شبكة سويفت وأهميتها للنظام المالي العالمي
خلال الأزمة الأوكرانية والحرب الروسية، ظهر مصطلح شبكة "سويفت" في الكثير من الأنباء والتقارير المُتداولة، باعتبارها ورقة قد يستخدمها الغرب كعقوبة على روسيا، من خلال استبعاد روسيا من شبكة سويفت. كانت البنوك في مختلف أنحاء العالم بحاجة إلى طريقة لتحويل المال من بلد إلى آخر، وهو ما استطاع نظام "سويفت" المالي توفيره، للتعرّف أكثر على نظام سويفت تابع قراءة السطور التالية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي شبكة سويفت؟
يُعتبر نظام سويفت المالي واحد من المنظمات والأنظمة التي غيرت النظامات المصرفية الحديثة، فقبل إنشاء شبكة سويفت اعتمدت البنوك والمؤسسات المالية على نظام يسمى "تيليكس" لإجراء التحويلات المالية، وكانت شركة "تيليكس" من الشبكات البطيئة وكان النظام يفتقر إلى الأمان الضروري في وقت كانت خلاله التكنولوجيا تحقق تقدماً سريعاً.
"سويفت" هي جمعية مالية عالمية للاتصالات بين البنوك بدأ نشاطها في عام 1977، مقرها الرئيسي في بلجيكا، وهي منظمة تعاونية لا تهدف للربح. يُشرف على "سويفت" البنك الوطني البلجيكي، بالتعاون مع البنوك المركزية الرئيسية، بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والبنك المركزي الأوروبي، وبنك إنجلترا.
غالبية الأعضاء الذين يستخدمون نظام سويفت المالي هم البنوك، ولكن أيضاً هناك العديد من الشركات الأخرى، التي تستخدم نظام سويفت، مثل: الشركات والمؤسسات المالية غير المصرفية.
أهمية شبكة سويفت
باعتبار قطاع التجارة الخارجية من أهم القطاعات في الاقتصاد العالمي والوطني فتعتبر العمليات البنكية الخاصة بهذا القطاع من بين أهم العمليات المالية الأكثر أهمية، تزداد الأهمية مع ازدياد المبادلات التجارية بين البلدان في العالم. وهو ما يُكسب شبكة "سويفت" أهمية خاصة، لأنها تُسهل التواصل ما بين البنوك و تُسهل الخدمات المقدّمة و تتضمن جودة ودقة سير هذه العمليات.
فعالية نظام سويفت ترجع إلى الثقة التي بنيت عليها شبكته، فقد أثبتت الشبكة فعاليتها منذ عام 1977 تاريخ بداية عملها، بالإضافة إلى تطورها منذ هذا الوقت.
يمر سنوياً عبر نظام سويفت قرابة 4 مليارات صفقة مدفوعات، وبمبالغ يومية تُقدر بتريليونات الدولارات لمدفوعات المعاملات المالية، التي تمر عبر البنوك والمؤسسات الشريكة في "جمعية سويفت"، يمكن اعتبار أن سويفت تتحكم اليوم بمجمل المدفوعات العالمية، فهي الوسيط الذي يربط بنوك العالم كافة ولكن الأهم في هذه المجموعة هم أعضاؤها الأبرز أي منظومة البنوك المركزية الست، وهي: البنك الفيدرالي الأمريكي، المركزي الأوروبي، بنك إنجلترا، البنك الياباني، البنك السويسري، والبنك الكندي.
مزايا شبكة سويفت
أما عن المهام التي تقوم بها شبكة سويفت، فلا يتركز عمل سويفت على تحويل الأموال، ولكن الشبكة تعمل كنظام تراسل آمن يسمح لأكثر من 10 آلاف مؤسسة مالية في 212 دولة مختلفة بإرسال واستقبال المعلومات حول المعاملات المالية لبعضها البعض. تكشف أرقام سويفت عن إجراء 42 مليون رسالة يومياً في عام 2021، وفي 2020 استحوذت روسيا على نحو 1.5% من الحركات المالية عبر سويفت. من مزايا نظام "سويفت":
- تواصل المؤسسات المالية بشكل آمن.
- تبادل التحويلات المالية بطريقة موثوقة.
- تسهيل التدفقات المالية العالمية والمحلية.
- دعم التجارة في جميع أنحاء العالم.
كيفية عمل نظام سويفت
يعمل نظام سويفت من خلال نقل الأموال من بلد إلى آخر عن طريق عمل مراسلات متتالية، لا تقوم شبكة سويفت فعلياً بتحويل الأموال، لكن تُرسل طلبات الدفع بين حسابات المؤسسات باستخدام رموز سويفت، هذه الرموز هي أرقام أو رموز قياسية موحدة، مكونة من أرقام الحسابات المصرفية الدولية ورموز معرفات البنوك.
يقوم نظام السويفت المالي بتعيين رموز فريدة لكل مؤسسة مالية تتكون إما من ثمانية أحرف أو 11 حرفاً. عندما ينتمي المصرف إلى نظام سويفت المالي فيمكن استخدام الشبكة لإيصال أمر دفع بأمان والحصول على الأموال من مكان إلى آخر بسهولة، يتم فرض بعض الرسوم من خلال البنوك المراسلة والمستفيدة، وإذا كان تحويل السويفت المالي ينطوي على عملتين فغالباً ما تطبق البنوك أسعار صرف ضعيفة، وقد تستغرق تحويلات سويفت فترة زمنية تصل إلى 5 أيام.
ضرر استبعاد دولة من نظام سويفت
إذا حدث استبعاد لدولة من نظام "سويفت" فهذا من شأنه تعريض المصارف التي تملك الأموال لتداعيات خطيرة عاجلة أو بعيدة المدى. ففي حال عزل دولة عن نظام سويفت، سيصبح من المستحيل للمؤسسات المالية إرسال الأموال إلى داخل أو إلى خارج البلاد، ما يجعل الشركات الكبرى في حالة صدمة، خاصة لمشتري النفط والغاز. قد يُلحق عزل دولة عن هذه المنظومة المصرفية الهامة ضرراً فورياً باقتصاد هذه الدولة.