب من العامل القوة والنشاط والتركيز.
هذه بعض الأمراض والحالات التي لا تتطلب إفطارًا في رمضان، ولكنها تتطلب قضاء الأيام التي أفطرها المريض بعد انقضاء الشهر أو تحسن حالته. وينصح كل مريض بالتواصل مع طبيبه ومشاورته قبل الصيام، والرجوع إلى الأدلة الشرعية والطبية في حال الشك أو الجهل.
ما هي الأعذار التي تبيح الإفطار في رمضان؟
الأعذار التي تبيح الإفطار في رمضان هي الأعذار التي تجعل الصيام مشقة شديدة أو مضراً بالصحة أو الحياة. ومن هذه الأعذار:
- المرض: إذا كان الصيام يزيد من مرض المريض أو يؤخر شفاءه أو يهدد حياته، فيجوز له الإفطار ويجب عليه قضاء الأيام التي أفطرها بعد رمضان. وينبغي للمريض أن يستشير طبيبه قبل الصيام وأن يتبع الأدلة الشرعية والطبية في حال الشك أو الجهل.
- السفر: إذا كان السفر طويلاً أو شاقاً أو مباحاً، فيجوز للمسافر الإفطار ويجب عليه قضاء الأيام التي أفطرها بعد رمضان. وينبغي للمسافر أن ينوي الإفطار قبل الفجر وأن يتبع الأدلة الشرعية والفقهية في حال الشك أو الجهل.
- الحمل أو الرضاعة: إذا كان الصيام يضر بالحامل أو الجنين أو الرضيع، فيجوز للحامل أو المرضع الإفطار ويجب عليها قضاء الأيام التي أفطرتها بعد رمضان. وينبغي للحامل أو المرضع أن تستشير طبيبها قبل الصيام وأن تتبع الأدلة الشرعية والطبية في حال الشك أو الجهل.
- الهرم أو الضعف: إذا كان الصيام مشقة على الهرم أو الضعيف، فيجوز لهم الإفطار ويجب عليهم إخراج فدية عن كل يوم، وهي مقدار صاع من طعام يُطعم به مسكيناً. وينبغي للهرم أو الضعيف أن يتبع الأدلة الشرعية والفقهية في حال الشك أو الجهل.
هذه بعض الأعذار التي تبيح الإفطار في رمضان، ولكنها ليست شاملة لكل الحالات، ولذلك ينصح كل مسلم بالتواصل مع طبيبه ومشاورته قبل الصيام، والرجوع إلى الأدلة الشرعية والطبية في حال الشك أو الجهل. ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام
هل يجوز الصوم وأنت مريض؟
الصيام من أركان الإسلام وفرائضه، ولكن الله تعالى رحيم بعباده وميسر لهم الأمور، فشرع لهم الرخص في بعض الحالات التي يشق عليهم فيها الصيام أو يضر بهم. ومن هذه الحالات المرض الذي يؤثر على الصيام.
فالمريض إذا كان الصيام يزيد من مرضه أو يؤخر شفاءه أو يهدد حياته، فيجوز له الإفطار ويجب عليه قضاء الأيام التي أفطرها بعد رمضان. وينبغي للمريض أن يستشير طبيبه قبل الصيام وأن يتبع الأدلة الشرعية والطبية في حال الشك أو الجهل.
ومن الأمثلة على الأمراض التي توجب عدم الصيام: السكري من النوع الأول، الضغط المنخفض، الربو الحاد، الفشل الكلوي، وغيرها.
وأما المريض الذي لا يرجى برؤه، فلا يجب عليه قضاء الصيام ولكن عليه دفع فدية وإطعام فقير عن كل يوم فائت. ومن الأمثلة على هذه الحالة: الهرم أو الضعف الشديد، أو المرض الذي لا يزول بالعلاج.
وهذه بعض الأحكام المتعلقة بالصيام والمرض، ولكنها ليست شاملة لكل الحالات، ولذلك ينصح كل مسلم بالتواصل مع طبيبه ومشاورته قبل الصيام، والرجوع إلى الأدلة الشرعية والطبية في حال الشك أو الجهل.
هل يجوز الإفطار بسبب نزلات البرد؟
الإفطار بسبب نزلات البرد لا يجوز إلا إذا كانت النزلة شديدة وتسبب للصائم مشقة ظاهرة أو تضر بصحته أو تؤخر شفاءه. وينبغي للصائم أن يستشير طبيبه قبل الإفطار وأن يتبع الأدلة الشرعية والطبية في حال الشك أو الجهل.
ومن الأمثلة على النزلات الشديدة التي تبيح الإفطار:
الزكام الذي يسبب احتقاناً في الأنف وصعوبة في التنفس، والذي قد يحتاج المريض فيه إلى استخدام بخاخ الأنف الذي يُفطر الصائم.
وأما النزلات الخفيفة التي لا تبيح الإفطار:
فهي التي لا تسبب للصائم مشقة يشق احتمالها، مثل السعال البسيط أو العطس أو الرشح. وينصح الصائم في هذه الحالة بتناول وجبة السحور بشكل جيد، وشرب السوائل بكثرة بعد الإفطار، وتجنب التعرض للبرد أو الهواء البارد.
هذه بعض الأحكام المتعلقة بالإفطار بسبب نزلات البرد، ولكنها ليست شاملة لكل الحالات، ولذلك ينصح كل مسلم بالتواصل مع طبيبه ومشاورته قبل الصيام، والرجوع إلى الأدلة الشرعية والطبية في حال الشك أو الجهل.
ما حكم بلع البلغم في الصيام؟
بلع البلغم في الصيام هو مسألة مختلف فيها بين الفقهاء، ولكن الراجح أنه لا يفطر الصائم إذا وصل إلى الفم، ولكن ينبغي للصائم أن يتجنب إثارة البلغم والنخامة وإخراجها إذا تجمّعت في الفم.
والبلغم هو خلط من أخلاط البدن، وهو معروف، وفي بلع البلغم أو النخامة إذا وصلت إلى الفم خلاف معروف للعلماء، وقد رجح الشيخ العثيمين ـ رحمه الله ـ عدم الفطر بتعمد ابتلاعها، فقال ما عبارته: البلغم أو النخامة إذا لم تصل إلى الفم فإنها لا تفطر ـ قولاً واحداً في المذهب ـ فإن وصلت إلى الفم ثم ابتلعها ففيه قولان لأهل العلم: منهم من قال: إنها تفطر، إلحاقاً لها بالأكل والشرب. ومنهم من قال: لا تفطر، إلحاقاً لها بالريق، فإن الريق لا يبطل به الصوم، حتى لو جمع ريقه وبلعه، فإن صومه لا يفسد. وإذا اختلف العلماء فالمرجع الكتاب والسنة، وإذا شككنا في هذا الأمر هل يفسد العبادة أو لا يفسدها؟
فالأصل عدم الإفساد، وبناء على ذلك يكون بلع النخامة لا يفطر، والمهم أن يدع الإنسان النخامة ولا يحاول أن يجذبها إلى فمه من أسفل حلقه، ولكن إذا خرجت إلى الفم فليخرجها ـ سواء كان صائماً أم غير صائم ـ أما التفطير فيحتاج إلى دليل يكون حجة للإنسان أمام الله عز وجل في إفساد الصوم.
بشكل عام، هذه المسألة مختلف فيها، والقول بعدم الفطر قوي متجه، وإن كان الأحوط ـ بلا ريب ـ ترك تعمد ابتلاعه خروجا من الخلاف. والله أعلم.
هل يجوز الإفطار في رمضان بسبب وجع الرأس؟
وجع الرأس لا يعد مرضًا يبيح الإفطار في رمضان إلا إذا كان شديدًا ويسبب للصائم مشقة غير محتملة أو يخاف من تفاقمه بالصيام. وفي هذه الحالة يجوز للصائم الإفطار ولكن عليه قضاء اليوم الذي أفطره بعد رمضان.
والأحوط للصائم أن يتحمل وجع الرأس ويستعين بالله ويتوكل عليه ويتجنب ما يزيد الوجع من الضوء القوي أو الضجيج أو التفكير المرهق. ويمكنه أيضًا استخدام بعض الوسائل الطبيعية لتخفيف الوجع مثل الكمادات الباردة أو الزيوت العطرية أو التدليك الخفيف.
وإذا لم ينفع ذلك واستمر الوجع بشدة فعليه استشارة طبيبه والرجوع إلى الأدلة الشرعية والطبية في حال الشك أو الجهل. ونسأل الله أن يشفيه ويعافيه ويتقبل منه الصيام والقيام.
هل يجوز الإفطار في حالة الدوخة؟
الدوخة لا تعد مرضًا يبيح الإفطار في رمضان إلا إذا كانت شديدة وتسبب للصائم مشقة غير محتملة أو تخاف من تفاقمها بالصيام. وفي هذه الحالة يجوز للصائم الإفطار ولكن عليه قضاء اليوم الذي أفطره بعد رمضان.
والدوخة هي شعور بالدوران أو الاضطراب أو الفقدان الجزئي للتوازن، وقد تكون ناجمة عن أسباب مختلفة مثل: الجفاف، الجوع، الإرهاق، الإجهاد، الحرارة العالية، الضغط المنخفض، الدواء، الحمل، الدوار الوضعي الحميد، التهاب الأذن الوسطى، الصداع النصفي، وغيرها.
والأحوط للصائم أن يتحمل الدوخة ويستعين بالله ويتوكل عليه ويتجنب ما يزيد الدوخة من الحركة السريعة أو النظر إلى الأشياء المتحركة أو الوقوف بشكل مفاجئ. ويمكنه أيضًا استخدام بعض الوسائل الطبيعية لتخفيف الدوخة مثل: شرب السوائل بعد الإفطار، تناول الأطعمة الغنية بالحديد والفيتامينات، الاسترخاء والتنفس بعمق، ووضع كمادات باردة على الجبهة أو الرقبة.
وإذا لم ينفع ذلك واستمرت الدوخة بشدة فعليه استشارة طبيبه والرجوع إلى الأدلة الشرعية والطبية في حال الشك أو الجهل. ونسأل الله أن يشفيه ويعافيه ويتقبل منه الصيام والقيام.
هل يجوز الإفطار بسبب العصبية؟
إن العصبية لا تعد مرضًا يبيح الإفطار في رمضان، بل هي حالة نفسية تنتج عن التوتر أو القلق أو الغضب أو غيرها من العوامل النفسية أو البيئية. والعصبية لا تؤثر على صحة الصائم أو على صحة الصيام، بل قد تكون فرصة للصائم للتحلي بالصبر والتوكل على الله والتخلص من السلوكيات السلبية.
والأحوط للصائم أن يتحمل العصبية ويستعين بالله ويتوكل عليه ويتجنب ما يزيد العصبية من النقاشات الحادة أو المواقف المزعجة أو الأخبار المحزنة. ويمكنه أيضًا استخدام بعض الوسائل الطبيعية لتخفيف العصبية مثل: الاسترخاء والتنفس العميق، والتدبر في القرآن والأذكار، والمشي والرياضة، والابتسامة والتفاؤل، والتواصل مع الأهل والأصدقاء.
هل النزلة المعويه تفطر؟
النزلة المعوية هي عدوى تصيب الأمعاء وتسبب الإسهال والقيء وآلام البطن وغيرها من الأعراض.
إن النزلة المعوية لا تعد مرضًا يبيح الإفطار في رمضان إلا إذا كانت شديدة وتسبب للصائم مشقة غير محتملة أو يخاف من تفاقمها بالصيام. وفي هذه الحالة يجوز للصائم الإفطار ولكن عليه قضاء اليوم الذي أفطره بعد رمضان.
والأحوط للصائم أن يتحمل النزلة المعوية ويستعين بالله ويتوكل عليه ويتجنب ما يزيد النزلة من الأطعمة والمشروبات الملوثة أو الملامسة للأشخاص المصابين. ويمكنه أيضًا استخدام بعض الوسائل الطبيعية أو الدوائية لتخفيف النزلة بعد استشارة الطبيب.
وإذا لم ينفع ذلك واستمرت النزلة بشدة فعليه استشارة طبيبه والرجوع إلى الأدلة الشرعية والطبية في حال الشك أو الجهل. ونسأل الله أن يشفيه ويعافيه ويتقبل منه الصيام والقيام.
هل الإسهال ينقض الصيام؟
الإسهال لا ينقض الصيام إلا إذا خرج من الدبر بعد الفجر وكان متعمدًا أو مستمرًا أو مستلزمًا للإفطار. وفي هذه الحالة يجب على الصائم قضاء اليوم الذي أفطره بعد رمضان.
والأحوط للصائم أن يتحمل الإسهال ويستعين بالله ويتوكل عليه ويتجنب ما يزيد الإسهال من الأطعمة والمشروبات الملوثة أو الملامسة للأشخاص المصابين. ويمكنه أيضًا استخدام بعض الوسائل الطبيعية أو الدوائية لتخفيف الإسهال بعد استشارة الطبيب.